تحليل الأوضاع الحالية للأسر الحاكمة في بعض دول الخليج العربية، يحفز العقل باتجاه التفكير في إجابة على السؤال التالي:
إذا بلغ ضعف الأسر الحاكمة الحد الذي يجعلها غير ممسكة بزمام الأمور، من هي “الفئة”، أو “الجماعة”، أو “المجموعة”، التي ستكون “الوريث السياسي” لنفوذ تلك الأسر؟ أقول “نفوذ” وليس “حكم”، لأن إزاحة تلك الأسر من السلطة ليس مطروحا. متابعة قراءة شبكة الأمان!
اليوم: 7 سبتمبر، 2013
الإخوان والكوكلوكس كلان
“>عندما ننظر لشعار الإخوان المسلمين، بسيفيه المشهرين وكلمة «وأعدوا» المأخوذة من آية قرآنية تدعو لمحاربة «أعداء الله» بكل وسيلة، ومنها السيف، نعلم تماما أن كل ما يدعيه هؤلاء من سلمية حركتهم أمر مشكوك فيه، ويتناقض وصلب عقيدتهم. ومن هذا المنطلق من الخطر إشراكهم مباشرة، أو حتى إشراك من يميل لأفكارهم، في مهمة صياغة دستور مصر الجديد. وما ينطبق على الإخوان ينطبق على غيرهم من الغربان، الذين قد يكونون أقل تنظيما وعددا، ولكنهم حتما أكثر تخلفا! يقول الزميل المصري كمال غبريال بما معناه أننا إن أردنا دستوراً ينقلنا من التخلف إلى حضارة العصر، فربما علينا أن نوكل كتابته لأمة أخرى تعيش الحاضر وقيمه، فصياغة دستور بواسطة القوى والتيارات السياسية الحالية، وفي غياب رؤى مستقبلية واضحة وحداثية بحق، يجعل الصياغة تحصيلا حاصلا، ولن ينتج إلا دستور عاجز عن نقل مصر حضارياً، وإلى واقع عالمي عجزت طوال عقود وربما قرون عن الانتماء له، بل وناصبته العداء، باعتبار الحضارة المعاصرة تهدد بسلب هويتنا، ولا تتناسب مع خصوصيتنا، تلك التي نراها فريدة، مما يستدعي الحرص عليها، بأكثر من حرصنا على حاضرنا وعلى مستقبل أولادنا وأحفادنا. ويقول ان من الضروري تنحية أي تأثير لرجال الدين، بكل تياراتهم، على عملية صياغة الدستور لكي لا يجهض أهم ما تحقق في 30 يونيو، وهو السعي نحو تأسيس دولة علمانية، فما قد يعجز هؤلاء المتعصبون عن تحقيقه بخناجرهم ومتفجراتهم، يمكن أن يحققوه بتواجدهم ضمن لجنة الصياغة، حتى لو كان فردا واحدا. فبدون «الفرز» و«التطهير» يتحول الوطن لساحة من النفايات تسعى فيها العقارب والثعابين. ألم تطارد إيطاليا المافيا، وتطارد أميركا كوكلوكس كلان، كما يطارد العالم كله الآن تنظيم «القاعدة»، فلماذا يحرم على الشعب المصري وحده تطهير صفوفه بدعاوى ظاهرها الرحمة وباطنها سموم قاتلة؟ ويقول الزميل ان العالم الغربي أضر بقضية الحداثة في مصر أبلغ الضرر، فرغم أياديه البيضاء على الإنسانية بعامة، وعلى الدول المتخلفة كمصر، فإن شيوع أيديولوجية العروبة والإسلام السياسي، بما جلبا من نظرية المؤامرة، شاع تصور شيطنة الغرب، وكان أمل المستنيرين في المنطقة مجيء فجر الحقيقة، لتتجه بالشعوب نحو قبلة الحضارة الغربية الإنسانية، مخلفة وراءها مستنقعات التخلف، أما وقد اختارت إدارات العالم الغربي تقمص دور الشيطان في مواجهة الشعب المصري، فلا حيلة لنا نحن دعاة الحداثة إلا أن نرفع راية الاستسلام، مؤقتاً على الأقل، وأن نحارب الإرهاب وحدنا متحدين إرادة السادة القابعين في سائر العواصم الغربية. وبمشاركة فصائل الإسلام السياسي في العملية السياسية، نتجه للوضع السابق نفسه، وهو وضع «اللاحسم»، لتبقى مصر تتأرجح مكانها دونما قدرة على التقدم للأمام، أو التقهقر لغياهب عصور التخلف. ومشاركة المتخلفين مرفوضة حتى لو تعهدوا بالتزام الديموقراطية والمواطنة، فهذا قول غير معقول، وهم لن يتخلوا عن أفكارهم الجهادية ابدا! ومن يقل غير ذلك فهو يخدع نفسه قبل أن يحاول خداع أو تضليل غيره. فالخلاف يتعلق بوظيفة الدولة، فالقوى المدنية ترى أنه عليها تنظيم العلاقات بين المواطنين، أما الدولة الدينية فترى أن الدولة عليها الاهتمام بكل شيء من آداب دخول المرحاض إلى اشتراطات دخول الجنة! تلك هي المشكلة وليس مجرد الخلاف حول الديموقراطية وتبادل السلطة وما شابه.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
يسألونكم عن… «الفتنة»!
اي والله هي مصيبة… في العالم العربي والإسلامي، هناك «فتنة كبرى»، لكن، لا أحد يعلم من وراء تلك الفتنة! ومن يعلم يتظاهر بأنه لا يعلم، بل حتى رأس الفتنة يدّعي أنه ضد الفتنة! والأشد من ذلك، أن أقطاب أي فتنة وجمهورهم وعبيدهم وجلاوزتهم وشذاذ آفاقهم وعصاباتهم.. أيضاً، يحذّرون من الفتنة التي لعن الله من أيقظها!
إذاً، نحن أمام فتنٍ تملأ كل بقاع الوطن العربي والإسلامي، لكن، ويا للهول، لا أحد قادر، لا حكام ولا محكومين، على معرفة من أولئك الجن والعفاريت والسحرة الذي يحيكون الفتن في الأمة. والمضحك، بل المضحك جداً، أن الناس في كثير من الحالات يصفقون لمن حذّرهم من الفتنة وهم يعلمون أن من صفّقوا له هو قائد الفتنة.
معذرةً أيها الكرام، بحثت عن تحذير من الفتنة بين أوساط الصهاينة، طيلة العامين الماضيين على الأقل، أي مع سطوح صحوة المطالبة بالحقوق العربية، فلم أجد أن الصهاينة حذروا بعضهم من بعض لا من فتنة ولا من تخوين ولا من اتهامات ولا من قتل ولا من سجن ولا من تعذيب ولا من فصل ولا من لجان تقصي حقائق ولا من صدام عنصري وطائفي ولا من إعلام منحط سافل ولا من عبث بالقانون ولا يحزنون. كل تلك الأمور تركوها للفلسطينيين بالمناسبة، حتى وإن فعلها الصهاينة أنفسهم، فإنهم لا يحذرون منها ويتغاضون ويغطّون على بعضهم بعضاً.
بالمقابل، سأقدم للقارئ الكريم بضع نماذج من تصريحات عدد من علماء الدين والسياسيين في بلادنا العربية، من الشام لبغدان، وفي بطنها تكبر كلمة «فتنة»:
* ماذا لو رجعنا إلى خطبة ليوسف القرضاوي يوم الجمعة 14 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2011 وتأملنا هذه العبارة التي نقلتها الأخبار الصحافية: انتقد رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين القرضاوى الرئيسين السورى بشار الأسد واليمني على عبد الله صالح وطلب منهما الرحيل، فيما حذّر من إشعال نار الفتنة فى مصر»… تأملوا جيّداً!
* حذر الشيخ محمد قبانى، مفتى لبنان، السنة والشيعة من «الانجرار إلى الفتنة نتيجة (التفجيرات المروعة والغادرة)»، قائلاً: «نوجه عناية أبنائنا المسلمين سنةً وشيعةً على السواء، ألا ينجروا إلى الفتنة المذهبية التى تعمل (إسرائيل) وأدواتها على إغراقهم وإغراق لبنان فى بحور دمائها».
* دعا الشيخ عبدالرحمن السديس، إمام الحرم المكي الشريف، إلى عدم الإصغاء لدعاة الفتنة وخفافيش الظلام ومثيري الشغب والفوضى ومروّجي الأفكار الضالة، وممن جعلوا أنفسهم أدوات في أيدي أعدائهم، لا سيما عبر شبكات البث المعلوماتي ووسائل التواصل الاجتماعي، وأن «هؤلاء اللئام قد تطايرت أحلامهم وملأ الحقد صدورهم، فصاروا أطيش من القدوح الأقرح وساءهم كل ما يفرح، فانعكس عليهم الحال وساءت بهم الأفعال، الأمر الذي قضّ مضاجعهم وبثّ الأراجيف الكاذبة والشائعات المغرضة».
* حذّر الأزهر الشريف الأمّة الإسلامية من تكفير الخصوم واتّهامهم في دينهم، ودعاها إلى الوفاق بين أبنائها، ووجّهت مشيخة الأزهر الشّريف في بيان وقّعه الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب تحذيراً شديد اللّهجة للأمّة الإسلامية من الوقوع في الفتنة والعنف وتكفير الخصوم واتّهامهم في دينهم. وأكّد البيان أنّ المعارضة السّلمية لوليّ الأمر الشّرعي «جائزة ومباحة شرعاً»، ولا علاقة لها «بالإيمان والكفر».
* حذّر مرشد الجمهورية آية الله السيد علي الخامنئي من وجود محاولات يقوم بها الأعداء لإيجاد الفرقة والبغضاء بين الشيعة والسنة.
* حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من فتنة «كارثية ماحقة حارقة» تطل برأسها على العراق، داعياً إلى الحوار ورفض كل ما يؤثر على الوحدة من ارتباطات وعلاقات وانتماءات، وأن انتماءنا هو الإسلام وهويتنا العراق الذي يجمعنا، وعلينا أن نحفظهما، وأن فكرة الطائفية البغيضة هو أخطر ما يهدّد وحدة هذه الأمة، وهى الآن تنتعش في هذه الأيام بعد أن تصوّرنا واعتقدنا أننا قضينا على هذه الفتنة.
* دعا الوزير اللبناني أحمد كرامي الطرابلسيين إلى وأد الفتنة، داعياً الدولة إلى القيام بواجباتها وتحمّل المسئولية، مشيداً بالجيش الذي يقوم بواجباته على أكمل وجه.
* دعا وزير شئون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات كافة الفصائل والحركات الفلسطينية الفاعلة إلى وأد الفتنه ونبذ الخلافات، والعمل على جمع الكلمة تحت راية السلطة لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني بدحر الاحتلال، وقيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
متعبة… نعم، عملية رصد (مفردات الفتنة)، شاقة لأنها لا تنتهي! وهي في غالبها مجرد كلام، لكن بالتأكيد، فإن التحذير من «الفتنة» واجب. وما أردت الإشارة إليه هو: «ألم ننتهي بعد من مراحل التحذير من الفتن، طوال عقود من الزمن، إلى التصدّي للفتن ورؤوسها في أمتنا؟». والجميل، أن هناك رأياً يقول أن الحكومات في العالم العربي والإسلامي هي الحصن من الفتن! يا حبيبي، إذا كانت الحكومات العربية والإسلامية هي رأس الفتن، فلا داعي لجمبزة التحذيرات.