استخدم مصطلح عدو الشعب رقم (1) في الثلاثينيات من قبل رئيس مكافحة الفساد في مدينة شيكاغو السيد فرانك لوسيتش لوصف عتاة المجرمين ممن لم يستطع القضاء الوصول اليهم وكان على رأسهم المجرم الشهير «آل كابون»، وكان قصد رئيس الهيئة إلصاق العار بأسمائهم ودفع المواطنين لاحتقارهم ورجال الأمن لملاحقتهم، وقد عادت مدينة شيكاغو مؤخرا لاستخدام نفس المصطلح ضد المجرم المكسيكي الهارب «آل شابو»!
***
في الكويت لدينا أعداء الشعب رقم (1) وأولهم أصحاب الكفاءة، فلا يوجد بلد في العالم يحارب الكفاءات كما هو الحال في بلدنا المعطاء، ولا يتوقف العداء والتخذيل الشديد لهم عادة حتى يتركوا أو يتقاعدوا أو يهاجروا.. وما أكثر الكفاءات الكويتية المهاجرة!
***
وعدو الشعب رقم (1) هو الأمانة وأصحاب الضمائر الحية ممن يضربون ضرب غرائب الابل كي يتوبوا عن أمانتهم ويلتحقوا بركب الفساد، والمؤسف أن المظهر لم يعد يدل على المخبر، فكم من مدعي إصلاح وتدين ثبت أنه خائن للأمانة ومتعد على الاموال العامة، وهي ظاهرة مؤسفة بحق يتميز بها البلد!
وعدو الشعب رقم (1) لدينا هو الذكي الألمعي الذي تعتبره الأمم الأخرى سلعة نادرة فتوقره وتدعمه وتحسن استخدامه، في بلدنا الذكاء والنباهة وإحراز المراكز الاولى في المدارس والجامعات هي وصفة أكيدة للإحباط وتلقي العصي كل صباح حتى أصبح بعض الاذكياء يتصنعون الغباء للعيش ويحاولون إطفاء الجمرة المتوقدة في ذهنهم وأدمغتهم لعل وعسى أن يخفف هذا الغباء المصطنع حدة العداء ضدهم.
وعدو الشعب الكويتي رقم (1) هو الوطني الحقيقي الذي يحب الكويت دون جعجعة ويعشق ترابها ولا يقبل بيعها بأسواق النخاسة الدولية والمحلية، هذا الوطني الحقيقي يجد نفسه معزولا لصالح حبيب الشعب رقم (1) أي الوطني الزائف ذو الولاءات المتعددة الذي يدور حيث يدور مصدر الدفع المالي السري، فالوطنية الزائفة هي العملة الأكثر رواجا في البلد هذه الأيام، وهي لباس كاذب براق لخداع الأتباع ودفعهم لحرق وطنهم.
عدو الشعب رقم (1) هو الشجاع المضحي بدمه لأجل بلده، فإن جاءت رياح الشر والخطر من جهة ما طار إليها حاملا كفنه بيده عشقا منه لوطنه، وحبيب الشعب رقم (1) هو من إذا أتت رياح السموم من جهة اتجه سريعا للعكس منها.
عدو الشعب رقم (1) هو صاحب المهنية الشديدة الذي ينجز عمل شهر في يوم وعمل سنة في شهر، وحبيب الشعب رقم (1) هو من إذا حملته عمل يوم أنهاه في شهر، وعمل شهر أنجزه في سنة أو أكثر!
عدو الشعب الكويتي رقم (1) هو صاحب الثقافة والاطلاع الواسع، فما أكثر الخريجين وما أندر أصحاب الثقافات الذين تقاد بفكرهم النير الأمم الحية للمستقبل المشرق، ممن ينظر اليهم بازدراء شديد، فكيف يمضي الانسان يومه في بلدنا بالقراءة والاطلاع والتعلم، بينما يفترض أن يمضي وقته متسكعا بالشوارع أو جالسا في المقاهي والدواوين كي يصبح وبجدارة.. حبيب الشعب رقم (1)!
وعدو الشعب الكويتي رقم (1) هو الحكيم والعاقل الذي ان نصحك أن تتجه يمينا، فاعلم أن الخير كل الخير في ذلك الطريق، وحبيب الشعب رقم (1) هو الأحمق والسفيه الذي ان نصحك أن تتجه يسارا، فاعلم أن الشر كل الشر في ذلك الطريق، وجرت العادة المتوارثة أن يبعد الأول ويقرب الثاني لأننا كويتيون.. غير!
***
آخر محطة: (1) عدو الشعب رقم (1) هو المحب للعمل المضني والشاق المنتج، وحبيب الشعب رقم (1) هو من يبحث عن عمل «لا عمل فيه»، حتى يسهر الليل و.. ينام النهار!
(2) اقرأ المقال مرة أخرى لتعلم لماذا تأخرنا عن الجيران، ولماذا مازالت الهوة تتسع بيننا وبينهم مع كل يوم يمر!
(3) أولى خطوات النهضة أن نخلق ثقافة جديدة تحيل عدو الشعب الى حبيبه، وحبيب الشعب الى عدوه.