مبارك الدويلة

الفكر العلماني.. وأسباب التخلف

سألت صحافياً من الاخوان المسلمين عن نهاية هذه التظاهرات اليومية ومصير مسيراتهم السلمية. فقال انهم سيستمرون في التظاهرات، التي تزداد اعدادها كل اسبوع بشكل ملحوظ، ثم سننتقل تدريجيا إلى العصيان المدني والاضراب العام وعندها سيضطر المخلصون في الجيش الى وضع حد لهذا الوضع بالتدخل لانقاذ البلد من الانهيار الاقتصادي والأمني الذي بدأت مظاهره منذ فترة ليست بالقصيرة. ولما ابديت تخوفي من استعمال القوة والسطوة لضربهم واعتقالهم، أجابني: ما الذي يمكن ان يفعلوه اكثر مما فعلوه في «رابعة» و«النهضة» والمنصة؟! وكم يمكن أن يسجنوا اكثر من الخمسين ألفاً من المنتمين إلى الاخوان القابعين في السجون تحت التعذيب ومن دون محاكمات، وإن تمت محاكمتهم فهي على الأرجح محاكمات صورية واحكامها معلبة وجاهزة؟! لقد استنفدوا كل ما لديهم من وسائل القمع! والمعركة الآن بين من يؤمن بفكرته ويكافح من اجلها وبين من لا يملك من المبادئ والافكار غير الخرطوش والمطاطي والرصاص الحي. إن الانقلاب يا صاحبي فشل، وهو الآن في العناية المركزة يحاول اعداء مصر ان ينفخوا فيه الروح مستعينين بخبرات الاسرائيليين واموال اخواننا وبعض أهلنا في الخليج، هدفهم ألا يروا مصر رائدة للامة العربية وقائدة للامة الاسلامية كدولة حضارية في كل شيء. سألته: ألا تخشى من ان تتحول مصر الى سوريا ثانية؟! قال: لن نرفع السلاح في وجه اخواننا العسكريين حتى وان طحنوا اجسادنا بجنازير الدبابات. عندها ادركت ان صاحب الفكرة والمبدأ هو الذي سينتصر في النهاية. اللهم احفظ مصر وشعب مصر. متابعة قراءة الفكر العلماني.. وأسباب التخلف

عادل عبدالله المطيري

الـ«نيو معارضة» والرئاستان

في كل برلمانات العالم توجد معارضة سياسية للحكومات ـ وذلك ناشئ من طبيعة المنافسة الحزبية هناك، فالمعارضة في نهاية الأمر ـ لا تعدو كونها نوعا من المنافسة، ولكن بطرق دستورية راقية، ومن فوائد تلك المعارضة هو ترشيد قرارات الحكومة التي ستعمل وعينها على المعارضة التي بدورها تتصيد الأخطاء عليها لتحل محلها.

أما في الكويت فإن المتتبع لتاريخ المعارضة الوطنية ومطالباتها، فسيجد أن تشكيلاتها كانت من جميع أطياف المجتمع (الشيعي والسني، الإسلامي والليبرالي، القبلي والحضري).

كما كانت المعارضة التقليدية تسعى دائما للمطالبة بالمزيد من الإصلاح والحريات ومكافحة الفساد، وحتى وإن عجزت عن القضاء على الفساد، فإنها حتما نجحت في التخفيف من حدته وبشاعته، ربما وفي حالات خاصة جدا ونادرة – ساومت المعارضة الحكومة على فسادها لتمرير بعض المصالح العامة، وهذا بالطبع لا ينفي عنها وطنيتها ولا نزاهتها.

أما المعارضة الكويتية الجديدة – أو ما يسمى «النيو معارضة» والمتواجدة بقوة في مجلس الأمة الحالي والمجلس الذي سبقه، فلا ينطبق عليها بالتأكيد لقب المعارضة التقليدي، حيث إنها لا تتكون من أطياف مجتمعية مختلفة، بل تكاد تكون بلون سياسي واحد.

ولم تتبن مطالب إصلاحية عامة تدافع عنها وتسأل الحكومة عنها، بل إنها اكتفت ببعض المطالب الفئوية، كما لا تستهدف «النيو معارضة» البحث عن الفساد للقضاء عليه، بل هدفها الأساسي استخدامه للإطاحة «بالرئاستين» وأقصد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الأمة.

وتختلف الـ«نيو معارضة» عن المعارضة التقليدية بأن الأولى – أداة طيعة بيد أقطاب السياسة يحركونها لمصالحهم الضيقة، بعكس المعارضة التقليدية التي كانت تستفيد من الصراعات السياسية للحصول على المزيد من الإصلاح والشواهد التاريخية كثيرة.

مؤسف جدا، ما وصلت إليه الحياة السياسية الكويتية من انحدار، فلم يعد يجدي معها – لا صوت ولا اثنان ولا حتى أربعة أصوات للناخب، من كانوا يتباكون من استخدام الاستجوابات ويطالبون بعد الاستعجال فيها، يجهزون الآن استجواباتهم الفئوية والضعيفة للحكومة قبل أن ينعقد مجلس الأمة الجديد، بل ويهددون باستجواب سمو رئيس مجلس الوزراء مباشرة وهذا الأمر وبالتحديد ما كانوا يرفضونه وبشدة سابقا.

في الختام: يبدو أن الـ«نيو معارضة» قد حددت هدفها مسبقا لها، وتبحث فقط عن المبررات، فهم يسعون جاهدين للانتقام ـ بالوكالةـ من «الرئاستين» والإطاحة بهم عن طريق افتعال الأزمات لحل مجلس الأمة فربما تتغير عندئذ الرئاسة في مجلس الوزراء والبرلمان.

 

احمد الصراف

نحن والسويد.. تحليل لمرتبة الفساد

“>

نشر الزميل علي سعد الموسى في «الوطن أون لاين» السعودية مقالا طريفا سبق أن كتبنا ما يماثله في عدة مناسبات، ولكن ليس بمثل هذه الطرافة، حيث يقول: ما بين ترتيب بلد مثل السويد وبين موقعنا في قائمة الدورية تكمن مسافة التربية التي تتلقاها الشعوب المختلفة، وتؤثر في تصديها للظواهر والممارسات السيئة والخاطئة. فالسويد تتصدّر قائمة النزاهة والشفافية، بينما سأحتفظ بترتيبنا (السعودية)، لأنه لا يصح أن يصبح وثيقة في مقال مكتوب، ولكن في المقابل كيف وصل المجتمع السويدي إلى صدارة التصنيف، وكيف تربعنا بامتياز في مكان قصي من الصفحة الثالثة، رغم أن الأدبيات التي يتلقاها الشعبان المتناظران، نظرياً على الأقل، يجب أن تؤدي إلى النقيض، فالمجتمع السويدي لا يستمع إلى مائة ألف خطبة جمعة في الأسبوع، وكلها تحث على مخافة الله وتقواه. كما لا يوجد في السويد نصف مليون مسجد للصلاة التي لا تتوقف عن النهي عن الفحشاء والمنكر. ولا توجد في السويد وزارات أوقاف وشؤون دينية، ولا يعمل فيها ثلاثون ألف داعية، يقيمون في العام الواحد مليوني منشط دعوي هدفها حض المجتمع على الصلاح والنزاهة! ولا يوجد في السويد مخيم أو معسكر توعوي دعوي مثلما لا يوجد فيها عشر كليات للشريعة التي تضم الآلاف من الدعاة ومن طلبة العلم الذين يقرأون على هذا المجتمع عقاب الآخرة، ويحذرونه ليلا ونهارا من أكل المال الحرام، ومن مغبة هضم حقوق الخلق بالباطل. ولا يوجد في فضاء السويد 47 قناة فضائية دينية تبث ليلا ونهارا تعاليم ديننا التي تحرم الربا حتى وإن تكن حبة من خردل! ولا يدرس الطالب السويدي عشرين حصة في الأسبوع من كتاب الله وسنّة نبيه، التي لم تترك فضيلة واحدة أو سيئة من دبيب النمل إلا ووضعت لها منهاجاً في الترغيب والترهيب. ولا يقرأ المجتمع السويدي هذا القرآن العظيم، الذي لو أنزل على جبل لتشقق من خشية الله، فيما نحن نقرؤه تلاوة وتفسيراً وتجويداً بهذه الكثافة ونحمله أمانة فلم نتشقق، وهذا من طلب المستحيل، ولكن لم نرتفع في ترتيب الفساد سطراً واحداً من الصفحة الثالثة، حيث موقعنا في ترتيب المجتمعات والأمم.
وسؤالي: أنا لا أسأل عن السويدي لو أنه أيضاً استمع إلى كل ما نستمع إليه، وأين سيكون، ولكن سؤالي أين سنذهب لو أننا، مع وضعنا المخيف، لم نستمع أيضاً إلى كل هذه التعليمات السماوية الخالدة؟ – انتهى! –
ولا حاجة هنا للتنويه بأن من السهل جدا رفع اسم السعودية، ووضع اسم الكويت مكانه، دون ان يطرأ على المقال أي خلل، فقد أصيب مسؤولو التربية في دولتنا بحالة من الرهاب العصبي من المتاجرين بالدين، بعد أن نجح هؤلاء في فرض «بضاعتهم» على مناهج جميع المدارس، علما بأن العملية لا تحتاج إلى عبقرية لنعرف بان التركيز على اية مادة دراسية، بمثل ما يحدث الآن من تركيز على المواد الدينية من شأنه إحداث خلل عقلي رهيب ينتج عنه تخلف لا يمكن تجنبه. وهنا لا نهاجم تدريس الدين بقدر معارضتنا التركيز الشديد على مادة معينة، حتى لو كانت علمية بحتة، فلو قامت وزارة التربية والتعليم لدينا بإلغاء كل الدروس الدينية والترفيهية والفنية، واستبدلتها بمواد علمية لما كان حالنا أفضل، إن لم يكن أسوأ، فالعبرة بما يحتاجه الطلبة من مواد متنوعة تشمل كل أنشطة الحياة، وليس بالتركيز على مادة معينة وتجاهل ما عداها.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

علي محمود خاجه

شكراً أحمد السعدون

ما إن أدرج سهم بنك وربة في سوق الكويت للأوراق المالية حتى انتشر ما يسمى بالـ"هاشتاق" بلغة "تويتر" تحت عنوان شكراً أحمد السعدون، والـ"هاشتاق" يستخدم في "تويتر" كي يتسنى لمستخدمين مختلفين الحديث حول موضوع واحد ويرمز له بعلامة #. عموماً وقبل الخوض في التفاصيل لا بد من الإشارة إلى أن بنك وربة هو بنك تم إنشاؤه بقوة القانون من خلال مجلس الأمة؛ لتعود ملكيته للحكومة ممثلة بهيئة الاستثمار بنسبة الربع والثلاثة أرباع للشعب الكويتي، وتكون بذلك حصة كل مواطن كويتي ما يقارب الـ700 سهم، وقد كان السيد أحمد السعدون أحد متبني هذه الفكرة التي أثمرت اليوم عن بنك جديد قد يساهم في تحسين أداء القطاع المصرفي. أما الحديث عن مدى الجدوى الاقتصادية للمشروع فهو أمر لست على علم به، ولكن ما أعرفه جيداً هو أن إنشاء بنك بأسهم للمواطنين أفضل بكثير من توزيع أموال للمواطنين تتلاشى فور توزيعها بسفر أو بآيفون، وهو لا يعني بأي شكل من الأشكال تزكيتي لفكرة البنك لكنها حين المفاضلة مع المنح الموزعة فهي أفضل بكثير، ولكن المفارقة أني أجد كثيراً من المواطنين يتسابقون بإرادتهم لبيع تلك الأسهم، فيستحوذ عليها من يستحوذ، وتردد لاحقاً أسطوانة الحيتان الذين يسيطرون على مقدرات البلد!! على أي حال فإن ما استوقفني فعلاً هو ما بدر من شكر للسيد أحمد السعدون من الكثير من مستخدمي "تويتر"، وهو بالطبع حق مشروع لهم، فهم يؤمنون بأن بنك وربة إنجاز تشريعي يعود الفضل فيه بالمقام الأول للسيد أحمد السعدون، علماً أن هذا الإنجاز التشريعي الذي يؤمنون به تم إقراره في عهد سمو الرئيس ناصر المحمد وبرئاسة السيد جاسم الخرافي لمجلس الأمة، وهما شخصيتان يعتقد كل من بادر بالشكر للسيد أحمد السعدون أنهما من أسوأ الشخصيات السياسية في تاريخ الكويت. ما سبق يعني أنه رغم سوء وضع مجلس الأمة والحكومة في ذلك الحين فإن السيد السعدون وزملاءه تمكنوا من تحقيق إنجاز تشريعي لمصلحة المواطنين، والآن نطرح تساؤلاً هاماً للمشاركين بالـ"هاشتاق": هل كان من الممكن أن يتحقق الإنجاز التشريعي المتمثل ببنك وربة لو كان من صوّت لإنشاء البنك من النواب مقاطعاً للانتخابات النيابية؟ تلك هي المسألة ببساطة، فالمكاسب الممكن تحقيقها من داخل المجلس تفوق بكثير ما يمكن تحقيقه بالخارج، وهي ما تعزز فكرة أن المشاركة بالانتخابات هي الأصل، وإن شابت العملية الديمقراطية الشوائب، والإنجاز يظل ممكناً حتى في أسوأ ظروف المجلس، وكل من شكر السيد السعدون في الأيام الماضية على خلفية إنشاء وإدراج بنك وربة يتوجب أن يستوعب هذا الأمر جيداً، كي لا تتكرر الأخطاء مستقبلاً. خارج نطاق التغطية: السيد أسامة الشاهين صرح عن انتهاء خيار المقاطعة، وهو أمر لا يمكن أن يفهم من شخص أو تيار أصر على هذا الخيار في انتخابات يوليو الماضي، فما الذي تغير كي ينتهي الخيار بالنسبة إلى الشاهين؟

احمد الصراف

خاتون وسمية والمرور

“>
فهم بعضهم انتقادنا للواء عبد الفتاح العلي، وكيل المرور، بعدم اتفاقنا على كل ما يقوم به من جهود لمحاربة التسيب المروري في الدولة، والعكس هو الصحيح؛ فاعتراضنا انصب على فحوى تصريحاته فقط، التي لو خفّف منها وركز على عمله لأنتج أكثر وناله نقد اقل. ففي تصريح صحفي أدلى به أخيرا، في معرض تبريره لأسباب ازدحام الطرقات بالمركبات في أوقات الذرورة، قال إن شوارع الكويت مصممة لكي تستوعب 800 ألف مركبة في اي وقت، في حين يبلغ فيه عدد المركبات المسجلة لدى إدارة المرور ضعف هذا الرقم، ولهذا يحدث الازدحام! وهذا تصريح يفتقد الدقة والمسؤولية طبعا، فلا يمكن ان تكون كل مركبات الكويت في الشارع في أي ساعة من ساعات الليل أو النهار، لكي تضيق بها الشوارع! فهناك نسب عالمية يمكن الاستفادة منها فيما يتعلق بالسيارات التي يمكن أن تتواجد في الشارع في اي لحظة، وفي الذروة!، و«قد» يكون الرقم في الكويت بحدود 500 ألف مركبة مثلا، وهو اقل بكثير من القدرة الاستيعابية للطرقات، وبالتالي فإن نسب المقارنة التي ذكرها اللواء العلي غير صحيحة، ويجب عليه التخلي عنها لإقناعنا بسبب المشكلة. فكثيرون في الكويت يمتلكون اكثر من سيارة، ويستحيل عليهم قيادة أكثر من واحدة في وقت واحد. وآخرون يمتلكون سيارات ولا يتواجدون في الكويت طوال الوقت، كما يستعين غيرهم بمن يقوم بتوصيلهم بدلا من استخدام سيارتهم، وآخرون يتجنبون القيادة في ساعات الذروة. وبالتالي ربما يكون من الأفضل استخدام رقم حاملي رخص القيادة، بدلا من عدد المركبات، وخصم ما نسبة %15 إلى %20 من الرقم، ومقارنته بالقدرة الاستيعابية للطرقات في الكويت!
***
• ورد اسم خاتون وسمية في زاوية «شيء من الماضي» في القبس قبل ايام، في إشارة إلى الطبيبة الأميركية ماري اليسوت التي جاءت الكويت مع الارسالية الأميركية عام 1934، وغادرتها بعد ثلاثين عاما من العمل المخلص إلى البحرين! وقد ذكرني التنويه بحادثة طريفة وقعت قبل عشرين عاما، وسبق أن تطرقت إليها في مقال سابق، تتعلق بالدكتورة وزملائها، وذلك عندما أعلن رجل أعمال، بعد التحرير مباشرة، عن نيته افتتاح مستشفى بتقنية أميركية، وإطلاق اسماء أطباء وطبيبات مستشفى الارسالية الأميركية على أجنحته، تقديرا لدورهم الإنساني مع بداية القرن العشرين، وعرفانا للدور الأميركي الحيوي في تحرير الكويت بعدها بثمانين عاما، وقام المستثمر بنشر إعلانات ملونة في مختلف الصحف، وهنا طلبت منه المطبوعة الناطقة باسم جمعية الإصلاح، الفرع المحلي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، نشر الإعلان نفسه لديها، واشترطت عليه عمل بروفة لصور الطبيبات، ومنهن خاتون وسمية، وتغطية رؤوسهن بايشاربات، لأن المجلة «الوقورة» لا تنشر فيها صور سيدات بشعر مكشوف! رفض المستثمر هذا «الدجل»، وأصر على بقاء الصور كما هي، وخاصة أن صاحباتها وورن التراب منذ عقود! بعد شد وجذب تم الاتفاق على الاكتفاء بذكر أسماء الطبيبات في الإعلان تحت مربعات فارغة من الصور! وهذا هو «حد يوش»، أو مستوى تفكير، هذه الجماعات التي تسعى لحكم الدول العربية والإسلامية، وكأن ما نعانيه من مصائب وتخلف يمكن القضاء عليه بوضع ايشارب على صورة سيدة ماتت قبل نصف قرن!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

مصر.. عقدة العلمانيين العرب

“>
أصبحت مصر بعد الانقلاب الدموي وما تبعه من احداث عقدة عند العلمانيين واصحاب التوجهات الليبرالية، ليس فقط في مصر، بل في العالم العربي من محيطه الى خليجه..! نقول هذا بعد ان شاهدنا علمانيي الخليج وليبراليي شمال افريقيا يؤيدون ويصفقون ــ لاشعورياً ــ للانقلاب الدموي الذي اطاح الحكم المدني والرئيس المنتخب، وأسقط دستورا مدنيا تم الاستفتاء عليه من معظم الشعب المصري! ولان هذا الموقف الغريب يتناقض مع مبادئ العلمانية ويتعارض مع الفكر الليبرالي، لذلك هم يشعرون بهذه العقدة والغصة في الحلقوم، لان الناس أدركوا انهم اصحاب أهواء ومصالح وليسوا اهل مبادئ ومواقف! ولانهم أصبحوا غارقين في وحل الانقلاب تجدهم غير عابئين بالبلل من المواقف المشينة والمخجلة! ولعل ما كتبه زميلنا (الخبير الاقتصادي الفلتة) عن استيائه من بعض الشواذ الذين يقتلون العوائل والاطفال في العراق ويحمل هذا الاجرام للفكر الديني، بينما تابعنا جميعنا كتاباته على مدى شهرين، كان مؤيداً فيها للانقلاب ونتائجه ولم يتباك بحرف واحد على آلاف القتلى والجرحى من المعتصمين السلميين العزل في «رابعة» و«النهضة»، والادهى من ذلك انه كان يجد الاعذار للسيسي ووزير داخليته في تكميم الافواه وتقييد الحريات وزج عشرات الالاف من معارضي الانقلاب في السجون بتهم معلبة ومحاكمات صورية! ثم يفاجئنا بالامس بمقالة يبرر فيها اقصاء تيارات اسلامية من لجنة اعداد الدستور بحجة انها تحمل فكرا دينياً بينما مصر – حسب كلامه – دولة علمانية..!؟ ولم يفسر لنا سبب وجود نخبة من مفكري النصارى ومشايخ الأزهر في عضوية اللجنة؟!
ان مشكلة بعض أدعياء العلمانية عندنا انهم مهووسون بكل ما هو نصراني ومحبطون من كل ما هو اسلامي، بمعنى انهم يعتزون بالاقتباس من النصارى وافكارهم ويحتقرون كل ما يمت للمسلمين بصلة! لذلك تجدهم يتحسرون على تحطيم معلم مسيحي في معلولا بسوريا ولا تتحرك فيهم شعرة من اخبار هدم المساجد على من فيها بدرعا..! وصدق فيهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لتتبعن اليهود والنصارى شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وراءهم».
***
نزار العدساني.. الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول، قابلته بالامس واستمعت منه الى شرح واف عن طريقة اختيار المتقدمين للوظائف الادارية، ومع ان كل المنتمين الى عائلة الدويله لم يتم اختيارهم، الا ان الوضوح في العمل جعلني اقف احتراما لهذه النتيجة واخرج راضيا.
***
الشيخ محمد الخالد وزير الداخلية… يتهمونه بأن فيه شيخة لا تحتمل! وأقول ان الشيخة احياناً تكون ضرورية لضبط العمل بهذه الوزارة الحساسة شريطة ألا تؤدي الى ظلم لحقوق الاخرين، ونتمنى من الوزير الشاب ان يطلع من الوزارة والناس يدعون له ولا يدعون عليه، والظن فيه طيب حسب معرفتنا القديمة به!

احمد الصراف

السرقات الدينية والأمية

“>

في سابقة فريدة من نوعها قام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بإحالة عشرات من موظفي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى النيابة العامة بتهم تتعلق بارتكابهم مخالفات مالية وإدارية جسيمة! وندرة الحالة لا علاقة لها بقلة ما يرتكب في هذه الوزارة الدينية والقلعة الحصينة من مخالفات وسرقات، بل بعملية الإحالة نفسها، فهي السابقة، علما بأن الوزير ربما قام بذلك لعدم وجود حل آخر أمامه لمعالجة الفضيحة، بعد ان وجد ان الوضع لا يمكن السكوت عنه، كالعادة، بإجراء تنقلات هنا وإعفاءات هناك! ولكن قراره يشكر عليه في جميع الأحوال.
إن حالة الإحالة إلى النيابة في هذه الوزارة الدينية التي يفترض أن العاملين فيها هم من اكثر موظفي الدولة التزاما بالدين وتمتعا بالنزاهة والأمانة، حتى أنهم رفضوا أن تعمل بينهم من ليست محجبة، دع عنك من هو ليس من حزبهم الديني أو طائفتهم، تعني أنهم بشر مثلهم مثل غيرهم، ولم يجعلهم حرصهم المبالغ فيه، في مجمع الوزارات مثلا، على أداء الواجبات الدينية، أكثر أمانة من غيرهم. كما أن رفضهم لعمل غير المحجبات فيها لم يساهم في رفع المستوى الخلقي لموظفي الوزارة، فالشخص الذي يرغب في إنقاص وزنه مثلا يحاول جاهدا الابتعاد عن منظر الأغذية «الشهية»، بسبب ضعف إرادته! فالرفض منبعه الخوف، وليس الفضيلة!
وفي السياق نفسه أثيرت في السعودية، وفي غيرها من دولنا، وبالذات على وسائل التواصل الاجتماعي، الكثير من أخبار اختفاء الملايين من مبالغ التبرعات التي دفعها الغافلون للجهاد في سوريا. وأنها اختفت مع اختفاء من كان وراء جمعها. كما أن الكثير من التبرعات العينية التي جمعتها أكثر من جهة لم تصل للمحتاجين لها. وكشف موسى الغنامي، وهو رجل دين سعودي معروف، النقاب عن السرقات من تبرعات جمعت باسم إغاثة الشعب السوري. وأورد اسم «جمعية س…»، واسم أمينها «الشيخ سعد. ش».كما ذكر أسماء من شهدوا على أمانة أمين الجمعية ونزاهته، غير الأمين، ومن هؤلاء «دعاة كبار»، ولا أدري كبار في ماذا! ومنهم الداعية «م. ع»! وأن هؤلاء شاركوا في تزكية الجمعية، وشاركوا، بعد الفضيحة، في التكتم عليها.
وبالرغم من أن الشيخ الغنامي ذكر الأسماء صراحة في موقعه على تويتر فان أحدا لم يجرؤ على الرد عليه. وهاتان الحادثتان، وغيرهما الكثير، تؤكدان ما سبق ان ذكرناه من أن الجرعة الزائدة من التدين لا تعني نزاهة اكثر وامانة اقوى، فالأمانة والخلق الحسن بحاجة لمنطق، والمنطق لا يأتي بغير تفكير وتعليم وثقافة!
* * *
• ملاحظة: أعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، التابعة للأمم المتحدة، أن عدد الأميين في المنطقة العربية قد فاق 97 مليونا، وهي نسبة تعادل أكثر من %27 من تعداد السكان العرب! وأن هناك تخوفا من عدم وجود تقدم حقيقي بالنسبة لمحو الأمية فيها! وبالرغم من هذه المؤشرات المخيفة، والمشاكل الرهيبة، فاننا نجد شبابنا يفضل الهرب منها للجهاد في «همجستان» والعراق وسوريا، حيث تتاح لهم الفرصة ليحاربوا ويقتلوا ويسجنوا ويعذبوا وبعدها يُقتلوا، ولتتسبب أفعالهم، في نهاية المطاف، في زيادة جهلنا وأميتنا وتخلفنا!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

مصر.. عقدة العلمانيين العرب

أصبحت مصر بعد الانقلاب الدموي وما تبعه من احداث عقدة عند العلمانيين واصحاب التوجهات الليبرالية، ليس فقط في مصر، بل في العالم العربي من محيطه الى خليجه..! نقول هذا بعد ان شاهدنا علمانيي الخليج وليبراليي شمال افريقيا يؤيدون ويصفقون ــ لاشعورياً ــ للانقلاب الدموي الذي اطاح الحكم المدني والرئيس المنتخب، وأسقط دستورا مدنيا تم الاستفتاء عليه من معظم الشعب المصري! ولان هذا الموقف الغريب يتناقض مع مبادئ العلمانية ويتعارض مع الفكر الليبرالي، لذلك هم يشعرون بهذه العقدة والغصة في الحلقوم، لان الناس أدركوا انهم اصحاب أهواء ومصالح وليسوا اهل مبادئ ومواقف! ولانهم أصبحوا غارقين في وحل الانقلاب تجدهم غير عابئين بالبلل من المواقف المشينة والمخجلة! ولعل ما كتبه زميلنا (الخبير الاقتصادي الفلتة) عن استيائه من بعض الشواذ الذين يقتلون العوائل والاطفال في العراق ويحمل هذا الاجرام للفكر الديني، بينما تابعنا جميعنا كتاباته على مدى شهرين، كان مؤيداً فيها للانقلاب ونتائجه ولم يتباك بحرف واحد على آلاف القتلى والجرحى من المعتصمين السلميين العزل في «رابعة» و«النهضة»، والادهى من ذلك انه كان يجد الاعذار للسيسي ووزير داخليته في تكميم الافواه وتقييد الحريات وزج عشرات الالاف من معارضي الانقلاب في السجون بتهم معلبة ومحاكمات صورية! ثم يفاجئنا بالامس بمقالة يبرر فيها اقصاء تيارات اسلامية من لجنة اعداد الدستور بحجة انها تحمل فكرا دينياً بينما مصر – حسب كلامه – دولة علمانية..!؟ ولم يفسر لنا سبب وجود نخبة من مفكري النصارى ومشايخ الأزهر في عضوية اللجنة؟! متابعة قراءة مصر.. عقدة العلمانيين العرب

احمد الصراف

القتل المجنون

“>
ما أول شيء يتبادر لذهنك عندما تسمع من يتلفظ بكلمات نابية ووقحة؟ ستصفه غالبا بعدم التهذيب، وقلة الأدب! وبماذا تصف من يقوم بعمل إجرامي، لغرض في نفسه أو للحصول على مال أو للانتقام الشخصي؟ ربما ستصفه بالمجرم وتستنكر فعلته وتشمئز من تصرفه. وقد تصف الاثنين وغيرهما بقلة الإحساس أو التربية! والتربية ترتبط بالتعليم بشكل وثيق، فلا تعليم بغير وجود تربية في صلب مقرراته، وليس هذا وضع مناهج اي دولة عربية، حتى تلك التي تسمى وزارة التعليم فيها بوزارة التربية، فما يدرس في مدارسنا لا يمت حتما للخلق والتربية بصلة كبيرة.
ولكن عندما تقوم جماعة مسلحة، إن في سوريا أو باكستان أو أفغانستان أو في العراق، كما حدث فيه قبل يومين عندما قتل 18 شخصا واصيب 12 آخرون من عائلة شيعية واحدة في هجوم متوحش على منزلهم في مدينة اللطيفية وإحراق المنزل بعد ذلك، هنا تصبح المسألة شيئا آخر، فهو ليس قلة أدب ولا وحشية ولا إجراما، بل شيء آخر مختلف تماما اقرب للجنون والانهيار الكامل لكل القيم منه لأي شيء آخر! ربما كان هدف هؤلاء القتلة السفاحين إشعال حرب طائفية، وهذه كان يمكن القيام بها بغير قتل أطفال رضع وهم في أحضان امهاتهم، بل بقتل رجال بالغين من الطائفة نفسها، وتفجير دور عبادتهم مثلا، رغم عدم إقرارنا بأي من هذه الأساليب الوحشية الحقيرة! ولكن أن يقتل ويجرح 30 فردا وتحرق جثث القتلى منهم، لبشر من الوطن واللغة والدين نفسها هنا يصبح الأمر خارج المألوف بكثير، فهؤلاء القتلة المجرمون يعلمون جيدا أن ليس بإمكانهم، ولا بإمكان اي قوة أخرى، مهما كبرت، قتل 15 مليونا من طائفة محددة، ليصفى الجو لأتباع طائفتهم. كما يعلمون أن هذا الفعل قد يرتد عليهم وعلى اهاليهم في رد فعل قد يكون أكثر إجراما ودموية، ومع هذا قاموا بافعالهم بدم بارد، او بغير دم أصلا، لأنهم مرضى لا يعبأون، وهم مرضى لأن مقررات مدارسهم، وتكيات مشايخهم، وفتاوى رجال دينهم أجبرتهم على مضغ وبلع ما لا طاقة لهم به من المواد والتعاليم الدينية، بأضعاف ما تتحمله عقولهم، فتحولوا إلى آلات قتل مجنونة لا تعرف كيف تفرق بين الصالح والطالح من الأمور!
لقد نادينا على مدى عشرين عاما بـ«أنسنة» مناهجنا الدراسية وتكثيف المواد العلمية، وإعطاء الموسيقى والشعر والفنون الجميلة الأخرى ما تستحقه من عناية واهتمام، إلا أن ما حدث كان العكس تماما، حيث تم تكثيف تدريس المواد الدينية على حساب كافة المواد الأخرى، حتى العلمية، وكانت المحصلة لذلك ما اصبحنا نراه ونلمسه ونعاني منه من تطرف وإرهاب. ولو كانت مناهج المدارس الحكومية أكثر إنسانية واكثر بعدا عن التعصب لما خسر الوطن المئات من ابنائه الذين ذهبوا ليحاربوا في أفغانستان والبوسنة والشيشان والعراق وسوريا، وليلاقي البعض حتفه ويعتقل غيرهم، وذنب هؤلاء وضحاياهم يقع ليس فقط على من وضع مناهجنا المتخلفة، بل ومن وافق عليها، وحتى من سكت عنها، ولا استثني هنا وزير تعليم واحدا منذ ما بعد عهد الشيخ عبدالله الجابر وعبدالعزيز حسين وحتى اليوم.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

بشار الصايغ

بنك وربة وخدعة الأسهم .. والرفاهية

… وأدرج بنك وربة (بنك جابر الاسلامي سابقا) في بورصة الكويت، وتسارع عدد كبير من المواطنين لبيع حصصهم والتي لا تتعدى الـ 684 سهم لكل مواطن، أي أن ما حققه المواطن من ربح من البيع بحسب أعلى سعر وصل له السهم اليوم 290 دينار فقط لا غير!

نظرية توزيع أسهم منحة على المواطنين من خلال شركات مساهمة تؤسس بقوة قوانين صادرة من مجلس الأمة أثبتت فشلها بشكل كبير مع إدراج بنك وربة، والقول أن هذه المنح ستحقق مردود مالي للمواطنين قول لا يقوم على أسس اقتصادية، بل على أسس شعبوية هدفها دغدعة مشاعر المواطنين. متابعة قراءة بنك وربة وخدعة الأسهم .. والرفاهية