مبارك الدويلة

هل بدأت الحرب؟

هل بدأت الحرب على التيار الإسلامي في الخليج؟!
هذا السؤال الكبير يحتاج إلى إجابة شافية ووافية، ولكن في مقالات مقبلة بإذن الله! أما اليوم، فسأتكلم عن ظاهرة الحرب الإعلامية على هذا التيار، والتي فعلاً بدأت بشكل واضح منذ فترة ليست بقصيرة! ولعل ملامح هذه الحرب يمكن ذكرها في بعض الحوادث الإعلامية التي تدلل على أن أمراً ما يدبَّر لهذا التيار في هذه البقعة من العالم!
فبركة موضوع الخلية الإرهابية في إحدى دول الخليج، وتلبيس عدد من الإصلاحيين اتهامات بقلب نظام الحكم في هذه الدولة، وصدور أحكام بحبس عدد منهم سنوات عدة، كما صرّح مسؤول أمني رفيع المستوى في إحدى دول المنطقة بأن الإخوان المسلمين سيتم القضاء على وجودهم في الخليج خلال خمس سنوات! ناهيك عن تصريحات صريحة من بعض الطارئين على العمل البرلماني في الكويت، يطالبون فيها بـ«تطهير مؤسسات الدولة من الإخوان المسلمين»! أما التشويه الإعلامي لمواقف رموز التيار من قبل الإعلام المأجور، فحدّث ولا حرج، ولعل آخر هذه الأعمال الدنيئة هو ما تناولته بعض الصحف المحلية بالأمس من تصريح لرئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي من أنه دعا المواطنين إلى انتخاب المرشح الصالح، وكأنها دعوة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بينما التيار الإسلامي كان قد أعلن مقاطعته لهذه الانتخابات! ومما يؤسَف له أن بعض الصحف التي كانت تتميز بأمانة النقل الصحفي دخلت في هذا المستنقع، مما يوحي بأن أمراً يدبَّر بليل! وتتلخص الحادثة في أنه على هامش حفل الاستقبال الذي أقامته جمعية الإصلاح الاجتماعي بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك، سأل الصحافيون رئيس الجمعية عن الانتخابات المقبلة، فقال إنه مقاطع للانتخابات وفقاً لرأي الأغلبية، الذي يحترمه ويلتزم به، ثم سُئل عن نصيحته لمن يريد أن يشارك بالتصويت في الانتخابات، فقال من أراد أن يشارك، فليتق الله في الكويت وليحسن الاختيار! ومع هذا تم تشويه تصريحه بعد بتره وقطع أجزاء منه، والخطورة أن هذا التشويه المتعمَّد جاء من صحف يومية عدة في الوقت نفسه وبالأسلوب نفسه؟! يضاف إلى ذلك ما تخطه بعض الأقلام التي تقتات على الكذب والافتراءات من أن الحركة الدستورية تسعى للحكم وتطمح إليه، وهم يعلمون علم اليقين أن الواقع خلاف ما يكتبون! وأنا أعلم أن التيار الإسلامي لا يلتفت إلى هذه الأكاذيب، ولكن ما يحز في النفس أن بعض المسؤولين في السلطة يستحسن الاستماع إلى مثل هذه الأمور، وهنا يحق لنا أن نتألم على مستقبل البلد من أن يُختطَف من بعض عديمي الإحساس بالمسؤولية، الذين لا تهمهم وحدة الصف الداخلي لهذا المجتمع الصغير!
• • •
• إلى دعاة الصوت الواحد: ها هي الانتخابات الفرعية تعود وبقوة في كل القبائل، حتى التي لم تكن تمارسها في السابق! بل الأخطر من ذلك أن التصفيات التشاورية كما يسمونها وصلت إلى مستوى الفخذ من القبيلة، مما يعني مزيداً من التفرقة والتشرذم بين مكونات القبيلة الواحدة! أما شراء الأصوات، فلا أظن أن أحداً يشك في أنه انتشر في هذه الانتخابات إلى مستويات غير مسبوقة! كما أن التنافس الطائفي أصبح إحدى سمات هذا النوع من الانتخابات! ما الذي تبقى من إيجابيات الصوت الواحد التي أزعجتمونا بها أثناء حملة «طاعة ولاة الأمر»؟!
• • •
• يسأل سائل: ما دمتم تدّعون أنه لا تربطكم علاقة تنظيمية بالإخوان المسلمين، إذاً لماذا هذه الفزعة لهم في مصر؟
وللإجابة أقول إننا هنا نتعاطف مع تيار نتوافق معه بالتوجّه والأهداف الإصلاحية والدعوية، وندافع عنه لإدراكنا أنه مظلوم في ما حدث له من انقلاب عسكري، ولكن السؤال يجب أن يوجَّه إلى التيار الليبرالي وأسباب فرحته بسقوط حاكم منتخب، وتعطيل دستور مستفتى عليه؟!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *