ما حذرنا منه في بداية العام يحدث أمام أعيننا هذه الأيام، فبلدنا أمام مفترق طرق خطير لا يجوز إغفاله أو تجاهله أو حتى ادعاء الحيدة حوله، فبقاء الكويت يتطلب موقفا واعيا نتخذه جميعا ونلتزم به دفاعا عن أمننا واستقرارنا ومستقبل أولادنا، فالبديل هو الفوضى ونجاح مخططات «الكوتنة» التي سبقها النجاح في مخططات العرقنة واللبننة والصوملة واليمننة والسورنة وغيرها من مصطلحات عكست حالة شعوب آمنة ـ لسنا بالقطع أذكى وأكثر إدراكا منها ـ تحولت بسبب زعاماتها الوطنية والشعبية والأجندات والأموال الخارجية المصاحبة إلى ساحات حروب وكالة تباع فيها دماء الشعوب المغرر بها في أسواق النخاسة الدولية وقد وصلت كرة اللهب التي أحرقت أوطان الآخرين إلى قلب البلد، فهل نطفئها أم نسمح لها بحرق الكويت؟!
ان الافتراق اليوم هو بين من يراهن على عقل وحكمة الشعب الكويتي ووعي شبابه ووطنيتهم وثقتهم بقيادتهم السياسية المحنكة وبين من يحاول دغدغة المشاعر وإثارة الضغائن والأحقاد وإفشاء الفئوية والطائفية والقبلية وكل ما يخدم مصالحه وأطماعه الشخصية ويضر بالكويت وشعبها، متناسيا ان مسعاه سيصاب بالخذلان وان الشعب الكويتي قاطبة لن يرضى بأن يرهن مستقبله بيد حفنة من المغامرين والطامعين في السلطة والمال الحرام من دمى الخارج، لقد خاب مسعاهم أمس وسيخيّب الشعب الكويتي ظنهم اليوم.
إن رجلك وقدمك تحدد اليوم موقفك ومستقبل بلدك، فمن يرد مصلحة الكويت وبقاءها دار أمن وأمان كحال جيرانها الخليجيين فليلزم مكانه ويبتعد عن أماكن التجمهر والتآمر وخطب الانقلاب على الشرعية والدستور مدفوعة الأثمان وليذكّر البعض المتواجدين بما قالوه عن مظاهرات دوار اللؤلؤة في البحرين بالأمس القريب وما يفعلونه في ساحة الإرادة اليوم، فكيف يحللون هنا ما حرموه وجرموه هناك؟!
آخر محطة:
ما تمادى المتمادون وعلا صوت الشامتين والشاتمين إلا من التردد والضعف والتخاذل، والمطلوب اليوم وقفة عز تعيد للسلطة هيبتها والبدء في التدقيق في هويات المحتشدين كي نمنع تزييف إرادة الكويتيين ولن يعترض على هذا الإجراء إلا المدان برشوة الحشود وإلباسهم الدشاديش لزوم التصوير عن بعد، كما على الجهات المعنية أن تحيل للمحاكم كل من يتطاول على الكويتيين حكاما او محكومين فقد بلغ السيل الزبى.