عادل عبدالله المطيري

المشاركون والمقاطعون!

انقسم المجتمع الكويتي بين مقاطع ومشارك في الانتخابات البرلمانية التي ستعقد في 1 ديسمبر 2012. لكل منهم مبرراته وحججه التي ينطلق منها ويبني عليها سلوكه السياسي.

المقاطعون للانتخابات ينطلقون من موقف دستوري ومبدئي كما يقولون، وهو عدم دستورية مرسوم الضرورة الخاص بتغيير قانون الانتخاب.

ويعتقدون أن الحكومة تعدت على صلاحيات مجلس الأمة التي نص عليها الدستور في المادة 81 منه، والتي أكدتها أيضا المحكمة الدستورية في قرارها الأخيرة عندما نظرت في قانون الدوائر الخمس، حيث خصت (المشرع) وحده دون سواه، بإجراء أي تغييرات على قانون الانتخاب.

كما أن المعارضة السياسية لا تخفي قلقها تجاه نوايا الحكومة الحقيقية من إقرار قانون الصوت الواحد، وتعتقد أن الحكومة تسعى إلى تحجيم دور مجلس الأمة وإيجاد برلمان ضعيف وغير متجانس!

لذلك يرفع المعارضون شعارات المقاطعة للانتخابات القادمة ترشيحا وانتخابا، ويحاولون تحويل المقاطعة إلى رفض شعبي عام، لذلك نجدهم يحشدون للمسيرات والتجمعات الشعبية الاحتجاجية من اجل إفشال الانتخابات البرلمانية أو تقليل نسبة المشاركة لرفع الغطاء السياسي عنها، كما يؤكد (المقاطعون) تمسكهم بحقهم الدستوري في التعبير عن رأيهم بكل الطرق السلمية الممكنة وصولا إلى إسقاط مجلس الأمة القادم والحكومة معا كما صرحوا بذلك!

أما المشاركون في الانتخابات القادمة، فلهم أيضا حججهم الدستورية الخاصة بهم، فالمادة 71 من الدستور تعطي الحق لسمو الأمير في إصدار مراسيم الضرورة، أما تقدير الضرورة من عدمها، فبحسب أحكام سابقة للمحكمة الدستورية هي عمل (سياسي بحت) يقدره سمو الأمير وحده دون سواه.

ويعتقد المشاركون أن قانون الصوت الواحد سيحقق العدالة والتمثيل الشامل والعادل لمختلف مكونات المجتمع الكويتي، وأن هذا النظام الانتخابي الجديد سيحدث نقلة نوعية في أداء البرلمان وسيقضي على الاحتقان السياسي المزمن في البلاد وإلى الأبد!

الخلاصة: لكل من المقاطعين والمشاركين في الانتخابات الحالية، أدلة وسوابق معتبرة وهذا بالطبع دليل على وجود قصور تشريعي وتناقضات عديدة في دستورنا!

وأما سياسيا فكلا الفريقين يبحث عن المصلحة العامة وفق رؤيته، ويأمل في الانتصار على خصومه السياسيين معتمدا على الحكمة الرياضية التي تقول «اللي تكسب به العب به».

ولكن يجب احترام كل وجهات النظر المختلفة، ومنها خيارات المقاطعين السياسية والابتعاد عن تسفيههم أو تخوينهم، والسماح لهم بالتعبير عن رأيهم بالوسائل السلمية، وخصوصا حق التجمع السلمي والمرخص.

كما يجب احترام المرشحين والناخبين الذين لم يقاطعوا الانتخابات والابتعاد عن التجريح الشخصي لهم..!

كل الشكر والاحترام للذين فضلوا مصلحة الكويت على مصلحتهم الشخصية، واقصد بالتحديد مرشحي الصف الثاني للمعارضة، فبالرغم من غياب المنافسين التقليديين الكبار عن الساحة إلا انهم قاطعوا وهم يعلمون انهم قاب قوسين أو أدنى من النجاح.

 

سامي النصف

المشهد الكويتي

في الكويت، تعلن القيادة السياسية قبولها المسبق لأحكام السلطة القضائية حال رفضها لمرسوم الصوت الواحد المعمول به في جميع الديموقراطيات الأخرى، وكذلك قبولها المسبق لقرار السلطة التشريعية القادمة، بل والتعهد ببقاء مجلسها القادم لأربع سنوات حتى لو رفض وأسقط ذلك المرسوم في وقت تعلن فيه القيادة السياسية لإحدى الدول العربية إقالتها للنائب العام الذي هو جزء من السلطة القضائية ورفضها المسبق لأي طعن فيما أصدرته وتصدره من قرارات.. أي من القيادات والخيارات تريد لأبنائك وأجيالك المقبلة؟ وهل بقيت بعد ذلك حجة للمقاطعة والخروج للشوارع والميادين؟!

***

قبل ذلك، أعلن المتجمهرون هذه الأيام والمطالبون بالحكومة الشعبية لدينا أن تجمهر القوى السياسية في الشوارع والساحات بمملكة البحرين الشقيقة والمطالبات هناك بالحكومة الشعبية، هو انقلاب على الشرعية ودعوة للفوضى والولاء لغير الأوطان ودلالة على الرضوخ للقوى الخارجية، فكيف بالله يمكن التوفيق بين القولين وتحليل هنا ما حرم هناك والاستهزاء بمن يدعو لطاعة أولي الأمر، رغم أن تلك دعوة ربانية أتت ضمن الآيات القرآنية، وهل بقيت بعد ذلك حجة للمقاطعة والخروج للشوارع والميادين؟!

***

آخر محطة: أن يدعو أحد لمقاطعة الانتخابات فهذا أمر يمكن قبوله، وإن كان ينسف رغبة وجهود الآباء المؤسسين ممن لم يخلقوا الدستور الا للتفاعل الإيجابي معه والاحتكام لصناديق الاقتراع فيما يختلف فيه، أما ما لا يمكن قبوله فهو الدعوة لمقاطعة صلاة الجمعة في المساجد، فهل قدمت السياسة ومصالحها على الدين وأحكامه؟!

 

احمد الصراف

قصة مدام دكاش

كان جمع من الأثرياء العرب يجلسون في بار نادي قمار في لندن، عندما تعالى صوت النادل معنّ.فاً سيدة على سلوكها، وهنا قام أحدهم سائلاً النادل عن المشكلة.. أنهى الموضوع طالبا من السيدة الانصراف، بعد أن أكرمها بطريقته، وعاد لرفاقه الذين استغربوا تصرُّفه، فلم يُعرف عنه «عمل الخير» أو الفضول، فقال لهم: والقصة هنا تروى على لسان سليم اللوزي، رئيس تحرير «الحوادث» اللبنانية، الذي اغتالته المخابرات لمعارضته دورها في بلاده، بعد أن عاد لوطنه للمشاركة في دفن والدته.
يقول اللوزي إن ذلك الثري العراقي أخبرهم بأن عبدالكريم قاسم أقام حفلا ساهرا بمناسبة مرور عام على نجاته من محاولة اغتياله على يد صدام حسين ورفاقه من حزب البعث! وبسبب سوء علاقاته مع الكثير من الأنظمة العربية، قام بدعوة مطربين من لبنان لإحياء الليلة، وكانت تلك السيدة من بين المدعوات لإحياء ذلك الحفل، وأن قاسم قام في لحظة نشوة، وخاصة عندما قامت بالإشادة به وببلاده، بإصدار أمر بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وأنه كان أحد هؤلاء، وأنه ترك العراق بعدها بساعات وعاش في بريطانيا، حيث كوَّن ثروته، وبالتالي فإن الفضل يعود لتلك السيدة التي دفعت أغنيتها «الزعيم الأوحد» لأن يصدر أوامره تلك!
***
ولدت لور دكاش عام 1917 في أسرة مارونية في منطقة حارة حريك، الجزء الأقرب لبيروت من الضاحية الجنوبية. وبسبب جمال صوتها شجَّعها والدها على الغناء، وكانت لم تتجاوز التاسعة من العمر عندما سجلت أول أسطوانة. كما كانت تجيد التلحين والعزف على العود. وبدأت شهرتها عام 1939 عندما غنت «آمنت بالله»، التي وضعت أيضا ألحانها، ولكنها اضطرت لنسبتها لفريد غصن، الذي كان عضوا في نقابة الملحنين في مصر وباريس، وبالتالي ضمن لها حقوقها. استدعتها الإذاعة المصرية عام 1945 لتستقر هناك بعقد طويل، وتحصل بعدها على الجنسية المصرية، وتقوم بغناء وتلحين عشرات الأغاني للإذاعة، واشتهرت الكثيرات منها. وتوفيت لور عام 2005 ودُفنت في مقبرة الموارنة في القاهرة.
ولا أزال، وغيري الكثيرون، يستمتعون بسماع أغنية «آمنت بالله» بصوتها العذب الجميل، بالرغم من مرور ثلاثة أرباع القرن عليها، وتقول فيها: «أمنت بالله، نور جمالك آية، آية من الله، أمنت بالله. نور جمالك نور عجيب، يذكي في القلب اللهيب، يذرف الدمع الطبيب كل من صابوا هواه، أمنت بالله، نور جمالك للسقيم لو رآه يصبح سليم، لو في جنات النعيم ما طلب نعمة سواه، نور جمالك في الكمال يحيي في النفس الآمال»!

أحمد الصراف

www.kalama nas.com