كتب عادل شدياق، ولا أعرف حقيقة من يكون، مقالا طريفا تخيل فيه تغيير قانون الانتخابات في بلده لبنان، بحيث يسمح لغير اللبنانيين بالترشح فيها. وقال انه في حال قيام محمد بن راشد بخوض الانتخابات اللبنانية، فإنه سيصوت له، لأن الرجل قدم «منفردا» الكثير لوطنه، بالرغم من ان «إمارته» تعتبر الأقل مالا والأفقر في مصادرها الطبيعية بالمقارنة بأبوظبي وقطر والكويت والسعودية وحتى البحرين، ومع هذا جعل الرجل من دبي، التي تفتقد كل شيء تقريبا، مركزا ماليا ورياضيا عالميا، ووجهة سياحية مقصودة. ويتساءل الشدياق كيف نجح ابن راشد، الذي يصفه بانه جاء من البادية، في تحقيق كل هذا الاعجاز الفني والزراعي والعمراني على تلك المساحات الهائلة من الأراضي التي لا يغطيها شيء غير الرمال اللانهائية؟ ولم يحدث ذلك لو لم يكن بن راشد يعرف جيدا كيف ينتقي مساعديه ليحولوا له أحلامه إلى واقع على الأرض، ويصنع بلدا يقارب نيويورك ولندن وباريس! ثم تخيل الكاتب ما سيحدث للبنان لو سلم لابن راشد لعشر سنوات! ونحن نتخيل معه عما سيحدث للكويت لو سُلّ.م جزء منها لمحمد بن راشد، كما سبق أن طالب البعض! والجواب لا شيء سيحدث أو يتغير لا في لبنان ولا في الكويت، إن لم تتغير العقلية الإدارية! فمحمد بن راشد يحتاج الى البيئة المناسبة لكي ينجح. فأفضل سيارة في العالم تحتاج الى الطريق المناسب لتسير عليها، وإلى ورش الصيانة، وبغيرها ستتعطل. وهكذا الأمر مع اي آلة أو أي بشر كان. فقبل أن نطالب بتولي محمد بن راشد، الذي أصفه بـ«لي كوان يو» و«مهاتير محمد» دبي، إدارة جزء من الكويت أو لبنان علينا توفير البيئة المناسبة له، ومتى ما توافرت هذه البيئة فقد تنتفي الحاجة اليه! وهذه البيئة يمكن توفيرها بعناصر محددة، فنحن ولبنان بحاجة الى الأمانة في أداء العمل والى الكثير من الثقة بالآخر، وللقوة في اتخاذ القرار، وكل ذلك ضمن إطار احترام كامل وشامل للقانون، وأن لا أحد فوق القانون، وأن ليس هناك من هو أفضل من غيره، من الأسرة أو من غيرها! فمتى استثني البعض من قرار أو حكم، خرب الوضع وانعدمت الثقة بالنظام! فلبنان، مثلا دولة تاريخية عريقة وذات إمكانات نمو هائلة تزيد عما لدى أي «دولة نفطية»، فلديها كل أسباب التقدم والنجاح، ومع هذا يشكو منذ عقود طويلة من عجز مالي رهيب، فقد انهكته السرقات والفساد السياسي والمالي، وحطمت أضلعه، وهو الفساد والخراب نفسه الذي سيحطم أضلع كل من يفكر بتطوير النظام فيه، فلا يمكن تحقيق شيء بوجود طبقة سياسية فاسدة وبعدم عدالة.
***
• ملاحظة: انتظرنا 15 عاماً لترسية مناقصة بناء جسر الصبية. ومنذ ثلاثة أشهر تقريباً لا يزال المقاول بانتظار أمر المباشرة والمشروع مهدد بالإلغاء، اعادة الطرح! وهذا مثال على ما نشكو منه من فساد سياسي ومالي!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com