وردني النص التالي على الإنترنت: تخيل أنك ذهبت ذات صباح لعملك فوجدت جميع العاملين معك ملثمين، تسمع أصواتهم، ولكن لا ترى وجوههم أبدا، كيف سيكون شعورك؟ لن تكون مرتاحا بالطبع، وإن استمر الوضع، وكنت انسانا سويا، فستصاب باضطراب، فنحن كبشر بحاجة إلى رؤية وجوه من نتحدث إليهم. والاتصال الإنساني لا يكتمل إلا برؤية الوجه، هكذا طبيعة البشر منذ أن بدأوا بالتعارف والعيش كجماعات. ويبدو أن الذين يفرضون على المرأة تغطية وجهها لا يفهمون هذه الحقيقة. وبالرغم من ان المصريين كانوا رواد تحرر المرأة منذ ثورة 1919 وما قامت به هدى شعراوي من خلع للبرقع التركي، إلا أن مصر، ومنذ نهاية السبعينات، وقعت في قبضة السلف المدعومين بأموال النفط، وهنا عاد النقاب للظهور من جديد. ويتساءل مرسل النص: هل حقا يمنع النقاب فتنة النساء ويساعد على الفضيلة؟ ويجيب بأن الإسلام لم يأمر المرأة بتغطية وجهها، إطلاقا، وإلا لما طلب منها «غض البصر». كما أكد الأزهر بكتاب له بعنوان «النقاب عادة وليس عبادة» الأمر ذاته. وقال ان المجتمعات القديمة فرضت النقاب لكون المرأة «أصل الغواية»، ولا يمكن الحماية من الغواية بغير عزل المرأة أو تغطيتها بالكامل، وكأن جميع الرجال وحوش ولا يستطيعون السيطرة على شهواتهم! وإذا كانت المرأة يجب أن تغطي وجهها حتى لا تفتن، فماذا يفعل الرجل الوسيم؟ علما بان عيني المرأة المنقبة، ان كانتا جميلتين، قد تتحولان إلى مصدر قوي للغواية، فماذا نفعل عندئذ لمنع الفتنة؟ لذا طلب من النساء ارتداء نقاب بعين واحدة، وهنا لن يحدث «إغواء»! كما أجاب بأن النقاب يمنع المرأة من العمل كطبيبة جراحة أو قاضية أو مهندسة، وهي مختبئة خلف النقاب، بعين أو باثنتين. انتهى.
ونكمل الموضوع بمناسبة الحكم الذي صدر في فرنسا على امرأتين خالفتا قانون منع النقاب، وهو الحكم الذي لقي معارضة من البعض، وحتى من مدعي الليبرالية، بحجة أن القانون وما تبعه من احكام، هو تدخل مباشر في حياة الفرد الشخصية، والحقيقة خلاف ذلك تماما، فليس هناك من يستطيع الجزم بأن من ترتدي النقاب حرة الإرادة وتعرف ما تفعل. كما أن الأمر لن يقتصر على فرض ارتداء النقاب على هذه الفتاة أو تلك، بل سيمتد حتما لأمور كثيرة أخرى، كحق الأب في تزويج ابنته لمن يرغب، وليس للذي يقبله عقلها ويرضى به قلبها. الخلاصة ان على هؤلاء الذين يهدفون لأسلمة أوروبا البقاء في بلدانهم وممارسة ما يشاؤون من طقوس، فعندما نكون في فرنسا فعليا لن نفعل ما يفعل أهل فرنسا!
***
ملاحظة: في طريقة هي الأولى من نوعها، حاولت كويتية اخفاء ملامح الخوف على وجهها خلف النقاب والعباية، ولكن يقظة رجال الجمارك في المطار حالت دون ذلك، وتم القبض عليها وبحوزتها 40 ألف حبة مخدرة حاولت تهريبها داخل أحذية نسائية وحقيبة ملابس. وهذه من مزايا النقاب، لمن يريد الشر بنا، وبعض من مساوئه علينا!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com