علي محمود خاجه

صادق

 عندما هرب معظم نواب مجلس 2009 والحكومة من بعض الجلسات كي تسقط الحصانة عن فيصل المسلم رفض "صادق" هذا السلوك غير الديمقراطي رغم علمه بممارسات فيصل المسلم ضد الدستور والحريات، فأيده أنصار المسلم وهاجمه أنصار الحكومة ومن يبغضون المسلم وجماعته. عندما ضُرب الجويهل بديوان السعدون استهجن "صادق" هذا التصرف رغم قناعته بسوء الجويهل والعنصريين مثله، فأيّده أنصار الجويهل ومن يبغضون السعدون ورفاقه، وعارضه أنصار السعدون ومن يبغضون الجويهل وأنصاره. عندما ضرب الناس في ديوان الحربش على أيدي الداخلية وأهينت كرامة مواطن، وسحل أمام الكاميرات بكى "صادق" ألماً على ما حصل في الكويت، فشاركه الألم من يؤيد أسباب قيام ندوة الحربش، وتشفّى آخرون لكرههم من ضُرِبوا، وكان شعارهم "زين يسوون فيهم". عندما استجوب رئيس الوزراء السابق من قبل محمد هايف ووليد الطبطبائي على خلفية علم مطبوع بشكل خاطئ على علبة محارم ورقية رفض "صادق" أن يقف ضد رئيس الوزراء بهذا الاستجواب، رغم قناعته بسوء أداء الرئيس وحكومته، فخوّنه مؤيدو الاستجواب وشجّعه معارضوه. عندما عرقلت الحكومة قضية الإيداعات والتحقيق المشروع للنواب في تفاصيلها أيّد "صادق" استجواب رئيس الحكومة؛ لأنه تعمد عرقلة تبيان الحقائق للناس، فشتمه مؤيدو الحكومة وصفّق له معارضوها. عندما سُلبت حريات الناس على أيدي أغلبية نواب 2012 رفض "صادق" هذه السلوكيات البعيدة عن الدستور والدولة المدنية، فوصفه مؤيدو الأغلبية بأنه حاقد، واصطف معه من يبغضهم. عندما حكمت المحكمة بإبطال مجلس فبراير 2012، ولجأت الحكومة إلى المحكمة الدستورية لتحصين قانون الانتخاب احترم "صادق" حكم المحكمة وأقر بحق الحكومة في اللجوء إلى "الدستورية"، فتكرر تخوينه من جماعة الأغلبية، وأيده من لا يريد للأغلبية أن تستمر. عندما تدخلت الحكومة بمرسوم ضرورة لتغيير عدد أصوات الناخبين رغم تحصين المحكمة الدستورية لقانون الانتخابات، وفي تدخل واضح باختيار الناس لمن يمثلهم ويراقب الحكومة رفض "صادق" رفضا قاطعا هذا التحكم بإرادة الشعب، فوصفه كارهو الأغلبية بأنه ينفذ مخططات خارجية، وأيده أنصار الأغلبية. عندما حاول البعض أن يغير من الدولة المدنية إلى دولة سمع وطاعة و"فصّل وإحنا نلبس"، رفض "صادق" هذا المفهوم ليس تقليلا من شأن أحد، بل لأنه ببساطة لا يمت لا إلى الدستور ولا إلى القانون بأي صلة، فوصف "صادق" بالثوري الذي يريد زعزعة الكويت. "صادق" لم يتغير أبداً، وتحرك وفق قناعاته ومبادئه دون تلون، وميزانه ثابت لا تغيره أسماء، العلة ليست فيه بل المصيبة أن من يشبه "صادق" قلة في الكويت، فأغلبية الناس تكيف الرأي بناء على الفاعل وليس على الفعل، أما صادق فيرتقب الفعل ليحكم عليه، فيا ليتنا كلنا كـ"صادق". ضمن نطاق التغطية: أكثر ما يقال لـ"صادق" اليوم أنه يدعم الأغلبية لمجرد تشابه موقفه معهم، طيب… هل يصح لـ"صادق" اليوم أن يرد هذا الاتهام بالقول إن كل من يدعم مرسوم الضرورة الحكومي بأنه يدعم الجويهل؟

احمد الصراف

إخوان الزميل

لم يقم حسن البنا عام 1928 بتأسيس حركة الإخوان لتكون ناديا رياضيا ولا جمعية خيرية، بل أرادها حزبا سياسيا يهدف للوصول للسلطة، كأي حزب آخر! وقد يبدو الأمر مشروعا، ولكن عندما نعلم أن ما يرمون اليه هو تأسيس نظام خلافة دينية لا تختلف عن أي دكتاتورية أخرى، بل تزيد عليها باستعدادها لاستخدام العقيدة الدينية في التسلط على الآخرين والبقاء في السلطة إلى الأبد، يصبح الأمر مرعبا، لأن الخروج عليهم كبشر سيفسر وكأنه خروج على طاعة الله، هذا غير ما يكتنف الأمر من ضبابية ستسمح لهم مستقبلا باستخدامها للتشبث بالحكم إلى الأبد! وهذا ما سيفعله السلف، إن وصلوا للحكم، وهذا ما فعله الملالي في إيران، قبل ثلاثين عاما، ولا يزالون. وقد سبق أن حذر عبدالناصر من الإخوان، وحاول القضاء عليهم، وحذر السادات منهم، مع أنه أخرجهم من السجن ليغتالوه بعدها. كما حذر منهم بورقيبة وولي عهد السعودية الراحل نايف بن عبدالعزيز، وصدرت آخر صيحات التحذير من عبدالله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، بعد اكتشاف سلطات بلاده خلايا إخوانية تهدف لزعزعة استقرار دولته، وربما الاستيلاء على الحكم فيها! وقد جاءت ردة فعل الشيخ عبدالله القوية بعد شكوكه فيهم، اثر رفضهم الكشف عن مصادر أموالهم أو وضعها تحت الرقابة، عندما اجتمع بقياداتهم قبل فترة، بالرغم من قبولهم شروطه الأخرى. وقد قام أحد الزملاء بكتابة مقال في جريدة «الاتحاد»، وربما كان ذلك آخر مقال له فيها، بيّن فيه وجهة نظره في كيفية تصدي دول الخليج للدين السياسي بكل أشكاله، وكيفية تحصينها من خطر استغلال الدين لأهداف سياسية، وهنا اقترح الزميل تحرير واستعادة بيوت العبادة من الأحزاب السياسية، ومعرفة التبرعات المالية التي تجمعها التنظيمات السياسية الدينية جميعها من دون استثناء، بشقيها السني والشيعي! وقال إن معرفة المبالغ التي تجمعها هذه التنظيمات وأوجه صرفها ونسبة ما يخصص لـ«القائمين عليها» سيجفف الضرع الحلوب لتلك التنظيمات التي تجمع الأموال باسم «عمل الخير» وبشعارات دينية. وبهذا، كما يعتقد، لن تقوم لجماعات الدين السياسي قائمة! ما طرحه الزميل من حلول للجم حركة الإخوان، وتجفيف ضروع مواردها متفائل جدا! كما أنه لم يذكر ما العمل إن رفضت هذه الجهات الإفصاح عما لديها من أموال، دع عنك رفض الخضوع للرقابة؟ مع العلم بأن هذه الأحزاب الدينية جمعت المليارات طوال اربعين عاما، وقامت بتوظيفها في مشاريع مدرة عادت عليها، وعلى القائمين عليها، بأرباح مجزية، بالتالي فإن محاولة تجفيف الضرع، مع استحالته، سيكون له تأثير محدود! ما توقف الزميل عن ذكره هو مطالبة الحكومات الخليجية، وغيرها من الدول العربية، بضرورة حظر حركة الإخوان المسلمين ومصادرة اموالها، ومنع أنشطتها، بحكم القانون، وعدم تمكينها من الوصول للحكم في أي دولة، وان على الإخوان التحول لحزب سياسي ذي توجه مدني، مع كل ما يعنيه ذلك من رقابة حكومية على جميع مواردهم، وأن يعلنوا صراحة التخلي عن مبدأ الولاء والطاعة للمرشد، وبخلاف ذلك فإن تسونامي الإخوان قادم لا محالة فلديهم المال والتنظيم والفكر، ولدى معارضيهم الجهل وقلة الحيلة والسذاجة والنية الحسنة! وبين مكر هؤلاء وسذاجة اولئك ضاعت حقوقنا، او كادت!

أحمد الصراف