هناك ما هو أقرب لدين جديد يخلق عند بعض المسلمين يختلف تماما عما أنزله رب العباد على رسوله الأمين، فما قصد من فريضة الصيام الكسل وعدم العمل والسهر ليلا لمتابعة المسلسلات وكأن الشهر ما فرض على البشر إلا كإجازة مدفوعة الأجر لثلاثين يوما كاملة، وقد عشت في اندونيسيا أكبر بلد إسلامي في شهر رمضان ولم ألحظ أي تغيير في ساعات عملهم التي تمتد من 9 صباحا الى 9 مساء تتخللها أوقات للصلاة والإفطار.
***
وقد أعفى دين الرحمة المرضى من الصيام دون تحديد مرضهم، إلا أن ما نسمعه من فتاوى بعض أطباء الدين الجديد هو على العكس تماما من ذلك، فما ان يسأل أحد مرضى الأمراض المزمنة الخطيرة التي توجب حفاظا على الحياة وجبات غذاء ودواء وماء منتظمة حتى يأتي الجواب – وحتى دون فحص – للمريض بضرورة الصيام وهو نصح لا يقدمه الطبيب عادة خارج الشهر الفضيل، مما يؤدي كما يخبرني مدير احد المستشفيات العامة الى زيادة وفيات مرضى تلك الامراض المستعصية ولو أتى ذلك النصح العلني في بلدان تحترم حياة الانسان لسحبت من الطبيب رخصة الطبابة وأعطيت له.. رخصة الجزارة!
***
ولم يفرض الصيام – للعلم – على المسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي وأصحاب الديانات الأخرى، كما لم يفرض على مرضى المسلمين وجميع هؤلاء يحتاجون لأماكن يأكلون فيها، فكيف يتم عقابهم عبر بدعة «المجاهرة بالافطار» وقد روي عن رسول الأمة صلى الله عليه وسلم انه فضل الفاطرين على الصائمين من صحبه في إحدى سفراته، وقال انهم ذهبوا بأجر ذلك اليوم ولم يعاقبهم على مجاهرتهم بالافطار، بل أقرهم عليه.
***
آخر محطة: أكثر الأمور إساءة للاسلام تأتي ممن يدعي بأن السماح بإفطار الآخرين ممن لم يفرض عليهم الصيام سيضعف إيمان المسلمين ويجعلهم جميعا يفطرون، ألا يعلم هؤلاء الكهنة الجدد أن عشرات ومئات ملايين المسلمين يعيشون إما في دول غير مسلمة أو في دول إسلامية لا تغلق محلاتها ومطاعمها في رمضان دون أن يتسبب ذلك في إفطار المسلمين.