سامي النصف

المقالة اللاتينية

في نوفمبر 1947 صدر قرار تقسيم فلسطين رقم 181 الذي عارضه العرب والمتطرفون اليهود معا، كما عارضته تعاطفا مع العرب 13 دولة منها أفغانستان وتركيا وباكستان وايران «جازيناهم شر جزاء إبان هوجة عسكر الخمسينيات والستينيات» ومعهم الهند واليونان وكوبا ما قبل المدمر كاسترو، بينما اصطفت 33 دولة من 57 دولة عضوا في الأمم المتحدة آنذاك مع قرار التقسيم بينهم روسيا والصين الوطنية وأميركا وفرنسا ولم تصوت بريطانيا معه بينما رجحت 14 دولة لاتينية كفة ذلك القرار وامتنعت عن التصويت 10 دولة منها الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وسلفادور وهندرواس والمكسيك، وواضح اننا خسرنا انذاك المعركة السياسية لأننا خسرنا دعم دول أميركا اللاتينية.

***

تلا قرار التقسيم بدء حرب التقسيم التي قادها من الجانب العربي المشبوهان امين الحسيني وفوزي القاوقجي «اسماه عبدالرحمن عزام امين الجامعة العربية بالمشبوه» وقد تقيد العرب بذكاء شديد بقرار حظر استيراد السلاح ولم يستعينوا بنفوذ عرب المهجر في أميركا اللاتينية، بينما اتجه الجانب الإسرائيلي الى جنرالات دول أميركا الجنوبية فاستوردوا منهم عن طريق الرشاوى والسوق السوداء احدث الاسلحة الفائضة من الحرب الكونية الثانية فانتظروا ووجد العرب في اكذوبة احسان عبدالقدوس عن الاسلحة الفاسدة خير عزاء فلم يتعلموا الدرس وتكررت تبعا لذلك الهزائم.

***

آخر محطة: فكرت ذات مرة في الانضمام للحزب القومي السوري لمنطقية اطروحاته ولكونه يضم جميع الطوائف والاديان والاعراق حتى اطلعت على الرسائل الخاصة لمؤسسة انطوان سعادة إبان مهجره في البرازيل والارجنتين فاكشفت كم ديكتاتوريته ونرجسيته وانانيته وماديته وعدم وفائه لمن هاجر معه فتوقفت عن ذلك الرأي وبقيت على فكري وكفري بالأحزاب العربية كافة.

احمد الصراف

قصتي مع السفير الهندي المشبوه

يغادرنا بعد أيام سعادة ساتيش مهتا، سفير الهند العظيمة، بعد انتهاء مهمته، الذي نتمنى على حكومته أن تعين مكانه من في مستواه المهني والخلقي، فقد كان السفير مهتا أفضل سفير هندي عرفته الكويت منذ سنوات طويلة، فإليه يعود الفضل في تجذير علاقة الكويت بالهند وتجميلها، من خلال الكثير من الأعمال الرائعة التي قام بها. وبهذه المناسبة لا أجد بأسا من إعادة صياغة مقال كتبته قبل سنوات عن حادثة طريفة تعرضت لها، عندما دعيت، وما يقارب الثلاثين دبلوماسيا، لحفل عشاء أقامه الصديق محمد ميرشنت، عندما وجدت نفسي في زاوية مع سفير الهند، الذي بادرني بالسؤال عن نشاطي التجاري، ربما لأنه وجدني المواطن الوحيد في ذلك الجمع، وغير الدبلوماسي أيضا، بخلاف المضيف! قلت له بأنني كنت دائما اتوق للقاء من يشغل منصبه الرفيع لسؤاله عن السبب في هذا الاختلاف الكبير بين شعبي الهند وباكستان، بالرغم من أنهما عاشا في وطن واحد لآلاف السنين؟ وقبل أن استمع لإجابته، بادرته قائلا بأنه يسعدني كذلك أن أبين له بأن علاقتي بالهنود تعود لأكثر من نصف قرن عندما أحضر لي والدي مدرسا هنديا لتعليمي الإنكليزية، ولكني لم استفد منه كثيرا بسبب انشغالي بمباراة الكرة التي كانت تقام، في وقت الدرس نفسه في الساحة المقابلة لبيتنا. ولكني تعلمت الإنكليزية اكثر من الموظف الهندي الذي كان يعمل لدى والدي في حينها. وعندما بلغت الثامنة عشرة تقريبا، قررت ترك الدراسة والعمل في أحد المصارف، وهناك وجدت نفسي وسط عشرات الموظفين الهنود، وانني، يا سعادة السفير، والكلام لا يزال لي، تعلمت الكثير منهم، وتحسنت لغتي الإنكليزية نتيجة مخالطتي المستمرة لهم، كما نتج عن ذلك زيادة مهاراتي الوظيفية، وبالتالي تدرجت في عملي بشكل سريع بفضلهم. وبالرغم من أنني أصبحت خلال سنوات قليلة رئيسا لرؤساء من كانوا يوما رؤسائي، إلا انني، والحق يقال يا سعادة السفير، لم اجد من أحد منهم بغضا أو حسدا. كما قمت يا سيدي قبل 25 سنة بتأسيس شركة مع ثلاثة هنود ينتمون لديانات متعددة، ونجحت الشركة بفضل إخلاصهم، ولم يحدث أن أحدا من موظفي أو عمال الشركة خان الأمانة أو بدر منهم ما يسيء، طوال هذه السنوات. وسردت للسفير تفاصيل كثيرة وختمت كلامي قائلا: وهكذا ترى أن علاقتي بالهنود تمتد لأكثر من نصف قرن، كنت خلالها دائم الثقة بهم وبقدراتهم، وهذا ما لم أكن اشعر به مع ابناء عمومتهم من الباكستانيين! وذكرت له تجاربي المريرة مع بعض هؤلاء، وسوء سمعتهم، بشكل عام، وكيف ان مخالفاتهم، التي حل اليوم البنغال محلهم في ارتكابها، كانت دائما مصدر إزعاج لسلطات الأمن. كما أن جرائمهم المالية على مستوى العالم كانت أكثر من معروفة، وخاصة حادثة إفلاس بنك bcci، التي تسببت إدارته الباكستانية في خسارة أبوظبي لأكثر من 10 مليارات دولار، غير خسائر أطراف أخرى كثيرة. وسألته عن السبب في هذا الاختلاف الشاسع بين «أخلاق» الشعبين بشكل عام؟ وقبل ان يجيب رن جرس الباب وأعلن المضيف عن وصول سفير الهند! فنظرت لمحدثي وسألته عمن يكون، فقال ببرود تام بأنه سفير باكستان!

أحمد الصراف

سامي النصف

كتب خلقت ربيع الدمار العربي!

في عام 2010 أصدر الروائي المصري علاء الأسواني كتابا أسماه «لماذا لا يثور المصريون؟» ملأه بمقالات تحريضية بدأ في كتابتها فور إعادة تصديره إلى مصر من مهجره في الخارج هو وعشرات الإعلاميين الآخرين ممن عملوا مع لحظة وصولهم لأرض الكنانة على تحريض الشعب المصري على الثورة آناء الليل وأطراف النهار عبر إصدار عشرات الصحف اليومية واطلاق عشرات الفضائيات التي لا تجد فيها إعلانا واحدا، والغريب ان من يكتبون في الصحف بالصباح هم من يقدمون البرامج الحوارية التحريضية ليلا مقابل ملايين الجنيهات التي لا يحصل على مثلها رئيس الدولة أو حتى كبار رجال الأعمال، والأغرب أن كتاب الاسواني لا يتضمن أي مقال يحمل عنوان الكتاب وكأن المطلوب هو تحريض من يقرأ عنوان الكتاب دون الحاجة لقراءة مضمونه حاله حال أغلب عناوين الصحف الخاصة التي تتحدث بالأحمر عن الفساد ولا تجد شيئا منه في الداخل لأن أصحابها يعلمون أن الأغلبية المطلقة يقرأون العناوين ولا يشترون جميع الصحف.

***

في سورية لم يكن الأمر بعيدا عن ذلك فقد صدر عام 2005 في دمشق كتاب تحريض مهم اسمه «الصندوق الأسود للديكتاتورية» قال فيه كاتبه محمد منصور في الديكتاتوريات وهو يعيش تحت إحداها ما لم يقله مالك في الخمر، والسؤال بالطبع كيف لكتب مثل تلك ان تصدر تحت سمع وبصر الأنظمة المسماة بالديكتاتورية في القاهرة ودمشق؟!

أسئلة تحتاج إلى راسخين في علم تفتيت الأمم للإجابة عنها!

***

آخر محطة: في مصر ساهمت حتى المسرحيات والأفلام الروائية والفضائيات الحكومية وبرامجها الحوارية في عمليات التحريض المتواصلة ضد نظام مبارك تحت سمع وبصر.. نظام مبارك!

احمد الصراف

تقرير البكاء واللطم

ينتابني حزن وكمد شديدان كلما اطلعت على أي من تقارير المنظمات الدولية، ذات السمعة الجديدة، عن الكويت، فقد أصبحت على قناعة بأنها لا تحمل خبراً حسناً عن أداء حكومة وطني، والتي تعتبر بمقياسي الخاص أسهل وطن يمكن إدارته، على مستوى العالم أجمع! ولكن النتائج التي ظهرت في التقرير الأخير لـ«التنافسية العالمي» لعامي 2014/2013 تجاوزت أكثر توقعاتي سوداوية، علماً بأن من ساهموا في وضع التقرير معروفون بنزاهتهم وحياديتهم، ومنهم مواطنون كويتيون. شمل التقرير 148 دولة واعتمد على أن 1 يعني المركز الأول، وهكذا، ففي معيار «الهدر في الإنفاق الحكومي»، جاءت قطر 1، والكويت 102. وفي معيار «جودة التعليم الأساسي» جاءت قطر 11، والسعودية 59، والكويت 93. وفي معيار «جودة نظام التعليم العالي» جاءت قطر 4، الإمارات 15، والسعودية 39، والكويت 106! وفي جودة التعليم العالي في العلوم والرياضيات، جاءت قطر 6، الإمارات 19، والسعودية 64، والكويت 99. وفي معيار «جودة التعليم العالي في الإدارة» حصلت قطر على المرتبة 8، والإمارات 28، والسعودية 64، والكويت 92. وفي معيار «مدى تدريب العاملين»، قطر 5، الإمارات 13، السعودية 57، الكويت 94! وفي معيار «فعالية سياسة منع الاحتكار»: قطر 2، الإمارات 7، السعودية 21، الكويت 119. وفي معيار «عدد إجراءات بدء نشاط تجاري»: عُمان 30، الإمارات 47، قطر 88، السعودية 104، الكويت 129! وفي معيار قدرة البلد على الحفاظ على المواهب: قطر 1، الإمارات 6، السعودية 18، الكويت 66. وقدرة البلد على جذب المواهب: جاءت قطر 3، الإمارات 7، الكويت 45. وفي توافر الخدمات المالية: قطر 14، والبحرين 19، الإمارات 25، الكويت 75. وفي معيار الخدمات المالية غير مُكلفة، قطر 3، الإمارات 24، السعودية 26، والكويت 55. ومعيار سهولة الحصول على قروض جاءت قطر في المركز الأول، والإمارات 3، وعُمان 6، والبحرين 7، والكويت 75. وفي معيار توافر أحدث التكنولوجيا الإمارات 8، قطر 20، البحرين 26، السعودية 33، والكويت 64. وفي معيار الاستثمار الأجنبي المباشر ونقل التقنية: الإمارات 2، قطر 4، السعودية 8، البحرين 10، عُمان 48، الكويت 144. وفي معيار جودة مؤسسات البحث العلمي: قطر 12، الإمارات 34، السعودية 39، عُمان 71، الكويت 110، والبحرين 114. أما معيار القدرة على الابتكار، فقد جاءت قطر في المرتبة 17، والإمارات 39، والكويت 136.
ويستمر النزيف أو الخجل ليشمل عشرات المعايير الأخرى من تعاون الجامعات – الشركات في البحث والتطوير، إلى اقتناء الحكومة لمنتجات تقنية متطورة، إلى معيار توافر المُهندسين والعلميين، مروراً بحماية الملكية الفكرية، ومعيار براءات الاختراع، حتى نصل إلى معيار الدفعات غير المُنتظمة والرشى، وعبء الأنظمة الحكومية، حيث نجد الكويت دائماً وأبداً في مرتبة متدنية مقارنة بجميع «الشقيقات الخليجيات»، ولا تأتي بعدها في المرتبة غير دول بائسة سيئة الحظ لها ألف عذر وعذر في تخلفها، فما هو عذرنا؟
لمزيد من البكاء واللطم، يمكن الاطلاع على نص التقرير بالنقر على الرابط التالي:
http://www3.weforum.org/docs/WEF_GlobalCompetitivenessReport_2013-14.pdf
***
ملاحظة: لم يرد اسم «دبي» في التقرير ليس لتخلف مؤشراتها، فالعكس هو الصحيح، بل لكونها جزءاً من دولة الإمارات، وليست دولة بحد ذاتها!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الأزهر.. في الزمن الأغبر

الازهر الشريف.. مرجعية المسلمين منذ عقود طويلة من الزمن، كان مركزاً للإشعاع الديني بشقيه الفقهي والدعوي، حيث كان يصدّر الدعاة والفقهاء الى معظم بقاع الارض لينشروا الاسلام والقرآن بين الناس، واستمر يمارس هذا الدور الرائد الى ان اصبح تعيين امام الازهر بمرسوم جمهوري، فأصبح للحكم تأثير عليه، وارتبطت مصالح بعض القائمين عليه بالقصر فخفت بريقه وانطفأ نوره، واصبح الكثير من فتاوى مشايخه وفقا لهوى السلطان والقصر، لا وفق الدليل والنص الشرعي، فأحلت بعض هذه الفتاوى المسكرات واجازت التبرج والسفور، واباحت المعازف وحللت الربا، ففقد ثقة الناس به كمرجعية دينية وأصبحوا يتندرون على مخرجاته وطلابه، بعد ان كان مصدرا للاشعاع الديني عمّ نوره كل المعمورة..!
اليوم يعيش الازهر زمناً اغبر! حيث اصبح احدى أدوات السلطان في تمرير قراراته، ولو كانت كفرا بواحا، فأحل بعض مشايخه الحرام وحرموا الحلال، ووصل الامر الى ان يصدر وزير الاوقاف قرارا باغلاق آلاف المساجد، ويوقف عشرات الآلاف من الائمة والخطباء لانهم قالوا كلمة حق عند سلطان جائر! والامرّ من ذلك مباركة الازهر لهذه الاجراءات بدلاً من ان يعترض عليها ويلغيها!
واليوم، وبعد ان حاولت الشعوب العربية ان تثور على الظلم والقهر وتنهي عقودا من الدكتاتوريات الطويلة التي تسببت في تخلف الامة وتردي احوالها، وبعد ان نجحت في بعض هذه المحاولات وتعثرت في اماكن اخرى، نجد خصوم العرب والمسلمين ينتفضون من جديد ويعلنون حالة الاستنفار لاجهاض هذا التجديد الواعد، وقتله في مهده قبل ان يكبر ويصبح ماردا جبارا لا يمكن الوقوف في وجهه، فاجتمع شرق الخليج المسلم مع غرب اوروبا واميركا النصراني وبدور لوجستي واضح من اسرائيل اليهودية لتحطيم كل آمال العرب والمسلمين في انهاء حقبة البؤس والشقاء التي طال ليلها!
ان أعداء الامة يريدون اليوم ان يلغوا دور المسجد التوجيهي والتربوي ويحولوه الى مركز للدروشة وأداء ركيعات بلا روح..! لقد رأوا ما يفعله المسجد من توجيه الناس لاحترام ذواتهم وآدميتهم وعدم التنازل عن حقوقهم المكتسبة، والا يعطوا الدنية في دينهم، لذلك هم يريدون ان يلغوا هذا الدور للمسجد ويحصروه في الصلاة والخطب التي تمجد بالحاكم وان كان ظالماً، وبالباطل وان كان واضحاً! وهاهم اليوم يبررون هذا الاجراء بوجود حوادث شاذة ونادرة ومرفوضة أصلاً، عقلاً ونقلاً، مثل هذا الخطيب الذي حثّ الناس على الفتنة، او ذلك الشيخ الذي اخذ ما ليس بحقه، او ذاك الداعية المتهم بسوء سلوكه..! وهذه افعال كما قلت شاذة ولا يقاس عليها او تعمم، طبعا هذا على فرض انها وقعت اصلاً.
اننا نعيش اليوم ردّة للجاهلية.. حيث الاسلام اصبح تهمة، والمتدين ارهابياً، والمنتقبة متطرفة، والعمل الخيري مشبوها.. أليس هذا واقعنا اليوم؟! حتى ايام الجاهلية لم تستبح ارواح الابرياء العزّل بالآلاف كما فعل السيسي وحكومته الانقلابية! وبالمناسبة نثمن موقف الحكومة الكويتية التي تأخرت بتسليم بقية المليارات الاربعة الى النظام الانقلابي في مصر! ومع ادراكنا لحجم الضغط الذي يمارس على حكومتنا من بعض الاشقاء في دول الخليج، الا اننا نتمنى ان تصمد لتظهر لها الصورة الحقيقية لما يجري في مصر، فها هو ما يسمى برئيس مصر المؤقت ينتقد الكويت لترددها في دعمه، مع ان الكويت سلمت المليارين وديعة! وخوفي ان نخسر الحسنيين..! فلا حصلنا رضا حكومة مصر الانقلابية، ولا نحن بالذين تحاشينا غضب الشعب الثائر، وثالثة الاثافي اننا خسرنا اموالنا التي كان اولادنا أولى بها!.
خلاصة القول.. الذي يهدئ من روعنا ويزيد من اطمئناننا، انه عندما يسمح للناس بالتعبير عن رأيهم وتوجهاتهم بحرية وامان فانهم يختارون الاسلام طريقا للحياة، لذلك نجد خصوم الاسلاميين لا يستطيعون الانتصار عليهم الا بالقوة القاهرة والوسائل غير الديموقراطية، ومع هذا تجد من يقول ان الاخوان فشلوا في اول تجربة لهم!؟ قال (ص): «بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء».

محمد عبدالقادر الجاسم

اليوم التالي!

ماذا سيفعل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد حين يؤول إليه كرسي الإمارة؟
هل يملك رؤية واضحة ومحددة لما يجب عليه القيام به في اليوم التالي لاستلامه رئاسة الدولة؟ هل لديه مشروعا جاهزا يسعى لتنفيذه خلال سنوات إمارته؟ أم أنه سيكتفي بوراثة الإمارة ومعها النهج الحالي في إدارة الدولة وإفرازاته… وطاقم الديوان الأميري أيضا؟! متابعة قراءة اليوم التالي!

سامي النصف

بلقنة الوطن تعمّد بالدماء!

كرؤية استشرافية للمستقبل القريب، واضح أن قرار تفتيت الدول العربية الواقعة بين المحيط والخليج قائم وساري المفعول ولا عودة عنه، المهم الآن في قضية القسمة والتفتيت هل ستتم سلميا كحال التشيك والسلوفاك أم عبر المثال اليوغسلافي الذي تم تعميد انفصال دوله بأنهر من الدم؟ الأقرب لما سيحدث لدول وطننا العربي هو المثال اليوغسلافي وما هو أشد وأفظع منه.

***

وحتى لا يقال إننا نبالغ أو نبث روح التشاؤم نذكر بالجنوب السوداني الذي انفصل ولم يذرف أحد الدمع عليه رغم أن مساحته تزيد عن 3 أضعاف مساحة الأندلس و15 مرة مساحة فلسطين و70 مرة مساحة لواء الإسكندرونة، إن عملية البلقنة قد بدأت دلالاتها بالحروب الأهلية المعلنة وغير المعلنة القائمة في جميع دول ربيع الخراب العربي، والتي نتجت عنها مساحات شاسعة لا سلطان للدول المركزية عليها ولم يبق إلا إعلان تلك المناطق دولا ورفع الأعلام عليها وكل ذلك قادم سريعا وقبل عام 2015 على الأرجح.

***

آخر محطة: للعلم جميع عمليات البلقنة والتقسيم ستتم تحت مطالبات وشعارات إسلامية ووطنية جميلة فشعوبنا ـ ما شاء الله عليها ـ تصدق ما تسمع لا ما ترى!

سعيد محمد سعيد

مذكرات مواطن «محترم» (1)

 

بلا سابق إنذار، استدعى المدير الخطير ذلك الموظف (المواطن المحترم) ليبلغه أنه مستاءٌ جداً من سوء أدائه! وأنه – يوماً بعد يوم – يزداد كرهاً له ويتمنى أن تأتي اللحظة التي يتخلص فيها منه لينقله إلى مكان آخر حتى يرتاح من رؤية وجهه! لكنه، ومن باب عطفه وشيمته وقيم دينه وعروبته التي يتشدق بها دائماً… سيمنحه فرصةً أخرى ليثبت فيها أنه (مواطن صالح وموظف مخلص في عمله)، وإن لم تستقم أموره، فلا مناص من نقله إلى المكان الذي يختاره المدير.

«المواطن المحترم»، ومن شدة دهشته واستغرابه، سأل المدير راغباً في معرفة جرمه: «أيها المدير… هل لي أن أعرف بصراحة، ما الذي فعلته أنا حتى تصب جام غضبك عليّ؟ أولست أنت الذي تتحدث عن نفسك دائماً بأنك لا تظلم أحداً وتكره الظلم… تعامل الجميع كأبناء وإخوة، المعيار الوحيد لديك هو الجد والاجتهاد في العمل… بابك مفتوح لأي موظف يلجأ إليك… تكره الطائفية والطائفيين وتحارب هذا الفكر… تحترم الأنظمة والقوانين وتطبقها على نفسك قبل غيرك… تحتقر المسئول الذي يعتبر وزارته أو إدارته وكأنها ملك له ولذويه وأقربائه وأصحابه وجيرانه ومعارفه وقبيلته وعشيرته وقومه… ألست أنت تفاخر بأن كل تلك الشيم والمناقب والسمات كلها متوافرة فيك؟»… لكن الموظف المحترم لم يكمل كلامه حينما رأى الحمم البركانية توشك على الانفجار من عينيه: «اطلع بره».

الصرخة كانت مدوية لدرجة أن الكثير من الموظفين والموظفات تلقوها خارجاً وهم يشاهدون زميلهم (الموظف المحترم) وهو يخرج من مكتب المدير وعلى وجهه – هو الآخر – أمارات الغضب! لكنه قرر أن يُخرج ما في قلبه أمام جمع زملائه: «ما هذا المدير المريض نفسياً؟ بالله عليكم، أليس من يختار هؤلاء المديرين بقادر على أن يختار الأكفأ تأهيلاً وعلماً وإدارةً وشخصيةً بدلاً من هذه الأشكال من المرضى النفسانيين؟ لا أدري لماذا ينصب لي العداء أنا تحديداً… أنا دونكم. وليته يطبق اللوائح والأنظمة ليجعلني أمام حقوق وواجبات… ليته يثبت عليّ خطأً استحق عليه العقاب».

قاطعه أحد زملائه ضاحكاً :»ههههه.. يا صاحبي لا تبتئس… إن أردت الظفر برضا مثل أولئك المديرين، فإنني أنصحك بعدة خطوات ستجعلك في القمة… أي والله… ستكون معززاً مكرماً قريباً إلى قلب السيد المدير… ولك أن تنظر حولك… فمن بين هؤلاء الموظفين والموظفات الواقفين حولك من زملائك… من استمع نصيحتي فنجح، فيما آخرون رفضوها فانتكسوا… تعال إلى مكتبي نشرب الشاي ونأكل ما تبقى من السمبوسة، وبعدها… أقدم لك الخطوات السحرية».

رافق «المواطن المحترم» زميله ولاتزال نظرات زملائه تلاحقهما… فيما كانت بضع كلمات لاتزال تخرج من مكتب المدير… بصوت عالٍ تارة، وبصوت متقطع تارةً أخرى: «وقح… كسول… شايف نفسه… ما يعرف قدره… صاحب مشاكل»… يا صاحبي، قال زميله، هذا النوع من المسئولين يصبح كالبركان من الغضب حين يجد من يرادده ويقارعه الحجة بالحجة… وحين يكره هؤلاء المسئولين موظفاً أو موظفةً، حتى لو كانا في قمة التميز، فلا مناص من مسح الأرض بهما! اسمع يا صاحبي… وصفتي السحرية لك هي… نافقه… أحضر له الهدايا… ادهن سيره حين تسافر مرة بهدية كساعة فاخرة ومرة بـ «آي باد» ومرة بـ «برطمان» عسل شهي… الخ… ثم يا حبيبي، كن له عيناً وأذناً… صير «قرووص»! استمع هنا وهناك لما يقوله الموظفون والموظفات… في السياسة… في الرياضة… في الطبخ… في الأنظمة والقوانين… في سير العمل بالإدارة… وانقله له على الفور، ولا بأس إن أضفت إليها من البهارات (اللي بالي بالك)…ها…. تذكر أن تكرر كلمة: «أستغفر الله ربي وأتوب إليه» وأنت تفعل ذلك الفعل العظيم… ولا تنسَ، تعرف أن هذا النوع من المديرين، غالباً ما يكون فاسداً… خبرك يموتون في الرشا والمناقصات المشبوهة والهبشات… إن تمكنت من أن توصل إلى يده مثل ذلك، فما عليك إلا أن تتقدم بكل بسالة…و ستضحك لك الدنيا.

نظر «المواطن المحترم» إلى زميله وقال: «أفا بس أفا… هذا أنت الرجل العاقل المتدين صاحب الخلق… تقرأ كتاب الله كل صباح وسبحتك في يدك تقول هذا الكلام… ماذا تركت لأهل النفاق والحقارة والدناءة؟ أفا بس أفا»… رد زميله الناصح بالقول: «حبيبي… هذا سلك البلد»… غادر المواطن المحترم دوامه وهو يشعر بحسرة…لا … ليس هذا سلك البلد الكريم… هذا سلك أهل الخلق اللئيم… ولن أكون منهم…

هو الآن مطمئن النفس… يكسب رزقه من البيع في الأسواق.ز. بعد أن أصر المدير على أن «يحفر له» بكل خسة لكي يبقى مديراً لئيماً… ويبقيه موظفاً مفصولاً… كريماً.

عادل عبدالله المطيري

سيكولوجية الحشود وحفلة الحراك

المطالب السياسية ليست حقوقا ثابتة ومطلقة- ما نطلبه اليوم قد يكون مطلبا ساذجا بعد عدة أشهر أو ربما يتحول إلى مستحيل

بدأ الحراك بمطلب عودة الأصوات الـ 4 للناخب الكويتي ومن ثم ازدادت الحشود الجماهيرية لتزداد معها المطالب – لتقفز الحكومة المنتخبة والأحزاب إلى سلم الأولويات الشعبية.

كذلك كان تعامل السلطة، حيث تحول من الاستجابة السريعة مع الحراك ومطالبه، عندما أرادوا رحيل رئيس مجلس الوزراء السابق، إلى التعامل بحزم مع الحراك وفق الشعار الذي رفعه الحراك نفسه «اما نكون أو لا نكون»، ونجحت السلطة في تثبيت آليات العمل السياسي المعمول بها بكل الوسائل المتاحة قانونيا عن طريق اللجوء إلى المحكمة الدستورية وكذلك سياسيا وإعلاميا بحيث أصبح من شبه المستحيل العودة مرة أخرى إلى المطالب الإصلاحية الكبرى أوعلى الأقل في المستقبل المنظور.

يؤكد علماء علم النفس الاجتماعي بما لايدع مجالا للشك أن (سيكولوجية الجماعة ليست بالضرورة هي محصلة لمجموع نفسيات أفرادها) – بمعنى أن الحشود الجماهيرية الكبيرة ربما تتبنى سلوكا وإدراكا موحدا لا يمثل رأي قادتها ولا أفرادها لو أخذنا كل فرد على حدة.

والواقع الكويتي خير دليل على ذلك – فبعد أن هدأت النفوس وانقشع غبار الحراك، تبين أن شعارات الحراك السياسي وبالرغم من كونها مطالب مقبولة من الشارع الكويتي، إلا أنها ولدت انقساما حولها بين صفوف الحراك، فهناك من يرى أنها ضرورية، وآخرون وبالرغم من إيمانهم بها إلا أنهم لا يريدون المغامرة بأوضاعنا المعيشية والسياسية من أجلها.

وفي نهاية الأمر، يبدو أن كلا الفريقين في الحراك، انتهوا للعودة إلى السلوك العقلاني والتدرج بالمطالب والاقتناع بما يتوافر من آليات للعمل السياسي.

ربما نجحت الحشود الجماهيرية وما صاحبها من حماس في أن تفرض ولبعض الوقت مطالب سياسية طموحة جدا وخيالية أيضا، وربما نجحت في استثارة النواب السابقين، كما يفعل جمهور كرة القدم للاعبين أو كما يحلو لجماهير الطرب أن يفعلوا مع مطربهم المفضل

ومن المؤكد أن النواب السابقين قد ثملوا من شدة التشجيع الجماهيري والحماسي لهم – لدرجة أنهم رفعوا سقف المطالب والخطاب عاليا، أما الآن وبعد أن استفاقوا من أثار «حفلة الحراك» وبعد أن انفضت الجماهير من حولهم، يجب أن يعودوا إلى مجاراة الواقع السياسي وان لم يعجبهم.

محمد الوشيحي

مخيم كيفان…

هولندا الشقيقة تعاني الأمرين وأكثر. فقبل سنوات تلقت بلدية إحدى مدنها رسالة غاضبة من مواطنة تحتج على عدم وجود أو عدم كفاية دورات المياه الخاصة بالمعاقين في بعض المطاعم، فجاء رد السلطات: "نعتذر، وستتم معالجة الخطأ"، وتم ذلك في عجالة.
وفي الكويت الثرية الشقية (سقط حرف القاف عمداً وقرفاً) يطرح رئيس البرلمان استفتاء عن أولويات المواطنين، فتظهر النتائج، على ذمة الراوي، والراوي هو رئيس البرلمان، كالتالي: الإسكان فالصحة فالتعليم!
والبعيد عن الكويت يتوقع أن الطفل المولود، بمجرد انتهائه من صرخة الولادة، يتسلم أوراق منزله، ويظن (البعيد عن الكويت) أن "مايو كلينيك" الموجودة في ولاية مينيسوتا هي الفرع، بينما المبنى الرئيسي موجود في ولاية المنقف خلف المضخة…
البعيد عن الكويت لو قلت له إن المرضى يتلقون العلاج في ممرات المستشفيات لعدم وجود أسرّة تكفي، لصفعك بظهر يده ومشى وتركك تفرك مكان الصفعة… البعيد عن الكويت لو قرأ مناهج التعليم لظن أنها مناهج الصومال أو تنزانيا.
البعيد عن الكويت، يتوهم أن حكومة الكويت انتهت من حل كل المشاكل، وجلست تستمع وتستمتع بأغاني صابر الرباعي، بعد أن زرعت كل الطرق، وشقت الجداول وأنشأت البحيرات الصناعية، وأقامت عليها المتنزهات، لكن الكويتيين اختلفوا على لون الورود، وعلى لون المظلة التي تظلل الكويت صيفاً، وعلى تصميمها.
ونقول للمتفائل البعيد عن الكويت: "خليك بعيد خليك بلاش تقرّب"، بلاش تقرّب وتكتشف أن جامعة الكويت اليتيمة لا مواقف فيها للسيارات، وقاعات المحاضرات فيها لا تختلف كثيراً عن مخيم اليرموك، والمبنى الرئيسي لوزارة الداخلية يغبط مكب النفايات في لندن على نظافته، ومطارها الوحيد يسبب القرف للكلاب الضالة، ويا ليل يا عين.