علي محمود خاجه

«كل الحكاية… بقاطع»

"شصاير؟" مجلس الأمة بنوابه المنتخبين يشرعون القوانين بمعية الحكومة، ويراقبون التنفيذ الحكومي للتشريعات والقوانين والدستور، الحكومة تشرع القوانين مع نواب المجلس وتنفذ التشريعات والقوانين وفق الدستور. تلك هي تركيبة الديمقراطية الكويتية بشكل مبسط جداً. ما يحدث اليوم باختصار هو أن الحكومة غيرت النظام الانتخابي وبذلك تحكّمت بكيفية وصول من يفترض أن يكون رقيباً عليها، وهو ما لا يتماشى مع أي قاعدة منطقية، فلا يمكن للاعب الكرة أن يختار حكم المباراة ولا للتلميذ أن يختار من يراقبه بالامتحان، هذا بالإضافة إلى أن الحكومة وعدت قبل شهرين تقريباً بأنها لن تتدخل بالنظام الانتخابي أبداً إن أقرت المحكمة الدستورية دستوريته، ولم توفِ بوعدها. "شبتسوي؟" سأقاطع الانتخابات، ولن أشارك في مسرحية تتحكم الحكومة بنتائجها، ولن أقبل كذلك أن تكذب عليّ الحكومة بعدما وعدتني كمواطن باحترامها لأحكام المحكمة الدستورية. لكن الصوت الواحد أفضل من الأربعة أصوات؟ قد يكون الأمر هذا صحيحاً، ولو أني أستبعد ذلك، فبما أن الوضع طائفي وعنصري كما قالت الحكومة فمن الطبيعي أن يتجه الناخب إلى أكثر المرشحين عنصرية، ولكني لست بصدد مناقشة النظام الانتخابي الأفضل للكويت سواء كان صوتاً واحداً أو أربعة أصوات، كل ما أقوله أن تعديل النظام الانتخابي يكون من مجلس الأمة بكامل أعضائه بما فيهم الحكومة، وليس أن تختار الحكومة من يراقبها كما أسلفت. "يعني بتوقف مع الأغلبية"؟ إن شجعت الأغلبية المنتخب فهل يتوجب عليّ أن أمتنع عن تشجيعه؟..لن أقف مع الأغلبية فمعظمهم لا يؤمنون بالدستور الكويتي أصلاً، بل أتكلم حسب قناعاتي دون الالتفات لمن يؤيدني أو يعارضني فقناعتي لا يحددها الأشخاص، وعلى فكرة كل المؤشرات كانت تدل على تقهقهر الأغلبية، فجاءت الحكومة وقدمت لهم أزمة يقتاتون عليها بدل أن تجعل الشعب يحدد اختياراته دون تدخل، لست أنا من أقف مع الأغلبية بل من منحهم قضية. "لكن اللي سوته الحكومة دستوري"؟ لن نتمكن من تحديد ذلك إلا بحكم دستوري من المحكمة فالقضية خلافية، ولكن وإن كان دستورياً، فهو لا يعني أنه مقبول سياسيا، وإن قبلت به اليوم فقد يقدم رئيس حكومة مقبل على تغيير الدوائر والأصوات مجددا إن لم توافق النتائج أهواءه، وعليك أن تتخيل كيف يكون شكل الدوائر لو كان سياسي سيئ برأي الكثيرين كأحمد الفهد مثلا رئيسا للوزراء بالمستقبل، وما من الممكن أن يقوم به تجاه من يعارضه بالتحكم بالانتخابات. "وش اللي بتوصل له بعدين؟" سأوصل رسالة إيجابية جدا بأني لم أقبل ولن أقبل أن تتحكم الحكومة بحريتي باختيار من يمثلني، ولن أقبل بأن تحتقرني الحكومة وتستصغرني لدرجة أنها تكذب عليّ، وتريدني أن أقبل كذبتها، وأمارس اللعبة بقواعدها غير المقبولة. وكلما قلت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التي تحكمت الحكومة بغير وجه حق بشكلها وصلت رسالتي الإيجابية بشكل أفضل. والحل؟ تقوم الحكومة بوقف تدخلها غير المقبول سياسياً على الأقل عن طريق إلغاء المرسوم أو تأجيل الانتخابات، حينها سيعود مجلس 2009 للانعقاد لانقضاء المدة القانونية، وبإمكان ذلك المجلس تغيير النظام الانتخابي بطريقة دستورية سياسية لا غبار عليها. الزبدة؟ قبولي اليوم بتحكم الحكومة بشكل الانتخابات لمجرد أنها تضر خصومي، سيجعلني غدا أقف مكتوف الأيدي إن حاولت الحكومة ممارسة نفس التكتيك ضدي، ولن أتمكن من الاعتراض لأنني باختصار قبلتها من قبل، لذلك سأقاطع.

سامي النصف

المشاركة واجب وطني!

  في كثير من دساتير الدول الأخرى كحال الدستور المصري الجديد تتم معاقبة وتغريم من يمتنع عن التصويت يوم الانتخاب بقصد إرسال رسالة واضحة بأن المشاركة في الانتخابات واجب وطني، في الكويت لا يوجد مثل هذا النص وان كان يوجد في قانون الانتخاب مواد تعاقب من يقومون بالتجمهر او التظاهر للإخلال بحرية الناخب في الإدلاء بصوته، لذا نرجو من الشباب الكويتي ان ينتبه هذه المرة لمثل تلك العقوبات المنصوص عليها في التشريعات الكويتية والا يلقي بنفسه في المشاكل.

***

لا اعلم لماذا نحول كل شيء جميل إلى شيء قبيح؟! ومن ذلك ان نتباين على مبدأ «هل من الأفضل للكويت الانتخاب بالصوت الواحد ام الأربعة أصوات؟» وهو أمر عادي واختلاف في الرأي لا ضرر منه على الإطلاق حيث كان بإمكان الفريقين الأزرق والبرتقالي ان ينظما الندوات على الفضائيات والمنتديات لشرح وجهتي نظرهم وللناخب ان يقرر بعد ذلك اي من الخيارين أفضل دون الحاجة إلى المقاطعة والحشد والتجمهر.

***

ما نمارسه اليوم سيصبح عرفا ديموقراطيا يقتدى به في الغد، فهل ستتم مقاطعة الانتخابات والتجمهر في الشوارع والميادين كلما قرر تنظيم سياسي او أكثر مستقبلا ان مرسوما صدر او تشريعا أقر أو قانونا صدق عليه لم يعجبه وأين ستأخذنا تلك الممارسة الغريبة اذا ما التزمنا جميعا بها؟!

***

وقبل ذلك شاهدنا ممارسات سالبة لم نشهد مثلها في اي ديموقراطية أخرى في العالم مثل اللجوء الى الشارع إذا خسر طرف ما التصويت في البرلمان، واللجوء للشارع اذا لم يعجب طرفا ما حكم المحكمة الدستورية، واللجوء للشارع مرة ثالثة بحجة ان هناك من يريد تعديل الدستور! ومرة رابعة للمطالبة بتعديل الدستور ذاته لخلق الحكومة الشعبية والدائرة الواحدة وإطلاق حرية الأحزاب، وإذا كانت كل تلك الأمور تحدث في الشارع والميدان فما فائدة البرلمان اذن؟!

***

آخر محطة:

نرجو ان نرى حملات إعلامية تحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات القادمة كونها واجبا وطنيا وترجمة لإيماننا بالديموقراطية والدستور في عامه الخمسين.

احمد الصراف

322 مرة

«نصحت ونحن مختلفون
دارا ولكن كلنا في الهم شرق»
(أحمد شوقي)
***
قمت بعدّ المرات التي طالبت فيها الحكومة والسلطة، على مدى 20 عاما، إن من خلال مقالات أو مقابلات تلفزيونية أو صحفية، بالتحرك، وفعل شيء فيما يتعلق بالطريقة التي تقوم بها الجمعيات، المسماة بالخيرية، بجمع التبرعات ومراقبة مصادر أموالها وطرق صرفها واستثمارها، وما يستقطع منها «للقائمين» عليها، فوصلت للرقم 322، توقفت، بعد أن تعبت من العد(!!) 322 مرة، وغيرها مما كتبه غيري من الزملاء، أو ورد على لسانهم في خطب ومقابلات، مطالبين الحكومة بمراقبة أنشطة الجمعيات والمبرات، وطريقة جمعها واستثمارها للأموال، ومراقبة ما يقوم به بعضها من أنشطة لا تتفق والمسموح لها القيام به، واستمرارها، سنة بعد أخرى، بارتكاب كل أنواع المخالفات، من دون ان تجرؤ جهة على وقفها، أو على الأقل توقيع اية عقوبة عليها، او تنفيذ ولو %1 من تهديدات إغلاقها وسحب تراخيصها! يحدث ذلك بعد كل عيد ومناسبة دينية! ولكن لم تلتفت الحكومة يوما لأي من مطالباتنا التي ذهبت سدى! وجدير بالذكر أنني لم استثن في مقالاتي ما يجمع باسم الخمس! والآن وبعد أن وقع الفاس بالراس، وبدأ الدم بالجريان، وبعد أن عز الدواء وصعب العلاج، علمنا من القبس بأن الحكومة ستبدأ باتخاذ إجراءات جادة لما وصف بـ «تجفيف منابع القوى والتيارات الدينية في البلاد»! وأن هذا التحرك يستهدف أولاً ضبط عمليات جمع الأموال لجمعيات خيرية تتعاطى الشأن السياسي، وكذلك ضبط هيئات حكومية تستغل أموال التبرعات فيها، لدعم جهات معينة.
مؤسف أن يتأخر هذا التحرك، الذي نحن على يقين بأنه لن يسفر عن شيء في نهاية الأمر، هذا إن بدئ بالتحرك أصلا، ومؤسف أن تعلن الحكومة عن «نيتها» في أمر لا يحتاج لنية، ولا لسوف أو سنفعل أو سنقوم، بل يحتاج لتحرك سريع فقط، فما يصرف حاليا على تنظيم المسيرات وترتيب التظاهرات المضادة للسلطة، هي الأموال نفسها التي سمحت السلطة نفسها لتلك الجهات بجمعها وتخزينها واستثمارها!
إن الورم السرطاني المسمى بالإخوان، وبعض الجمعيات الخيرية لم يكبر خلال يوم وليلة، فهو، كأي سرطان آخر، أخد وقته ليكبر وينمو، قبل ان تكتشف خطورته، ويصبح مميتا، او شيئا من هذا القبيل، وكحال اي ورم سرطاني، يجب ألا يترك ليأخذ الوقت نفسه الذي استغرقه نموه، بل يتطلب الأمر القضاء عليه بالاستئصال الفوري، ولكن من الذي يمتلك مشرط الجراح، وعلى استعداد لاستخدامه، ووضع حد لتسلط خرب كل شيء تقريبا، وطال لأكثر من نصف قرن؟
***
ملاحظة: المشكلة أن الجهات الرسمية المعنية لا تقرأ ما يقوله المنشقون عن الإخوان، أو ما يكتب عن مخططاتهم للاستيلاء على السلطة في أكثر من بلد، وبالتالي يضطرنا الأمر إلى أن نكتب لهؤلاء ما يقوله أولئك، ولكن بما أنهم لا يقرأون أصلا، فلمن نكتب إذن؟

أحمد الصراف