قراءة سريعة للاسماء التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات المقبلة تعطينا انطباعاً بانها ستكون انتخابات صورية، وان المجلس المقبل سيكون مجلساً وطنياً آخر! فالقبائل الكبيرة أعلنت رفضها للمشاركة في هذه الانتخابات، والقوى السياسية كذلك مع اختلاف توجهاتها، خصوصا بعد ان أعلن «المنبر» و«التحالف» السير على خطى التيارات الاسلامية والشعبية، وعدد من الرموز الوطنية ذات التاريخ السياسي المعروف أعلنت كذلك موقفا مشابها، والمزيد من هذه المواقف ستعلن في الأيام المقبلة، كل ذلك يعطي انطباعاً بان المجلس المقبل سيكون مجلساً من ثلاث فئات: الفئة الأولى هي الشيعة، حيث أيدوا المشاركة منذ اللحظة الأولى، والفئة الثانية هي مجموعة من المناوئين للخط السياسي للمعارضة ومن الذين يرتبطون بعلاقات مميزة ببعض الرموز في الدولة. أما الفئة الثالثة فهي اسماء غير معروفة أو ممن حاول مراراً الترشح ولم يوفق ويجدها الآن فرصة قد لا تتكرر، حيث ان المنافسين غائبون عن الساحة، لذلك أعتقد ان الانتخابات المقبلة ستكون باهتة وبلا روح وقد تصل المقاطعة فيها الى أكثر من %70 وبالمناسبة فاني أعلن مقاطعتي ترشيحاً وانتخاباً لهذه الانتخابات.
* * *
مع تقديرنا وحبنا وولائنا لسمو الأمير، حفظه الله، الا ان الخطاب السامي الذي ألقاه يوم الجمعة عليه بعض الامور التي تحتاج الى ايضاح.. وبشكل سريع فقط فالسنوات الثلاث العجاف التي توقفت فيها التنمية، كانت بسبب سياسات حكومات وسوء إدارة وليس بسبب آخر، كما ان حكم المحكمة الدستورية أكد سلامة النظام الانتخابي دستورياً ولم يؤكد سلامة مراسيم الضرورة لهذا النظام!
يا صاحب السمو، هذه الانتخابات ستفتح المجال لأصحاب النفوس الضعيفة لدفع الملايين لشراء الذمم، حيث النجاح سيكون بأرقام صغيرة، وبدلا من معالجة الانتخابات الفرعية ومحاربتها فقد تصبح الانتخابات الفرعية على الفخوذ وليس على القبيلة، بمعنى ان التشرذم سيصل الى مداه.
لك الحب ولك الولاء.. لكن علينا النصح والمصارحة، فحب الوطن فوق الجميع.. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
* * *
التحريض السافر على الحركة الدستورية الإسلامية من قبل خصومها ظاهرة بشعة تؤكد سلامة خط الحركة وسياستها! فالخصوم لم يجدوا ما يأخذونه على الحركة الا انها تؤجج الحراك السياسي وتقوده في الشارع.. والملاحظ لما يحدث اليوم يجد الحركة جزءاً من هذا الحراك ومشاركاً فيه، ولكن القيادة فيه جماعية ومن كل الأطراف المشاركة، مع ان هذه التهمة تشريف للحركة! لكن الأخطر ما بدأ به بعض الخصوم في اتهام الحركة بالانقضاض على الحكم، مستنداً الى الكلمات التي قيلت في ساحة الإرادة ودواوين النواب.
هؤلاء الخصوم عجزوا عن العيش بسلام ومحبة واخوة مع خصومهم، ولا يعرفون أسلوب الحوار وتقبل الرأي الآخر، فهم ان لم يكونوا في الصدارة فان خصومهم انقلابيون وخونة، ويرفضون أي شكل من أشكال الممارسة الديموقراطية ونتائجها، فالديموقراطية عندهم هي التي توصلهم ولا توصل غيرهم!.