مبارك الدويلة

يا صاحب السمو

قد نختلف مع الأغلبية البرلمانية في بعض المفردات التي وردت على لسان بعض المنتمين إليها في ديوان النملان، لكن لا يمكن أن نقبل ما يحاول بعض المرجفين بالمدينة بالإيحاء بأن هذا التصعيد في لغة الخطاب هو محاولة للانقلاب على الحكم أو للتحريض عليه!
نعم، نختلف على توجيه عبارات مباشرة إلى المقام السامي من باب «رب كلمة قالت لصاحبها دعني»، لكن لا يمكن أن نشكك بحسن نوايا هذه الأغلبية ومسعاها للإصلاح، حتى هذا التصعيد كان له تفسير، وهو أنهم أرادوا توصيل رسالة مفادها إن كانت هناك حلول في السابق لبعض مشكلاتنا بيد الحكومة، فاليوم المشكلة والحل بيد سمو الأمير وليس بيد غيره!
ومع هذا، كنت وما زلت أعتقد أن استخدام بعض المفردات ساهم في استغلال الخصوم وبعض المفسدين لها لبث سمومهم ونفخ نيرانهم في رماد فتنتهم، وكان أولى مراعاة مقام سمو الأمير وهذا ما أتمناه في القادم من الأيام.
الآن، نتوجه نحن إلى مقام سموه لنقول له بقلوب يملؤها الحب، والخوف على مستقبل هذا البلد..
يا صاحب السمو… وضح جلياً الآن أن أغلبية شعبك لا تريد مراسيم ضرورة لا ضرورة لها، صحيح أنك صاحب الحق الأوحد، لكن التعبير عن الأمنيات والمواقف كان واضحاً وجلياً في الأيام الماضية، حتى خصوم الأغلبية والحراك السياسي أمثال المنبر والتحالف والتيار التقدمي أعلنوا ذلك في بيانات واضحة وجلية، وقد شكلوا وفوداً لسموك لتسمعها منهم مباشرة!
ولعل البيانات التي بدأت تصدر من شيوخ بعض القبائل والمتوقع أن يصدر غيرها قريباً دليل على هذه الرغبة الشعبية، والأمل بعدم استخدام هذا الحق!
يا صاحب السمو…
لا نريد مجلساً مشوهاً يكون نسخة من المجلس الوطني الذي أصبح الانتماء إليه مسبة ونقصاً! لا نريد أن نشاهد مجلساً أفضل من فيه المتردية والنطيحة من المتسلقين والانبطاحيين أصحاب المصالح!
إننا – يا صاحب السمو – ندرك جيداً أن تغيير آلية التصويت بمرسوم ضرورة سيؤدي إلى مقاطعة شاملة للانتخابات من قبل قطاعات شعبية كبيرة لها تأثيرها، كما ندرك أن هناك من يوحي بأن المعارضة شر على البلد وليس لديها تأثير، ويستشهدون بحضور الندوات وتوجهات المقالات، ونحن نؤكد لسموك أن هؤلاء هم الذين سيكونون أول المنهزمين الفارين إن حدث للبلد أي مكروه لا قدر الله، بينما أثبتت الأيام أن المعارضة السياسية والقوى السياسية هي أكثر إخلاصاً للنظام والأسرة من غيرها!
يا صاحب السمو…
اعقلها وتوكل… اعقلها بقرار يحافظ على وحدة البلد، ويحترم دستوره، ويطفئ الفتنة، وليتولَّ تعديل القانون مجلس أمة يمثل الشعب الكويتي، يمثل أغلبيته، ويحترم أقليته، قال رسول الله (ص) «أنتم أعلم بأمور دنياكم»، حفظك الله وحفظ الكويت وشعبها.
***
أسأل الله العظيم أن يمنّ بالشفاء على الأخ العزيز والصديق الوفي محمد العفاسي وزير الشؤون الأسبق، وأن يرجعه إلى أهله وأحبابه ووطنه سالماً معافى، وكل مريض يا رب.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *