لم يعد مستغرباً أن يكون لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، وهو يلعب لعبته في منطقة الشرق الأوسط مسنوداً بانكشاف استراتيجي من جانب حكومات ودول عربية واسلامية، أن يكون له الفقهاء “الناتويين” الذين يفتون للأمة وفق ما يشاء «الناتو»! وإن فكر أحد من علماء الأمة في الاعتراض أو قول كلمة حق خلاف ما أفتاه «ناته» أولئك، يصبح هو في مرمى نيران أشد بكثير من نيران «الناتو»، هي نيران مشايخ الطين الذين يصعدون بوجوه قبيحة، منابر فضائية ويزمجرون ويجمعون من (تحت ليه تحت) المليارات.
لست في مزاج الحديث عن ظاهرة مشايخ الطين من فقهاء (الناتو)، الذين يتبعهم المتعلم والجاهل للأسف دون نظر في طبيعة الأحداث وأبعادها، تماماً كما تتبعهم النطيحة والمتردية! فحين يصبح الأمر، الخطر، الظرف، المستجدات، الوقائع، مجريات الأمور، ليست في صالح الصهاينة – وأقولها صريحة – يهرع هؤلاء لإصدار فتاواهم الناتوية الخاصة، في الدعوة لسفك الدماء بين السنة والشيعة، وأولهم وأشدهم وأشهرهم في هذا الأمر… القرضاوي.
ثم يدفعون في اتجاه جمع التبرعات، ويا لها من تجارة مربحة! سكتم بكتم. أولئك الذين حشدوا ودفعوا وشجّعوا الناس على التبرع، فوجدوا أن من حملوهم الأمانة من مشايخ الطين، سرقوا التبرعات! وطارت الطيور بأرزاق بشر في بلدان شتى: سورية، ميانمار، فلسطين، الصومال وغيرها ينتظرون تلك التبرعات فلا تأتيهم، ثم يتبارى مشايخ الطين في التقاط صور بوجوههم القبيحة مع أسرة فقيرة هنا، وطفل مصته المجاعة مصاً، ليهرع بها إلى الإعلام والصحف: شوفوني تراني وجه من وجوه الخير والجهاد في سبيل الله! ويصفق المعتوهون.
البعض، ملأ الدنيا هذه الأيام بالمبشرات والقصص الرائعة التي لم يأت بها إلا من (جيبه)! والانتكاسة الكبرى، أن تلك المبشرات التي بثها في صدور الناس تتلاشي حينما يحدث العكس، فحين تُبشرهم بالنصر فيُهزمون! أو حين تُبشرهم بأن أولئك المرضى سيشفون وفق رؤية رآها في المنام، فيموتون في اليوم التالي! وهكذا تسير القصص التي تسبق حفلة…عفواً..حملة التبرعات لتجعل المبشرين يدفعون ما لديهم (فدوة)! وكم يشعر بأنه أحمق من دفع ذلك المال (لوجه الله قطعاً) لكن في الطريق الخطأ.. جزء أعمال فقهاء الناتو أيضاً.
اليوم (سبت)، وعادة تكون النفسيات متعبة، ولكني سأذهب معكم إلى شيء من الطرافة، هل تتذكرون قصة الحمار الذي يرى الشياطين؟ فقد انتشرت قبل سنين رسائل الكترونية، قبل فورة تطبيقات الهواتف الذكية، رسالة فيها هذا السؤال: «لماذا يرى الحمار الشياطين ويرى الديك الملائكة؟ والسائل ذاته يجيب بالقول أن النبي محمد (ص) قال في حديث، ونترك موضوع صحة الحديث وسنده وقوته وضعفه لأهل الإختصاص، قال فيه: «إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا».
لم تنته الرسالة، ففيها إضافة تتعلق بالاكتشاف العلمي المبهر في شأن قدرة الجهاز البصري المحدودة لدى الإنسان، والتي تختلف عن قدرة الحمير، وبدورها تختلف عن قدرة الديكة، وبالتالي فإن قدرة البصر لدى الإنسان محدودة لا ترى ما تحت الأشعة الحمراء ولا ما فوق الأشعة البنفسجية، لكن قدرة الديكة والحمير تتعدى ذلك!
وأيضاً، يأتي السؤال: كيف يرى الحمار والديك الجن والملائكة؟ والجواب كما في الرسالة، هو أن الحمير ترى الأشعة الحمراء والشيطان وهو من الجان خلق من نار -أي من الأشعة تحت الحمراء – لذلك ترى الحمير الجن ولا ترى الملائكة! أما الديكة فترى الأشعة البنفسجية والملائكة مخلوقة من نور – أي من الأشعة البنفسجية – لذلك تراها الديكة!
هنا، يمكن حل اللغز في هروب الشياطين عند ذكر الله سبحانه وتعالى، فالسبب، وفق الرسالة، هو أن الملائكة تحضر إلى المكان الذي يذكر فيه الله فتهرب الشياطين! حسناً ولماذا تهرب الشياطين عند وجود الملائكة؟ الجواب لأن الشياطين تتضرر من رؤية نور الملائكة. بمعنى آخر، يضيف المرسل، إذا اجتمعت الأشعة الفوق بنفسجية والأشعة الحمراء في مكان واحد، فإن الأشعة الحمراء تتلاشى .
أليس ذلك كشفاً مذهلاً؟ ألم نفهم الآن لماذا يزداد «نهيق الحمير» من بعض الأوساط السياسية والدينية في العالم العربي والإسلامي؟ سوّد الله وجهك يا (الريسيفر).