في عام 2010 أصدر الروائي المصري علاء الأسواني كتابا أسماه «لماذا لا يثور المصريون؟» ملأه بمقالات تحريضية بدأ في كتابتها فور إعادة تصديره إلى مصر من مهجره في الخارج هو وعشرات الإعلاميين الآخرين ممن عملوا مع لحظة وصولهم لأرض الكنانة على تحريض الشعب المصري على الثورة آناء الليل وأطراف النهار عبر إصدار عشرات الصحف اليومية واطلاق عشرات الفضائيات التي لا تجد فيها إعلانا واحدا، والغريب ان من يكتبون في الصحف بالصباح هم من يقدمون البرامج الحوارية التحريضية ليلا مقابل ملايين الجنيهات التي لا يحصل على مثلها رئيس الدولة أو حتى كبار رجال الأعمال، والأغرب أن كتاب الاسواني لا يتضمن أي مقال يحمل عنوان الكتاب وكأن المطلوب هو تحريض من يقرأ عنوان الكتاب دون الحاجة لقراءة مضمونه حاله حال أغلب عناوين الصحف الخاصة التي تتحدث بالأحمر عن الفساد ولا تجد شيئا منه في الداخل لأن أصحابها يعلمون أن الأغلبية المطلقة يقرأون العناوين ولا يشترون جميع الصحف.
***
في سورية لم يكن الأمر بعيدا عن ذلك فقد صدر عام 2005 في دمشق كتاب تحريض مهم اسمه «الصندوق الأسود للديكتاتورية» قال فيه كاتبه محمد منصور في الديكتاتوريات وهو يعيش تحت إحداها ما لم يقله مالك في الخمر، والسؤال بالطبع كيف لكتب مثل تلك ان تصدر تحت سمع وبصر الأنظمة المسماة بالديكتاتورية في القاهرة ودمشق؟!
أسئلة تحتاج إلى راسخين في علم تفتيت الأمم للإجابة عنها!
***
آخر محطة: في مصر ساهمت حتى المسرحيات والأفلام الروائية والفضائيات الحكومية وبرامجها الحوارية في عمليات التحريض المتواصلة ضد نظام مبارك تحت سمع وبصر.. نظام مبارك!