احمد الصراف

بيت الكويت للمخالفات الوطنية

لا يبدو أن مسلسل ما يسمى بـ«بيت الكويت للأعمال الوطنية» سينتهي قريبا على خير ويغلق ملفه إلى الأبد، أقول ذلك على الرغم من قرار مجلس الوزراء القاضي بإزالة عقار البيت الكائن في منطقة الشويخ الشمالي في فترة لا تتجاوز 23 يونيو 2013، لعلمي التام بأن المستفيدين من وجود هذا «الصرح المتهالك» سيفعلون كل ما بإمكانهم القيام به لوقف تنفيذ قرار المجلس مثلما فعلوا ونجحوا من قبل في أكثر من مناسبة، إن من خلال اللجوء إلى رئاسة الوزراء، وخاصة في عهد الشيخ ناصر المحمد، أو السعي لدى آخرين، في وقف ازالة البيت وكل ما يتضمنه من تجاوزات تعبنا من الكتابة عنها! ولكن يبدو ان بعض الجهات ترى انه ربما بقاء خراب هذا البيت يساهم في احتفاظهم بخرابهم. ولا أستغرب طبعا ما صرح به البعض من افتخارهم بوجود بيت الكويت للأعمال الوطنية، والقول إن فيه متحفا «معترفا» به من منظمة اليونيسكو والهيئات العالمية! فهذا خلط مضرّ وكلام لا معنى له، فهناك فرق بين ضرورة توثيق وتسجيل وتجسيد ما تعرّضت له الكويت من اعتداء حقير على أقدس ما لديها أثناء فترة الغزو والاحتلال الصدامي، وبين ذلك ظروف انشاء البيت ومحتوياته، فقد شاب تأسيسه من يومه الأول وحتى الآن الكثير من اللغط الذي سبق أن كتبنا عنه، كما أفردت له صحف عدة صفحات ومانشيتات، وبالتالي تصبح المناشدة التي تقدم بها رئيس «جمعية أهالي الشهداء والأسرى والمفقودين الكويتية»(!) وهي جهة أخرى نشك، كما هي حال بيت الكويت للأعمال «الوطنية»، في قانونية وجودها، أو حصولها على ترخيص، وبالتالي فهي والبيت لا وجود لهما في الواقع، أقول تصبح مناشدتهم لسمو رئيس مجلس الوزراء لتمديد المهلة الممنوحة لإخلاء عقار بيت الكويت للأعمال الوطنية لحين توافر الأموال اللازمة لبناء مقره الجديد في منطقة غرناطة، أمرا لا معنى له. كما أن رسالة البيت لا يمكن أن تستمر بمثل هذه الطريقة المخالفة لأبسط قواعد العمل الوطني والتطوعي، فالبيت بما فيه مخالف ولا تعرف اي جهة مصير ما يحصل عليه من تبرعات أو مدى قانونية رسوم الدخول التي يتقاضاها، وبالتالي تصبح مسألة توفير اموال عامة لبناء مقره الجديد مسألة سخيفة اخرى. كما ان توثيق عملية الغزو والاحتلال بحاجة لجهد جماعي وقانوني، وليس لما يجري حاليا من انفراد وعشوائية في آلية الادارة والاشراف. وهذا يعني أن استمرار الوضع الخرب مؤشر آخر على أننا لا طبنا ولا غدا الشر.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سامي النصف

شكر للأعزاء ولا عزاء للأعداء محطات

أثلج صدر الآلاف من العاملين بشركة الخطوط الجوية الكويتية الكلمات الطيبة لأقلام وطنية مخلصة أمثال الزملاء الأعزاء: علي البغلي ود.ناجي سعود الزيد وأحمد الصراف وصالح الغنام وقيس الاسطى وحسين عبدالرحمن ويوسف الزنكوي وغيرهم، دعما لما قامت به الخطوط الجوية الكويتية من خطوات تجاه محاولات الابتزاز الذي تعرضت له، ونعاهدكم على اننا سنبقى على درب الحق سائرين واضعين نصب أعيننا مصلحة الوطن والمواطنين، ومرسخين مبادئ النزاهة والشفافية التامة في العمل، وهو أقل ما يمكن أن نقدمه للكويت وشعبها.

■ ■ ■

وموضوع «الكويتية» للعلم لم ينته بعد، والقادم من الايام سيشهد سريعا كشف الحقائق المذهلة، خاصة من ادعى تملك ما لا يملكه بل هو بيع لدخان في الهواء في سبيل الخداع وبقصد الاستيلاء على الاموال العامة، وسيتم تحريك الدعاوى القضائية ضد من اساء استخدام السلطة الممنوحة له للتكسب الشخصي حتى لو كان على حساب مصلحة البلد.

■ ■ ■

يقابل هؤلاء الاحبة للكويت و«الكويتية» جمع من (…)، احدهم يسأل بخبث شديد: كيف تعاقدت يابو عبداللطيف مع «الايرباص» دون وسطاء هذه الايام وكنت قد وقفت مع صفقة 2007 التي تمت عبر وسطاء؟!، وما لم يقله ان الوسيط آنذاك لم يكن فردا، بل هو شركة «مساهمة كويتية عامة» انشأتها وتملكها «الكويتية»، وان سبب قبول عرضها ان اسعارها ومواعيد تسليم طائراتها آنذاك كانت افضل من اسعار المصنعين بشهادة القائمين عليها، وان سبب اعتراضنا الغاء تلك الصفقة تحت صيحات «سرقة القرن» المعتادة، ولم تجد نيابة الاموال العامة اي تهمة على الجهاز التنفيذي لـ «الكويتية»، وقد تسبب الالغاء في خسارة المليارات، ويتساءل: هل للاخت والاخ شيء من الصفقة؟ وهو يعلم ان الصفقة مباشرة دون وسطاء من المصنع، ومن يقصدهم ـ ان صدق الحدس ـ هم الاكثر هجوما علي في وسيلة اعلامهم، للعلم سبق ان رفضت مرات عدة ان ارشح اسماء للحلول محل ذلك المتجني عندما كان مراسلا لقناة فضائية شهيرة لأنني لا أغدر كما غدر ولا أقبل بقطع أرزاق الناس.

■ ■ ■

وشخص آخر يسأل: كيف لمن تقدم باستقالته من الوزارة بسبب المرض ان يعمل مرة أخرى؟ وكأن المرض حالة دائمة في كل الاوقات، لقد مرضت وعدت بعد ايام قليلة من سفري للخارج حرصا على المال العام، وقدمت استقالتي من اعلى المناصب مما يظهر زهدي فيها وصحة مرضي، بينما هناك من ذهب في سياحة علاجية على حساب الدولة وبقي اشهرا طويلة في الخارج ثم عاد ليمارس عمله، فإن كان مريضا فكيف صحت عودته للعمل؟ وان لم يكن مريضا فلماذا بقي في الخارج طوال تلك المدة؟!.

وثالثا وضع راتبا خياليا ادعى كذبا انني تسلمته، وانا لا أتسلم حتى جزءا منه او حتى فلسا واحدا اكثر من الراتب المخصص للوظيفة المؤقتة التي اتقلدها والذي تسلمه لسنوات طوال من عمل في الوظيفة قبلي، للعلم من ادعى علي كذبا هو الذي توسطت له عندما فصل المرة الاولى من الصحيفة التي كان يكتب بها، وهو الذي سخرت قلمي قبل مدة قصيرة للدفاع عنه في اقسى ما يطعن به الشخص الشريف.

■ ■ ■

آخر محطة: التهنئة القلبية للزميل ماضي الخميس على اختياره لرئاسة تحرير جريدة «الكويتية»، بو عبدالله اعلامي شديد الاحتراف من الرأس حتى أخمص القدم، وستشهد الزميلة «الكويتية» التي كان اول قرار وقعت عليه عند دخولي وزارة الاعلام هو قرار ترخيصها، قفزات قوية الى الامام.. ومبروك مرة اخرى.

 

احمد الصراف

جسر تنهدات اليرموك

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

هناك جسر في مدينة البندقية الإيطالية يمر السياح فوقه فيطلقون تنهدة عميقة تيمنا بالتنهدات التي كان يطلقها في غابر الأيام المحكوم عليهم بالموت، كما تقول الرواية، وهم يعبرون الجسر لآخر مرة في طريقهم إلى ساحة الإعدام! وفي منطقة اليرموك الكويتية، وعلى شارع الملك فيصل، جسر تمر المركبات بمحاذاته ويتنهد سائقوها ألما وحسرة لوضعه ومكانه، ولما وصل له الفساد في دولة كانت يوما «نظيفة وجميلة»!
تستخدم المعارضة السياسية في الدول المتقدمة تعبير «جسر إلى لا مكان» أو A bridge to nowhere عندما تريد انتقاد الحكومة على إنفاقها مبلغا كبيرا لتحقيق هدف صغير، اي ان المال الذي صرف سوف يؤدي للا شيء تقريبا! والتعبير نفسه يطلق على اي جسر يبنى على طريق ما ولكن لا طرف منه يؤدي لأي مكان، وعادة ما يكون مثل هذا الجسر من دون خدمات وغير كامل الإنشاء ويفتقد شروط الأمان، وبني لغرض تنفيع جهة أو شخص ما. وعلى الرغم من أن جسورا كثيرة حازت لقب «جسر إلى لا مكان»، وفي أكثر من دولة في العالم، إلا ان اشهر هذه الجسور ربما كان جسر «فورت دوكسن» Fort Duquesne Bridge الذي بني عام 1963 على نهر أليكاني في بتسبيرغ، بنسلفانيا، والذي ما ان انتهى بناؤه بعد 6 سنوات، حتى تبين أنه لا يؤدي إلى اي مكان، ففي طرفه منطقة فضاء كبيرة لا يحدها البصر والشيء ذاته في طرفه الآخر، وبقي على حاله دون ان يستخدمه احد لأكثر من عشرين عاماً، قبل ان تقرر بلدية المدينة بناء استاد رياضي على أحد طرفيه.
نعود إلى جسر اليرموك، والذي بني على خط مواز لطريق الملك فيصل باتجاه المطار، والذي يبدأ أوله بعد فتحة الدخول والخروج من منطقة اليرموك على الطريق نفسه ويستمر بمحاذاته لينتهي لــ… لا شيء! وهذا ما دفع الأشغال لوضع كتل كونكريت على مدخله وأخرى على مخرجه، لعدم الحاجة له، علما بأن طوله يزيد على 100 متر، وربما تكلف الملايين، ومع هذا لا فائدة منه، وما يقال من انه بني لكي تستخدمه «شخصية أمنية» عند خروجها من اليرموك في طريقها للمطار، دون أن تضطر للدخول في زحمة مرور الملك فيصل لمائة متر، أمر لا يعقل ابدا! ولا شك ان الجهات أوصت ببناء الجسر، ووافقت على بنائه مستفيدة من فساد الوزارة المعنية! وهنا نتمنى على وزير الأشغال التفرغ لدقائق وطلب ملف هذا الجسر العجيب، واستعراض عدد ووظائف المهندسين والإداريين الذين أقروا موقعه وتكلفته، والشركة التي نفذته وحينها سيكتشف، إن احب ذلك، الكثير من مواطن الخلل في وزارته. وفي السياق نفسه فإن القول بأن فساد البلدية لا تحمله الجمال ربما لا يكون دقيقا، فالبلدية لا تشكو من الفساد بقدر ما تشكو من فقدان الإدارة الحازمة، فغياب الإدارة الجيدة هو الذي نشر الفساد فيها! ولو اشتهى مديرها العام أو وزيرها كشف الفساد فيها ووضع حد للبعض منه لما تطلب الأمر أكثر من طلب ملف بناية عالية واحدة في أي منطقة مكتظة، واستعراض اسماء من وافقوا على ترخيصها بالرغم من افتقادها لكل شروط الأمن والسلامة ومواقف السيارات، وهنا سيجد جيشا من الفاسدين والمفسدين الذين وضعوا تواقيعهم الكريهة على كل مخططات البناء من دون خوف من عقاب!
***
• ملاحظة: شكراً لينا باكير، فقد أسعدت نفوسنا العطشى للجمال والفن لساعتين، بعيداً عن قضايا «الداو» وسرقات المال العام وخراب التعليم وتخلف النفوس والعقول.

محمد الوشيحي

حتى مجلات الأطفال تنبذنا…

أجزم جزماً لم يجزمه قبلي أحد، أننا لو حدثنا الأوروبيين عن أسباب إيقاف الكتّاب عن الكتابة في الكويت، وأسباب إغلاق البرامج التلفزيونية، وأسباب سجن السياسيين وشبان الحراك… لما صدقونا.
وأجزم جزماً أشد من جزمي الأول وأنكى، أننا لو كتبنا مقالاتنا هذه، وأذعنا حلقاتنا هذه عندهم، ونشرنا تغريداتنا بينهم، لضحكوا علينا ضحكاً مبيناً، ولمسحوا على رؤوسنا شفقة، ولنصحونا بنشرها في مجلات الأطفال، وتزيين مقالاتنا ومضمون حلقاتنا وتغريداتنا بعدد من الصور التي تحمس الأطفال على القراءة وتشدهم إلى المجلة، في باب "الطفل السياسي الشطّور".
لكن الخشية والموت "الحمر" أن يشعر الأطفال الأوروبيون بالقرف والشفقة علينا وعلى كتاباتنا ويزدروا سقف أطروحاتنا، فتنخفض أسهمنا في مجلاتهم، ويستغني أصحاب المجلات عنا، بسياسيينا وكتابنا وفضائيينا وثومنا وبصلنا، فنصبح عاطلين عن العمل، ونذهب إلى اليابان وملّاك مجلات الأطفال اليابانية نعرض عليهم خدماتنا، فيستقبلوننا بانحناءة احترام، فنعرض عليهم إنتاجنا، فيقرأونه، فيزمّون شفاههم غضباً، قبل أن يضربوا بقبضاتهم المفتوحة كبودنا، لسخافتنا وجبننا، فنسقط ونبكي، ونلملم أغراضنا وما تبقى من كراماتنا التي اختلطت بحبات الرمل، ونغادر غير محسوف علينا.
ونذهب إلى البرازيل، حيث الأطفال الذين ولدوا وترعرعوا في عهد "لولا دي سيلفا"، أحد أفضل رؤساء العالم على مدى التاريخ (خرج من المنصب قبل عامين، ومن يقرأ إنجازاته يصب بالذهول والدهشة ويتمنى لو قبّل رأسه)، أقول تذهب المعارضة كلها إلى البرازيل، بربطة المعلم، بإعلامييها وسياسييها وقضها وقضيضها، فنعرض عليهم إنتاجنا وتصريحاتنا وكتاباتنا وحلقاتنا، فيرمينا الأطفال هناك بالمحاصيل الزراعية التالفة، ويطاردوننا بين الحقول والفدادين الزراعية.
الوكاد… أو الأكيد، كما في اللغة الفصحى، أن سقف معارضتنا أقل من أن يكون صفحة في مجلات أطفال الشعوب المحترمة، لذا يجب أن نراجع مجلات الأطفال قبل كل ندوة وكل تجمع وكل بيان.

سامي النصف

المفاعلات النووية الكويتية.. والمناقصات!

تطرّق ضيوف برنامج «مواجهة» ليلة الجمعة الماضية، وهم: السفير جمال النصافي، ود.مشعل السمعان، وم.مصطفى غلوم، وكاتب هذه السطور، لموضوع مهم جداً يجب أن يحظى بالاهتمام الشديد من الدولة، وهو إيجاد مصادر بديلة للنفط الناضب سريعا، وذلك لإنتاج الكهرباء والماء، خاصة أن الدولة تعتزم التوسع الشديد في البنى الأساسية وبناء المدن والمنازل، مما سيضاعف ما نحتاج إليه من النفط لتوليد الطاقة إلى ما يقارب المليون برميل يوميا، أي ثلث الإنتاج، وتلك مصيبة ما بعدها مصيبة.

■■■

وإيجاد مصادر أخرى للطاقة يعني أن نوفر نفطنا للتصدير الخارجي، حيث مازال يمثل 99% من دخل الكويت، كما يعني إطالة عمر الاحتياطات العامة من النفط لضعفي أو ثلاثة أضعاف السنوات المتوقعة فيها إذا استمر حرق البترول لتوليد الطاقة، كما اتفق الفريقان المتواجهان في البرنامج على أن الطاقة المتولدة من الهواء أو الشمس لا يمكن لها أن تسد حاجيات البلد، وان العالم غيّر مسماها من الطاقة «البديلة» إلى الطاقة «المكملة» كونها لا تستطيع أن تحل محل البترول والغاز والطاقة النووية.

■■■

وأول مزايا الطاقة النووية التي كنت وزميلي م.مصطفى غلوم نسوق لها أنها ـ وبعكس ما يشاع عنها ـ آمنة نظيفة رخيصة، فعبر العقود الماضية لم نسمع بحوادث مريعة بسببها واحتمال وقوع حوادث لها يقارب 0% أو تحديدا واحد لما يقارب المليونين، وبالتالي فهي أكثر أمنا من قيادة السيارة أو الذهاب للأسواق أو البقاء في البيوت ومراكز العمل التي يمكن لها أن تنهار، وفي هذا السياق أتى ضمن البرنامج على لسان م.مصطفى أن مفاعل بوشهر بعيد جدا عن احتمال التسريب أو الانهيار، حيث يتمتع استثناء بأربع طبقات عازلة تمنع تسرب الإشعاعات منه أو تلويثه لمياه الخليج.

■■■

ومن الواضح أن الدول المستخدمة للطاقة النووية في توليد الكهرباء هي أكثر دول العالم تقدما ورقيا، وهي بالترتيب (أميركا، فرنسا، اليابان، ألمانيا، روسيا، كوريا الجنوبية، بريطانيا، أوكرانيا، كندا، السويد.. الخ)، كما أن كلفة وحدة الكهرباء أقل كثيرا (156 دولارا للبترول، 116 دولارا للغاز، 58 دولارا للذرة)، وقد بدأت الدول الخليجية الأخرى بالعمل منذ سنوات طوال لدخول عصر الذرة، ومثلها الأردن ومصر، وتخلفت الكويت ـ كالعادة ـ وكلما طال التأخر زادت كلفة دخول ذلك العصر الذي يحتاج إلى سنوات طوال من الإعداد واختيار الدول التي ستشارك في بناء المفاعلات الذرية واختيار الطلبة وإرسالهم لدراسة الهندسة الذرية.. إلخ.

■■■

آخر محطة: (1) في عام 2009 أنشئت لجنة وطنية في الكويت لدخول عصر الذرة، وبعد أن قطعت شوطا طويلا في العمل أتى قرار مفاجئ بإلغائها دون إبداء الأسباب، ولم يهتم أحد حتى بجمع الدراسات والأبحاث السرية التي تكلفت الملايين، وكأن هناك حرصا شديدا على أن نبقى متخلفين عن الجيران في مجال الطاقة.

(2) المفاعلات الذرية هي كالطائرات والسيارات.. إلخ، لا يعني عدم وجود تكنولوجيا محلية لصناعتها عدم القدرة على استخدامها وإدارتها وصيانتها بكفاءة شديدة.

(3) المفاعلات كحال الطائرات هي سلع استراتيجية يتم التفاوض لاستقدامها بين الجهات المعنية في الدول، نرجو ألا يدعي أحد أن لديه كذلك مفاعلات نووية خاصة يود بيعها للكويت.. بخصم كبير! حصلت في السابق.

 

احمد الصراف

ابتزاز «الكويتية»

قليلا قليلا بدأت «الخطوط الكويتية» بالعودة لوعيها، واختفاء شحوب الإفلاس من وجنتيها، واحمرار خدودها من عافية ما ضخته الحكومة من أموال في شرايينها الجافة، بعد مرحلة «الغيبوبة الطويلة» التي دخلت بها وكادت أن تقضي عليها، إضافة إلى التغيير الجذري والإيجابي في إدارتها العليا، وهذا ما كان ليحدث لو لم «تكتشف» الحكومة أن ضررا بالغا سيصيب الدولة والاقتصاد وجزءا حيوياً من تاريخنا، ان انهارت الشركة، التي لم توجد علة لم تشك منها. كما كان ضروريا، بمقدار أهمية الدعم المادي والمعنوي نفسه، تسليم زمام ادارة الشركة ليد ليست خبيرة بأحوالها وملابسات تعثرها، بل وأمينة ويمكن الثقة بقراراتها! وبالتالي لم يكن غريبا ما قام به الكابتن سامي النصف، الرئيس الجديد لمجلس ادارة طيراننا الوطني من قرار غير مسبوق تمثل في إقدامه على محاربة الفساد الذي عشش لعقود داخل المؤسسة الوطنية، وكانت أولى بشائر «حروبه» ما كشفه لوسائل الإعلام من تعرّض الشركة للضغوط على يد النائب سعد البوص، وضغوطه عليها لكي تقوم بشراء وتأجير الطائرات عن طريق شركة يمتلكها وأبناؤه، وبفوارق مالية هائلة بين «عرضه» المبالغ في جودته، وبين ما حصلت عليه الشركة من عروض نتيجة الاتصال المباشر بالشركات المصنعة!
إن موقف هذا النائب وتصرفه، الذي ربما كشف نفسه أكثر برده على قرار النصف اللجوء للصحافة لكشف ملابسات ما ستتعرض له الشركة من خسائر بالملايين ان هي رضخت له، قد يكون دليلا قويا على ما تشكو منه أهم سلطات الدولة من خراب وفساد. فكيف يلجأ من أنيطت به مسؤولية التشريع وسن القوانين ومراقبة اداء الحكومة، لمثل هذه الأساليب في الإثراء، ويقدم عرض بيع، مهما كان جيدا ومجديا، لشركة تخضع لرقابته، ويريدنا فوق هذا أن نفترض حياديته وحسن نيته ونظافة يده؟!
إن بقية أعضاء مجلس الأمة مطالبون بمحاسبة «زميلهم» على تورّطه في مثل هذه الأعمال إن كانوا حقا يرغبون في رفع ما لحق ببيت الأمة من شوائب والتخلص منها، ووضع ضوابط تمنع عضو المجلس من التعامل مباشرة، أو حتى بصورة غير مباشرة، ان أمكن ذلك، مع جهات تخضع لرقابة النائب، فهذا سيحول المجلس الى ساحة تنفيع، ولا يعني ذلك أنه لم يكن كذلك طوال نصف قرن، على الأقل. كما أن اعتراف النائب البوص بأنه مساهم في 13 شركة تدخل جميعها في مناقصات ومنافسات حكومية أمر يدعو للقلق، فكيف يمكن أن نصدق أن هذه المنافسات، والصراع على مناقصات بملايين الدنانير جميعها «شريفة»، كما يدعي؟ وهنا نتمنى على أعضاء المجلس قبول تحديه، واعتبار دخوله في مناقصات بمئات ملايين الدنانير مع جهات يقوم برقابتها، نوعا من الضغوط، وقبول استقالته!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سعيد محمد سعيد

هل تعرفهم «السُّلطة»… جيداً؟

 

بدايةً، من العار أن أوجه سؤالاً حول مدى معرفة (أبواق الفتنة) وجوقة الإعلام التطبيلي الهزيل بنخبة «اللقاء الوطني البحريني» التي عقدت آخر اجتماعاتها مساء الإثنين الماضي (13 مايو/ أيار 2013) بنادي العروبة، ذلك لأن فئة الأبواق والجوقة، تعيش حالة من الرهاب والفزع والتشكيك تجاه أية «نخبة بحرينية» مخلصة، تسعى لأن تضع تصوراتها بشأن آفاق الحلول الممكنة لإنهاء الأزمة في البلاد.

لكن السؤال موجّهٌ للسلطة: «هل تعرف من يكون أعضاء اللقاء الوطني البحريني؟ وهل تابعت تحركاتهم ودققت في أهدافهم؟ وهل يتسنى لها أن تشكك في نواياهم وهم أصحاب رصيد وطني مشرف؟». بالطبع، تعرفهم الحكومة جيداً، وتعرف أنهم شخصيات وطنية معتدلة واثقة مخلصة للوطن وللمواطنين، وهذا ما يدفع لسؤال آخر: «لماذا لا تدعم الحكومة مثل هذه المبادرة التي تتشارك فيها شخصيات بحرينية من كل الطوائف والتيارات والجمعيات؟»، يجمعها عنوان كبير لا تستطيع فئة الأبواق والجوقة أن تنال منه: كلهم أبناء البحرين الذين لا ينكر وطنيتهم وإخلاصهم إلا… الأبواق والجوقة ذاتها».

كنت منذ الوهلة الأولى التي وصلت فيها إلى قاعة كانو بنادي العروبة في تلك الليلة، مطمئناً تماماً إلى أنني لن أرى ولا وجهاً واحداً من وجوه الطائفية والفتنة والتشكيك في إنتماءات الناس وولائهم للبحرين، لأن الذين حرصوا على حضور اللقاء، أو الذين كانوا يأملون حضوره ومنعتهم ظروفهم، كلهم يُدركون جيداً بأن واجبهم الشرعي والوطني، يدفعهم لئلا ييأسوا أو يتراجعوا عن القيام بذلك الواجب مهما كانت المحبطات والمعوقات، وأنهم ليسوا أصحاب مصالح شخصية أو فئوية فينتظرون العطاء قبل وبعد أن يمارسوا العمل الوطني المزيف القائم على المتاجرة بعنوان «حب الوطن والولاء» كصفة تجارية مربحة وقودها بقاء الأزمة مستمرة.

حسب ما أعلنه عضو اللقاء الوطني المفكر البحريني علي محمد فخرو، فإن ذلك اللقاء، وهو الرابع، سبقته اجتماعات مطولة عقدتها لجنة تنسيق وضعت تصوراتها المستقبلية، ومع ذلك، كان لزاماً على اللجنة أن تعرض التصور (مكتوباً) على الأعضاء، وتفتح المجال للنقاش فيه بكل سعة صدر، فتثبت ما يتم التوافق عليه وتلغي ما يُجمع الأعضاء على رفضه، ولاشك في أن اللجنة التي وضعت التصورات بأعضائها الثلاثة المنتخبين والثلاثة الآخرين المعينين من جانب أعضاء اللقاء وهم: جميل العلوي، سعيد عسبول، شوقي العلوي، علي صالح، علي فخرو ونجية عبدالغفار… هم شخصيات بحرينية لعبت أدواراً في خدمة الوطن، لا تعرفها الأبواق والجوقة، ولهذا، كان من بين المحاور التي رصدها التقرير، السعي لجمع القوى السياسية في مجتمع البحرين المدني حول طاولة حوار فيما بينها للاتفاق على مطالب إصلاحية مشتركة، ومن ثم نقلها إلى المسئولين في الحكم. ولأن هذا الهدف «وصل إلى طريق مسدود» (حسب تقرير اللجنة)، فإنه لابد من البحث عن خيارات وتوافقات أخرى.

ولعل من أهم النقاط التي وضعت على بساط بحث اللقاء الوطني البحريني، تعرف (اللقاء ذاته)، وبعد استمزاج آراء مختلفة بعضها اقترح التحوّل إلى جمعية سياسية أو منتدى ثقافي، تقرر الإبقاء على التعريف الأصلي الذي تأسس عليه اللقاء الوطني: «هو عبارة عن التئام عدد من المواطنين، المشهود لهم بالاهتمام الجاد الواعي بقضايا الشأن العام والالتزام بالمواقف الوطنية المقدرة والمحترمة من جميع الأطراف المدنية والرسمية، وخصوصاً بالنسبة للأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعيشها البحرين حالياً، وهي المعايير التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند ترشيح أعضاء جدد للالتحاق باللقاء.

اللقاء الوطني البحريني لم يهمل في نقاشه توسعة قاعدة أعضائه، وكان لزاماً التأكيد على ضرورة توسعة هذا اللقاء ليضم كل الأطياف المجتمعية الراغبة في المساهمة في إخراج البحرين من الأزمة الحالية من جهة، وفي إتمام عملية إصلاح لانتقال البحرين إلى نظام ديمقراطي سياسي واقتصادي عادل قائم على المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات. ومن بين الأهداف أيضاً، إجراء حوارات مفتوحة في الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من أجل طرحها على الرأي العام بشتى الأشكال أو إيصالها إلى المسئولين في الدولة، والتواصل والتعاون مع جميع الأطراف والجهات ذات العلاقة سعياً للمساعدة في الخروج من الأزمة التي تمر بها البحرين حالياً…

أليس كل ما يطرحه اللقاء الوطني يتوافق مع دولة القانون والمؤسسات والتحوّل الديمقراطي؟ أليس حريّاً بالحكومة، إذاً، أن تتبنى مثل هذه المبادرات وتدعمها؟ وأيهما أنفع للوطن وللمواطن: الاعتماد على إخفاقات الأبواق والجوقة، أم الاستناد إلى مرئيات عقليات بحرينية وطنية فذة تعلم الحكومة جيداً أنهم صادقون في توجهاتهم وجهودهم؟

على أي حال، فإن اللقاء الوطني البحريني، والجمعيات السياسية الوطنية ممثلة فيه، قادر على تقديم استراتيجية عمل واضحة المعالم، وليست من قبيل تكرار أهزوجة التآمر والتخوين وتفتيت المجتمع والرقص على عذابات الوطن.

سامي النصف

الخلاف الحقيقي هو بين الأحمر والأخضر!

هناك من يرى أن الخلاف المحتدم في الكويت هو على معطى الموالاة والمعارضة، الأزرق والبرتقالي، حماة الدستور وأعـدائه، دعاة الصـوت الواحد ودعاة الأربعة أصوات، إسـلاميين وليبراليين، قبائل وحـضر، سنّة وشيعة، وحتى من هو مع أحكام المحكمة الدستورية ومن هو ضدها!

***

وأرى كمراقب أن هناك تباينا آخر أهم وأقوى من كل ما سبق يمكن أن يسمى أحد طرفيه بالفريق الأحمر ويضم جزءا من قوى الموالاة وجزءا من قوى المعارضة كتفا بكتف، وجزءا من البرتقالي وجزءا من الأزرق، وجزءا من المؤمنين بالدستور وجزءا من أعدائه، وجزءا من دعاة الصـوت الواحـد ومعهم جزء من دعاة الأربعة أصوات، وجزءا من الإسلاميين وجزءا من الليبراليين، وجزءا من القبائل وجزءا من الحضر، وجزءا من السنّة وجزءا من الشيعة، يقابلهم في الاتجاه المعاكس وبنفس النسب منضوو الفريق الأخضر، فما الفرق الأساسي بين الفريقين؟!

***

منضوو الفريق الأحمر بكل مشاربهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم هم من المؤمنين ظاهرا وباطنا، قولا وعملا، بحماية أموالنا العامة وتوقيرها وتوفيرها لأجيالنا المقبلة، فالكويت بالنسبة للفريق الأحمر هي وطن قائم ودائم لألف عام وأكثر، وكل تصرف يجب أن يعكس هذا التصور، فبقاء الكويت وعدم تكرار ما حدث صيف 90 بأشكال سياسية وأمنية واقتصادية أخرى، هو الضمان الوحيد للأبناء والأحفاد، لا المال الخاص المخزن الذي يمكن أن يختفي في لحظة، وكل ما غير ذلك هراء ما بعده هراء، فمليارات الدنيا لا تغني عن وطن معطاء يأوي إليه الإنسان كحال الكويت، واسألوا اللاجئين والمشردين والمهجرين في كل مكان من العالم عن أوضاعهم دون وطن.

***

يقابل هذا الفهم الذي يضع الوطن والحفاظ عليه في المقام الأول، مفهوم معاكس تماما يؤمن به منضوو الفريق الأخضر أصحاب شعارات «من صادها عشى عياله» و«كل محتركة حلال»، ومختصره ان الكويت بلد مؤقت أشبه بمحطة بنزين تعبأ منها السيارات ثم ترحل عنها سريعا، لذا فالضمانة والطمأنة هي عبر التجاوز الشديد على المال العام واستباحته وهدره مع كل إشراقة شمس حتى إشراقتها مرة أخرى..

عزيزي القارئ، المباراة ساخنة وقائمة بين الفريقين الأحمر والأخضر بشكل يومـي، ومنذ عقـود، فحدد إلى أي «من الفريقين تنتـمي قبل أن تنـصرف للتفرعات والانتماءات الأخرى».

***

آخر محطة: (1) يقر لاعبو ومشجعو الفريق الأحمر بأن لاعبـي ومشجعي الفريق الأخضر كانوا يزدادون مع كل يوم يمر، خاصة أن طبولهم عالية الصوت، كانت تصم الآذان، وفي ظل غياب المحاسبة الرسمية والشعبية والاجتماعية للمتجاوزين.

(2) أحرزت الحكومة بالأمس هـدفا أحمر رائعا بتحويلها ملف الداو للنيابة العامة، مما أسكت لاعبي ومشجعي الفريق الأخضر الذين كانوا يظهرون ألسنتهم للدولة وللقانون وللعدالة.. «عفارم»!

احمد الصراف

صورة المسلم

تزداد صورة المسلم في العالم سوءا يوما عن يوم، ويزداد عدد الذين يبدون استعدادا غريبا للتهجم على معتقدات المسلمين ونعتهم بكل مفردات التعصب والإرهاب. كما أصبح أمرا عاديا ما اصبح الكثيرون يعتقدونه عن ميل المسلمين شبه الفطري لسفك الدماء، وقتل المناوئين ولو كانوا مسلمين مثلهم والتمثيل بجثثهم. وأعتقد شخصيا أن تجاهل هذه السمعة السيئة وما أصبح يتردد في مختلف وسائل الإعلام الدولية يشكل خطراً كبيراً يستلزم التصدي له. وبالتالي تصبح من الأهمية بمكان معرفة آراء الآخرين في المسلمين، وسبب كره مجاميع متزايدة لهم، وسبب تزايد أعداد مؤيدي الآراء المتطرفة لأمثال القس الأميركي الأهوج تيري جونز أو السياسي الهولندي كيرت ولدرز أو المبشر الجنوب أفريقي بيتر هاموند، والذي يعتبر واحدا من اكبر المناوئين للإسلام، فقد سبق له أن ألف كتابا بعنوان Slavery, Terrorism and Islam :The Historical Roots and Contemporary Threat. ضمنه آراءه المتطرفة ضد الإسلام والمسلمين، والتي نعتقد أن من الأهمية الإشارة إليها لكي نعرف الطريقة التي يفكر بها «مثقفو» العالم عن العالم الذي نعيش فيه. يقول هامند ان الإسلام ليس دينا فقط، بل اسلوب حياة، وأن «الأسلمة» تبدأ بالعمل عندما يكون هناك عدد كاف من المسلمين في أي مجتمع، وأن الأمور تبقى تحت السيطرة، من وجهة نظره، طالما بقيت نسبتهم في أي مجتمع دون الـ%2، فهنا يكونون أقلية محبة للسلام، ولا يشكلون خطرا على مجتمعهم، وهذا ما نلاحظه من مسلمي أميركا واستراليا وكندا وإيطاليا والصين والنرويج. أما عندما تصبح نسبتهم بين 2 و%5 فإنهم يبدؤون بالتأثير في غيرهم ودعوتهم للإسلام، مع التركيز على اصحاب السوابق من اتباع الأقليات الأخرى. وهذا ما رآه المؤلف في الدانمرك وألمانيا وبريطانيا وتايلند واسبانيا. ويقول انه حالما تصل النسبة إلى %5 يبدأ هؤلاء بممارسة تأثيرهم الذي يتناسب وعددهم، ويطالبون بتوفير الذبح الحلال لهم، ومقاطعة المحال التي لا تبيعه، إضافة إلى مجموعة أخرى من المطالب، وهذا ما شوهد في دول كفرنسا، بمسلميها الـ%8، والفلبين والسويد وترينيداد وغيرها، ويقول انه ما إن تقترب نسبة المسلمين في أي دولة الـ%10 فإنهم يميلون لزيادة مطالبهم والشكوى أكثر من اوضاعهم، ومن ممارسة التفرقة ضدهم. وهذا ما حدث في أحياء من باريس وأمستردام والهند وكينيا، التي تشكو من تركز كبير للمسلمين في أحياء معينة. ويقول المؤلف انه ما ان تصل النسبة إلى %20 فإن الأمر يصبح مصدر قلق، حيث سيصبح الجهاد فريضة لا يمكن تجنبها، وستكون هناك ميليشيات مسلحة، وقتل للمخالفين وحرق أماكن عبادتهم، كما حدث في أثيوبيا وعدد من الدول الأفريقية الأخرى. ويعتقد المؤلف المتحامل أن الأمر يصبح شديد الخطورة عندما تصل نسبة المسلمين في مجتمع ما إلى %60 هنا نجد أن خطر الفناء يطال كل الأقليات الأخرى، التي تجبر إما على الهجرة أو دفع الجزية والحرمان من ممارسة طقوسهم الدينية، وهذا ما حدث في ألبانيا (!) وماليزيا وقطر (!) والسودان! وعندما تتجاوز النسبة %80 كما في بنغلادش ومصر وفلسطين وإيران والمغرب وباكستان، وسوريا وكازاخستان، تصبح حياة الجميع جحيما لا يطاق! ويقول ان الدول التي تبلغ نسبة مسلميها %100 لا تعرف السلام ولا تعرف غير مدارس القرآن وليس فيها قوانين وتسعى لقتل الكفرة، ولو كانوا مسلمين مثلهم! 

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

عادل عبدالله المطيري

نحو نظرية إسلامية للتغيير السياسي

يبدو أننا نعيش وسط العاصفة السياسية العربية، والتي ملأت احتجاجات وثورات كل زوايا وطننا العربي.

إنه زمن حركات التغيير العربية، والتي ربما أخطأنا بتسميتها بالربيع العربي، لان الربيع السياسي لا يأتي إلا بعد أن تهطل الأمطار الفكرية والإصلاحية على مجتمعاتنا القاحلة!

بحثت كثيرا في نظريات التغيير السياسي، فلم أجد أفضل ولا أصدق مما أسميته بـ«النظرية الإسلامية للتغيير»، والتي تصلح لكل زمان ومكان ومجال سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو دينيا.

يقول الله سبحانه وتعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ـ الرعد:11) تلك الآية الكريمة تلخص النظرية الإسلامية للتغيير، حيث يبدأ التغيير دائما من الفرد وما يحمله من أفكار، ومن ثم الدعوة إلى ذلك التغيير بين الأفراد، ومن المؤكد أن أكبر عملية تغيير فكري حدثت في تاريخ البشرية كانت على حياة النبي محمد ﷺ، فقد كان فردا اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون رسولا، فقام بدعوة الأفراد إلى الإسلام، وعندما ازداد عدد المؤمنين ازداد هذا التغيير رسوخا في وجدان المجتمع الكافر ليتحول بإذن الله إلى الإسلام!

حتى بعض النظريات العلمانية تؤكد ذلك، فأطروحات العالم الألماني «ماكس فيبر» صاحب النظرية الوضعية في علم الاجتماع يقول «إن الفرد هو ركيزة الحياة الاجتماعية ويشكل المجتمع بإرادته الواعية» حتى خلص في أطروحاته العلمية إلى أن المجتمع يشكله سلوك الأفراد وليس العكس!

إذن نحن بحاجة أولا – إلى تغيير الأفراد لإنجاح أي عملية تغيير، وقبل ذلك يجب أن نمتلك أفكارا سياسية عظيمة لكي نستطيع أن نجعل الأفراد يؤمنون بها، عندها فقط سيبدأ الحراك السياسي الحقيقي في الوطن العربي وعلى أسس علمية ليأتي بالنتائج الإيجابية المرجوة.

ومن وسائل تحقيق التغيير السياسي في أي مجتمع وحسبما أسميته بنظرية التغيير الإسلامية هي «الدعوة بعد الإيمان»، بمعنى أن تؤمن بأفكارك إيمانا عميقا وبعدها تنطلق لدعوة الآخرين لها – فقد دعا الأنبياء والرسول ﷺ الآخرين بالكلمة الطيبية امتثالا لقول الله سبحانه (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).

وهي دعوه ربانيه إلى طرح الأفكار بطريقة هادئة، وكذلك تأكيد على مبدأ النقاش والجدال الواعي وبالأساليب العلمية والعقلية وغير العنيفة.

إذن لتحقيق «التغيير» يجب أن تملك الأفكار الإصلاحية، ومن ثم تدعو لها وتناقش حولها. لا عنف ولا مشاحنات تكسبك عداوة الآخرين، وتنفر أفراد المجتمع من أفكارك حتى ينفض المؤيدون من حولك.

▪ في الختام: هي دعوة إلى كل شباب الحراك في أن يبدأوا بالنقاش العام ليتوصلوا إلى أفكار إصلاحية تستطيع معالجة أوضاعنا السياسية، ومن ثم يطلقوا اكبر عملية للعلاقات العامة لترويج أفكارهم للمجتمع والسلطة، ومن المؤكد ان المجتمع سيتجاوب معهم حسب جاذبية أطروحاتهم وموضوعيتها، وكذلك هي السلطة التي لا مفر من تجاوبها مع تلك الأفكار الإصلاحية إذا تبناها أغلبية المجتمع.