دأبت إحدى الصحف الإلكترونية – التي لا يعرف مالكها ولا راعيها باسمه الحقيقي، والتي تستعمل الاسماء الوهمية والالقاب كمصادر لأخبارها – منذ فترة طويلة، على نشر أخبار مغلوطة وأكاذيب عن شخصيات محددة تصنف، اما انها من التيار الاسلامي وإما التيار الوطني المعارض لسياسات بعض الحكومات الخليجية! وتشرفت ان اكون احد هؤلاء الذين تم الافتراء عليهم من هذه الصحيفة المشبوهة! فقد ذكرت مرةً انني الممول الرئيسي لخلية الامارات! وانني حوّلت مبلغا من المال من حسابي في «بيت التمويل الكويتي» في البحرين الى شخص يدعى المنصوري في الامارات، وهو احد المتهمين في الخلية! وقد أنكرت تلك المعلومات جملة وتفصيلاً في مقال سابق لي في القبس، وذكرت انني لا املك اي حسابات في البحرين، ولا اعرف شخصا باسم المنصوري، ولم أقم بتحويل اي مبالغ للامارات او غيرها، ثم فوجئنا بنشرها لما أسمته وثيقة سرية صادرة عن سفارة قطر في لندن الى الشيخ حمد بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء، آنذاك! تتحدث عن تحويل مبلغ مليون ريال قطري لكاتب هذا المقال! ومع ان «الفبركة» في الوثيقة كانت واضحة، والتزوير بالارقام والاسماء والالفاظ كان أوضح من الشمس، الا انني اصدرت بيانا في حينها أنكرت فيه ما ورد في هذه المسماة «وثيقة» وتم نشره في وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وخوفا من الا ينتبه له بعض «الحريصين» على مبارك الدويله، امثال الاخ الزميل علي البغلي، نشرت استنكاري لما اوردته الوثيقة بــ القبس في مقالتي السابقة! وأؤكد هنا – للمرة الالف – استنكاري ورفضي لكل ما تنشره هذه الصحيفة المشبوهة من اكاذيب وافتراءات عني وعن كل الشرفاء من العاملين في المجالين السياسي والاعلامي والذين لا يسيرون وفقا لهوى اصحاب هذه الصحيفة و«معازيبهم» الذين يختبئون خلف كواليسهم..! والغريب ان ابني معاذ المحامي لم يسلم من اسلوبهم في الافتراء، فقد قالوا عنه ان لديهم وثيقة توضح اسباب منع السلطات المصرية له من دخول مصر عام 2010! علما بان آخر مرة وطأت رجله ارض الكنانة كانت في 2006..! والأغرب من ذلك ان ابننا المحامي معاذ الدويله عندما ذهب ليرفع قضايا على احدى الصحف الكويتية التي اعادت نشر هذه الاكاذيب على صدر صفحتها الاولى وعلى هذه الصحيفة الالكترونية، فوجئ بأن هناك قضايا كثيرة تم رفعها بالفعل على هذه الصحيفة الالكترونية من دون اي تقدم في مجال التحريات، يوصل المباحث الى اصحاب الصحيفة المجهولة!
إنني أحمل وزارة الداخلية مسؤولية الكشف عن أصحاب الحساب الخاص بهذه الصحيفة ومطاردتهم قضائيا للجرائم الالكترونية التي قاموا بها، وللجرائم الجنائية التي يمارسونها كل يوم، كإثارة الفتنة في المجتمع وتشويه سمعة الشرفاء من أبناء هذا الوطن ونشر البلبلة في المجتمع، وأتمنى على الوزير النشط الشيخ محمد الخالد ان يحقق ما عجز عنه أسلافه من وضع حد لهذه الفتنة ووأدها في مهدها!
انني اعلم ان ضريبة المواقف الصادقة عالية ومكلفة احياناً، وقول الحق في مثل هذه الظروف ليس بالامر السهل، ويكفي ان سيد الشهداء حمزة، ورجل قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله..! لذلك، نشاهد التيار الاسلامي يقذف كل يوم بسهام التشويه والكذب في محاولة لابعاد الناس عنه بعد ان تبين لهم ان الحوار الصادق والمنطق العقلاني لا يزيدان العامة الا اقتناعا وايمانا بهذا التيار ورموزه ومبادئه، ولعل هذا ما يفسر ما جرى وما يجري في مصر، وفي بعض الدول العربية، بعد ان فشل المنطق والاسلوب الديموقراطي في ابعاد الاسلاميين عن مصادر التأثير لجأوا الى الانقلاب العسكري الدموي لتصفية وجودهم من الساحة السياسية، ظناً منهم ان اسلوب الاجتثاث والاقصاء سيحقق لهم ما يريدون، وتناسوا القاعدة التي تقول: «قد تخدع الناس بعض الوقت، ولكن لا يمكن ان تخدعهم كل الوقت».
لذلك، ها نحن نرى الناس يتجهون الى «الاخوان المسلمين» تأييدا ودعما وتعاطفاً في جميع انحاء المعمورة كرد فعل على النقد اللامنطقي لهم من قبل خصومهم السياسيين!
ولعل مقابلة الاخ الدكتور مبارك صالح البغيلي في احدى القنوات الفضائية بالامس خير مثال على ما نقول! فقد كان يطالب منتقدي الاسلاميين بالمنطق والحجة المعقولة بدلاً من كيل التهم جزافا، ومن دون دليل!
قال تعالى «وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله». (صدق الله العظيم)