حامد عبدالصمد روائي وباحث مصري من مواليد 1972. درس الإنكليزية والفرنسية ثم العلوم السياسية بجامعة أوغسبرغ في ألمانيا، وعمل في اليونيسكو، وبعدها مدرساً للدراسات الإسلامية في جامعة إيرفورت، ومدرساً للتاريخين الإسلامي واليهودي بجامعة ميونخ في ألمانيا. وتضيف المراجع أنه تعرف على ألمانية يسارية، تكبره سناً، دعته إلى ألمانيا، حيث تزوجا، وحصل على الجنسية الألمانية. ومن أعماله رواية «وداعاً أيتها السماء»، وكانت مثار جدل. كما قام حامد، عام 2010، بوضع كتاب بعنوان «سقوط العالم الإسلامي»، وهو موضوع مقالنا هذا، حيث توقع فيه اندحار وانهيار هذا العالم. والطريف أن الكتاب صدر قبل فترة الربيع العربي وثورات شعوبه ضد حكامهم، ويعتقد البعض بأن الحدث دحض ما تنبأ به عبدالصمد في كتابه من أن العالمين العربي والإسلامي لن تقوم لهما قائمة وأنهما في طريقهما إلى الانهيار! ويرى عبدالصمد أن الإسلام لا يملك أجوبة على أسئلة الحياة العصرية، وأنه تخطى مرحلة الذروة، وأنه الآن في مرحلة الانحدار. وينفي أن يكون الإسلام هو من صنع الحضارة في ما بين القرنين السابع والحادي عشر، بل يرجعها، آنذاك، إلى انفتاح العرب المسلمين واندماجهم مع حضارات شعوب مختلفة كالفرس والآراميين والأشوريين واليهود والمسيحيين والبرابرة. وينتقد عبدالصمد عدم اندماج المسلمين الحالي مع غيرهم بسبب سلوكيات محددة، مثل منعهم بناتهم من العيش بصورة متساوية مع غيرهم، وتحذيرهن والذكور من الانخراط الكامل في الحياة الغربية. وبالرغم من نظرة المؤلف السوداوية إلى العالم الإسلامي، فإن ما يهم هنا هو قيام جهة علمية بالبحث الجدي في النقاط التي قام مؤلف الكتاب بإثارتها والرد عليها، خصوصاً عندما يقول إن الانهيار سيبدأ مع شح آبار البترول واتساع فسحات التصحر واشتداد حدة النزاعات الطائفية والعرقية والاقتصادية المزمنة في المنطقة، وما سيرافق ذلك من حركة نزوح نحو الغرب. وبنى الكاتب استنتاجاته على عوامل عدة، منها افتقار أغلبية الدول الإسلامية لاقتصادات خلاقة يعتمد عليها في خلق منتج حقيقي، وافتقادها لنظام تربوي فعّال وجفافها من أي إبداع فكري، وهذه بنظره ستؤدي حتماً إلى تصدع بنى هذه الدول وانهيارها بالتالي. ويقول الكاتب إن الشعوب الإسلامية عاشت نوعاً من النهضة في القرون الوسطى عندما انفتحت على الحضارات والثقافات التي احتكت بها، وانفتحت عليها واستفادت من منجزاتها وعلومها، عندما كان السريان والأشوريون مثلاً ينعمون بمستوى علمي رفيع مع وصول جنود المسلمين إلى ديارهم. فجرى ذلك في عواصم الحضارة، آنذاك، في بلاد ما بين النهرين وبغداد ومنطقة أرض الشام، ولكن الإسلام الذي تبناها ونسبها لنفسه بقي غير قادر على نقلها إلى مهد انطلاقته في مكة والمدينة وباقي أطراف الجزيرة العربية، لأنهم لم يكونوا لا من أهلها ولا من مبدعيها. ويقول إن الحضارات العالمية اليوم تتلاقح وتتنافس مع بعضها وتزدهر وتتقدم، إلا الإسلامية، فقد بقيت جامدة مكتفية باتهام غيرها بالكفر، وفي الوقت نفسه يلتهمون كل منتجات حضارة الكفّار وينعمون بمختلف إنجازاتهم العلمية والتكنولوجية والطبية، دون أن يدركوا أن قطار الحداثة والتحديث الذي يقوده هؤلاء الكفّار قد فاتهم، وأصبحوا عالة على العالم الغربي وعلى البشرية بكاملها.
البحث الذي ورد في الإنترنت عن الكتاب طويل، ولا مجال لذكر الكثير مما ورد فيه لمخالفته، كالعادة، لقوانين النشر، بالرغم من حاجتنا الماسة إلى من ينهي عميق سباتنا!
أحمد الصراف