لا أحب أن أكتب لفئة محددة في أغلب الأحيان، إلا أن بعض الظروف تجبرني على ذلك، خصوصاً إن لم أجد أحداً يتطرق لما أود أن أقوله. في عام ١٩٩٩ تأسس تجمع طلابي كويتي في الولايات المتحدة تحت مسمى "الوحدة الطلابية"، وسرعان ما تحول هذا التجمع إلى قائمة طلابية تخوض انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحدة، لتتمكن خلال ثلاث سنوات من تأسيسها أن تزيح تيار الإخوان المسلمين المسيطر على مقاعد اتحاد الطلبة فرع الولايات المتحدة لأكثر من عشرين عاما، وهو أمر يقارب الاستحالة، ولكن شباب الوحدة الطلابية تمكنوا من تحقيقه، وقد صاحب هذا التغيير الرائع في الولايات المتحدة نقلة نوعية في الحراك الشبابي الكويتي، كان شباب الوحدة الطلابية رافداً مهماً له، فتمكن هؤلاء الشباب بمعية إخوانهم في التيار الوطني في الكويت من الضغط والتحرك الشعبي لإقرار حق المرأة السياسي، وإقرار الدوائر الخمس في الفترة بين ٢٠٠٤ و٢٠٠٦، بالإضافة إلى مساهماتهم المهمة في تعزيز دور المدونات الإلكترونية حينذاك، والتحرر من الإعلام التقليدي، خصوصاً في موضوع أزمة الحكم وتحريك العديد من القضايا الأخرى. كما تمكن هؤلاء الشباب المنسلخون عن كل شوائب الطائفية والقبلية والمتاجرة باسم الدين وكل الأمراض الكويتية، أقول إنهم تمكنوا من تحويل المؤتمر السنوي للاتحاد الوطني للطلبة فرع الولايات المتحدة إلى منتدى مهم ومؤثر تتسابق جميع الشخصيات لحضوره ودعمه، وهو ما لم يحققه اتحاد طلبة الكويت أبداً رغم سيطرته الطويلة، وهنا لابد من ذكر أسماء من ساهموا في صنع هذا النموذج المشرف واستمراره، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، فاطمة حيات وخالد الفضالة وخميس المطيري وراشد الهارون وجاسم القامس وعبدالله العوضي وعبدالعزيز الطريجي وعبدالله القائد وضاري الجطيلي ومحمد الخميس ومحمد الجوعان وعبدالله السعدون وغيرهم الكثير ممن ما زالوا يمارسون دورهم الوطني اتفقنا معهم أو اختلفنا. ما يدفعني للكتابة اليوم هو ابتعاد قيادات هذا النموذج المشرف عن الساحة السياسية الكويتية في ظروف أعتقد أنها تتطلب وجودهم، فمنذ عام ٢٠٠٧ إلى اليوم لا نجد القيادات الجديدة للوحدة الطلابية تشارك بنفس حماس وقوة من سبقوهم؛ مما شكل نقطة ضعف واضحة في الحراك الشبابي الكويتي بشكل عام وللتيار الوطني بشكل خاص، ليس على صعيد الكمّ، بل على صعيد الرؤية والفكر وأساليب العمل، وأنا أؤمن بأن وجودهم القوي في هذه الظروف سيغير الأوضاع للأفضل حتماً، فالمسؤولية المنوطة بهم لا تقتصر على رعاية شؤون الطلبة في الخارج فحسب، بل تلك مجرد مرحلة تأهيلية هامة لصنع التغيير وتأدية الواجب تجاه الوطن، وهو ما لا يحدث اليوم كما أتابع دون أن أعرف الأسباب. إن وجودكم اليوم يا شباب الوحدة الطلابية في خضم المعترك السياسي الكويتي بهذه المرحلة تحديداً هو واجب عليكم، وفائدة للكويت مهما كان ما يشغلكم عنها، فلا تنصرفوا عن هذا الدور المهم الذي يوازي في أهميته باعتقادي دور الشباب الكويتي في نهاية الخمسينيات، فأنتم تملكون ما لا يملكه الكثير من نظرائكم في الكويت، وهو الابتعاد عن آفات وأمراض المجتمع، كما توافر لكم العيش في بيئة ديمقراطية حرة أكبر بكثير من أوساطنا وهو ما نحتاجه اليوم في الكويت بكل تأكيد. ضمن نطاق التغطية: "الوحدة الطلابية" تملك موقعاً إلكترونياً جميلاً يسرد تفاصيل قصتهم منذ التأسيس، وتتضمن أيضا ممارسات الإخوان في سبيل عرقلة الديمقراطية كتغيير موقع التصويت قبل الانتخابات بفترة قصيرة، وإلغاء الانتخابات أحياناً، وتقليص عدد ممثلي الاتحاد، وكلها أمور لا تمتُّ لا لديمقراطية ولا دستور بصلة، وعرابهم اليوم يقول إنهم أصحاب مبدأ، لطيف هذا العراب. http://www.alwihda.org/#!vision/cx1o