أتمنى أن أكون مخطئا، وأن يكون الحراك السياسي مازال موجودا وينتظر فقط الظرف السياسي المناسبة ليعاود نشاطه وتألقه، ولكن الحقيقة والتي لا مناص منها أن الحراك لا حراك فيه.
لماذا انتظرت الأغلبية حتى النطق بحكم المحكمة الدستورية في مرسوم الصوت الواحد لتبدأ بإطلاق وعودها بتحركاتها السياسية؟
هل كان فعلا هدف الأغلبية الحقيقي من وراء كل هذا الحراك السياسي هو عودة الأصوات الأربعة فقط؟
وإلا لماذا فرضت الأغلبية التهدئة على الحراك طوال الأشهر الأخيرة انتظارا لحكم المحكمة الدستورية؟
هل غاب عن ذهن الأغلبية أن مطالبها كالحكومة المنتخبة أو الحكومة البرلمانية وإشهار الأحزاب السياسية هي مطالب «خارج الدستور» وحتما خارج موضوع الطعون الدستورية التي تصدت لها المحكمة.
حتما لو كانت المعارضة جادة في مطالبها لما انتظرت كل هذا الوقت، ولذهبت إلى الخيارات المتاحة لها وهو إما إلى الحوار والتفاوض مع السلطة أو إلى الشارع الكويتي لإجبار الحكومة على التعاطي الإيجابي مع مطالبها.
ليعلم الجميع أن مطالب الحراك الآن وبعد حكم المحكمة الدستورية الأخيرة أصبحت مطالب غير دستورية وإن كانت مشروعه سياسيا.
ولتعلم المعارضة أيضا أنها خسرت قواعدها الشعبية التي قاطعت معها الانتخابات البرلمانية الماضية، والتي ستشارك وبكثافة في الانتخابات القادمة، إذا ما تمت الدعوة لها خلال الشهرين القادمين.
ختاما: يبدو أن الحكومة انتصرت على المعارضة، ونحن لا نستحق أكثر من صوت انتخابي واحد فقط لا غير.