سامي النصف

كويتنا التي تولد من جديد

– كويتنا التي تولد من جديد هي الكويت التي لا تجلس على قارعة الطريق تبكي ماضيها التليد، بل الكويت المتفائلة بمستقبلها المشرق الجديد.

– كويت القيادة السياسية التي لا يزعجها الصوت العالي ولا تؤثر فيها لغة التهديد والوعيد.

– كويت الدستور وسيادة القانون وتكافؤ الفرص ومكافأة المحسن ومعاقبة المسيء.

– كويت الامانة والكفاءة والنزاهة، كويت العدل والمساواة، كويت الأم الحانية على أبنائها جميعا.

– كويت القضاء العادل والفاعل الذي لا يعرقل ولا يؤجل القضايا، القضاء المؤمن بأن العدل البطيء ظلم ناجز، قضاء التفتيش القضائي الذي سلّم هذه الايام لمن لا مجاملة عنده في اخذ الحق ومحاسبة المقصر.

– كويت التعليم الراقي الشبيه بتعليم المدارس الاجنبية، تعليم الاجهزة الحديثة والمناهج المتقدمة وإجادة اللغات الحية.

– كويت النظام الصحي القائم على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب، لا النظام الصحي القائم على الخدمة الفندقية التي يجب ان تختص بها الفنادق.. والاخطاء الطبية!

– كويت الاجهزة الرقابية الفاعلة الداعمة للتغيير للافضل وعمليات التنمية، لا المعرقلة لها.

– كويت القضاء على البيروقراطية عبر الاستعانة بالانظمة الخليجية الرائدة التي اضحت هي الافضل في العالم اجمع.

– كويت القرار الكفء السريع في دهاليز الاجهزة الحكومية، كويت المحاسبة على العرقلة وابطاء الدورة المستندية التي تكلف الملايين بأكثر من المحاسبة على الخطأ الاجتهادي الذي يكلف «الملاليم».

– كويت الرجل المناسب في المكان المناسب، كويت دعم وتشجيع القطاع الخاص على القيام بدوره، لا عرقلته وشتمه.

– كويت المجالس التشريعية التي لا تفخر بالتأزيم ولا بحل الحكومات والمجالس ووفرة الاستجوابات، بل بالهدوء والانجاز المصاحب لذلك الهدوء.

***

آخر محطة: احتفلت الكويت بالعيد الخمسين لصدور الدستور بطريقتين:

الأولى موجبة عبر الألعاب النارية التي أذهلت الحضور وأدخلت الكويت موسوعة غينيس للأرقام القياسية وساد فيها السرور والحبور، وحضرها مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين المتفائلين بمستقبل الكويت.

والثانية: احتفل البعض الآخر بتلك المناسبة بطريقة معاكسة بها كثير من الحزن والغضب والتهديد والوعيد.. وشتان بين الاحتفالين!

 

احمد الصراف

عصر الملاجين

عندما كنت أرتاد الدواوين، كنت ألاحظ أن درجة الترحيب التي يلقاها رجل الدين عند دخوله تزيد كثيرا على ما يلقاه اي عالم حقيقي أو اديب أو استاذ كبير! فهذه الهالة وشبه القدسيّة التي تحيط برجل الدين في أعين الكثيرين، هي التي ربما دفعت أو جذبت ولا تزال البعض لامتهان هذه الوظيفة، اضافة الى أنها اصبحت، في البلاد الغنية بالنقد، الفقيرة بالفهم، أفضل وسيلة لتحقيق المكانة الاجتماعية والثراء، مقابل بذل الحد الأدنى من الجهد، مع كل ما تعنيه الوظيفة من ظهور اعلامي ومشاركة في لجان ووفود رسمية! ويمكن ملاحظة قوة هذه الظاهرة في الخليج وايران وحتى باكستان وأفغانستان وأندونيسيا، ويمتد أثرها ليشمل كل المجتمعات البوذية والهندوسية، مع الفارق أن رجل الدين في هذه المجتمعات لا يعمل في السياسة ولا حظ له بالرئاسة وغيرها!
أما عندنا، فقد نجح الكثيرون لأن يصبحوا نوابا، ومن أصحاب «كبتات أمهاتهم»، ووزراء ومستشارين، بعد ان كانوا أئمة مساجد أو مجرد «ملاجين»! وهذا طبعا لا يقتصر على جماعة ما، بل يشمل كل المجتمعات المتخلفة، ويعود ذلك في جانب منه لانتشار الأمية أو عدم الرغبة في البحث والقراءة، والدليل على ذلك بعض الدعوات لاقامة صلوات الاستسقاء، حيث نجد أن من دعا لها ربما اطلع على النشرة الجوية، وعرف موعد سقوط المطر، ومن صلى وراءه لم يكلف نفسه بشيء! وسبق أن تطرق الزميل فاخر سلطان في مقال له كيف أن اكثر من سجين من رجال الدين في سجون لبنان، يطلق عليهم تسمية «مولانا السجين». وقد أعلنت وزارة الاقتصاد الايرانية قبل فترة أن رئيس أكبر بنوك الدولة استقال من منصبه، ورئيسي بنكين آخرين ستتم اقالتهما، بسبب تورطهما في عملية احتيال بمليارات الدولارات! ويحدث ذلك في بلد تسيطر عليه القوى الدينية التي يفترض أنها أكثر استقامة من غيرها، على كل مناصبها!
ما نود الحديث عنه من خلال التركيز على أنباء قد لا تكون جديدة، هو أن تولي رجال دين لمناصب رسمية لا يعني بالتالي أن هذه المناصب ستكون محصنة من اي فساد، فهؤلاء بشر وقد يكونون اخوة وابناء او آباء لنا، ولا ضمانة بالتالي لعدم انحراف بعضهم، والحل لا يكون بغير تطبيق القانون، على «الجميع»! وفي رأينا لو نظرنا للعاملين في مجلس ادارة اللجنة الدائمة لاعادة النظر في القوانين واسلمتها، لرأينا ان هؤلاء يقومون منذ اكثر من 15 عاما بصرف ملايين الدنانير كرواتب ومكافآت، على انفسهم ولجنتهم دون القيام بشيء مجد أو حقيقي يمكن الاستفادة منه، علما ان غالبية أعضاء اللجنة من رجال الدين، ويمثلون مختلف المذاهب في الكويت!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalama nas.com