عادل عبدالله المطيري

المعارضة ليست «إخواناً» ولا قبائل!

المعارضة ليست قبلية: مخطئ من يصور الحراك السياسي الكويتي على أنه مجرد تحرك قبلي معارض، والدليل أن المطالب المرفوعة من المعارضة السياسية هي مطالب شعبية ودستورية وعامة وليست مطالب قبلية تخص القبائل وحدها.

من المؤكد أن غالبية المعارضين قادة وجمهور هم من القبليين، وهذا تماشيا مع حقيقة النسبة والتناسب، فهم أصلا غالبية السكان، وهذا لا ينفي أن المعارضة السياسية هي خليط سياسي واجتماعي وطائفي متنوع، جمعتهم مطالب وطنية مشروعة، اتفقتم معها او اختلفتم، لا يجوز تخوينهم أو مصادرة حقهم في التعبير.

المعارضة ليست «إخواناً»: من الممكن ان أتفهم استخدام الأنظمة العربية فزاعة الاخوان المسلمين لكي تخدع بها شعوبها، وتقمع التحركات الشعبية المطالبة بالديموقراطية لديها، أما في الكويت فاعتقد أنه من المضحك استخدام «بعبع الاخوان المسلمين» لتخويف الناس من الحراك السياسي، والأسباب عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر، أن الحكومة الكويتية سبق لها أن تحالفت مع الاخوان المسلمين وشكلت معهم أكثر من حكومة، كما أن العديد من الاخوان يعملون أصلا كمستشارين لدى دوائر القرار وقريبين منها.

في النهاية الاخوان المسلمون هم فريق سياسي كويتي بامتياز اتفقنا معه أو لم نتفق، لهم طموحهم السياسي المشروع، ويملكون رؤيتهم الخاصة في السياسة، كما أنهم يعملون كأي تجمع سياسي وفق الدستور والقانون.

كما أننا نعلم جيدا وكمراقبين سياسيين للساحة الكويتية، أن الاخوان المسلمين في الكويت بالرغم من أنهم يملكون الخبرة في التنظيم والإعداد والحشد للمسيرات والتجمعات، وهم المسؤولون عن الدعم اللوجستي للحراك السياسي الحالي، إلا أننا أيضا متأكدون من أن شعبيتهم اقل بكثير من إمكانياتهم المادية، فشباب الإرادة اغلبهم من المستقلين أو من مناصري التكتل الشعبي، وليسوا من أتباع الحركات الإسلامية عموما.

محمد الوشيحي

الرابعة والخامسة… عجينة تشكلت

لطالما صرخت بأعلى دهشتي: الوعي السياسي في المناطق الخارجية يتغذى على الحليب والقمح والعسل، لذا ينمو بسرعة الضوء، وها هو يبرز بوضوح في الفعاليات الأخيرة للحراك. والحديث عن هذا يطول، ويحتاج إلى منظرين من ذوي "دال نقطة".
ولأنني من عشاق البحث في أطراف الصورة، والزوايا المظلمة منها، فقد ركزت على تعليقات شبان الحراك من سكان تلك المناطق، ليقيني بعمق دلالاتها. وكنت أسمح، بكل سرور، لدموع الضحك أن تتصرف كما تشتهي، من باب تقرير المصير.
وبعد أن قررت اللجنة المنظمة للحراك، في المسيرة الأخيرة، أن تكون نقطة تجمع الدائرتين الثالثة والخامسة عند "برج أحمد" – للقراء من خارج الكويت، البرج يقع في العاصمة التي تبعد نسبياً عن الدائرة الخامسة – انطلقت التعليقات، وسأنقل بعض التعليقات التي تدل على أن هؤلاء الشبان لا يُخرجهم من مناطقهم إلا "الشديد القوي"، وهو ما كان…
يقول شاب من الخامسة بعد انتهاء المسيرة: "المسيرة حققت أهدافها وشاهدنا برج أحمد"! ويقول آخر متذمراً من بعد المسافة وجهله بالمكان: "أنا الآن على طريق الفحيحيل السريع، على يساري منطقة القرين، وين برج أحمد يا عيال… أبلشونا في أحمد"، ويعلق ثالث: "نقاط تجمع المسيرة تذكرني برحلات المدرسة، تطلعنا على معالم الكويت"، ويطلق رابع وخامس وسادس وعاشر تعليقات تكشف، رغم كوميديتها، الحماسة والتحفز والاستعداد للعطاء، ما لو استثمرته الحكومة لنهضت الكويت نهضة تتحدث عنها قوافل اليمن والشام.
الدوائر الخارجية عجينة تشكلت على هيئة وطن، وستكون لها، قريباً جداً، اليد الطولى في البناء… من يراهنني على ذلك؟

سامي النصف

دروس نيويوركية وكروية لمشاكل كويتية!

كنت بحكم عملي بالطيران أزور نيويورك عدة مرات شهريا وكانت تلك الولاية هي احدى الولايات الأخطر في أميركا بسبب اعتماد كبار رجال السياسة والأمن على نظرية مفادها ان علينا ألا نهتم بتطبيق القانون على صغار السرّاق ومهربي المخدرات والمتسكعين، فهؤلاء ليسوا هم القضية فمحاربة الإجرام ووقفه في رأيهم تكمن في محاربة رؤوس المافيا والجريمة القابعين في صقلية وموسكو وهونغ كونغ الخ.. وبقيت الجريمة قائمة ونيويورك الأكثر تجاوزا على القانون.

***

ذات مرة وصل لرئاسة الجهاز الأمني لتلك الولاية التي يقطنها 30 مليون أميركي (لا مليون كويتي) مبدع أتى بأفكار عكس وخالف فيها كل ما هو سائد ومتوارث، فقال إن الرؤوس الكبيرة والبعيدة قد لا نصل إليها أبدا ولكن علينا أن نطبق القانون بحزم وقوة على من لدينا مستخدمين مبدأ لا مغفرة حتى على الشركة الصغيرة «ZERO TOLERANCE» ولن تستطيع بعد ذلك تلك الرؤوس البعيدة أن تقوم بشيء من جرائمها على أرضنا لاختفاء الأدوات التي تساعدها وهو ما تم وتحولت نيويورك في خلال أقل من عام من الأكثر خطورة واختراقا إلى الأكثر أمنا، وانتعش اقتصادها بعد أن تحولت الى مركز للسياحة والتسوق والاستثمار يزوره الملايين.

***

حل مشاكل الكويت لا يكمن في لوم الآخرين كما ذكرنا في مقال السبت ممن قد لا نصل إليهم أبدا، الحل الوحيد هو في التطبيق الحازم للقانون على الجميع سواء من أفراد الأسرة الحاكمة أو من الشعب، من الموالاة أو من المعارضة، وعندها لن يجد أحد الأدوات التي يستخدمها لتخريب البلد وهذا فقط ما نحتاجه أي الاعتراف بقصورنا الذاتي وتطبيق القانون وسنرى بعد ذلك كيف ستبدأ العملية السياسية بالتحول من الممارسة الكريهة القائمة إلى ممارسة مثمرة قادمة.

***

ومن نيويورك الى إسبانيا ودروس من اللعبة الكروية الأفضل والأرقى والأمتع في العالم، فالمباراة مع الآخر لا تلعب إلا بخطة محكمة ترسم ولاعبين أكفاء يطبقونها ولا شيء يترك للمصادفة أو للحظة المباراة أو حدوث الكوارث، ميسي ورونالدو يوضعان كي ينتجا في المراكز المناسبة ولو وضعا كحراس مرمى – رغم انهما ضمن الفريق – لانهزم فريقهما منذ اللحظات الأولى بدستة أهداف، ليس مطلوبا من الفريق ان يصبح الجميع رونالدو وميسي بل يجب ان تتوزع الأدوار ضمن الخطة مع اعطاء الاثنين في النهاية فرصة احراز الأهداف وخطة طوارئ بديلة عند اصابتهما أو إحكام السيطرة عليهما.

***

آخر محطة: وضمن اللعبة الرياضية التي هي أشبه ما يكون باللعبة السياسية، اللاعبون والمدربون غير الأكفاء لا يستمرون مع الفريق ومن يتسبب في هزيمة فريقه 10/صفر في كل مباراة لا يتصور أحد أن يستمر ويفوز فريقه بالدوري والكأس.. إلا تاريخيا عندنا في الكويت!

 

حسن العيسى

أهلاً بالربيع الحكومي

أرض الكويت ليست ساحة خلفية لكم، تعبثون فيها كما تريدون بشرطتكم وحرسكم وجيشكم، وكل أدوات القمع التي سخرتموها من أجل استفرادكم بالقرار السياسي. أرض الكويت ليست مزرعة أو جاخوراً نقشت عليه عبارات توثيق صك الملكية بالتسجيل العقاري بأسمائكم المفخمة، كي تتعاملوا مع البشر المواطنين على أنهم "رعية" يرعون كالماشية في أرضكم تهبونهم أحياناً، وحسب المزاج، قليلاً من العلف متى شئتم، وتحرمونهم إذا تجاوزت "رعيتكم" خطوطكم الحمراء، وكأن لا حول لهم ولا قوة، هم لا يشاؤون، أنتم فقط من يشاء، هم لا يقررون أنتم فقط من يقرر، هم غير موجودين، أنتم وحدكم الموجودون، هم رعية ونكرات غوغائية عبثية، وأنتم الرعاة الحكماء، وأنتم وحدكم الولاة أهل العلم والفكر والحصافة، لكم دون غيركم، سلطة الوصاية المطلقة على القصر من ناقصي الأهلية الذين لا يعرفون مصلحتهم ولا مصلحة وطنهم.
شاهدت أمس الأول وقبله بفترة الوجه القبيح للاستبداد… قوات خاصة، حرس وطني، آليات عسكرية… وناقصنا سلاح طيران، قنابل صوتية ودخانية تنفجر وسط المتجمعين… ما هذا…؟! هل هو إعلان حرب ضد أبناء الكويت أم ماذا يكون…؟! الشباب يرددون: سلمية، سلمية… وآلات قمعكم تطلق القنابل الدخانية، وتلاحق المتجمعين من مكان إلى آخر بصفارات الرعب والتخويف…! ماذا تريدون أيها السادة يا أولياء النعم؟ ماذا تريدون من شباب اليوم؟! تريدونهم أن يلهجوا بذكر النعم التي أغرقتمونا بها، من رواتب مجزية، إلى دعم عمالة، ومعاشات، وكهرباء ومياه بأسعار رمزية وتوفير للسكن (إن وصلهم الدور)، وغير ذلك من قائمة دولة الرعاية وكرمها وصدقاتها الحاتمية… ماذا تريدون منهم…؟! ألا ينكروا جمائلكم وأفضالكم عليهم، تريدونهم أن يسبحوا ليلاً ونهاراً بشكركم… ثم ليس لهم، بعد ذلك، غير أن يناموا ويصحوا ويأكلوا ويشربوا، ثم يموتوا بعد أن وفرت الدولة لهم حفرة مستطيلة يدفنون فيها من غير ثمن… نيابة عن هؤلاء الذين خرجوا متظاهرين مسالمين، نقول لكم شكراً كثيراً و"ما قصرتوا"… وليتفضل الزميل والصديق عبداللطيف الدعيج ليستمتع هذه الأيام بطقس "الربيع الحكومي". فقد عادت الأمور إلى نصابها ولله الحمد.

احمد الصراف

سخافات

لقد سبق أن كتبت الكثير عن شطحات رجل دين سعودي وسخافاته، وقد لاقى بعض ما كتبته المنع من النشر، لسبب أو لآخر، والرفض من البعض! حدث ذلك بالرغم من أنني لم أتجنّ عليه في اي مقال بل نقلت أقواله وعلقت عليها وبينت خطل ما كان ولا يزال يورده في أحاديثه من وقائع واحداث، وكشفت أنه لاعب جيد على عواطف المستمعين له، وأنه متحدث يفتقد المصداقية في أغلب ما يقوله، ولا أنسى خطبته في غزة التي قال فيها ان اليهود بدأوا يكثرون مؤخرا من زراعة شجرة «الغرقد» لاعتقادهم بأن ساعة هجوم المسلمين عليهم وإفنائهم قد قربت، والاختفاء خلف هذه الشجرة هو الكفيل بإخفائهم عن «المهاجمين» المسلمين! كما اشتهر بسخريته المستمرة من لكنة البنغال والهنود العربية، لدفع مستمعيه الجهلة للضحك، وكأنهم في مسرحية فكاهية! وقد نالني الكثير من الهجوم والشتم بالذات من أولئك الذين سبق ان وصفوه بالعالم والاستاذ والدكتور الجامعي اللامع! ويبدو ان انتظاري لأن ينكشف الرجل ويبين معدنه الفالصو لم يطل كثيرا، فقد عاد هؤلاء أنفسهم لمشاركتي في التهجم عليه، بعد أن كتب في حسابه على التويتر تعليقا على المسيرة الأخيرة التي جرت في الكويت قائلا بالحرف:.. فالحراك الكويتي الحر الذي «أجمع» علماء الكويت على تأييده (وهذا كذب) واجتمع الرافضة (ويقصد الشيعة) على إنكاره، هو حراك سلمي جائز، واسلوب شرعي للمطالبة بالحق (!!) واقول لمن ينكر على الكويتيين الأحرار: من خرج بسلاحه على إمام شرعي فيجب حواره قبل قتاله، فكيف بمن يطالب سلميا ضد إمام غير جامع لشروط الولاية؟
والغريب أن من بين من دافع عنه في حينه، في رد غير مباشر على مقالاتي، تراجع اليوم عن سابق أقواله، وأصبح يقلل من مكانته ويقول إنه ليس بعالم بل داعية ومدرس شريعة فقط، وكأن من وصل لدرجة عالم، ولا أدري ما المقصود بالعلم هنا، يحق له أن يقول ما قاله هذا الرجل!
إن مشاكل الأمة الإسلامية، ولست بمبالغ هنا، بدأت بهؤلاء الدعاة، فهم الذين خربوا عقول الشباب وكانت تلك بداية الكارثة.

أحمد الصراف