سامي النصف

الشعب يريد.. مجلساً متعاوناً!

ما ألطفها وأروعها من تهمة توجه للمجلس القادم وهو انه سيكون مجلسا «متعاونا» مع الحكومة التي لم تشكل بعد ولا يعلم أحد توجهاتها وتطلعاتها وطموحاتها التي يفترض بها ان تكون تطلعات وطموحات وتوجهات تخدم حاضر الكويت ومستقبلها، فنجاح الحكومة القادمة هو نجاح لدولة وشعب الكويت وضمان للمستقبل المشرق لأبنائها، وفشل الحكومة هو فشل لنا جميعا.

***

وكما يقال «الضد بالضد يعرف» وعليه فماذا يريد من يلقي بالتهم جزافا وبشكل مسبق على مجلس أمة لم ينتخب بعد؟! أي هل يراد ان يعود مجلس الغد الى أفعال وأخطاء وأزمات مجالس الأمس التي جعلت ديموقراطيتنا القدوة السيئة للأمم وأوقفت معها عمليات التنمية في البلد حتى بتنا نشعر بالخجل كلما زرنا الدول الخليجية الشقيقة وشاهدنا عمليات التنمية التي تقارب سرعة الضوء فيها.

***

ان الشعب الكويتي بمواطنيه ومقيميه ملوا حتى النخاع من المسار الكويتي ـ اللبناني القائم على الجرعة السياسية الساخنة والإنجاز الإنمائي المتجمد وباتوا يطمحون إلى مسار قريب من النهج الإماراتي ـ السنغافوري الذي يصحو فيه الشعب كل صباح على إنجاز جديد بدلا من الأزمات التي تلد أزمات وقد قرأنا أمس عن البدء في مشروع مدينة الشيخ محمد بن راشد التي ستجعل زائري دولة الإمارات يقاربون الـ 90 مليون سائح خلال سنوات قليلة.

***

أخيرا نرجو من كل مواطن ومواطنة ان يشاركوا بإيجابية شديدة يوم السبت المقبل في الانتخابات، وان يختاروا أكثر المرشحين حكمة وأمانة وكفاءة وأخفضهم صوتا وأقلهم غضبا، فلم نعد نود ان نرى استجوابا واحدا في السنوات الأربع القادمة، فلم تتقدم الكويت على جيرانها الا في حقبة اللااستجوابات إبان الستينيات والسبعينيات ولم نقرب من ان نصبح في عداد الدول الفاشلة إلا بسبب أزمات مجالس الأمس، فلماذا نرغب بالعودة للمسار الضار بنا؟ لست أدري!

***

آخر محطة: نرجو ان يصلح مجلس الأمة القادم ونوابه الأفاضل الدمار الذي تسببت فيه بعض المجالس السابقة وان يصبح مجلس القدوة الحسنة للديموقراطيات الأخرى في المنطقة.

 

حسن العيسى

حين تقاطع

حين تقاطع غداً فأنت تؤكد وجودك كإنسان حر له إرادة مستقلة، لا تقبل أن تكبل حريتك وقرارك بغير ذاتك ومصلحة وطنك ومستقبل هذا الوطن.
حين تقاطع غداً فأنت ترفض أن تملي عليك السلطة الحاكمة إرادتها وتصورها للمسار السياسي للدولة، وهذه الدولة هي دولتك، وطنك، أنت شريك فيها، شريك في أرضها وفي تاريخها ومستقبلها وشريك في خيراتها وفي آمالها التي عليك واجب أن تعمل من أجل تحقيقها، من أجل مستقبلك ومستقبل أبنائك وأبناء أبنائك.
آمالك في هذه الدولة أن تكون كامل المواطنة، وليس ناقصها، وما ينقص تلك المواطنة وينقضها من جذورها، أن يتم تهميشك كمواطن، أن تتم إزاحتك جانباً حين يتعلق القرار بك وباختيارك، وتأمرك السلطة كتابع، كأجير، كفرد ناقص الأهلية الإنسانية، وتعلمك الطريق الذي عليك أن تسير فيه، وتصبح، في مفهوم السلطة، مجرد طفل غر، لا يعرف مصلحته ولا يدرك مستقبله، وتدخل في روعك بأنها الأدرى والأفهم بحكم قصورك ونقص وعيك، فأنت عندها وفي مفهومها المتعالي والمتغطرس مجرد طفل لا يعرف كيف يختار، إنما هو الوالد الأب الذي يختار عنه، ويوجهه لدروب السلامة!
فأنت كالأعمى لا تصلح أن تسير في الطريق دون هادٍ ومرشد، والسلطة هي  الهادي والمرشد… هل تتذكر أين قادك ذلك المرشد المتسلط منذ منتصف ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم… من مجلس 67 المزور، إلى المجلس الوطني "القديم" مروراً بالمجالس التي تم حلها بغير وجه حق عام 76 و86 ومحاولات تنقيح الدستور كي يصبح دستوراً ميتاً… هل تتذكر كل ذلك، وهل نسيت حفلات "الهبر" من خاصرة وطنك… من سرقات كبرى تمت وقيدت ضد مجهول، سرقات ورشا كبيرة أفسدت ضمائر الكثيرين، وجعلتهم سلعاً بشرية في سوق النخاسة السياسي، ربما لم تشعر تماماً بذلك "الهبش" لأنك تأكل وتشرب ولك مسكن مريح… ولا ينقصك شيء… بمثل تلك الكلمات السالفة يتم تخدير وعيك، وبمثل كلمات أسوأ منها توشوش بأذنك: ماذا فعل مجلس المعارضة الأخير… ماذا صنع غير أنه أضاع الكثير من عمر الدولة في جدل خاوٍ، وأذكى روح الطائفية عندما أراد بعض النواب تقزيم أبناء الدولة من الشيعة… ماذا فعل ذلك المجلس غير أنه شرع في تهميش ما تبقى من حرياتك الشخصية… وشرع برمي الدولة لعدة قرون مضت في الزمان… ونقلها إلى وادي وزيرستان في المكان… هنا، وبمثل ذلك الإيحاء السيئ تريد السلطة ووكلاؤها أن تخلط بين القضية والأفراد، يريدونك أن تردد في ذاتك: لتذهب هذه الديمقراطية المروعة للجحيم…. فليرحل نواب الأغلبية إلى غير رجعة… وسأقف مؤيداً لسياسة "المنخل" في الصوت الواحد… ويتلاشى الزبد ويبقى أهل الحريات فوق المنخل… بمثل تلك العبارات الساحرة يخلط السم بالعسل وتختلط عليك الأمور… وبدلاً من أن تناضل من أجل تكريس الحريات السياسية والفردية، وتعمل من أجل تطوير واستكمال الديمقراطية بإطلاق حرية تشكيل الأحزاب والحكومة البرلمانية، وتؤكد مبادئ المساواة في المواطنة يصبح كل همك إقصاء من لا تستسيغهم من البرلمان… وحين تفعل ذلك فأنت لا تقصيهم وحدهم… بل تقصي دستورك… تقصي حريتك… تقصي ذاتك في النهاية… فهل ستصوت غداً لنفي ذاتك…!