احمد الصراف

الإيمان بالتقمّص

“>”>يعتبر الدكتور الأميركي بريان لزلي ويز Brian Leslie Weiss واحداً من اشهر أطباء أميركا النفسيين، فقد تخرج في كلية طب جامعة كولومبيا المرموقة عام 1970، ودعم شهادته بأخرى من جامعة نيويورك، ثم عاد لجامعة «ييل» المعروفة لدراسة علم النفس وحصل على أعلى الشهادات منها، ثم اصبح بعدها رئيسا لقسم علم النفس في مركز «جبل سيناء الطبي، في ميامي Mount Sinai Medical centre» واستقر هناك مع اسرته، وهو الآن محاضر ومؤلف كتب علمية في مجاله وفي عالم التقمص وفي مجال الحياة، قبل الولادة وبعد الممات(!) 
في كتابه الذائع الصيت «حيوات متعددة وسادة متعددون» Many Lives Many Masters يتطرق د. ويز لتجربة عميقة مر بها مع مريضته كاثرين، التي كان لها أبلغ الأثر عليه وعلى أسرته وعليها. فكاثرين فتاة جميلة تبلغ من العمر 27 عاما، وعزباء وناجحة في حياتها العملية، ولكنها كانت تشكو أنواعا متعددة من الخوف أو الفوبيا من الغرف المغلقة والتواجد في الماء والارتفاعات وغيرها. كما تنتابها أحلام وكوابيس مزعجة وتسير أحيانا وهي نائمة. ويقول د. ويز انه قام بتنويمها مغناطيسيا، ليعرف منها شيئا من ماضي حياتها فوجد أنها دفعت ذات مرة، وهي طفلة، لحوض سباحة وكادت تغرق، وعرف أن والدها اعتدى عليها وهي صغيرة، وامورا كثيرة اخرى مما ساهم في كشف الكثير من «أسرار» مرضها النفسي، وما كان ينتابها من خوف، وأن كل ذلك ساهم في نهاية الأمر في تحسن حالتها بشكل مطرد. ويقول د. ويز انه لم يكن يؤمن بتقمص الأرواح، ولا بالحياة بعد الموت، وعودة الروح لجسد آخر من عالم آخر، ولكن تجربته مع كاثرين وما ذكرته من أحداث عاشتها في عالم سابق، وهي تحت تأثير التنويم المغناطيسي الكامل، وما قام به من بحث ومقارنة ما ذكرته بسجلات ووثائق تاريخية، اثبت له بما لا يدع مجالا للشك، أنها عاشت حيوات اخرى قبل ان تولد ككاثرين، وأنها مرت بأزمنة ومراحل متعددة على مر آلاف السنين، وعاشت أحيانا كامرأة وأخرى رجلا وطفلة وغير ذلك. ويدعي د. ويز أن اكتشافه الجديد هذا ساعده في شفاء آلاف المرضى، وفي تقديم عون كبير لعدد اكبر من المعرضين للموت بسبب مرض مميت، وتحضيرهم نفسيا لتقبل الأمر، وأنهم سيموتون الآن، ولكنهم سيعودون لحياة جديدة بطريقة أو بأخرى.
موضوع الكتاب شيق ويثير أسئلة أكثر بكثير مما يجيب عنها، ويؤكد بطريقة مباشرة أن ما يؤمن به بعضهم، من أفراد وجماعات وشعوب كاملة، عن تناسخ الأرواح لم يأت من فراغ، وان في الأمر شيئا يستحق القراءة والبحث فيه أكثر.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سعيد محمد سعيد

أسود «الإسلام والعروبة»… الحمقى!

 

ثمة صورة وضيعة، مسيئة للدين الإسلامي وللعروبة، تلك التي وجدت في البث الفضائي العارم وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد فرصتها في البروز والتعريف والاقتداء! لتظهر شخصيات من النكرات وغير النكرات، على مستوى الخليج والعالم العربي، في مكانة «أسد الإسلام» و«سيف العروبة» و«حامي الأمة»، وما إلى ذلك من أوصاف تنضج في المطبخ العقلي للصبية والمراهقين، ثم تنتشر لتصل إلى أكابر القوم.

تأملوا أحبتي، قبل عامين، اكتسب أحدهم لقب «أسد السنة»! ولحقه آخر بحصوله على اللقب ذاته، ثم ما لبث أن تنازع الاثنان واختلفا، فأصبح أسدا الإسلام يتعاركان في حسابات التواصل الاجتماعي وكل منهما يهاجم الآخر بل ويصدر عنه مقاطع الفيديو التي يتم ترفيعها وتحتها العبارات المعلبة: «فضيحة فلان الفلاني»! «عاجل… فضيحة مزلزلة لعلانة العلانية»، وكلها في الأساس لا علاقة لها بأخلاق الدين الإسلامي فضلاً عن أن يكون لها علاقة بالأسود والسباع والضباع… بل وحتى الحمير أعزكم الله.

برز آخر وحصل على اللقب ذاته (أسد السنة)، وكان ما كان من أمره جلاداً مشهوراً وله من التاريخ (الهباب) ما يملأ الخافقين، ثم تحوّل إلى واعظ وعالم دين! لم لا، أليس هو أسدٌ من أسود السنة الشريفة؟ وتلقى من التصفيق والإعجاب والتقدير والترفيع ما يستحقه حتى عدا على أحد أئمة المساجد فبدأ عنده التحول من أسد إلى (فار). والحال كذلك، يتساقط (أسد) رابع، كان له مكانة في عرينه فيما مضى كونه مشهوداً له مهاجمة من يختلفون معه/ معهم في المذهب، لكن مع شديد الأسف، انحرف ليهاجم «الإخونجية»، فأصبح في عداد الأسود، لكن الورقية المزيفة هذه المرة.

المحور المهم بالنسبة لي هنا، هو أن استغلال تلك الوسائل الفائقة السرعة والوصول والتأثير تقنياً واجتماعياً وثقافياً من وسائل الإعلام الحديث، ومن فئات عمرية مختلفة غالبها من الناشئة والمراهقين والشباب الذين يتقنون استخدام تلك الوسائط من جهة، ويجهلون ما يتوجب أن تحتويه من مواد من جهة أخرى… أقول أن استغلال تلك الوسائل للترويج لشخصيات ساقطة، منافقة، وضيعة من المجتمع، وإبرازها في مكانة الأسود والقيادات والرموز التي يتوجب أن تحيطها حالة العروبة والإسلام والقيم السامية، ذلك كله أجده من الظواهر المسيئة للعروبة والإسلام، لا سيما حين تجد من يدافع عن القيم السامقة للدين الإسلامي وللعروبة، هو في مساره يستخدم الشتائم والسباب والفجور وانتهاك الأعراض والتلذذ بسفك الدماء والطائفية والتناحر.

هنا، تكمن المعضلة الأساسية في تقديم أولئك الحمقى على أنهم أسود وسباع وقيادات ورموز، وأنهم يمثلون نماذج من السمات والخصال العظيمة، فتأتي إلى ما يفعلون فلا تجد إلا صور الخسة والنذالة والوضاعة والوقاحة والفجور. إذن، ما معنى ذلك؟ وما هي أسباب بروزه؟ ولماذا ينخدع حتى من له درجةٌ من الثقافة والوعي بمثل هذا الترويج المسيء للعروبة والإسلام عبر وسائل التواصل اللا منتهية من ناحية أعداد المرسلين والمستقبلين؟

كل ذلك يعود من وجهة نظري إلى التأسيس الديني الخاطئ لدى الكثير من الشباب، والتعريف المعوق لمعاني الوطنية والانتماء، ثم بفعل تأثير أكثر خطورة، فتلك الممارسات الترويجية لشخصيات يراد لها أن تبرز في المجتمع لغاية ما، لهدف ما وضمن خطة ما، ليس بالمجان؟ هي مدفوعة الثمن! فيتهافت بعض صغار النفوس وأصحاب الضمائر الميتة ليستخدموا موارد هائلة من التجهيزات والتقنيات ليبدأوا في عمل خبيث بترويج أشخاص على أنهم من رموز الدين والإسلام والأوطان والعروبة، بأسلوبٍ مسيء لكل قيم الدين والإسلام والأوطان العروبة كما أسلفت.

يا أخي، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصبح فرد من الجنس الثالث، أو جلاد دموي، أسداً من أسود الدين والعروبة! لا يمكن أن يكون من يتلذذ بالتناحر الطائفي ويبث في خطبه الدعوات الفتنوية والفكر الضال… لا يمكن أن يكون رمزاً من رموز الوطن. وكلما انتشرت هذه الظاهرة، كلما تتابعت اللكمات على المجتمع وكلما ازداد سواد الوجه. المسألة بيدي وبيدك، نعلم أنفسنا وعيالنا ومن حولنا ليأخذوا الحذر من الترويج المسيء للدين وللعروبة. هكذا هي البداية.

يمكنني أحبتي أن أستعين برأي طرحه الكاتب توفيق شومر من بين كتاباته الكثيرة حول الإسلام والعروبة: «لقد نزل الإسلام في جزيرة العرب، فخاطب أهل الجزيرة بما يعرفونه من عادات وتقاليد ورفع الحسن منها ورفض السيئ بها، وطور الكثير منها لتتناسب مع الدين والدعوة. وعندما نحلل هذه الحقيقة ندرك أن الخطاب الإسلامي تبنى البعد الثقافي العربي كخلفية ضرورية لخطاب أهل الجزيرة، ولذلك فقد رأينا وبشواهد كثيرة خلال فترة انتشار الإسلام السهولة التي انتشر بها خلال المنطقة الناطقة بالعربية بالمقارنة مع الصعوبة التي واجهته في المناطق غير العربية. هذا البعد الحضاري الثقافي للعلاقة بين الإسلام والعروبة يبرز بشكل كبير في كيفية تعامل أصحاب الديانات الأخرى في المنطقة العربية مع الدين الإسلامي. ففي حالات كثيرة انضوى هؤلاء تحت راية الإسلام في الحرب ضد غير العرب. ولذلك فمن الطبيعي أن نجد أن المسيحي العربي مثلاً، كان تاريخياً ينسجم في العادات والتقاليد مع العربي المسلم أكثر من انسجام المسلم غير العربي مع المسلم العربي». انتهى الإقتباس.

لعل من يتشدقون متنطعين بالعروبة، أن يدركوا بأنه لا يمكن التفاخر بالعروبة لأي شخص يمارس الرذائل والشتائم وانتهاك الأعراض، أو الدعوة للقتل وعدم إغاثة البريء والملهوف، ونقص العهود وإعانة الظالم على المظلوم، أو الفرح بمصائب الناس، والتسبب في الأذى لخلق الله على الهوية والطائفة. قائمة طويلة لا يعرفها الأسود التي تتحول بسرعة إلى فئران.

عادل عبدالله المطيري

سورية.. بوسنة العرب

ما يحدث في سورية منذ ما يقارب 3 سنوات لا يمكن أن يتخيله عقل إنسان فضلا عن أن يرضاه ضميره.

تراكمت المآسي الإنسانية في سورية والتي تنقل مباشرة للعالم كله بالصوت والصورة، ومع ذلك لا يتحرك المجتمع الدولي ولا منظماته لوقف تلك الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية والمتمثلة بحرب الإبادة الجماعية وحصار المدن السورية وقصفها العشوائي بالبراميل المتفجرة وصواريخ سكود قبل ان تدخلها قوات النظام حيث تقتل وتغتصب ما تبقى من نساء وأطفال.

من كثرة عدد المذابح الجماعية للأطفال وليس للرجال والنساء فحسب، لم نعد نتذكر الأسماء التي أطلقت عليها ولكنها بلاشك وبالمحصلة النهائية هي أعنف أو على الأقل تماثل بوحشيتها مذابح الحرب في البوسنة والتي ارتكبها الصرب بل ربما تكون مأساة سورية قد فاقت ما جرى في البوسنة والهرسك من جرائم، فلو قارنا بين ما يحدث في سورية وما حدث في البوسنة فسنجد أن في سورية قتل إلى الآن أكثر من 100 ألف، وهناك حوالي 10 آلاف معتقل سوري في ظروف غير إنسانية، واكثر من مليوني لاجئ سوري خارج الوطن، و4 ملايين نازح داخل الأراضي السورية.

أما في مذابح البوسنة والهرسك التي دامت أيضا قرابة الثلاث سنوات، فقد قتل فيها اكثر من 97 ألف بوسني ونزح حوالي 1.8 مليون بوسني عن مناطقهم، وكان عدد اللاجئين حوالي 10 آلاف.

أنا هنا لا أحاول التهاون في جرائم الحرب التي ارتكبت في البوسنة ولكنني احاول توضيح حجم الكارثة الانسانية في سورية.

هل تعلم عزيزي القارئ .. أن الحرب في سورية مثل الحرب في البوسنة او أشد سوء منها؟، ولكن الفرق بينهما كان في الموقع الجغرافي وتأثيره في سلوك القوى العظمى..حيث كان الموقع الاستراتيجي للبوسنة في أوروبا وبجانب دول حلف الناتو، حيث تتنازع روسيا وأميركا النفوذ في تلك المنطقة بعد الحرب الباردة، فكان يجب حسم النزاع لصالح الغرب أولا والبوسنة ثانيا، بينما الموقع الجغرافي لسورية للأسف لم يخدمها بل ربما أضرها، حيث تقع سورية بالقرب من إسرائيل الحليف الاستراتيجي لأميركا والغرب، وليس من مصلحة إسرائيل سقوط بشار ونظامه الموالي لها سريعا حتى لا يأتي بدلا عنه نظام وطني قوي ومتماسك فربما يهدد أمن إسرائيل أو يغير ميزان القوى في المنطقة لغير صالحها.

إذن من الضروري للغرب وإسرائيل إطالة مدى النزاع في سورية حتى وان ابيدت اغلب المدن السورية على غرار الخراب الذي وقع في مدينة حمص حيث تمت تسويتها مع الأرض، وعلى أمل ان تتحول الحرب في سورية مع مرور الوقت إلى نزاع طائفي ومناطقي يؤدي إلى تقسيم سورية إلى دويلات طائفية صغيرة وضعيفة وحاقدة على بعضها البعض، يسهل على إسرائيل التعامل معها، وحتما لن تشكل تهديدا لامنها.

ختاما .. العلاقات الدولية تقوم على أساس المصالح فقط، وأحيانا تتقاطع المصلحة مع الإنسانية وأحيانا أخرى تكون ضدها، في البوسنة كانت الإنسانية تتقاطع مع مصالح الغرب، أما في سورية فللأسف تنافرت مصالح الدول العظمى مع الإنسانية.

سامي النصف

مصر بين مرشد ومرشد

في عام 1951 اختار الإخوان المستشار حسن الهضيبي مرشدا عاما للإخوان وكان في الستينيات من عمره وبعد عام حدثت ثورة 1952 وبعدها بعامين اي في عام 1954 تعدى الإخوان على الدولة فطاردتهم وحاكمتهم وقبض على المرشد بعد اختفائه وأنقذه من حبل المشنقة الذي طال غيره حقيقة انه لم يكن المسيطر الحقيقي على قرار الإخوان.

في عام 2010 اختار الإخوان د.محمد بديع مرشدا لهم وكان في الستينيات من عمره وبعد عام حدثت ثورة 2011 وبعدها بعامين اي في عام 2013 بدأ تعدي الإخوان على الدولة فطاردتهم وتم القبض على المرشد بعد اختفائه وتواترت أنباء انه لم يكن المسيطر على قرار الإخوان بل د.محمود عزت.

وفي عام 1954 وقبل مدة قصيرة من عملية مطاردة الإخوان والقبض على المرشد تم عزل الرئيس محمد نجيب بعد عام من تقلده المنصب (سقطت الملكية رسميا عام 1953) من قبل البكباشي جمال عبدالناصر، وقد تبنى الإخوان قضية إرجاعه للحكم معتبرين ما قام به ناصر انقلابا عسكريا على الحكم وطالبوا بعودة المسار الديموقراطي.

في عام 2013 وقبل مدة قصيرة من عملية مطاردة الإخوان والقبض على المرشد تم عزل الرئيس محمد مرسي بعد عام من تقلده المنصب من قبل الفريق عبدالفتاح السيسي وقد تبنى الإخوان قضية إرجاعه للحكم، معتبرين ما حدث انقلابا عسكريا على الحكم وطالبوا بعودة المسار الديموقراطي.

رفع الإخوان في عام 1954 شعار العداء للإنجليز إلا ان الوقائع والمحاكمات أثبتت انهم كانوا يعملون سرا بتوجهات السيد إيفانز المستشار السياسي في السفارة البريطانية الذي لم يكن يمانع إظهارهم العداء له ومحاربتهم لاتفاقية الجلاء ماداموا في كل ما يعملونه من فوضى ومظاهرات واضطرابات يخدمون أهدافه ويضرون ببلدهم.

رفع الإخوان في عام 2013 شعار العداء للغرب إلا ان الحقائق تثبت تباعا وقبل المحاكمات ان الغرب والقوى المتنفذة في العالم هي المدافع الأول عن الإخوان وان إعلامهم وساستهم طوع بنان التنظيم الدولي السري للإخوان في أوضاع حيرت (أو لم تحير) العقول.. وعجبي!

آخر محطة:

(1) أصدرت امس جماعة «إخوان دون عنف» تصريحا شديد اللهجة ضد المرشد الجديد للإخوان د.محمود عزت قالت فيه انه أكثر تشددا من سيد قطب.

(2) في صفحة 1254 الى 1261 من محاضر محاكمات محكمة الشعب عام 54 يتقدم سيد قطب بشهادته «ضد» المرشد حسن الهضيبي ذاكرا ان الأخير قال له انه يدبر «انقلابا عسكريا» يرجع الرئيس محمد نجيب للسلطة.. ولا تعليق.

(3) فضيحة بحق ما قاله المتلون الإخواني صفوت حجازي بعد القبض عليه وإنكاره انتماءه للإخوان وانقلابه على مرسي وهو الذي حرض الآخرين على الموت لأجل.. مرسي.

(4) نرجو من عقلاء الإخوان في الكويت ان يبتعدوا عن ربط انفسهم بإرهابيي التنظيم الخاص المصري الملطخة يده بدماء الأبرياء من شعبه كي لا يحسب الموقف تاريخيا عليهم تكرارا لما حدث إبان الغزو.

محمد الوشيحي

هكذا قالت المضيفة…

هذا هو الوقت الأنسب للسرقة في الكويت وفي غيرها من البلدان العربية، فليس أفضل من الدم غطاءً، ولا أفضل من هذه الأحداث العربية الهوليوودية ساتراً، بدءاً من فض الاعتصامات وقتل المتظاهرين، ومروراً بكيماوي بشار وتساقط كل هذه الجموع خنقاً، وليس انتهاء بإخلاء سبيل حسني مبارك.
طبعاً إذا عرفنا أن الكويت، على سبيل المثال، "تطفح" بالأموال الزائدة، وهي بالتأكيد لن تذهب لتطوير الخدمات الصحية ولا التعليم ولا بقية الهرج الفاضي، هي ستذهب في اتجاهين متشابهين، أحدهما خارجي والآخر داخلي، أما الخارجي فسيذهب كتبرعات للأشقاء والأصدقاء، وأما الداخلي فسيذهب لإرضاء خواطر وشراء ولاءات، وعلى الشعوب أن تأكل من التراب بعد خلطه بقليل من الماء المقطر.
وأفهم أن تتبرع دولة الإمارات للدول العربية بسخاء، مع اختلافي مع سياستها الخارجية، وأفهم كذلك تبرعات قطر هنا وهناك، فكلتا الدولتين ملأت ثلاجتها بما لذ وطاب، ودلّعت شعبها وبحبحته (من بحبوحة) قبل أن تلتفت إلى الخارج.
ويكفي الحكومة القطرية أنها جعلت مواطنها الأول عالمياً في قائمة الأعلى دخلاً، بخلاف بُنيتها التحتية المتسارعة، ومستقبلها باستضافة بطولة كأس العالم، في حين ينام المرضى الكويتيون في ممرات المستشفيات الحكومية، على أسرّة متهالكة، تتدلى منها الأسلاك! ويتعاطف المحسنون فيتبرعون لتوسعة هذا الجناح أو توفير ذلك الجهاز الطبي.
لذلك أقول للسلطة هنا: "حتى في تعليمات السلامة قبل إقلاع الطائرة، تنبّهنا المضيفة إلى أنه في حال تطلّب الموقف ارتداء الكمام، يجب أن يرتديه الكبار قبل أن يساعدوا أبناءهم على ارتدائه"، والكويتيون يمدّون كماماتهم إلى الآخرين ولا يجدون الكمام.

سامي النصف

القاهرة تحترق والتاريخ يعيد نفسه!

 تذكر حوادث التاريخ ان العواصم والمدن الكبرى لا تحترق إلا مرة واحدة كل قرن أو كل ألف عام، فقد بقي حرق نيرون لروما حدثا لا ينسى، ومثل ذلك حريق لندن وسان فرانسيسكو، وحرق جند أحمد عرابي إبان هوجته لمدينة الاسكندرية ونهبها عام 1882، وأخيرا حريق القاهرة المدمر في 26/1/1952 الذي تسبب في حالة عدم استقرار سياسي انتهى بانقلاب 23/7/1952، لذا قال عبدالناصر في احدى خطبه ان حريق القاهرة كان بداية الثورة.

***

وقد بقي حريق القاهرة احد الأحداث الغامضة في تاريخنا الحديث وقد وجهت الاتهامات الى أطراف عديدة منها الشيوعيون واليساريون والأميركان وواجهتهم المتمثلة في تنظيم الضباط الأحرار السري، وتشكلت محكمة عسكرية إبان العصر الملكي لمحاكمة احمد حسين زعيم حزب مصر الفتاة الفاشي وخمسة من رفاقه بتهمة حرق القاهرة، واستمرت المحاكمات الى ما بعد يوليو 1952 دون الوصول الى نتيجة في ذلك الحريق العظيم الذي سجل ضد مجهول وأقفل لأسباب مجهولة باب الحديث حوله وعنه وعن فاعليه.

***

وقد ذكرنا في مقال سابق ان التنظيم السري للإخوان كان مخترقا من الإنجليز، وكانوا يستخدمونه للتخلص من أعدائهم، حيث قام بقتل رؤساء الوزارات المنتمين لحزب السعديين الموالي للألمان والمعادي للإنجليز أمثال ماهر والنقراشي ومحاولة اغتيال عبدالهادي، وفيما بعد حاول التنظيم السري للإخوان اغتيال عبدالناصر بعد أسبوع فقط من توقيع الإنجليز مرغمين معه اتفاقية الجلاء، إذا ما وضعنا تلك الحقائق في الذهن سهل ـ لربما ـ حل لغز شفرة حريق القاهرة.

***

ففي 8/10/1951 أي قبل شهرين فقط من ذلك الحريق المدمر قام رئيس الوزراء الوفدي مصطفى النحاس، وعقب إلغائه عمليات التفاوض مع الإنجليز في سبتمبر، بإلغاء اتفاقية عام 1936 من جانب واحد، مما خلق هزة كبرى في الغرب، حيث احتجت عليه الدول الغربية وعقدوا اجتماعا عاجلا لقادة جيوشهم في أوروبا، لذا كان الأثر الأول لحريق القاهرة فيما بعد هو إقالة الحكومة الوفدية في نفس مساء الحريق وهو احدى دلالات تورط تنظيم الإخوان السري في ذلك الحدث خدمة للإنجليز.

***

ومن الدلالات الأخرى المسحة الدينية للأحداث إبان الحريق عندما تم استقصاد البارات والكباريهات والكازينوهات، وعلت كما يذكر الشهود صيحات «الله أكبر» و«احرقوا محال الكفار»، وشوهد الشيخ إبراهيم كروم أحد زعامات الإخوان وهو يقود حرق كازينو الأوبرا، كما اتضح ان الإخوان هو الفصيل الوحيد الذي لم يتضرر من ذلك الحريق الذي أقال الحكومة الوفدية وأسقط الملكية، وأرسل الشيوعيون واليساريون وزعامات حزب مصر الفتاة الى المحاكم والسجون واستثني الإخوان رغم انهم مصنفون آنذاك من القوى المتطرفة التي يمكن ان تكون خلف تلك المؤامرة، فهل غطى على تنظيمهم السري من دفعهم اليه من القوى المتنفذة الكبرى؟

***

آخر محطة: (1) تواترت الأنباء بالأمس بأن العصابات المسلحة أشعلت نارا هائلة في مبنى «المقاولون العرب» الضخم بقلب القاهرة، وقامت تكرارا لما حدث في حريق القاهرة، بمنع قوى الاطفاء من الوصول للحريق مما كان سيمهد لانتشاره ويحرق المدينة بأكملها لولا عدم وجود رياح في ذلك اليوم مما جعله ينحصر في مكانه.

(2) أعتقد ان القاهرة عاصمة العرب قد تستهدف بحريق مدمر آخر أعظم من الأول بعشرات المرات انتظارا لظروف ملائمة ويوم شديد الريح يمنع السيطرة على الحرائق، والله يستر، وأعذر من أنذر.

 

علي محمود خاجه

تساؤلات مصرية

 لم أكتب من قبل أي مقال حول الشأن الخارجي إلا في حالة واحدة على ما أذكر تعلقت بحرب إسرائيل على لبنان في 2006، وأعزو عدم تطرقي للشأن الخارجي لقلة المتابعة والاطلاع، وكذلك القناعة بضرورة إصلاح الداخل قبل الولوج في وضع الخارج، إلا أن الحالة المصرية اليوم تجبرني على الخوض في غمارها على شكل تساؤلات وملاحظات تحتاج إجابة كي تكتمل الصورة، فما يحدث في مصر ينعكس بشكل واضح على المنطقة بأسرها، فهي كما أتابع تشكل فعلاً قلب العروبة النابض. من خلال التساؤلات المقبلة أنا لا أقدم رأياً، بل كل ما أطرحه عبارة عن تساؤلات لا أفهم إجاباتها. – في يوليو 1952 قام الجيش المصري بانقلاب على النظام الملكي الشرعي القائم، إلا أن الشعب المصري بل العربي كذلك يسمي ما حدث بالثورة، بل يتم الاحتفال به سنوياً إلى اليوم، وفي عهد مرسي كذلك تحت مسمى "عيد الثورة"، إذا لماذا يسمى ما حدث مع مرسي بالانقلاب، وبالمقابل ما حدث مع الملك فاروق بثورة؟ – في 30 يونيو خرجت تظاهرة تطالب برحيل الرئيس مرسي فما كان من الجيش إلا أن لبى نداء تلك التظاهرة وعزل الرئيس، فهل يعني ذلك أن الجيش سيكون ملزماً بعزل كل رئيس منتخب يتظاهر ضده الملايين في المستقبل؟ وما المعايير التي سيبني عليها الجيش المصري قراره مستقبلا؟ – يصف مناصرو الرئيس مرسي وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي بالمجرم والقاتل، بل يصل الأمر بهم لوصف ما يقوم به بأنه أشد فتكاً من الإسرائيليين كما جاء على لسان القطري يوسف القرضاوي، وما لا أفهمه هو كيف لأنصار محمد مرسي أن يمجدوا فيه، ويشتموا السيسي على الرغم من أن من عيّن عبدالفتاح السيسي هو محمد مرسي؟! بمعنى أن من عيّن المجرم والقاتل على حد وصفهم هو الرئيس الذي يمتدحونه. – دول الخليج باستثناء قطر تقف ضد الإخوان في مصر ومع الإخوان في سورية، وإيران تقف بشكل معاكس لذلك، والشعوب التي تؤيد الخليج أو إيران تتبعهم في هذا التناقض المضحك. – يصف مناصرو محمد مرسي في كل العالم العربي بأن ما حدث له هو حرب ضد الإسلام، في حين تقف الدولة الوحيدة عربياً ذات النظام الإسلامي ضد محمد مرسي، فأيهم يطبق الإسلام الصحيح؟ – للكويتيين فقط ممن يناصرون محمد مرسي بحجة أنه منتخب ويدافعون عن الشرعية، وفي نفس الوقت يتفاخرون بإسقاطهم لمجلس 2009 بحراك الشارع، هل تصفون إسقاط مجلس 2009 بالانقلاب على الشرعية، خصوصا أن مجلس 2009 منتخب من الشعب؟ – إلى اليوم لا أعرف كيف يجب أن تتعاطى الدولة مع الاعتصامات الدائمة والمستمرة في الأماكن العامة سواء من تمرد أو الإخوان أو غيرهم، ولأخرجها من إطار التحيز والعواطف ماذا لو اعتصم الآلاف للمطالبة بزواج المثليين ولمدة شهر أو أكثر في أحد الميادين كيف يجب التعاطي معهم؟ خارج نطاق التغطية: هناك بشر يقتلون يومياً في شتى أنحاء العالم العربي، وما زال العالم العربي يكيف تعاطفه أو تشفّيه حسب جنسية وانتماء الضحايا، أزمتنا أخلاقية بلا أدنى شك.

سامي النصف

مصر بين عدلي وعدلي!

سؤال يطرح كل يوم: هل يعقل ان يكون القطبيون من الإخوان ممن يدعون العداء بشدة للقوى المتنفذة بالعالم هم ارجوزات في يديها يسيرون في هديها ويأتمرون بأمرها ليتم التلاعب بأقدار دول المنطقة ومصائر شعوبها عن طريقهم؟! في عام 1858 ولد سعد فتحي زغلول لعائلة فلاحية لا تملك شروى نقير ولم يحصل من العلم إلا القليل وقد اظهر منذ الصغر حنقه وغضبه على الأوضاع حتى انه انضم لجمعية الانتقام وقد نجحت القوى المتنفذة بتحويل غضبه واخفاقه باتجاه شعبه فبقي حانقا عليه حتى يوم موته حين اظهر ما في مكنون قلبه بكلمتين جارحتين نحو الشعب الذي احبه واحتضنه حتى قيل لو رشح سعد حجرا لانتخبه الناس، معلنا ان الشعب المصري لا فائدة منه ورأيي الشخصي ان الذي لا فائدة منه هو القائل لا الشعب الذي اصبح احد الشعوب القدوة في العالم.

***

انضم من «يدعي» العداء للإنجليز والرغبة بالانتقام منهم مبكرا لصالون الاميرة نازلي المعروف بانه احد الاماكن التي يجند الانجليز بها عملاء لهم، وأصبح شقيقه أحمد فتحي زغلول احد قضاة محكمة دنشواي التي اصدرت احكام اعدام وجلد جائرة على المصريين لصالح الانجليز، ثم عين الانجليز سعد في منصب قاض وهو الذي لم يحز شهادة حقوق ورفعوه لمنصب وزير تربية ووزير داخلية وزوجوه من ابنة رئيس الوزراء الشهير مصطفى فهمي باشا رجل الانجليز الأول في مصر الملقب بالجلاد، والذي يقول المؤرخ يونان لبيب ان احتلال مصر لم يكتمل إلا لما عين مصطفى فهمي رئيسا للوزراء، وقد سمى سعد زوجته صفية باسم عائلته كما يفعل الانجليز فاصبحت صفية زغلول بدلا من صفية مصطفى فهمي باشا، وظل على ذلك الولاء حتى يوم موته عام 1927 عندما أصر على ألا يدفن جثمانه في مسجد بل ان يكون ضمن بناء على شكل معبد فرعوني كي يزوره الرجال والنساء من مختلف البلدان والديانات.

***

واثرى سعد زغلول ثراء فاحشا بعد تدثره برداء الوطنية حتى اتهمه شريكه في الوفد الذي سافر معه وبقي في باريس دون عمل لاشهر عدة بانه استولى لنفسه على 98 ألف جنيه من أموال المتبرعين المصريين ونشرت الصحف تلك التهمة التي قالها علوبة باشا ولم يستطع زغلول الرد عليها مما مكنه لاحقا من النجاح في الدائرة الانتخابية التي حددها له الانجليز ويصبح نائب رئيس مجلس الأمة المنتخب ويصبح عدلي يكن باشا النائب المعين للرئيس والأخير جده ابن اخت محمد علي الكبير و«يكن» معناها بالتركية ابن الاخت ومن هنا بدأ التنافس الذي قسم المصريين والعرب وحتى الكويتيين انذاك الى سعديين وعدليين وقد كان التباين بين الاثنين في العلم والثقافة والوطنية «الحقة» والرزانة والهدوء والحكمة التي اشتهر بها عدلي باشا بينما اشتهر سعد باشا بالقدرة على الخطابة والدغدغة وخداع الجماهير.

***

وقد استطاع عدلي يكن لا سعد زغلول، كما يعتقد، الحصول على الاستقلال لمصر الحديثة وتحول السلطان الى الملك فؤاد وكتب الدستور المصري عام 1923 وأسس عدلي حزب المثقفين والمفكرين المصريين واسماه حزب «الأحرار الدستوريين»، واعتقد شخصيا ان رئيس مصر الحالي القاضي الجليل عدلي منصور هو أفضل رئيس مر على مصر منذ قرن من الزمن والذي يريد الخير لارض الكنانة عليه ان يصر على بقائه او اعادة انتخابه فهو ما تستحقه مصر بعد عصور الظلام وغياب القانون ورؤساء التهريج والكذب من عسكر و.. عملاء وعلماء محركات ناسا للفضاء ولا حول ولا قوة إلا بالله.

***

آخر محطة: (1) في قصة متكررة لأمة تصدق ما تسمع لا ما ترى، لم يكن مستغربا ونحن نتحدث عن عام 1918 ـ 1919 ان يقوم ربيب الانجليز بادعاء العداء لهم وتحقيق مآربهم تحت مظلة ذلك العداء المصطنع.

فسعد باشا زغلول كان ممن يسمون بـ «وزراء الحماية» أي الوزراء الذين باركوا مد الحماية الإنجليزية على مصر عام 1914، كما كان النائب الذي اختاره الإنجليز ليطالب في البرلمان بمد امتياز قناة السويس لعام 1968 وله قول موجب مشهور بعد لقائه مع السير هنري مكماهون الحاكم الإنجليزي لمصر 1914 ـ 1916 وما أضعف ذاكرة الشعوب.

(2) ففي ذلك الحين استدعى حاكم فلسطين المجاورة لمصر المتصهين هيلبرت صموئيل المدعو امين الحسيني الذي كان يعمل جاسوسا مع المخابرات البريطانية العاملة في السودان ثم طلب منه ان يستبدل البدلة بالجبة والعمة وان يطيل اللحية «لزوم الشغل» وجعله وبضغط مباشر منه مفتيا لفلسطين رغم وجود 12 من عائلته احق منه بهذا اللقب، واعلى الحسيني نبرة العداء للانجليز ولليهود ورفض كل لجان الوساطة وهرب الى ألمانيا النازية وايطاليا الفاشية ومع سقوطهم عام 1945 لم يقبض عليه او يحاكم! بل ترك له المجال ليكمل ادواره في حربي فلسطين في عامي 1947 ـ 1948 ولأمين الحسين مقال آخر يثبت ان ليس كل ما يلمع ذهبا، وليس كل ادعاء يصدق.

مبارك الدويلة

حصاد السنين .. هل الإخوان جماعة مسلحة؟!

ساءتني
جدا افتتاحية جريدة الجريدة الكويتية التي تحث مجلس الوزراء على اتخاذ موقف اكثر وضوحا في دعم حكومة السيسي الانقلابية! حيث وصفت جماعة الاخوان بانها جماعة مسلحة، وان الاعتصامات كانت تسيطر عليها الجماعة بأسلحتها، ووصفت الرئيس المنتخب محمد مرسي بأنه الرئيس الذي خان أمانة شعبه وخان الدستور..!؟ ووفقا لكلام «الجريدة» فان الذي وصل الى الحكم عن طريق الانتخاب الحر المباشر وأمضى سنة كاملة في الحكم من دون ان يعتقل معارضا سياسيا واحدا ومن دون ان يغلق صحيفة معارضة واحدة هو الخائن لوطنه! بينما -وفقاً لمنطقها- تطالب الحكومة الكويتية بدعم من اغلق جميع الصحف والقنوات الفضائية المخالفة خلال الساعة الاولى لانقلابه وزج بالسجون العشرات من معارضيه، بل وقتل في يوم واحد عشرة الاف أعزل ومعارض سلمي وتجاوزت وحشيته ان احرق الجثث واصبح القتل والاعتقال وفقاً للهوية! هذا النظام تطالب هذه الصحيفة حكومتنا الراشدة بدعمه ومساندته!
بقي ان نتحدث عن ادعاء الصحيفة بان الاخوان كانوا مسلحين! وهو كلام وزارة الداخلية والاعلام الظالم الداعم لعودة النظام التسلطي السابق، وسأترك القارئ الكريم مع الدكتور صلاح سلطان الذي علق على هذه الشبهة بكلام هو افضل ماقرأت انقله بشيء من التصرف، يقول الدكتور صلاح سلطان في صحيفة نافذة دمياط الالكترونية يوم 2013/8/19:- هذه بعض الحقائق اجمعها لمن يتهم الاخوان بحمل السلاح في «رابعة» أو في غيرها:
هل تعلم ان اقل تقدير لعدد الاعضاء العاملين في جماعة الاخوان لا يقل عن سبعمائة ألف وقد يصلون الى مليون نسمة؟ ولتقدير العدد الصحيح عليك اضافة الاعضاء غير العاملين والمؤيدين ثم اضافة اسرهم! لكن دعنا ننسى كل ذلك ولنأخذ الاعضاء العاملين فقط على اساس انهم الاكثر التزاماً وكفاءةً! تخيل معي الآن ان جماعة الاخوان قررت امتلاك السلاح ورفعه كما يصور الاعلام، هل تعلم ما معنى ان يرفع مليون شخص السلاح؟ ربما لا تتخيل الصورة جيداً لذلك دعني اساعدك بمعلومة اخرى: هل تعلم ان التعداد الرسمي للقوات المسلحة هو 479000 فرد في الخدمة؟ يضاف لهم مثلهم جنود احتياط عند الاستدعاء! يشمل ذلك بالطبع من يعملون في قاعات الافراح ومزارع العجول ومصانع المكرونة، اي ان تعداد القوات المسلحة بكل افرادها هو نصف تعداد الاعضاء العاملين في جماعة الاخوان المسلمين! هل تستطيع الان ان تتخيل بصورة افضل ما معنى ان يحمل الاخوان السلاح؟ بالتأكيد لن يكون المشهد لك تلك الصورة البائسة التي شاهدتها على وسائل الاعلام لافراد عليهم «دوائر حمراء» يحملون السلاح، أليس كذلك؟! قد تجيبني قائلاً: هم لا يستطيعون استخدام السلاح لانها ستكون نهايتهم! وهنا دعني أسألك: ما مفهومك عن هذه النهاية؟!
تعتقل قيادتهم..؟ حدث بالفعل.
يقتل ابناؤهم..؟ حدث بالفعل.
تصادر اموالهم..؟ حدث بالفعل.
تحرق مقراتهم..؟ حدث بالفعل.
تنتهك حرمات منازلهم..؟ حدث بالفعل.
يتم عمل كمائن لقتلهم بالهوية..؟ حدث بالفعل، إذاً ماذا ينتظر الاخوان لحمل السلاح لو ارادوا ذلك..؟! لا شيء الا ايمانهم بعدالة مطالبهم وسلميتهم. انتهى.
ومع هذا اعتقد انه اذا استمر الجيش بملاحقة الاخوان وقتلهم وسجن المنتمين اليهم ومحاولة انهاء وجودهم وتفويض البلطجية بملاحقة كل ملتح ومنتقبة في الشوارع، عندها سيضطر الاخوان الى الدفاع عن انفسهم ولتتحمل حكومة السيسي النتائج.
اللهم احفظ مصر واهل مصر من كل معتد وظالم.
***
تغريدة اعجبتني: الذين اعلنوا دعم حكومة الانقلاب هم:- اسرائيل/ بشار/ بعض دول الخليج/ حكومة المالكي/ بابا الاقباط/ الجامية.

بشار الصايغ

لنتصارح …

بعد مرور خمسون عاما من وضع الدستور وبدأ الحياة البرلمانية في الكويت، إلا أن مفهوم الديمقراطية مازال بعيدا عن التطبيق، وعن النهج اليومي في العمل السياسي، وهو بعيد على مستوى النظام الحاكم، الحكومة، البرلمان والشعب، فكل طرف لديه نظرته وفهمه الخاص للديمقراطية، وداخل كل طرف تتعدد أيضا تلك التعريفات.

للأسف، فبعد تجربة عمرها خمسون عاما مازال الفهم العام للديمقراطية محصور في العملية الانتخابية لمجلس الأمة، لا أكثر ولا أقل، وتغيب جميع مفاهيم ومباديء الديمقراطية عن الحياة بشكل عام خارج هذا الاطار المحدود. متابعة قراءة لنتصارح …