قمة عربية إفريقية تحتضنها الكويت في الأيام القليلة المقبلة، وقد انطلقت الفعاليات المصاحبة لها ثقافية واقتصادية وغيرها منذ شهر تقريباً. لا تعنيني نتائج هذه القمة إن كان لها نتائج ملموسة أصلاً بقدر ما يعنيني تعاطي الدولة مع إقامة هذه القمة وفعالياتها المصاحبة في الكويت، فالبداية كانت باحتضان صالة مخصصة للتزلج على الجليد لحفل غنائي لعدم وجود مسارح تابعة للحكومة في الكويت لإقامة فعاليات موسيقية جماهيرية، تلا ذلك إقامة منتدى اقتصادي للقمة في أحد فنادق الكويت لعدم توفر قاعات حكومية قادرة على احتضان هذا المنتدى. ثالث الأمور هو استقبال الضيوف في المطار الأميري لبروتوكولات معينة من جانب وعدم قدرة مطار الكويت الدولي على استيعاب حركة المسافرين بالإضافة إلى الوفود الرسمية من جانب آخر. ورابع الأمور هو وضع مسألة تعطيل مؤسسات الدولة خلال أيام القمة على طاولة مباحثات مجلس الوزراء، تفادياً للشلل التام الذي ستشهده الطرق في أيام القمة، ومجرد وضع مسألة التعطيل في حيز النقاش حتى إن لم يقر هذا التعطيل يثبت عجز الدولة الكويتية الغنية عن القيام باحتضان أي فعالية دولية متوسطة الحجم. وبالطبع، فإن الوفود الرسمية ستقوم بزيارة المجمعات التجارية كـ"الأفنيوز" أو "الحمراء" في فترة انعقاد القمة لعدم وجود مشاريع حكومية تستحق الاطلاع عليها فأبراج الكويت تحت الصيانة والجزيرة الخضراء ليست خضراء ومنتزه الخيران يحتاج إلى واسطة للحصول على شاليه واستاد جابر غير جاهز بعد تسع سنوات من بدء إنشائه وجامعة الكويت كلياتها عبارة عن مدارس، فلا مكان للوفود سوى مؤسسات القطاع الخاص. بل حتى إن تعرض بعض أعضاء الوفود القادمة لوعكة صحية فسيتم إدخالهم للمستشفيات الخاصة "عن الفشلة بس". هذا هو الحال ولا يوجد أوضح من ذلك أبداً دولة عاجزة عن كل شيء وعليكم فقط أن تتخيلوا الحال لولا وجود بعض الجهات الربحية في الكويت كالمستشفيات أو الجامعات أو أماكن الترفيه الخاصة، وهو جعل الحكومة تفكر بالعطلة أيام المؤتمر فقد تمكنت من اللجوء إلى القطاع الخاص (الفنادق) لإقامة المنتدى الاقتصادي للقمة، وتمكنت من اللجوء للديوان الأميري (المطار الأميري) لاستقبال الوفود، ولم تستطع إيجاد بديل عن بناها التحتية المتهالكة الطرق السريعة تحديداً ففكرت بالعطلة. ولن يتغير الحال مهما قالوا ما داموا يديرون الأمور بالعقلية نفسها و"الله لا يغير علينا". خارج نطاق التغطية: أعلم أن أحمد مشعل الأحمد الصباح تم تعيينه رئيساً لجهاز متابعة الأداء الحكومي بسبب النسب ليس إلا وإن نجح في مهامه فسيكون الأمر مجرد مصادفة، إلا أن ما أتلمسه من حزم وجدية في متابعة المشاريع يجعلني أتفاءل ولو قليلاً في تحسن الوضع نسبياً في القادم من الأيام.
اليوم: 13 نوفمبر، 2013
سؤال التريليون دولار
نقلا عن ممدوح المهيني، من واشنطن، بتصرف: زعماؤنا يلاحقون في الحفر وأنابيب مياه المجاري، وأطفالنا يبادون بالغازات، ومفكرونا مجهولون، ومتعصبونا في ازدياد، ويدفعون مزيدا من المراهقين للموت، وعاطلونا يغرقون على الشواطئ الأوروبية، والفوضى تعم دولنا، ومعدلات الفقر في تزايد، والأمل في تناقص، ونظم التعليم متهالكة، وجامعاتنا ميتة، والكل يشتكي من غياب القيم والقانون والتعاون ومن اهتراء الأوضاع، فلم حدث لنا هذا؟ هناك بالتأكيد خلل، وسببه اختيارنا الإجابة عن السؤال الخاطئ! فعندما يقع شعب في أزمة حضارية فإن عليه أن يختار الإجابة عن سؤال من اثنين: ما الخطأ الذي ارتكبناه؟ والإجابة الناقدة ستقوده حتما لإلقاء المسؤولية على الجهة المسؤولة، ليتم تصحيح المسار. والسؤال الثاني هو: من فعل بنا هذا؟ والجواب هنا سيقود الى سلسلة لا تنتهي من التبريرات وأوهام المؤامرة والاضطهاد ووجود أعداء وهميين.
يقول مؤلف كتاب «الحقيقة الليبرالية المركزية»، لورانس هاريسون، ان اليابان طرحت السؤال الأول على نفسها، وانطلقت حضاريا بعدها! أما بلداننا فقد اختارت السؤال الثاني، وما زالت تعاني من التراجع والتفكك، لأنها اختارت محاربة الأعداء والغزاة الذين يسعون لإذلالها وتحطيم مجدها. وهو يدعو في كتبه إلى طرح السؤال الأول فقط، لأنه سيقود الى نقد جذري للثقافة، ويجنب إلقاء اللوم على الآخرين. فالثقافة، بقيمها ومبادئها العميقة، هي المرآة التي تعكس صورة المريض الحقيقية، وهي السبب في دفع شعوب للتقدم وغيرها للتأخر، وتجنب تبرير الخلل، ولكن ما الثقافة التي تدفع أمما إلى الأمام وأخرى إلى الوراء؟ يقول هاريسون ان التعاليم الدينية من أقوى العناصر التي تدفع إلى التقدم إذا ما اتسمت بالعقلانية، ودعت إلى قيم الكد والعمل وجمع الثروة، هذا سبب تقدم الدول البروتستانتية في أوروبا مقارنة بالكاثوليكية، التي قاومت أفكار النجاح الشخصي ودعت الى الاهتمام أكثر بالعالم الآخر، والتقليل من قيمة الحياة والمال. وهناك أيضا تعاليم تدعو الى الخرافة واللاعقلانية وتزرعها بعقول متبعيها، وكلما زادت قوة حب الحياة في هذا العالم، زادت الرغبة في تطويره ودفعه الى الأمام. وهذا عكس ما تفعله الشعوب الأخرى، التي تعلن الاستقالة من الحياة، فتفقد الرغبة في النجاح والتفوق، وبالتالي فالعصر الذهبي للإنسان هو في مستقبله وليس ماضيه، وهذا عكس ما تفكر به الثقافات التي تسكنها فكرة أن الماضي أفضل من الحاضر! كما أن لعامل عدم احترام الحقائق العلمية دوره في انحراف مسار المجتمعات، ويمثل عائقا أمام التحديث. كما تدفع لقيم أخلاقية مثل الثقة والصدق والتعاون دولا كالسويد والنرويج والدانمرك، لتحتل قائمة الدول الأكثر نجاحا، على عكس دول تسيطر عليها أفكار انعدام الثقة والتعاون. كما أن الدول التي تعطي تعليم الجنسين المكانة الأعلى هي الأكثر قدرة على التطور. ففي عام 1905 مثلا كان %90 من أطفال اليابانيين في المدارس، وبدأت حرب السويد ضد الأمية قبل مئات السنين. كما تلعب قيم التسامح والانفتاح في تقدم المجتمعات، كما حدث في عراق العباسيين. وهناك عوامل عدة أخرى، ولكن هل لدينا حكومة «رشيدة» بإمكانها القيام بدورها؟ هذا هو سؤال التريليون دولار!
أحمد الصراف
قبل أن تسكبوا دموع التماسيح .. تذكروا!
قيل الكثير اليوم بشأن طلب رئيس الوزراء بالغاء محاور استجوابه المقدم من النائب رياض العدساني، وموقف النواب من التصويت على الطلب بالموافقه، وطبعا في مثل تلك المواقف الخلافية تفتح أبواب التشكيك والطعن والتخوين .. وأيضا التمثيل.
ومن أكثر الأسئلة التي وجهت لي اليوم عبر “تويتر” هو سؤال “ما رأيك بموقف راكان من شطب الاستجواب”، وأهمية هذا السؤال بالنسبة لكثير من السائلين ليس الإجابة بقدر ما محاولة استعراض قوة باحراجي أمام المتابعين .. متابعة قراءة قبل أن تسكبوا دموع التماسيح .. تذكروا!