“>
تمتلك الكويت، وبقية الدول الخليجية شركة الملاحة العربية، وشاركهم العراق فيها عندما كانت العلاقات جيدة معها، ولكن متاعبها مع جيرانها منعتها من لعب دور فعال في إدارة الشركة، وأعفت نفسها بالتالي تقريبا من الكثير من التزاماتها.
وبالرغم من أن الكويت منحت هذه الشركة الكثير، وضحّت من أجل تأسيسها بشركتها الوطنية، ومنحتها مجانا قطعة أرض كبيرة لتقيم عليها مبناها، فإن الكويت، كدأبها، لم تستفد ماديا من الشركة طوال ما يقارب نصف القرن، منذ أن تأسست سنة 1976، خاصة بعد أن قام مجلس إدارتها بنقل كل عملياتها تقريبا الى دبي. كما أن عدد من عمل بها من الكويتيين كان دائما متواضعا. ولو نظرنا إلى مجلس إدارة الشركة وكبار موظفيها لما وجدنا بينهم، طوال 45 عاما، من مثل ثقل دولة المقر. كما أن دولاً خليجية قامت بتأسيس شركاتها الملاحية وأعطتها الأفضلية على هذه الشركة، في مخالفة واضحة لنظام تأسيسها. وربما هذا الذي دفع الكويت للإحجام عن المشاركة في مطالبات زيادة رأسمال الشركة المرة تلو الأخرى، مما أتاح الفرصة لدول أخرى كقطر والسعودية للدخول كشركاء أقوياء، وهذا أثر بدوره في وضع الكثير من المواطنين من موظفي الشركة، والذين تم الاستغناء عن خدماتهم.
والسؤال هنا للأعضاء الممثلين لحصة الكويت في مجلس إدارة الشركة، التي يبدو أن من يتولون أمرها مدعومون سياسيا من دولهم، وليس بالضرورة فنيا، عن حقيقة موقفهم مما يشاع عن تضرر الكثير من الكويتيين في الشركة من معاملة سيئة ومن إنهاء خدمات بطريقة مجحفة، وهل كل ما يقال صحيح أم لا صحة له؟ وهل هم كأعضاء راضون بوضعهم في مجلس الإدارة، وعن أداء الشركة بشكل عام؟ وهل مصالح الكويت العليا محققة على يد مجلس الشركة، الذي يقال إنه يدار من قبل شخص واحد؟ ومنذ متى لم يصبح ممثل دولة المقر، أي الكويت، رئيسا لمجلس إدارة الشركة؟
أسئلة نضعها بتصرف وزير المالية، الشيخ سالم الصباح، راجين النظر في وضع مساهمتنا فيها وموقف هيئة الاستثمار من وضعها المالي الذي بدأ في التدهور منذ 2005 حتى اليوم، يوم كان لديها فوائض مالية عالية، ثم اختفت لسبب أو لآخر، مما اضطرها لاستدعاء باقي رأس المال المرة تلو الأخرى منذ عام 2008، لإنقاذ وضعها النقدي المتعب، وهو ما دفع الإمارات في مرحلة، والكويت في مرحلة تالية للامتناع عن رفع حصتها في رأس المال، وبالتالي انحسار حصتها إلى الحد الأدنى، الأمر الذي جعل للسعودية وقطر الحصة الأكبر، والكويت والبحرين، الحصة الأقل.
***
• ملاحظة: تساءلت في مقال الأحد عن الجهة التي لها فضل إصدار تقرير الأداء الحكومي، وقلت إن الفضل قد يكون لوزيرة التخطيط! ولكن الصديق القارئ ساير الساير لفت نظري إلى أن التقرير صادر عن «المنتدى الاقتصادي الدولي»، ويتعلق بموضوع التنافسية في العالم العربي لعام 2013. فالشكر لتنويهه القيّم.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
الشهر: أغسطس 2013
الكويت.. وماذا حدث منتصف السبعينيات؟!
الباحث روبرت دريفوس صاحب كتاب «لعبة الشيطان» الذي تطرقنا إليه سابقا، شديد التخصص في مجال السياسة والأمن القومي ويأتي في تعرفته بأنه من أفضل من كتب عن حرب العراق 2003، حيث كان أول من كشف عن دور السياسي أحمد شلبي الخفي في غزو بلاده، وعن الحرب الأميركية على الإرهاب، وله كتب عن «المحافظون الجدد» في عهد أوباما والتدخل الأميركي في أفغانستان والحرب على الإرهاب وهو باحث وإعلامي معروف وضيف دائم على كبرى الفضائيات العالمية.
***
في ملخص وإيجاز لما كتبه دريفوس عن تحول الكويت من العلمانية والليبرالية للتوجه الديني والذي أسماه «عملية تصحير الكويت» يرى الباحث أن السلطة السياسية آنذاك كانت تواجه معضلة عدم براغماتية القوى الوطنية واليسارية الكويتية ووجود مخزون استراتيجي لتلك القوى تمثل في حوالي نصف مليون فلسطيني يساري وعلماني شديدي التسيس والمعاداة للأنظمة المحافظة يعيشون في الكويت ووجود نظام بعثي يساري عراقي على الحدود (مثال تحالف القوى الوطنية واليسارية اللبنانية مع القوى الفلسطينية المدعومة من البعث السوري أواخر الستينيات وإبان الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت بشكل متقطع منذ أوائل السبعينيات حتى انفجرت عام 1975).
***
في الوقت ذاته، أثبتت أحداث الأردن أواخر الخمسينيات المعادية للملك ومثلها أحداث سبتمبر 70 أن القوى الدينية من إخوان وسلفيين تقليديين ومعهم القوى القبلية هم الحلفاء الطبيعيون للأنظمة المحافظة وقد دخلوا الحرب دفاعا عنها حين اشتدت التهديدات والمخاطر، بينما بقيت القوى اليسارية والوطنية في موقف العداء الدائم للأنظمة المحافظة ومن هنا بدأت في الكويت حسب رأي الكاتب عملية تفادي الخطر اليساري عبر تقوية التيار الديني.
***
وقد عزز تلك النظرية وقواها عندما بدأت الكويت وكأنها المستهدف القادم لمشروع الحروب الأهلية في دول المنطقة الصغيرة (هذه الأيام الكبيرة) الذي عصف بالأردن عام 70 وقبرص 73 ولبنان 75 فاضطرت السلطة الكويتية لحل البرلمان عام 76 وحل بعض الجمعيات والنقابات التي تسيطر عليها القوى الوطنية واليسارية وتقييد حرية الصحافة فوقفت القوى الدينية معها عبر قبولها بعمليات التوزير بالحكومة وعدم مشاركة جمعياتها وصحافتها بالاعتراض على حل البرلمان.
***
ويرى دريفوس أن الغرب هو من وقف خلف إنشاء بنوك إسلامية تستفيد من عوائد البترو دولار في السبعينيات كي تقوم بدعم الحراك السياسي الإسلامي والمحافظ المعادي للاتحاد السوفييتي وحلفائه بالمنطقة وان الكويت هي تجربة ناجحة بكل المقاييس في هذا الخصوص، فالبنك يؤدي وظيفة المركز الاقتصادي لرجال الأعمال من إخوان مسلمين وغيرهم، والبنك ينشئ قاعدة عريضة من الأتباع المخلصين.
ولا يخلو كلام الكاتب في جانب آخر من الهمز واللمز فيما يخص تاريخ الكويت، كما يستشهد بكتاب الباحثة كريستين سميث حول كيف حول الاقتصاد الإسلامي الكويت من توجه ليبرالي تاريخي إلى بلد إسلامي محافظ.
***
آخر محطة: (1) في الختام يرى الكاتب دريفوس ان نجاح قوة اليمين الإسلامية المدعومة بشبكة من الأموال الضخمة أمام القوى الوطنية واليسارية التي تفتقر للدعم المالي المحرك لكل شيء تسبب ودون ان ينتبه الغرب في تمدد أسطوري إسلامي تحت الأرض لم يحصر عداءه بالقوى الوطنية واليسارية والشيوعية فقط بل امتد ليشمل بعدائه القوى الغربية وحلفاءها من الأنظمة المحافظة والتقليدية في المنطقة.
(2) النظام البعثي المخابراتي السوري هو من يقف خلف تفجيرات الضاحية الجنوبية وطرابلس الشمالية (عملية ميشال سماحة وعلي المملوك) ومقتل الحريري ورفاقه وكارثة أطفال الغوطة، وخلف تفجيرات التكفيريين وحزب البعث الصدامي في العراق حتى اشتكته حكومة المالكي لمجلس الأمن.
(3) ومن يتساءل بسذاجة: هل يعقل هذا الأمر في هذا الوقت؟ فعليه أن يجيبنا: وهل يعقل غزو البعث الصدامي لإيران وإبادة أكراد الشمال وشيعة الجنوب وغزو الكويت وطرد المفتشين الدوليين الباحثين عن أسلحة الدمار الشامل التي لا وجود لها، ثم دعواه القوى الدولية لغزو العراق والموت على تخوم بغداد وهو الذي يعلم بمحدودية قدراته العسكرية في تجربة الهرب الكبير عام 91 والبشرية في شعب وجيش جائع والمالية في اقتصاد دمره الحصار بالكامل، وبعد أن سلم قيادة جيوشه أمام أقوى جيش في التاريخ لمن لا خبرة عسكرية لديهم على الإطلاق من أبنائه الجهلة وشاويش يدعى علي الكيماوي لا كيماوي لديه وبائع ثلج يدعى عزة الدوري أثبت مرارا وتكرارا انه أسرع من الغزال في النحشة!
من يــستطع ان يفسر بعقل تصرفات وجرائم البعث العراقي يستطع بنفس «السهولة» ان يفسر تصرفات وجرائم البعث السوري وتسببهم في قتل شعوبهم وتدمير بلدانهم.
نحن والديموقراطية
“>
طلب مني صديق وقارئ أن أكتب شيئاً عن الديموقراطية، الغامضة عليه وعلى الكثيرين من أقرانه، وحيث إنني لا أزيد عنهم فهماً، فقد قررت البحث في هذا الموضوع ومعرفة شيء من تطبيقاته لدينا ولدى غيرنا.
الديموقراطية كلمة يونانية، وتتكون من: ديموس، أي الشعب، وكراتوس أي الحكم. والأصل في الديموقراطية حكم الشعب لنفسه، أي إجراء استفتاءات شعبية متلاحقة على كل أمر، وحيث إن هذا يصعب كثيرا، فبالتالي تم اللجوء للنظام الانتخابي الذي يقوم فيه الشعب باختيار من يمثله في البرلمان، بحيث تكون مهمة البعض منهم تشكيل الحكومة، والبعض الآخر مراقبة الحكومة والقيام بسن القوانين. مشكلة الديموقراطية،وغيرها، تكمن في التطبيق، وخاصة في الدول الفقيرة والكثيفة السكان ذات الأمية العالية! كما أصبح كل متسلط ودكتاتور يدعي أنه ديموقراطي، وهذا ما حدث على مدى أجيال في الأنظمة الشيوعية، وبعض الأنظمة الفاسدة الأخرى، مثل نظام زفت القذافي وغيره، ووصل الحال حتى بالأحزاب الدينية، كــ«الإخوان المسلمين» للمناداة بالديموقراطية، علما بأن مبادئها تخالف أبسط أسس الأحزاب الدينية ومنها الإخوان، الذين ينادون بحق المسلم في تسيّد غيره من أتباع الديانات الأخرى! وبالتالي من السخف تصديق إيمان اي حزب ديني خالص في تدينه بالعملية الديموقراطية التي قد تأتي بأغلبية نيابية مسيحية، أو بتولي يهودي سدة القضاء، أو أن تكون قيادة المجلس الدستوري مثلا لبوذي. وقد رأينا كيف قام شراذمة «الإخوان» بجريمة حرق وتدمير والعبث بمحتويات عشرات الكنائس المصرية العريقة، فور نجاح الجيش في طردهم من أماكن اعتصامهم في ساحات المدن المصرية وشوارعها، هذا غير قتل مئات المواطنين الأبرياء وتشريدهم، فقط لأنهم مسيحيون، ولا أدري ما علاقة مزارع قبطي بسيط يزرع حقله، بصراع سياسي يجري على بعد مئات الكيلومترات عنه؟!
ويقال إن الديموقراطية، بالرغم من كل عيوبها، هي أفضل انظمة الحكم، وهذا صحيح، فالعقل البشري لم يتمكن حتى اليوم من تقديم بديل أفضل، وكما أن خطأ طبيب لا يلغي الطب، فإن خطأ الديموقراطية، بأي من أشكالها، لا يلغي الديموقراطية. ويمكن القول كذلك إن الديموقراطية، في أفضل تطبيقاتها توجد في الليبراليات الغربية، التي يتم فيها التداول السلمي للسلطة، والتي تعتمد في شرعيتها على مدى قبول الشعب لها، فمن دون ذلك لا شرعية لها، وقد اضطرت حكومات غربية عدة للاستقالة، بالرغم من امتلاكها للأغلبية البرلمانية، عندما شعرت بأنها فقدت شعبيتها، أو شرعيتها، لدى الرأي العام، الذي يمكن قياسه من خلال وسائل الإعلام المختلفة! والديموقراطية هي عكس الدكتاتورية، أو حكم الفرد، الذي لا يسمح بتداول السلطة. وتعتبر الديموقراطية أكثر أنواع الحكم تحديا للقدرة البشرية، سواء تلك التي لدى السياسيين أو بقية الشعب. والديموقراطية عندما تطبق بطريقة سليمة تكتسب الشرعية. وتكمن عظمة الديموقراطية، وضعفها في الوقت نفسه، في أن صوتا واحدا لمواطن بسيط نصف متعلم، كفيل بترجيح كفة الفائز بأعلى مناصب الدولة. وبالتالي فالديموقراطية لا تعني فوز المرشح لأي منصب كان بـ%51 من أصوات الشعب، وهو المفترض، ولكن فوزه بـ%51 ممن شاركوا في العملية الانتخابية، والفرق عادة ما يكون كبيرا. فقد تحاول جهات منع مناوئيها من التصويت، كما حدث مؤخرا في زمبابوي، أو توزيع الأموال وزيوت الطبخ والسكر لحث المترددين على الاقتراع لهم، كما حدث في انتخابات مرسي!
وكل ديموقراطية وأنتم بخير.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
لعبة الشيطان!
اعترفت السلطات الغربية أخيرا بأنها من كان خلف الانقلاب المخابراتي الذي أطاح برئيس الوزراء الإيراني المنتخب مصدق عام 1953 وهو السر الرهيب الذي يعلم به الجميع (!)، ويتساءل البعض: هل يحتاج الأمر إلى الانتظار 60 عاما أخرى كي يسمع العالم باعتراف آخر بأن نفس الجهات هي من يقف هذه الأيام خلف ما يفعله القطبيون في أرض الكنانة؟!
***
كانت القوى الغربية تواجه في بداية الخمسينيات ثنائية شديدة الخطورة بالنسبة لهم، حيث تحول النظامان الحاكمان في بلدين مؤثرين بالمنطقة هما إيران (1951) ومصر (1952) الى أنظمة وطنية معادية لهم وتهدد بنظرهم بسقوط هذين البلدين المؤثرين تحت سيطرة الدب السوفييتي الذي تساقطت أنظمة دول شرق أوروبا والصين العظمى تحت سنابك ثوراته وانقلاباته، وكانت دول شرق آسيا عرضة للسقوط كذلك بعد عمليتي غزو كوريا الشمالية للجنوبية وتدخل فيتنام الشمالية بشؤون جارتها الجنوبية.
***
يشرح الباحث شديد التخصص بالسياسة الأميركية روبرت دريفوس في كتابه «لعبة الشيطان» بالتفصيل التاريخي كيف ساعد الغرب في إطلاق العنان للأصولية الدينية بداية الخمسينيات ضمن تحالف سري بين الغرب وتلك القوى لمحاربة القوى الوطنية والقومية والماركسية والاشتراكية واليسارية، وان الإخوان في مصر بقيادة البنا والهضيبي والقوى الدينية في ايران بقيادة رجل الدين الكاشاني وذراعهم العسكرية وأجهزة الاغتيالات السرية ممثلين بالتنظيم الخاص بمصر وتنظيم «فدائيو إسلام» بقيادة المتشدد نواب صفوي كانا يعملان يدا بيد ضد الأنظمة الوطنية لخدمة الغرب، حيث اغتالا العديد من الوزراء ورؤساء الوزراء في مصر وإيران تحت رايات زائفة تدعي المزايدة في الوطنية!
***
آخر محطة: (1) يظهر الكاتب ان محاولة اغتيال عبدالناصر أتت كأمر مباشر من ايدن وايشيلبرجر اوصلها المستشار السياسي تريفور ايفانز للمرشد حسن اسماعيل الهضيبي بعد ان قرروا استحالة التفاهم مع عبدالناصر وضرورة قتله، وان تلك المعلومة كانت خافية إبان محاكمات الإخوان عام 1954 ولم يكشف عنها الغرب إلا في وقت متأخر.
(2) ظلت العلاقات الدينية السنية ـ الشيعية وثيقة ومتصلة بين الإخوان في مصر والقيادات الشيعية في إيران والعراق منذ الأربعينيات حتى منتصف الثمانينيات حتى ان النجف وقف ضد انقلاب 1958 وحكم قاسم رغم تأييد كثير من الشيعة له إرضاء لتوجه الإخوان المعادي لانقلاب 1952 في مصر.
(3) ومنا.. في الكويت بقي تحالف رجال الدين السنة والشيعة قويا ومستقصدا القوى الوطنية واليسارية المسيطرة على الشارع السياسي والاتحادات والنقابات حتى نهاية السبعينيات، فمعركة الاختلاط عام 1971 قامت بها جمعية الإصلاح السنية والجمعية الثقافية الشيعية، حيث أرسلوا باصات مشتركة مليئة بشبابهم قامت بالهجوم على الجامعة مستخدمة العنف لمنع الاختلاط، وهو الأمر الذي حققه لهم لاحقا ودون عنف وزير التربية الليبرالي الصديق الراحل د.أحمد الربعي وكان يعتقد انه تشريع لن يطبق(!).
(4) سنتطرق في مقال لاحق لما قاله الباحث الأميركي روبرت دريفوس عن خلفيات ما حدث في الكويت منتصف السبعينيات والأسباب «الحقيقية» لصعود قوى الإسلام السياسي على حساب القوى الوطنية واليسارية وهي أسباب لم أسمعها أو أقرأها لأحد من قوانا الوطنية ربما لأنهم مسؤولون في جزء كبير.. عنها! الله أعلم.
تخطيط رولا
“>لا أدري لمن الفضل، فقد يكون لوزيرة التخطيط السابقة والحالية، رولا دشتي، الدور الأكبر في صدور أول تقرير حكومي «صريح جدا»، يبين مدى ما تعانيه الادارة الحكومية من خلل أدى الى فقدان ثقة المواطنين كافة بها، وورد فيه أنه رفع الى مجلس الوزراء، ربما ليحفظ في أحد أدراجه، وتعلق لبه بتراجع كفاءة الأداء في المؤسسات الحكومية في «الصعد كافة»، وتراجع الشفافية والنزاهة، فضلا عن الضعف العام في الالتزام بالقوانين، وعدم تطبيقها من قبل الحكومة، مما أوجد فجوة كبرى ساهمت في عدم تطبيق القوانين على مختلف المستويات وفي شتى المجالات.
وانتقد التقرير بشدة التقاعس الحكومي في تطوير الحكومة الالكترونية، حيث اكد ان الكويت تحتل مراتب متأخرة في هذا المشروع عالميا، بينما أكد على تطور كبير في قضية استقلالية القضاء، الذي أحرز تقدما في المؤشر العام بين الدول، ليصبح ترتيب الكويت 36 عام 2013/2012 بدلا من 48 عام 2010/2009.
وكشف عن تراجع ترتيب الكويت في مؤشر الرخاء من 31 الى 38 عالميا، كما تراجعت ثقة الجمهور بالسياسيين من 39 الى 53، وتزايد الهدر في الانفاق الحكومي من 82 الى 100 في الترتيب بين الدول. وبيَّن التقرير وجود انكماش كبير في دور القطاع الخاص. كما لوحظ ارتفاع نسبة البطالة من 4.7 في المائة الى 5 في المائة، (في بلد تبلغ نسبة المواطنين %26 مقارنة بالمقيمين %74). وأكد التقرير وجود نسبة كبيرة من العمالة الوافدة تتركز في القطاع الخاص، وان العمالة الهامشية تمثل نحو %42 من اجمالي العمالة الوافدة بالقطاع الخاص، وفي المقابل، فان الطلب على العمالة الكويتية في القطاع الخاص يتركز في تشغيل ذوي المؤهلات التعليمية المنخفضة، حيث تمثل العمالة الكويتية من حملة الشهادة الثانوية ما نسبته 82 في المائة من اجمالي العمالة الكويتية في القطاع الخاص في نهاية عام 2012.
التقرير طويل وما ذكرته أعلاه لا يشكل إلا جزءا مما ورد فيه من كوارث مستدامة، وقد نقلت ما ذكر أعلاه حرفيا تقريبا، ولم اضف له غير ملاحظة هنا وكلمة هناك، وبعض الفواصل والنقاط.
والآن هل ستتحرك جهة لفعل شيء ومعالجة الاختلالات التي وردت فيه، أم أنه سيلقى المصير نفسه الذي لقيته تقارير أخرى مماثلة سبقته، وتكلف اعدادها عشرات ملايين الدنانير، ان لم يكن المئات؟ وسؤال آخر: لماذا لم يتطرق هذا التقرير، الذي نتمنى أن يكون مكان حفظه مختلفا عن مكان حفظ غيره من التقارير المماثلة، لماذا لم يتطرق لتجاهل الحكومات المتعاقبة لما تقوم بالصرف عليه من مثل هذا التقرير؟ أوليس من المحزن ان يهدر وقت وزارة مهمة ووزيرة نشطة في اعداد مثل هذا التقرير ولا يعمل به؟
• • •
• ملاحظة: كشف ديوان الخدمة المدنية ان 25 الف موظف طلبوا اجازة مرضية خلال فترة الايام الاربعة التي تلت اجازة العيد!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
سليمان الفليّح… لا حزن عليك ولا بكاء
تشويش عقل الأمة!
إذا أردت ان تضر بأمة فما عليك إلا أن تشوش عقلها بالكامل حتى لا تعرف يمينها من شمالها، ليلها من نهارها، عدوها من صديقها، ويكفي في هذا السياق ان امتنا العربية هي «الوحيدة» المسلطة على رؤوس ابنائها اكثر من 300 قناة اخبارية عالمية ومحلية بينما لا تزيد القنوات الإخبارية الموجهة لـ 300 اميركي او 400 أوروبي عن عدد لا يزيد على اصابع اليد الواحدة.. لا يشاهده احد!
***
وفي نظرة سريعة للمشهد السياسي في المنطقة نجد ان الغرب يتعاطف بشدة مع القطبيين في مصر رغم حرقهم الكنائس وتعديهم بالتبعية على معتقدات الاقليات، ويقف ضد القطبيين في سورية رغم وقوع مائة ألف قتيل، بالمقابل روسيا تقف ضد الاخوان في سورية ومع الاخوان في مصر، مع حكم العسكر في دمشق وضد حكم العسكر، كما تدعي، في القاهرة.
***
الرئيس المخلوع محمد مرسي كان يمارس نفس لعبة التشويش حيث يقف ضد النظام السوري ويسحب سفيره من دمشق وفي الوقت ذاته يعلن تطابق سياسته تجاه الاحداث في سورية مع سياسة روسيا الداعمة كما هو معروف لدمشق.
***
تركيا والدول الغربية تعطي لنفسها حق فض الاعتصامات في عواصمها ومدنها الرئيسية بقوة السلاح، نفس الدول ترفض قيام مصر بفض الاعتصامات الجائرة على ارضها رغم طول امد تلك الاعتصامات. الولايات المتحدة تصدر قوانين مكافحة الارهاب التي تتخطى بها كل ما اتى في اعلان حقوق الانسان فتراقب وتعاقب وتسجن بالشبهة وحتى دون محاكمات الا انها ترفض مكافحة مصر للإرهاب على ارضها رغم ان الاجراءات المصرية علنية وتخضع للقوانين والمحاكمات المراقبة دوليا.
***
النظام في دمشق يقتل السنة في سورية ولبنان، نفس النظام يقف بقوة مع السنة في العراق ويؤوي زعاماتهم ويزود ارهابييهم بالمتفجرات التي تقتل الشيعة وتهدم مقدساتهم وتضر بحكومة المالكي. الاخوان في الكويت ضد ثورة الناس في البحرين ونزولهم للشوارع ويعتبرون مطالب الحكومة الشعبية هناك خروجا على الدستور وانقلابا على الشرعية وخدمة لأجندات الخارج، الاخوان في الكويت يعملون تماما ما يرفضون عمله في البحرين.. وعجبي!
***
آخر محطة: استكمالا لمقولات «بيض الخعفق وفرخ العنفق» و«خميس كمش خشم حبش» التي يقصد منها تشويش عقل الإنسان حتى لا يستطيع ان يميز بين المفردات، كيف يمكن تفسير علاقة دمشق العلمانية بحماس الدينية بدلا من السلطة العلمانية وما الخطوط التي تربط ايران بالقاعدة وتجعلها تؤوي عائلات بن لادن والظواهري؟! ويمكن للأسئلة ان تمتد لطبيعة العلاقة بين الدول الغربية وإسرائيل بالأنظمة والمنظمات الاسلامية!
والأسئلة المربكة تطول وتطول ويزداد معها العقل والأداء العربي تدهورا..!
ومنعا للتشويش والخداع.. لو كانت المعارضة السورية تملك السلاح الكيماوي وصواريخ لحمله لاستخدموه ضد جيش وشبيحة النظام دفاعا عن أنفسهم وعائلاتهم وأطفالهم، فهل سمع احد قط بسقوط جندي واحد من صفوف النظام بـ … الكيماوي؟!
نحن واليهود والكاثوليك
“>”>لا أؤمن بمقولة سيطرة «اليهود أو الصهيونية» على الإعلام الغربي، من صحافة وتلفزيون ووكالات أنباء، وحتى سينما! ومرد ذلك ليس سخف هذه المقولة، التي قد تكون حقيقية، بل لأن أحدا لم يمنعنا، مع كل ما نمتلك من ثروات وما لدينا من أثرياء، عقلاء وسفهاء، من تملك حصص مؤثرة في أي منها، والتي تكرر عرض كثير منها للبيع على مدى نصف القرن الماضي، والتي يمكن الاستحواذ على غالبيتها من خلال شراء اسهمها! كما أن عدم إيماني يعود لحقيقة أن الأمر لا يتعلق بعزوفنا عن الاستثمار في هذه الوسائل، واصرارنا على التذمر من سيطرة اليهود عليها فقط، بل وايضا لأننا غير جديرين بتملكها اصلا، حتى لو أردنا ذلك! فالاستثمار في الصحافة العالمية مثلا ليس كالاستثمار في صناعة الملابس أو في شركة نفطية، والاعتماد على إدارة المصنع لتحقيق النجاح المالي، بل يتطلب تملك صحيفة او قناة إخبارية عالمية توافر قدر هائل من حرية القول والنشر المطلقة لدى المشتري، إضافة الى عامل الإبداع! فليس من المجدي تملك أي دولة عربية وسيلة إعلام دولية إن لم تكن هي التي تديرها وتوجهها لمصلحتها، وبما أن جميع دولنا تفتقد حرية القول والنشر، وتفتقد عامل الإبداع في مثل هذه المجالات، فعليها بالتالي التوقف عن وصف هذه الوسائل الإعلامية بالصهيونية العالمية، فاليهود ابدعوا ودفعوا ونالوا، ولم يمنعوا أحدا من أن يدفع وينال ملكية هذه الوسائل ويبدع فيها!
كان لا بد من هذه المقدمة الطويلة قبل الدخول في موضوع هذا المقال، والمتعلق بنظرية «سيطرة اليهود على الصحافة الغربية وغيرها»، ومنها «النيويورك تايمز» التي تتهم دائما بمحاباة إسرائيل ومناصرة قضايا اليهود، والترويج لفكرهم على حساب قضايا العرب، وهذا ليس صحيحا بالمطلق. فقد كان لهذه الصحيفة التي تصدر في معقل الكاثوليكية واليهودية الأميركية، دور كبير في فضح جرائم الاعتداءات الجنسية من قبل كبار رجال الكنيسة الكاثوليكية، ومنهم من كاد أن يصبح بابا، على أطفال الكنيسة. علما بأن الاعتداءات طالت عشرات آلاف الأطفال على مدى عقود طويلة، ولا تزال عملية الكشف عن جرائم القساوسة والكرادلة المتطورين، والتغطية عليهم، مستمرة بين الكنيسة ووسائل الإعلام الغربية الحرة! وكان لافتا للنظر قيام «النيويورك تايمز» بتاريخ 22 يوليو بنشر مقال لفرانك بروني FRANK BRUNI، ذكر فيه أن القادة الروحيين الذين أنيطت بهم مهمة رعاية الأطفال وتعليمهم، وبيان طريق الصواب لهم في الحياة، قاموا باستغلال مراكزهم وتأثيرهم القوي على هؤلاء الأطفال واعتدوا عليهم جنسيا، وأن المعتدين استفادوا من عمليات التغطية على جرائمهم من رجال دين أرفع مرتبة، وساعدهم هؤلاء في التشكيك في «ادعاءات» الأطفال، المعتدى عليهم جنسيا من قبل آبائهم الروحيين من رجال الدين! والتغطية تمت ليس خوفا من الفضيحة فقط، بل لكي لا تتوقف تبرعات «المحسنين»، وأن المسؤولين عن التحقيق في الجريمة فضلوا التغطية عليها، واتهام الأطفال بالكذب على أن يشمت أعداؤهم بهم!
الفقرة أعلاه لا تخص، كالعادة، فضائح كنسية، بل تتعلق باليهود الأورثوذوكس، الفرقة الأكثر تشددا! ويقول الكاتب أنه يكتب مقاله لأن الصحافة امتلأت في العقدين الأخيرين بفضائح رجال الكنيسة، والآن جاء دور فضح رجال الدين اليهود.
المقال طويل ويحتوي على معلومات مرعبة، وتعود لجرائم الأربعين سنة الماضية. وللمزيد يمكن الرجوع الى أرشيف «النيويورك تايمز».
والآن، من دون محاولة دفن الرؤوس في الرمال، هل نمتلك شجاعتهم، ام أننا غير؟
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
حصاد السنين .. اجتثاث الإخوان
أتفهم اختلاف الكثير من الناس مع الاخوان المسلمين، وأستوعب رغبة بعضهم لمشاهدة الاخوان يفشلون في كل انتخابات، وأعرف جيدا ان بعض البشر يفجر في خصومته معهم، ويشوه سمعتهم، ويفتري عليهم من أجل إبعاد الناس عنهم وعن منهجهم، كل هذا اتفهمه واستوعبه واعرفه، لكن الذي يقلقني حقيقة وأعجز عن تقبله هو رغبة بعضهم هذه الأيام في «اجتثاث الاخوان» من المجتمع بكل مؤسساته، هكذا بكل صراحة! اجتثاث! يعني «قطعه من عرجه». وهي مع الأسف دعوة بدأها شخص ساقط سلوكيًّا وفكريًّا ومهنيًّا، وتم طرده مؤخراً من عمله لانه أصبح كالمتاع يباع ويشترى! واليوم يطالب معظم أهل الخليج بالتوقيع على هذه الوثيقة التي يدعو فيها الى فصل كل منتم إلى الاخوان من عمله! وإحالته إلى المحكمة بتهمة الارهاب! بل ومعاقبة كل من يؤيدهم في افكارهم وطروحاتهم، واغلاق مؤسسات المجتمع المدني التابعة لهم او لمؤيديهم، وكذلك جميع اللجان «اللاخيرية..»! هكذا! وحرمان شركاتهم من المناقصات الحكومية وقطع جميع اشكال التواصل الاعلامي معهم… الخ!
أنا حقيقة ما همتني الوثيقة ولا العدد الذي وقع عليها من عموم أهل الخليج (يدعون أن العدد وصل إلى خمسة وعشرين ألفاً)! لكن الذي يقلقني حقيقة هو فكر الاقصاء الذي انتشر مؤخراًَ في البلاد العربية، والذي كان خصوم الاخوان يتهمونهم به زوراً وبهتاناً، ثم هم اليوم يطبقونه عليهم ويقصونهم فعلاً كما هو الحال مع سلطة الانقلاب في مصر، أو يطالبون باقصائهم كما هي حال الوثيقة الخليجية! وبالمقابل، فقد انتشر فكر الاخوان في الأسابيع الماضية بشكل غير مسبوق، رغم ما يتعرضون إليه من تنكيل ومطاردة في مصر! وها هي كتب سيد قطب ومذكرات الإمام حسن البنا تتداول بشكل كبير بين النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي، بل هاهم خصوم الأمس يثنون اليوم على الاخوان، لأن الأيام كشفت لهم نقاء معدنهم وحقيقة معتقدهم.
إن أكثر ما حز في نفسي هو هذا السقوط المروع لبعض المشايخ والعلماء الذين احرجتهم بعض الأنظمة الحاكمة وزجت بهم في المعركة السياسية لتأييدها من دون أي اعتبار لما سيؤول اليه حالهم بين الناس وسخط الأمة عليهم واتهامهم بانهم أصبحوا عبدة الدرهم والدينار، حتى قال بعض المفكرين إن ما يحدث ما هو الا تنقية لجسد الأمة من الخبَث! وأخوف ما اخافه ان نظرة الناس التي تغيرت عن مشايخ كانوا سابقا من المحبوبين شعبيا تتغير عن الأنظمة الخليجية التي ما زلنا نعتقد جازمين ان بقاءها ضرورة حتمية لاستقرار المنطقة، وانتشار الدعوة الى الله تعالى، الا ان التصرفات الغريبة لبعض هذه الأنظمة في دعم انظمة تسلطية على حساب رفاهية شعوبها وثرواتهم يجعلنا نضع ايدينا على قلوبنا من تقلبات الزمان! ولعل من نافلة القول ان أبين ان السقوط المروع لم يكن لبعض المشايخ فقط، بل كما ذكرت في مقالات سابقة ان التيارات العلمانية والقومية العربية والخليجية هي ايضا سقطت سقوطا مروعا بقبولها الانقلاب العسكري كبديل لحكم مدني ديموقراطي، ورضاها به كوسيلة للتغيير بل وتحالفها في مصر مع الكنيسة لدعم هذا الانقلاب، وعندنا بالخليج تحالف الجامية مع الشيعة في تأييد من خرج على الحاكم الشرعي! وأقول لمن يحقد على الاخوان لا يكن كرهك لهم يجعلك تؤيد سياسة القتل التي تتم وفقا للهوية كما يحدث في مصر اليوم! او تسكت ولا تستنكر طريقة فض الاعتصام في رابعة والنهضة والتي اسفرت عن قتل وحرق الآلاف من المسالمين العزل! ولعل ما نشرته وسائل الاتصال من طريقة تعامل العسكر مع النساء والأطفال، بل مع الجثث، امر كاف للاستنكار ولو بكلمة! لا تجعل كرهك للاخوان يعمي بصرك وبصيرتك، لاحظ معي ان كل قيادات الاخوان الذين قبضوا عليهم كانوا في منازلهم وبين أهليهم وأطفالهم ولم يكونوا مسلحين ولم تطلق رصاصة واحدة في أي عملية اعتقال، والسبب انهم كانوا يدركون انه لا توجد عليهم تهمة، لانهم ما فعلوا غير الاحتجاج السلمي فلم يقتلوا ولم ينقلبوا على حاكم شرعي، ولم يغلقوا منابر خصومهم الاعلامية، بل انهم اثناء حكم الرئيس المنتخب لم يتعاملوا مع خصومهم الا بكل رقي ومهنية شهد لهم بها الجميع، كما سجلها لهم التاريخ! صحيح استطاع الاعلام المأجور ان يشوه الصورة ويغير الحقائق، لكن بالنهاية لن يصح الا الصحيح، فها هي بوادر الخلاف بدأت تظهر بين رفقاء السوء الذين تآمروا على الشرعية، وها هو الشعب الذي فوض السيسي لقتل الاخوان يعض اليوم اصابع الندم، لان العسكر بدأ يظهر بوجهه الحقيقي، فقد بدأت عسكرة الدولة (تعيين المحافظين) ورجعنا الى القبضة الأمنية التي كانت مرعبة البلاد والعباد طوال ستين سنة مضت (عودة أمن الدولة) وها هو نظام حسني مبارك يرجع للسلطة من جديد (الأحكام القضائية الأخيرة) ومع كل يوم جديد سنكتشف عودة جديدة لعهد وحياة وسلوك ما قبل 25 يناير 2011، بمعنى آخر حتى الثورة المصرية اصابها السقوط المدوي!
ساسة الاسلام و”وعاظ السلاطين”
.. وهكذا تحول رموز تنظيمات الاسلام السياسي من مدافعين عن علماء الدين وفتاواهم وخطبهم الاسبوعية، الى مهاجمين شرسين، بلغت ذروة شراستهم ما لم يبلغه أي ليبرالي وملحد، فمن كان شيخا جليلا أصبح واعظ للسلاطين بنظرهم، وتحولت الفتاوى الدينية التي كانت دروعا لهم الى فتاوى “معلبة” لخدمة الأنظمة والحكومات الفاسدة!
لم استبعد أبدا هذا الانقلاب الديني – الديني داخل معسكر الاسلام السياسي بعد أن سادت المصالح السياسية على المبادىء الدينية لمن كان يفترض به أن يحمل رسالة الدعوة والأخلاق لا رسالة السلطة والمال، ولن استغرب إن اشتدت المعركة الدائرة رحاها اليوم الى ما هو أسوء من ذلك، وأخذت أبعاداً أكثر تطرفا واقصاء، فهذا التيار عرف عنه على مدى تاريخ قياداته نهج “الحرباء” في تغيير لون الجلد بحسب الظروف والحاجة. متابعة قراءة ساسة الاسلام و”وعاظ السلاطين”