سامي النصف

أيها السادة.. مصر في خطر!

ما يحدث في العزيزة مصر يهدد بخطر شديد، وما بناه الاخوان المسلمون في اكثر من 80 عاما يهدمونه وبكفاءة شديدة في اقل من عام عبر اختياراتهم الخاطئة للاشخاص والسياسات، وفهمهم القاصر للعملية الديموقراطية، وقلة خبرتهم بالحكم ورفضهم مشاركة الآخرين لهم ورغبتهم القوية في احتكار العمل السياسي لهم وحدهم، والعند والمكابرة والتحجج بالشرعية الدستورية امام ثورة شعبية عارمة، وهو منطق لو صح لما سقط النظام الشرعي والدستوري للرئيس حسني مبارك.

***

والرئيس د. محمد مرسي هو اول رئيس في تاريخ مصر يؤدي قسم الرئاسة امام الجماهير بميدان التحرير، وهو ما يدل على انه اختار بمحض ارادته ان يستمد «شرعيته» من الميدان، والرئيس د.محمد مرسي هو من اختار بمحض ارادته كذلك ان يجيب ابان حملته الانتخابية عن سؤال للزميل خيري رمضان على قناة CBC حول ما سيقوم به فيما لو اختير رئيسا للجمهورية واحتشدت الجموع تطالب برحيله، فأجاب نصا «حينذاك انا اول من سينزل عند ارادة الشعب ويستقيل»، وقد لقيت اجابته التصفيق الحاد من انصاره من الاخوان.

***

واذا كان عدم قول الحقيقة قد اسقط الرئيس نيكسون اعظم رئيس لأعظم امة، فقد تكررت تناقضات ما كان لها ان تحدث في عصر «التويتر» و«الفيسبوك» والانترنت التي تلحظ وترقب حتى دبيب النملة، فمن الادعاء بالعمل لدى وكالة «ناسا» للفضاء الى الانكار التام لذلك، ومن القيام بقطع العلاقات مع سورية بقصد اظهار عدم الرضا عنها الى القول ان مواقف مصر تتطابق مع مواقف روسيا فيما يخص الوضع السوري (!)، ويمتد الامر للاتهام العلني للفريق احمد شفيق الذي كذبته شركة «بوينغ» للطائرات مما دعا البعض الى القول: يا ليت من ألقى الاتهام دون بينة ان ينجز لمصر 1% مما انجزه الفريق شفيق لقطاع الطيران في مصر.

***

وقد زاد الطين بلة زيادة العجز في الميزانية من 135 مليار جنيه الى 225 مليارا وانهيار السياحة وتدهور سعر العملة وانقطاع الكهرباء وزيادة البطالة واختفاء المحروقات وحرق مقار الاخوان في وضع اشبه بحرق مقار الحزب الوطني قبل عامين والتمسك بحكومة قنديل رغم تزايد اعداد الوزراء المستقيلين منها، وبوادر التصادم مع الجيش والقوى الامنية حتى بات المراقبون يرون ان الحل يكمن في تشكيل حكومة ائتلافية جديدة ترأسها شخصية غير اخوانية تمهد لانتخابات برلمانية ورئاسية جديدة على ان يصدر عفو عام وحصانة دائمة وملاذات آمنة للرئيسين الحالي والسابق ومن معهما.

***

آخر محطة: أصبحت السفارة الفلبينية في الكويت مكتب عمالة آخر، حيث يتم تشجيع العمالة الفلبينية على اللجوء للسفارة بدعاوى زائفة، وبدلا من الاتصال بمن يعملون عندهم او تسفيرهم يتم توظيفهم بالعمولة وبطرق غير قانونية لدى الآخرين.. ومنا للخارجية!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *