احمد الصراف

فتوحات وغزوات

ذكر النائب السابق والضابط المتقاعد، ورئيس «المركز الاستراتيجي للدراسات والخطط»، ناصر الدويلة، في مقابلة له على قناة الوطن مع الإعلامي خالد عبدالجليل في أكتوبر 2010، التالي «..إحنا علاقتنا بإيران على مر التاريخ لم تكن هادئة، ففي سنة 1782دمر الأسطول الكويتي الأسطول الإيراني في معركة الزبارة في قطر وأسر قائده، ونزل الأسطول الكويتي في البحرين عندما كانت عبارة عن مستعمرة إيرانية، واحتلت القوات الكويتية بقيادة «جابر العيش» (الشيخ جابر الصباح) قائد الأسطول، واحتلت قواته البحرين وسلمتها إلى آل خليفة الذين كانوا يسكنون في قطر. كما أن الكويتيين نزلوا في بندر «خميني» وتوغلوا في الأراضي (الإيرانية) إلى جبال زاغوراس (والصحيح زاغروس)، وانسحبوا بعد ذلك (للعلم تبعد الجبال مئات الاميال عن الساحل)، والكويتيون احتلوا المحمرة سنة 1783واحتلوا الفاو (ميناء عراقي) في السنة نفسها 3 مرات، والكويتيون «أعادوا» السيطرة على البصرة في الفترة نفسها (وهذا يعني أنهم كانوا يسيطرون عليها قبل ذلك)، والكويتيون احتلوا البصرة ودخل «الجيش الكويتي» البصرة واحتل جزيرة ام الرصاص التي تقع في وسط شط العرب. واحتللنا عبادان (أعاد تأكيد الاحتلال ثلاث مرات بناء على طلب مقدم البرنامج)، واختصارا احتللنا نحن الكويتيين البصرة والفاو والمحمرة وميناء بندر خميني ووصلنا الى مدخل الميناء ورفعنا عليها جميعا العلم الكويتي، واحنا (الكويتيين) كسرنا الإيرانيين ثلاث مرات في معركة الزبارة والبحرين التي حررناها وطردنا كل الجيش الإيراني منها وأسرهم ولم يبق إيراني في البحرين، كما كسرناهم في إقليم الأهواز الإيراني، وجميع الجيش الإيراني في الخليج تم أسره من قبل «جابر العيش» وأعادهم إلى إيران سنة 1782، وكان عدد سكان الكويت وقتها 30 ألفاً (عاد وقال إنهم 50 ألفاً) وأن الكويت كانت موجودة قبل سنة 1570 (وهذا ما لم تقله حتى العفاريت)، والكويت تأسست قبل أميركا العظمى (ولا ادري لماذا بالتالي نحن لسنا أفضل منها؟)!
نعيد الكتابة عن هذه المقابلة لنذكر وننبه ان قائل هذا الكلام هو مرشح لانتخابات مجلس الأمة وليس مستبعدا، إن نجح، ان يصبح رئيسا للبرلمان! نص المقابلة على:
http://www.youtube.com/watch?v=TD-vhHeNo3A&feature=email
في جانب آخر، كشفت أحداث غزة المؤلمة الأخيرة، مدى كذب ومبالغة بعض زعماء «إخوان مصر»، الذين ادعى كبيرهم في ميدان التحرير، 60 ألف متر مربع، أن هناك 3 ملايين متظاهر فيه! وردد في خطبته شعار: «ع القدس رايحين شهداء بالملايين»، ورددت الجماهير وراءه الشعار عشرات المرات، ولكن ما ان عربدت الآلة العسكرية الإسرائيلية، حتى تبخرت أحلامه، ولحس كلامه وقال ان الوقت غير ملائم الآن لإرسال الملايين لتحرير القدس، وجعلها عاصمة للولايات المتحدة العربية!
فعلا، ناس تخاف، بس ما تختشيش!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

سوء السمعة!

اعتبرت لجنة الانتخابات العامة والمكونة من عدد من كبار المستشارين والقضاة أن سوء السمعة والسلوك يحول دون الاستمرار في الترشح للانتخابات العامة، لذلك قررت شطب عدد غير قليل من الذين ترشحوا للسباق الحالي لمجلس الأمة! ومع أنه شرط منطقي للوهلة الأولى، إلا أن التوسع فيه بهذا الشكل قد يثير مشاعر الخوف من فرض شروط للترشح غير واردة في قانون الانتخاب! صحيح أن اللجنة العليا للانتخابات هذه المرة من مجموعة من أكبر وأنزه القضاة في الكويت، لكن من يضمن ألا تأتي لجنة مقبلة لانتخابات لاحقة لا تتمتع بهذه النزاهة وهذه المكانة من الحيادية التي تتمتع بها لجنة اليوم؟! أعتقد سيكون هذا الموضوع مجالاً للنقاش في القادم من الأيام بين المختصين والنخب في البلاد لتسليط الضوء على تداعياته ومحاذيره حسبما أتوقع؟!
***
الدعوة الى مسيرة «كرامة وطن 3» ليلة الانتخابات لا أظنها فكرة صائبة، فالأجواء غير مستقرة وقد تعيق خروج الناس، كما أن خمس قنابل غازية مسيلة للدموع كافية لتفريق الحضور وإظهاره بشكل هزيل سيؤثر سلباً في أهداف الحراك، لذلك أعتقد ان التركيز على اقناع الناس بسبب المقاطعة وخطورة المجلس المقبل، وما يراد منه أفضل بكثير من المغامرة بعمل لا نعرف نتائجه.
***
النائب السابق د. جمعان الحربش يتعرض منذ فترة الى حملة تشويه متعمدة في مسيرته السياسية، وواضح انه تم وضعه تحت المجهر، حتى ان الشعار الذي نزل بالخطأ في موقعه (حسابه في تويتر) وسحبه بعد لحظات من نشره، تم استغلاله من خصومه استغلالاً سيئاً يدل على الفجور في الخصومة، حتى ان أحد الزملاء كتب مقالاً كاملاً شرّق فيه وغرّب، مبنياً على هذا الشعار الذي تمت ازالة اللبس منه في دقائق!
والفجور في الخصومة مرفوض من حيث المبدأ، ومع الأسف انه لم يقتصر على نواب المعارضة، فهذا سعدون حماد يتعرض لهذا الفجور من خلال شريط مفبرك وواضحة فيه الفبركة الإعلامية لإظهاره بصورة مشينة، وحريّ بجميع الأطراف التحلي بالأمانة والصدق عند دخول المعارك السياسية وممارستها بشكل راقٍ ومهني.
صدق النائب السابق أسامة الشاهين عندما طالب بعدم استخدام الأموال في الصراع الدائر حول المشاركة بالعملية الانتخابية، لكن لا يجوز صرف أموال لتشجيع الناس على الذهاب لصناديق الاقتراع! اتركو الناس في حالهم.. من شاء فليترشح ومن شاء فليقاطع؟

محمد الوشيحي

تعنصروا يا ربعنا

رُب كلمة أيقظت فكرة طاب لها النوم في إحدى زوايا العقل المظلمة.
وليس منا، مهما كانت ملائكيته، من لا يحمل "نفساً عنصرياً" في شخصيته، الاختلاف فقط باختلاف حجم هذا العنصري، والقدرة على لجمه. ولطالما فاخر العرب بلسان القرآن، وبعرق الرسول صلى الله عليه وسلم، كذلك يفعل الفُرس مع سليمان الفارسي، والأحباش مع بلال، ووو…
وكاذباً أكون لو أنكرت عنصريتي اللغوية، أقصد عنصريتي في اللهجة، خصوصاً عندما أتابع أخبار "المجمع اللغوي" وما يضيفه من كلمات مستحدثة إلى اللغة العربية، فلا أجد من بينها كلمة "خليجية"! ليش؟ الإجابة برأيي: لأسباب منها سيطرة إخوتنا المصريين والشوام والعراقيين على المجمع اللغوي، وبسبب ضعف إنتاجنا الأدبي كخليجيين، وضعف تأثيرنا على الذهن، وعدم شهرتنا، ووو…
وتقرأ للمصريين فتجدهم يطعّمون اللغة الفصحى ويبهّرونها بكلمات مصرية أو مستوردة سادت في لهجتهم المحكية، إلى درجة أنك لا تستنكرها في مقالاتهم وأبحاثهم، مثل "بتوع أو بتاع، البلطجي، الأجزاخانة (كلمة تركية)، زي، جدع، ابن بلد أو بنت بلد" وغيرها الكثير الكثير، وتقرأ للشوام فتجد مفردات شامية دكت حصون اللغة الفصحى فاخترقتها، مثل "شبيحة، منشان، قبضاي، أزعر، البندورة" ووو، وتقرأ للعراقيين فتجد كلمة "أبو" تُستخدم بكثرة ووفرة "أبو البريد (أي موظف البريد)، أبو الدكان" وكلمات أخرى… وتبحث عن مفردات خليجية في كتابات الكتّاب الخليجيين وأبحاثهم فلا تجد إلا ما يعادل حسنات الكفار، لا شيء يُذكر. إذاً العيب منا نحن الخليجيين لا أحد غيرنا.
وهذا ما حرصت عليه في مقالاتي التي كنت أنشرها في مصر، إدخال اللهجة الخليجية في ثنايا الفصحى، واستمر هذا النهج معي، وحرصت عليه، فأسقيته الماء ووفرت له الشمس، كي يكبر ويُثمر، وسيكبر ويُثمر على مر السنين.
على أن "العنصري" في داخلي يغضب لعدم وجود "الطريقة الخليجية في الكتابة" على غرار الطرق المصرية والشامية والعراقية المستخدمة في صحافتنا (الطريقة المغاربية غير مستخدمة في صحافتنا). أعترف بذلك وأقر.
كانت هذه هي الفكرة النائمة التي جئت على سيرتها في بداية المقالة، وكان سبب إيقاظها شاباً كويتياً علق على جملة كتبتها في برنامج تويتر، صغت كلماتها كلها بالفصحى باستثناء كلمة "ربع، أو ربعنا" أي أصدقائنا أو أصحابنا.
وسأستغل الحدث، كما يفعل تجار السلاح في الحروب، وسأقول للكتاب الخليجيين: لنعنصر أقلامنا قليلاً يرحمني ويرحمكم الله، ولنحرص على تطعيم القاموس العربي بمفرداتنا، فالقواميس كائنات حية، تتحرك وتتنفس وتتجدد خلاياها، وليست جامدة كما يظن العجزة.
وشكراً لـ"راعي المنبّه" الذي أيقظ العنصرية اللغوية النائمة، وعسى أن يقرأ في قادم السنين بأقلام الكتاب العرب كلمات "بزر، ربعنا، فداوي…".

احمد الصراف

هارون الرشيد وحسن البنا

تفتخر الشعوب بتراثها البشري والفكري والفني والثقافي، ورموزها الوطنية بعدة طرق، ومنها إطلاق أسمائهم على الميادين والشوارع والمباني والقاعات العامة. وإن كانت الدولة أكثر حرية وتسامحا وإنسانية، فإنها لا تنسى الشخصيات العالمية التي أثرت أو اسدت للبشرية خدمات لا تنسى. وتعتمد درجة وعي أو تخلف اي أمة، على أمور كثيرة، ومنها قدرتها على التمييز بين الصالح والطالح! ومن يتجول في طرقات لندن وغيرها من المدن الأوروبية العريقة مثلا، يشاهد لوحات على بعض المباني القديمة، تبين أن في هذه الشقة أو تلك العمارة أو الفيلا عاشت شخصية معروفة من الفترة كذا إلى كذا! ولو اخذنا مصر مثالا، وهي التي اعطت العرب أكثر مبدعيهم في العصر الحديث، لوجدنا أن أغلب هؤلاء طالهم النسيان، حكوميا، وهدمت بيوتهم وتحولت الى خرابات او عمارات، وام كلثوم خير مثال، فقد نستها دولتها تقريبا، وكرمتها سلطات إسرائيل أخيرا بإطلاق اسمها على شارع مهم في القدس الشرقية، وسط احتفال رسمي وفني كبير. ولو ولينا وجهنا شطر الكويت، لوجدنا أن تسمية الشوارع والمناطق السكنية والمواقع الثقافية خضعت دائما لأهواء بعضهم، بحيث تتغير مع تغير الوزير او الحكومة، فتارة نجد حمى إطلاق أسماء رجال الدين عليها، أو قادة الدول أو شخصيات من الأسرة الحاكمة، من غير الحكام السابقين، ونادرا ما نجد تكريما خارج ذلك لشخصيات غير كويتية، بخلاف بعض ملوك ورؤساء الدول ورجال دين!
وقد قامت الحكومة أخيرا بحملة شاملة لتغيير اسماء مئات الشوارع، وإطلاق اسماء «شخصيات» كويتية(!) عليها، ولو راجعنا تاريخ كثير من هؤلاء، لما وجدنا في حياتهم شيئا يستحقون التكريم عليه، والأمثلة كثيرة. وفي حملة التغيير الأخيرة، قامت الحكومة بإطلاق اسم شخصية وطنية على شارع هارون الرشيد، وكان من الممكن الإبقاء على الاسم التاريخي، وإطلاق تسمية الشخصية الوطنية على شارع آخر، ولكن هذا ما حدث! والغريب أن هارون الرشيد بكل ما له أزيل اسمه، ولكن الحكومة «المخترعة» ابقت اسم حسن البنا، كما هو، شاهدا على مرحلة سوداء لا نزال نعيشها، فما هي الخدمات التي قدمها هذا الرجل للكويت؟ وما هي إنجازاته على المستوى العربي والإنساني؟ وهل مطلوب أن نبين سلبيات أفكاره ومواقفه، لكي يزال اسمه، وهو الذي لم يجلب لنا ولغيرنا غير الخراب؟
***
ملاحظة: طالبت الرئاسة المصرية من مواطنيها، الذين اشتهروا بالسهر، النوم مبكرا لكي يكون بإمكانهم أداء صلاة الفجر! وكنت أعتقد أو اتمنى أن يضيف إليها: لكي يقوموا مبكرا وينتجوا ويصنعوا ويزرعوا ويفيدوا انفسهم وأمتهم، فما جدوى القيام فجرا، ونحن على كل هذا التخلف، لكي نصلي، ونعود للنوم لعشر ساعات بعدها؟

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

«كل الحكاية… بقاطع»

"شصاير؟" مجلس الأمة بنوابه المنتخبين يشرعون القوانين بمعية الحكومة، ويراقبون التنفيذ الحكومي للتشريعات والقوانين والدستور، الحكومة تشرع القوانين مع نواب المجلس وتنفذ التشريعات والقوانين وفق الدستور. تلك هي تركيبة الديمقراطية الكويتية بشكل مبسط جداً. ما يحدث اليوم باختصار هو أن الحكومة غيرت النظام الانتخابي وبذلك تحكّمت بكيفية وصول من يفترض أن يكون رقيباً عليها، وهو ما لا يتماشى مع أي قاعدة منطقية، فلا يمكن للاعب الكرة أن يختار حكم المباراة ولا للتلميذ أن يختار من يراقبه بالامتحان، هذا بالإضافة إلى أن الحكومة وعدت قبل شهرين تقريباً بأنها لن تتدخل بالنظام الانتخابي أبداً إن أقرت المحكمة الدستورية دستوريته، ولم توفِ بوعدها. "شبتسوي؟" سأقاطع الانتخابات، ولن أشارك في مسرحية تتحكم الحكومة بنتائجها، ولن أقبل كذلك أن تكذب عليّ الحكومة بعدما وعدتني كمواطن باحترامها لأحكام المحكمة الدستورية. لكن الصوت الواحد أفضل من الأربعة أصوات؟ قد يكون الأمر هذا صحيحاً، ولو أني أستبعد ذلك، فبما أن الوضع طائفي وعنصري كما قالت الحكومة فمن الطبيعي أن يتجه الناخب إلى أكثر المرشحين عنصرية، ولكني لست بصدد مناقشة النظام الانتخابي الأفضل للكويت سواء كان صوتاً واحداً أو أربعة أصوات، كل ما أقوله أن تعديل النظام الانتخابي يكون من مجلس الأمة بكامل أعضائه بما فيهم الحكومة، وليس أن تختار الحكومة من يراقبها كما أسلفت. "يعني بتوقف مع الأغلبية"؟ إن شجعت الأغلبية المنتخب فهل يتوجب عليّ أن أمتنع عن تشجيعه؟..لن أقف مع الأغلبية فمعظمهم لا يؤمنون بالدستور الكويتي أصلاً، بل أتكلم حسب قناعاتي دون الالتفات لمن يؤيدني أو يعارضني فقناعتي لا يحددها الأشخاص، وعلى فكرة كل المؤشرات كانت تدل على تقهقهر الأغلبية، فجاءت الحكومة وقدمت لهم أزمة يقتاتون عليها بدل أن تجعل الشعب يحدد اختياراته دون تدخل، لست أنا من أقف مع الأغلبية بل من منحهم قضية. "لكن اللي سوته الحكومة دستوري"؟ لن نتمكن من تحديد ذلك إلا بحكم دستوري من المحكمة فالقضية خلافية، ولكن وإن كان دستورياً، فهو لا يعني أنه مقبول سياسيا، وإن قبلت به اليوم فقد يقدم رئيس حكومة مقبل على تغيير الدوائر والأصوات مجددا إن لم توافق النتائج أهواءه، وعليك أن تتخيل كيف يكون شكل الدوائر لو كان سياسي سيئ برأي الكثيرين كأحمد الفهد مثلا رئيسا للوزراء بالمستقبل، وما من الممكن أن يقوم به تجاه من يعارضه بالتحكم بالانتخابات. "وش اللي بتوصل له بعدين؟" سأوصل رسالة إيجابية جدا بأني لم أقبل ولن أقبل أن تتحكم الحكومة بحريتي باختيار من يمثلني، ولن أقبل بأن تحتقرني الحكومة وتستصغرني لدرجة أنها تكذب عليّ، وتريدني أن أقبل كذبتها، وأمارس اللعبة بقواعدها غير المقبولة. وكلما قلت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التي تحكمت الحكومة بغير وجه حق بشكلها وصلت رسالتي الإيجابية بشكل أفضل. والحل؟ تقوم الحكومة بوقف تدخلها غير المقبول سياسياً على الأقل عن طريق إلغاء المرسوم أو تأجيل الانتخابات، حينها سيعود مجلس 2009 للانعقاد لانقضاء المدة القانونية، وبإمكان ذلك المجلس تغيير النظام الانتخابي بطريقة دستورية سياسية لا غبار عليها. الزبدة؟ قبولي اليوم بتحكم الحكومة بشكل الانتخابات لمجرد أنها تضر خصومي، سيجعلني غدا أقف مكتوف الأيدي إن حاولت الحكومة ممارسة نفس التكتيك ضدي، ولن أتمكن من الاعتراض لأنني باختصار قبلتها من قبل، لذلك سأقاطع.

سامي النصف

المشاركة واجب وطني!

  في كثير من دساتير الدول الأخرى كحال الدستور المصري الجديد تتم معاقبة وتغريم من يمتنع عن التصويت يوم الانتخاب بقصد إرسال رسالة واضحة بأن المشاركة في الانتخابات واجب وطني، في الكويت لا يوجد مثل هذا النص وان كان يوجد في قانون الانتخاب مواد تعاقب من يقومون بالتجمهر او التظاهر للإخلال بحرية الناخب في الإدلاء بصوته، لذا نرجو من الشباب الكويتي ان ينتبه هذه المرة لمثل تلك العقوبات المنصوص عليها في التشريعات الكويتية والا يلقي بنفسه في المشاكل.

***

لا اعلم لماذا نحول كل شيء جميل إلى شيء قبيح؟! ومن ذلك ان نتباين على مبدأ «هل من الأفضل للكويت الانتخاب بالصوت الواحد ام الأربعة أصوات؟» وهو أمر عادي واختلاف في الرأي لا ضرر منه على الإطلاق حيث كان بإمكان الفريقين الأزرق والبرتقالي ان ينظما الندوات على الفضائيات والمنتديات لشرح وجهتي نظرهم وللناخب ان يقرر بعد ذلك اي من الخيارين أفضل دون الحاجة إلى المقاطعة والحشد والتجمهر.

***

ما نمارسه اليوم سيصبح عرفا ديموقراطيا يقتدى به في الغد، فهل ستتم مقاطعة الانتخابات والتجمهر في الشوارع والميادين كلما قرر تنظيم سياسي او أكثر مستقبلا ان مرسوما صدر او تشريعا أقر أو قانونا صدق عليه لم يعجبه وأين ستأخذنا تلك الممارسة الغريبة اذا ما التزمنا جميعا بها؟!

***

وقبل ذلك شاهدنا ممارسات سالبة لم نشهد مثلها في اي ديموقراطية أخرى في العالم مثل اللجوء الى الشارع إذا خسر طرف ما التصويت في البرلمان، واللجوء للشارع اذا لم يعجب طرفا ما حكم المحكمة الدستورية، واللجوء للشارع مرة ثالثة بحجة ان هناك من يريد تعديل الدستور! ومرة رابعة للمطالبة بتعديل الدستور ذاته لخلق الحكومة الشعبية والدائرة الواحدة وإطلاق حرية الأحزاب، وإذا كانت كل تلك الأمور تحدث في الشارع والميدان فما فائدة البرلمان اذن؟!

***

آخر محطة:

نرجو ان نرى حملات إعلامية تحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات القادمة كونها واجبا وطنيا وترجمة لإيماننا بالديموقراطية والدستور في عامه الخمسين.

احمد الصراف

322 مرة

«نصحت ونحن مختلفون
دارا ولكن كلنا في الهم شرق»
(أحمد شوقي)
***
قمت بعدّ المرات التي طالبت فيها الحكومة والسلطة، على مدى 20 عاما، إن من خلال مقالات أو مقابلات تلفزيونية أو صحفية، بالتحرك، وفعل شيء فيما يتعلق بالطريقة التي تقوم بها الجمعيات، المسماة بالخيرية، بجمع التبرعات ومراقبة مصادر أموالها وطرق صرفها واستثمارها، وما يستقطع منها «للقائمين» عليها، فوصلت للرقم 322، توقفت، بعد أن تعبت من العد(!!) 322 مرة، وغيرها مما كتبه غيري من الزملاء، أو ورد على لسانهم في خطب ومقابلات، مطالبين الحكومة بمراقبة أنشطة الجمعيات والمبرات، وطريقة جمعها واستثمارها للأموال، ومراقبة ما يقوم به بعضها من أنشطة لا تتفق والمسموح لها القيام به، واستمرارها، سنة بعد أخرى، بارتكاب كل أنواع المخالفات، من دون ان تجرؤ جهة على وقفها، أو على الأقل توقيع اية عقوبة عليها، او تنفيذ ولو %1 من تهديدات إغلاقها وسحب تراخيصها! يحدث ذلك بعد كل عيد ومناسبة دينية! ولكن لم تلتفت الحكومة يوما لأي من مطالباتنا التي ذهبت سدى! وجدير بالذكر أنني لم استثن في مقالاتي ما يجمع باسم الخمس! والآن وبعد أن وقع الفاس بالراس، وبدأ الدم بالجريان، وبعد أن عز الدواء وصعب العلاج، علمنا من القبس بأن الحكومة ستبدأ باتخاذ إجراءات جادة لما وصف بـ «تجفيف منابع القوى والتيارات الدينية في البلاد»! وأن هذا التحرك يستهدف أولاً ضبط عمليات جمع الأموال لجمعيات خيرية تتعاطى الشأن السياسي، وكذلك ضبط هيئات حكومية تستغل أموال التبرعات فيها، لدعم جهات معينة.
مؤسف أن يتأخر هذا التحرك، الذي نحن على يقين بأنه لن يسفر عن شيء في نهاية الأمر، هذا إن بدئ بالتحرك أصلا، ومؤسف أن تعلن الحكومة عن «نيتها» في أمر لا يحتاج لنية، ولا لسوف أو سنفعل أو سنقوم، بل يحتاج لتحرك سريع فقط، فما يصرف حاليا على تنظيم المسيرات وترتيب التظاهرات المضادة للسلطة، هي الأموال نفسها التي سمحت السلطة نفسها لتلك الجهات بجمعها وتخزينها واستثمارها!
إن الورم السرطاني المسمى بالإخوان، وبعض الجمعيات الخيرية لم يكبر خلال يوم وليلة، فهو، كأي سرطان آخر، أخد وقته ليكبر وينمو، قبل ان تكتشف خطورته، ويصبح مميتا، او شيئا من هذا القبيل، وكحال اي ورم سرطاني، يجب ألا يترك ليأخذ الوقت نفسه الذي استغرقه نموه، بل يتطلب الأمر القضاء عليه بالاستئصال الفوري، ولكن من الذي يمتلك مشرط الجراح، وعلى استعداد لاستخدامه، ووضع حد لتسلط خرب كل شيء تقريبا، وطال لأكثر من نصف قرن؟
***
ملاحظة: المشكلة أن الجهات الرسمية المعنية لا تقرأ ما يقوله المنشقون عن الإخوان، أو ما يكتب عن مخططاتهم للاستيلاء على السلطة في أكثر من بلد، وبالتالي يضطرنا الأمر إلى أن نكتب لهؤلاء ما يقوله أولئك، ولكن بما أنهم لا يقرأون أصلا، فلمن نكتب إذن؟

أحمد الصراف

سامي النصف

لو كانت أفراحاً لمللناها!

لا يختلف اثنان على روعة وجمال الألعاب النارية التي أقيمت على شاطئ الخليج والتي أدخلت الكويت بسهولة ويسر إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كما لا يختلف اثنان على أنه لو بقيت تلك الألعاب الجميلة تقام كل يوم لأشهر وسنوات عدة لملّها الناس وعزفوا عنها وطلبوا إيقافها.

***

إذا كان الفرح والمرح والحبور والسرور أمرا يملّه الناس، وهذا من طبيعة النفس البشرية، فماذا عن المشاكل والقلاقل والأزمات المتتالية التي عشناها طوال العشرين عاما الماضية والتي نتج عنها العشرات من الاستجوابات الكرنفالية القائمة على الاستعراض والاستقصاد الشخصي ومعها التسبب في حل الحكومات والمجالس التشريعية بشكل لم تشهده الكويت من قبل؟! وقد ملّ الناس وكلّوا من تلك الممارسات الجائرة والحزينة التي تسببت في تخلفنا عن الجيران ممن تفرّغوا للعمل وتركوا لنا الجدل العقيم الذي لا ينتهي.

***

لقد أتاح مرسوم الصوت الواحد الفرصة الكاملة لنا كشعب كويتي لتغيير قواعد وأعراف وثقافة اللعبة السياسية الكويتية الى أداء مستقبلي أفضل، وبداية المطر – كما يقال – قطرة، فلم نعد نسمع هذه الأيام لغة التهديد والوعيد المعتادة في المخيمات الانتخابية التي توجه عادة وبشكل غير منطقي إلى حكومة لم تشكل وإلى وزراء لم يؤدوا القسم الدستوري ولم يمارسوا أعمالهم بعد، وقد استبدل ذلك بندوات مفيدة تمس القضايا التي تهم الناخب والمواطن، فالكويت الجديدة بحاجة الى حلول مؤسسية لمشاكل البطالة والإسكان والصحة والتعليم وهذا هو الدور الأساسي للأعضاء في مجلس الأمة الجديد، لا خلق المشاكل والأزمات أمام أعمال الحكومات كما هو الحال في الماضي.

***

آخر محطة: (1) لقد كفت ووفت القوى والشخصيات السياسية الفاضلة المقاطعة للانتخابات القادمة في شرح أسباب مقاطعتها، فلماذا لا تركن للراحة والدعة وترقب ما سيحدث؟! فإن تطور ونهض البلد في المرحلة المقبلة كانت هي المستفيد الأول من ذلك التطور كونهم مواطنين كويتيين بالدرجة الأولى، وإن أخفقت الكويت في تلك المرحلة – لا سمح الله – فسيطلب الناس منهم العودة لإنقاذ البلد.

(2) أن تبدي رأيك وتحدد موقفك من المشاركة أو المقاطعة فهذا أمر يخصك، أما ان تعمل على إفشال أعمال الدولة في المرحلة المقبلة فهو أمر يخصنا جميعا ويؤثر على بقاء ومستقبل البلد.. وعام 90 واحد يكفي.

 

حسن العيسى

بيض السلطة

أين الحقيقة في الاتفاقية الأمنية لدول مجلس التعاون التي وقعتها الكويت في الرياض قبل أيام؟ هل هي اتفاقية جديدة بين الدول الأعضاء، أم أنها مكملة لاتفاقية 1994 التي رفضت الكويت التوقيع عليها لخرقها للدستور الكويتي وقوانين الدولة، وإذا لم توقع الكويت على "الأصل" فكيف نفهم الموافقة التمهيدية على الاتفاقية "الجديدة أو المكملة" قبل أن يوقعها رؤساء الدول، ويتم التصديق عليها من قبل المجالس "المختصة"، وكأن هناك مجالس مختصة حقيقية في دولنا. ظلام دامس مخيف يلف تلك الاتفاقية التي وجدت الحكومة اليوم، وبغياب مجلس نيابي يرأسه أحمد السعدون، أنها فرصتها لتمرير مشروع اتفاقية تجريم لكل فعل نقدي يدخل في حرية التعبير المخنوقة في دول الخليج. ذكرت أحمد السعدون، لأنه هو الذي رفض بشجاعة تلك الاتفاقية عام 1994، وكتب أمس الأول في موقع "الاقتصادي" أسباب رفضه لها.
تلك الاتفاقية لا تستهدف أساساً أمن الدول الخليجية، وإنما أمن الأنظمة الحاكمة، ولما كان مفهوم النظام يمتزج تماماً في مؤسسة الدولة، تصبح الاتفاقية بقدرة قادر مختصة بأمن الدول، فالدولة الأمة هي النظام الحاكم والنظام الحاكم هو الدولة، لا فرق، مجرد إعادة صياغة خليجية متجددة لأنظمة  العصور الوسطى الأوروبية. المضحك المبكي معاً في نصوص اتفاقية 1994، هو المادة 28 منها  التي تفرض تسليم المتهمين "… متى ارتكبت الجريمة خارج أراضي الدولتين الطالبة والمطلوبة إليها التسليم طالما أن القوانين أو الأنظمة في الدول الطالبة تعاقب على تلك الجريمة إذا ارتكبت داخل أو خارج أراضيها…"، مثل هذا التشريع القراقوشي خطير، فهو يخرق أبسط مبادئ إقليمية القوانين، بمعنى أن الأصل في قوانين الدولة، لاسيما الجزائية منها، لا يجوز أن تتجاوز إقليم الدولة إلا بحدود استثنائية ومحصورة جداً، إلا أن مثل هذه الاتفاقية تبعث الحياة لما يسمى بـ"شخصية القوانين"، أي أن القوانين المحلية لدولة ما تتبع البشر أينما ذهبوا، والمقصود هنا بهذه المادة قمع الأصوات المعارضة التي تتخذ من أوروبا مثلاً مكاناً لنقد أي نظام في منظومة الدول الخليجية، والحمد لله أن دولتين مثل بريطانيا وفرنسا ليستا خليجيتين.
ثم جاءت المادة الأخرى التي تمنع تسليم المتهمين بين الدول الموقعة في الجرائم السياسية…! عظيم، "صرنا حضاريين أوادم… أخيراً"، لكن ما هي الجريمة السياسية؛ وكيف تعرفها الاتفاقية… لا شيء، إلا أن الاتفاقية أوردت استثناءات من الجريمة السياسية مثل "الاعتداء على أولياء العهد وأفراد الأسر المالكة أو الحاكمة والوزراء ومن في حكمهم في الدول الأعضاء…" "خوش حجي"… ماذا بقي مما يسمى "جريمة سياسية"… وماذا تركتم لحريات الضمير؟
لنترك تلك الاتفاقية القمعية، ونوجه السؤال هنا إلى حكومة الصوت الواحد الأبخص في شؤون الدين والدنيا: على ماذا وقع وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود في الرياض… وأين إعلام "… استقبل ووصل وهنأ وافتتح" الرسمي من نشر بنود الاتفاقية، أم أن المسألة لا تعني الشعب الكويتي… فنحن في النهاية تحصيل حاصل، وأنتم  كنتم وما زلتم الأبخص والأعلم… ولماذا نشغل أنفسنا بالسياسة،   كافي علينا فرحنا بدعم أعلاف الإبل، وبيض التموين القادم في الجمعيات التعاونية وجمعية مجلس الأمة حين ترين على بيض السلطة، وتفقس لنا كتاكيت غربان؛ أولاداً وبنات.

احمد الصراف

تصريحات المستشار

يعتبر سجل حقوق الإنسان في الكويت غير ايجابي، خاصة عندما يتعلق الأمر بطريقة تعامل السلطات مع الطبقة الكادحة من العمالة المهاجرة البسيطة الأجر! فالحكومة تعلم جيدا ما يقترفه كثير من الشركات التي تستخدم العمالة بكثافة، من مخالفات إنسانية بحق العمال المساكين الذين رأيت بعضهم يتناول ما يتبقى من طعام المرضى في المستشفيات، هذا غير ما يتعرضون له من معاملة سيئة في الأجر والسكن والطعام وساعات العمل المرهقة، وخير شاهد على ذلك مناقصات الدولة! كما لا ننسى هنا المعاملة السيئة جدا التي تتعرض لها طبقة خدم المنازل، وما تعرضت له الكويت من مهانة نتيجة تزايد تدخل منظمات حقوق الإنسان الدولية، وحكومات الدول الغربية والدول التي تستقدم منها العمالة المنزلية، لمطالبة حكومتنا بأن تكون أكثر عدالة وإنسانية في ما يتعلق بأجور الخدم وظروف معيشتهم، والكف عن القول إن ظروف سكنهم ونوعية طعامهم وما يحصلون عليه من أجر، على الرغم من قلته، لا يحلم به كثير من امثالهم في أوطانهم! فهذا تعد فاضح على حقوقهم وأحاسيسهم كبشر يستحقون معاملة تتفق والمحيط الذي يعيشون ويعملون فيه، وليس مقارنة بمعيشتهم في أوطانهم. كما يحتاج هؤلاء الى حماية قانونية أفضل، فقد نتج عن إهمال حقوقهم تعدد حالات الاعتداء عليهم، أو اعتداؤهم على من يعملون لديهم، ووصل الأمر بعدد منهم الى الانتحار تخلصا من بؤس حياتهم وسوء معاملتهم، وكل ذلك لم يحرك أبدا، على الرغم من بشاعته، شعرة في رأس أي من الوزراء المعنيين بأمرهم! ولو ذهبنا الى مراكز إيواء العمالة وسجون الإبعاد والمخافر التي يعرض فيها الخدم الهاربون من أعمالهم، لرأينا مناظر مؤسفة وغير عادلة، وسبق أن كتبنا عن مشاكل هؤلاء، ولكن لم تتحرك حتى جمعية حقوق الإنسان «الخايبة»، إن كان في عهد إدارتها السابقة، التي ضيعت المجلس لمصلحة جماعة أكثر خيبة، أو في عهد مجلسها الحالي، الذي لا أمل فيه أصلا في فعل شيء للتخفيف من معاناة هؤلاء!
نكتب هذا تعليقا على المطالبة المضحكة التي صدرت من قبل احد المستشارين في وفد الكويت الدائم لدى الامم المتحدة لسريلانكا بضرورة احترامها لحقوق الإنسان فيها، وضرورة متابعتها لتنفيذ خطتها لتعزيز حقوق الانسان فيها! وكان حري بالسيد المستشار توجيه ملاحظاته وتوصياته لحكومته، بدلا من توجيهها للحكومة السريلانكية. ولا ندافع هنا عن سجل حقوق الإنسان في تلك الدولة، خاصة بعد انتهاء حربها الأهلية، وما تعرضت له ولا تزال أقلية التاميل من تفرقة ومعاملة غير إنسانية، ولكن ربما كان لأولئك ظروفهم وأعذارهم التي لا نعرف عنها شيئا، فما أعذارنا؟ وما الذي يمنعنا من أن نكون اكثر إنسانية مع الخدم؟ وما نسبة المواطنين الذين قاموا بزيادة أجور الخدم الذي يعملون لديهم، ولو بعشرة دنانير شهريا، بعد حصولهم على زيادات رواتب بمئات الدنانير، أو حتى بآلافها من حكومتهم الرشيدة؟!
إن الكويت تستحق مكانة أفضل في ما يتعلق بحقوق الإنسان، ولا يمكن أن يأتي ذلك بغير تدخل منظمات وحكومات خارجية للفت نظر حكومتنا لواجباتها! أما وضع الأمل في جمعية حقوق الإنسان، خاصة بعد تغير مجلس إدارتها، إلى شيء شبه مشلول، فعبث، والعبث الآخر هو الثقة بأن جمعية «مقومات حقوق الإنسان، السلفية» ستكون يوما اكثر عدالة ورحمة من غيرها، مع البوذيين والهندوس!

أحمد الصراف