أمران هامان يميزان الانتخابات الكويتية ويجعلانها اقرب لما يجري في دول العالم الاول لا دول العالم الثالث، وهما النزاهة التامة للانتخابات التي يشرف عليها بالكامل القضاة الافاضل، وعدم وجود اعمال عنف «ساخنة» مصاحبة لها.
* * *
تعدت نسبة المصوتين في انتخابات الصوت الواحد الأخيرة الرقم السحري، ونعني 51%، وبذا ثبت ان ذلك النظام المعمول به في العالم اجمع يحظى بدعم الاغلبية المطلقة من الشعب الكويتي، وعليه فقد اسقطت تلك النسبة اي اسباب او مبررات للمقاطعة التي لا نكلّ ولا نملّ من القول انها خطأ جذري من الاساس، وما اكثر زلات بعض الشخصيات غفر الله لها اخطاءها في هذا الشهر الفضيل.
* * *
قامت انتخابات هذا العام على معطيين هما «النزاهة» و«دعم الشباب» حيث تم اسقاط من دارت حولهم شبهات الفساد، وتم انجاح المرشحين الشباب، كما اظهرت انتخابات الصوت الواحد جميع ألوان الطيف السياسي والاجتماعي في الكويت، فللمرة الأولى منذ بداية العمل الديموقراطي اوائل الستينيات تظهر على السطح فئات وشرائح وقبائل قمعتها وأخفتها الانظمة الانتخابية السابقة وعلى رأسها نظام الـ 4 أصوات، وبذا لم يعد هناك شك في عدالة وصدقية هذا النظام وتطابقه مع صحيح العمل الديموقراطي، وما اجمل ان تتبنى وتدافع عن قضية ما وتثبت الايام صحتها!
* * *
ما «يحلم» به الشعب الكويتي هو ان تكون الحقبة المقبلة هي حقبة استقرار سياسي ونمو اقتصادي ينتج عنهما «انجاز» تاريخي حقيقي للحكومة وللمجلس ولا شيء غير الانجاز، فقد كلّ وملّ الشعب الكويتي من عمليات الاخفاق، هذا المتطلب، للمعلومة، يحتاج في جانب منه الى اختيار وزراء اكفاء امناء ونواب متعاونين كي نغير من قواعد اللعبة السياسية المدمرة التي عشناها العقود الطوال الماضية ونتج عنها في كل مرة حلّ الحكومات والمجالس البرلمانية، وهذا موضوع لمقال آخر.