سامي النصف

نحن المسؤولون عن مشاكلنا

في عام 1948 ضاعت فلسطين بعد سلسلة أخطاء جسيمة قام بها الاخوة الفلسطينيون منها اختلافهم الشديد فيما بينهم وتضييعهم الفرص التي توافرت لحل إشكالهم، وتسليمهم راية قضيتهم للغوغائي الكبير أمين الحسيني، وبدلا من لوم الذات وتصحيح الأخطاء لضمان عدم تكرارها، خرجت مقولة «العرب لا نحن من ضيع فلسطين» مما منع الفلسطينيين من تصحيح المسار الخاطئ وأدى تكرار أخطائهم ونكباتهم منذ ذلك اليوم حتى.. يومنا هذا.

***

في لبنان اندلعت شرارة الحرب الأهلية المرعبة في أبريل 1975 وبدأت عمليات القتل على الهوية التي كان يقوم بها اللبنانيون ضد بعضهم البعض، وبدلا من لوم الذات والاعتراف بالخطأ لتصحيحه انتشرت مقولة ان ما حدث سببه هو حروب وكالة قام بها الآخرون أي ان الجميع ملائكة في لبنان والحق على الطليان كما قيل في المثل الشعبي وهو ما تسبب بالتبعية في استمرار الاشكالات حتى يومنا هذا، والحال ذاته فيما يحدث بالعراق واليمن والصومال وغيرها من دول استمر دمارها بسبب اللوم الدائم للآخر وإعفاء النفس.

***

في الكويت بدأنا للأسف نختط نفس المسار ومن ثم نتوقف عن لوم أنفسنا فيما يحدث لنا من أزمات ونبحث عن شماعة نلقي عليها بأخطائنا وقصورنا، وإشكالاتنا المتكررة وأزماتنا السياسية التي لا تنتهي بينما نحن ملائكة طاهرون وأئمة معصومون لا يأتينا الباطل من فوقنا أو تحتنا.. بداية علاج أخطائنا هو الاعتراف بقصورنا ودون ذلك ستتحول إشكالاتنا المؤقتة الى كوارث دائمة والذكاء أن تتعظ بما جرى لغيرك.. لا أن تكرر أخطاءهم.

***

آخر محطة: الدول التي يتم التدخل بشؤونها من قبل الدول الأخرى بحاجة ماسة إلى النظر للداخل لمعرفة أوجه القصور والثغرات التي يتم من خلالها التدخل.. وسدها!

 

احمد الصراف

حقيقة الإساءة

أعلنت مؤسسة «15 خرداد» الدينية الإيرانية في سبتمبر الماضي عن رفع قيمة جائزة قتل الكاتب البريطاني سلمان رشدي، من 2.8 مليون دولار الى 3.3 ملايين، بعد الفيلم الأخير، «براءة المسلمين»، المسيء للرسول. وسبق لهذه المؤسسة أن وضعت جائزة لقتل رشدي، الذي أصدر الخميني في 1989، فتوى بإهدار دمه، داعية جميع المسلمين الى قتله بسبب كتابه «آيات شيطانية». ونقل عن رئيس المؤسسة قوله: طالما لم تُنفذ فتوى الخميني بهدر دم رشدي، فإن الهجمات ضد الإسلام ستتواصل، ومن المناسب جداً تنفيذها. وقد أدت الفتوى في حينه لتواري رشدي عن الانظار منذ يومها، وقد تخللت فترة اختفائه سنوات قليلة هادئة وذلك عندما أعلنت حكومة الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي عام 1998 عن وقف تنفيذ الفتوى، لكن المرشد الحالي لإيران، علي خامنئي، جدد تأكيدها عام 2005!
وبالرغم من أن الفتوى دفعت المؤلف للعيش في سرية تامة إلا أنها جلبت له شهرة لم يكن يحلم بها إضافة لتوفير حماية مستمرة له، حتى من اللصوص والفضوليين، ووفرت له ثراء كبيرا، مع انتشار واسع لكتابه، الممنوع في كل الدول الإسلامية.
والآن وبعد الصور الكاريكاتورية المسيئة والفيلم الهولندي والأميركي، وقبلها عشرات الإساءات الأخرى لرموزنا، ماذا فعلنا؟ لا شيء غير التظاهر وحرق المؤسسات الأجنبية وإتلاف الأملاك العامة لفترة قصيرة في أكثر من عاصمة إسلامية وعربية، لكي نعود لنهج حياتنا السابق، وكأن شيئا لم يكن، فلا التنمية البيئية والاجتماعية تقدمت، ولا الاقتصادات الإسلامية شبه المنهارة تحسنت ولا الثقافات زادت ولا التعليم تقدم، بل لم نجن إلا المزايدات وتأجيج مشاعر وعواطف وكسبا انتخابيا وغيرة فجة وغير ناضجة، وكاذبة غالبا، على حساب العقيدة.
إن الدين الحق لا يطالب اتباعه بأن يدافعوا عنه باليد والسلاح، بل بأن يسعى المؤمنون به لتحسين مستوى معيشتهم ورفع مستواهم الخلقي والأدبي والتعليمي، فهكذا تتقدم الشعوب، وليس بالتظاهر والرفس واللكم.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com

مبارك الدويلة

العدو الوهمي

المتتبع لإجراءات الحكومة في مواجهة الحراك السياسي الشعبي للمعارضة يشعر بأن هناك خللا في مرجعية هذه الإجراءات، فلا يُعقل أن يكون سلوك الحكومة بهذا الغباء، وكأنها تخطط مع خصمها وليس ضده! ما حدث مع النواب الثلاثة: الصواغ والطاحوس والداهوم وطريقة إهانتهم أمام الناس، أجج المشاعر الشعبية ضد الحكومة! وما حدث يوم 10/21 أثناء المسيرة السلمية وضربها، دليل على أن الطرف الحكومي لا يريدها أن ترسو على بر! كان يفترض أن تكون المسألة بكل بساطة صراعا بين المعارضة والحكومة على قضية سياسية قانونية، لكنه صراع راق وسلمي تتحدث به كل المنظمات الدولية بالإشادة والمديح! لكن ما حدث أن هذه المنظمات أصدرت تقاريرها بالنقد والتجريح بسبب تصرف أجهزة الدولة مع الحدث.
اليوم لجأ الطرف الحكومي، وأقصد الحكومة وأجهزتها ووسائل الإعلام المتعاطفة معها والكتّاب وبعض المرشحين وخصوم الديموقراطية والمتضررين من كشف ملفات الفساد، كل هؤلاء أسميهم الطرف الحكومي، الذي لجأ إلى وسيلة جديدة للفت انتباه العامة من الناس عن حقيقة الصراع، وإشغالهم او نقل تفكيرهم الى ساحة أخرى هي ساحة تألب وتآمر الإخوان المسلمين على أنظمة الحكم في الخليج!
والمراقب للتصرف الحكومي يدرك أن هذه حلقة من سلسلة إخفاقات الحكومة في مواجهة الصراع! وأنهم يراهنون على نفسية المواطن البسيط وعقليته، ونسوا أو تناسوا أننا في الكويت، وأن المواطن البسيط يفقه في الأمور اكثر من بعض مستشاري الحكومة ومن لف لفهم! وأفضل ما قرأت للرد على هذه الترهات ما كتبه الزميل ناصر العبدلي في «الحقيقة»، أنقله بتصرف، علماً بأن الزميل العبدلي معروف بموقفه المتشدد من التيار الإسلامي:
«البحث عن عدو، حتى لو كان وهميا، حيلة تلوذ بها الأنظمة السياسية لخلق عدو وهمي، ويشترط أن يكون داخليا لتخويف المواطنين وإجبارهم على الالتفاف حول النظام، بصرف النظر عن تجاوزاته على المال العام.. الإمارات العربية تسعى لتخرس كل تلك الأصوات المطالبة بالإمارة الدستورية وفصل القضاء، وتبحث عن عدو داخلي فكان تنظيم الإخوان المسلمين هو المشروع الجديد، إذ لا توجد أحزاب شيوعية أو قومية في الإمارات حتى يمكن شيطنتها.. الكويت تعيش هي الأخرى مأزقا، لكنه مأزق مصطنع، وسيزول بمجرد زوال أسبابه!.. وهناك بعض الأطراف تحاول تحميل تنظيم الإخوان عبء مثل تلك المؤامرة، باعتباره عدوا وهميا يتطلب مواجهته بالالتفاف حول الحكومة، لكننا نعرف أكثر من غيرنا أن تنظيم الإخوان المسلمين، خاصة في الكويت، لا يمتلك مثل تلك المشاريع التي تتحدث عنها بعض الأنظمة الخليجية، مما يؤكد فشل البحث عن الأعداء الوهميين داخليا!» انتهى.
أنصح العقلاء الحكوميين إن أرادوا الخير للكويت وأهلها أن يغيروا من سياساتهم تجاه المعارضة، فيتركوا المسيرة يوم 11/4 تسير سلميا من دون مواجهة، حيث ستنتهي بذهاب كل الى بيته! وأن يفرجوا عن مسلم البراك بأسرع وقت، لأن استمرار احتجازه سيزيد من الحماس للمسيرة ومطالب المعارضة، وأن يتوقفوا عن تقديم كبش فداء للأزمة بتوريط الحركة الدستورية أو الإخوان المسلمين، كما يسمونهم في الكويت، في تهم كلنا يعرف تفاهتها!
أتمنى أن أشاهد معارضة راقية.. وتعاملاً حكومياً راقياً.. ليذهب من يشاء للتصويت.. وليقاطع من يشاء، ليترشح من يشاء وليمتنع من يشاء.. فالشعب الكويتي يعرف الطيب من الرديء.. ويعرف أنه ما يصح إلا الصحيح.

محمد الوشيحي

:على الريحة

ليست السلطة وحدها هي المعزولة عن الشعب، بل حتى الفنانون يعيشون على جزيرة بعيدة، خارج حدود الشعب وهمومه، إذا استثنينا منهم المؤلف بدر محارب والشاعر خالد البذال… أضف إليهم ذوي المناصب العليا والمتوسطة، الذين يرتدون، كلهم ويا للمصادفة، قميص السلطة. وأرجو أن تضع ما في يدك اليمنى على الطاولة التي أمامك وتحك جبهتك لتتذكر ما حدث مع النائب السابق فيصل اليحيى، قبل أن يصبح نائباً، عندما عارض السلطة، فمدّت السلطة يدها المباركة على راتبه الشهري، وكأنه هبة منها وكرم، وعبثت به كما يعبث الطفل بذقن والده وشنبه، وفي المقابل طبّقت قانون نيوتن على زميلته في الإدارة ذاتها، التي امتدحت السلطة وتغنت بمحاسنها، فأكرمتها السلطة، وأمرتها بأن تهز إليها بجذع النخلة…
علامَ يدل ذلك؟ وبماذا يشي؟ الإجابة: كلك نظر… ثم يأتي من يلحّن الديمقراطية الكويتية ويغنّيها، ويردد أكذب "كوبليه" مرّ على آذاننا: "الديمقراطية الكويتية هي الأفضل في الدول العربية"، إذا كانت الحال كذلك، فبماذا نَصِف ديمقراطية "مصر مبارك"، على سبيل المثال، ونحن نرى فناني مصر وكتابها وكبار مسؤوليها ينقسمون إلى فريقين، فريق مع وفريق ضد؟
عموماً، تريد أن تعرف من هي المعارضة، وممّ يتكون عمود خيمتها؟ سأعطيك إجابة مكفولة من المصنع: "المعارضة الكويتية في غالبها الأعم الأهم تتكون من الطبقة الوسطى، وفي رواية أخرى "البسطى"، مُطعَّمة بـ"شوية سكر" على الريحة، وهو ما يعوق مهمة شراء ودها، بالطرق الحلزونية العربية". وهي طبقة لا يصافحها الفنانون ولا كبار المسؤولين ولا غيرهم من "عشاق دفء السلطة" إلا من خلف قفازات القرف والاشمئزاز، وخلف الجدران المعتمة خشية إغضاب السلطة الديمقراطية، وطمعاً في عسلها الجبلي.

حسن العيسى

«الإخوان» فوبـيا

أصبحت حالة "الإخوان فوبيا" ظاهرة يجترها الكثيرون من جماعات السلطة بوعي ومن دون وعي في قراءتهم للأزمة السياسية بالدولة، فالإخوان المسلمون هم من يقفون وراء التظاهرات والتجمعات الأخيرة في ساحة الإرادة، وهم الذين استطاعوا اختراق القبائل التي كانت موالية للحكم في السابق، ثم أضحت في مقدمة صفوف المعارضين عبر انتقاء الأفراد الموالين للطرح الديني المتشدد وضمهم إلى مرشحي "الإخوان" أو دعمهم بصورة غير مباشرة، بل امتد سلطان "الإخوان" اليوم ليخترق القوى الليبرالية، أو ليضعوا بعض الليبراليين على الأقل في صفوف المعارضة للسلطة، كما ذهب الكاتب الزميل أحمد العيسى في مجلة المجلة في تقريره الإخباري لتلك المجلة.
لا جديد في اختراق قوى الإخوان المسلميـــــن لسلطــــــة القبيلـــــة؛ فالراحل د. خلدون النقيب أثار هذه المسألة منذ سنوات في مقالات بـ"القبس" وفي كتابه "المجتمع والدولة في الخليج" على ما أذكر.
الجديد الذي يحدث اليوم هو أن "الإخوان" وشباب القبائل في مجملهم أضحوا قميص عثمان لتعليق كل ما يحدث بالدولة من أزمات سياسية عليه، وانتشرت أدبيات "تويترية" عن مؤامرة "الإخوان" وتطلعهم إلى الاستفراد بالحكم، وهم (الإخوان) يمارسون بذلك الخبث السياسي في معارضتهم، فهم يدفعون الشباب من أبناء القبائل والليبراليين إلى المواجهة السياسية، بينما هم يقفون في الصفوف الخلفية، وكأن الأمر لا يعنيهم، بحيث لا يمكن وصف معارضتهم بغير كونها هادئة ومعتدلة في طرحها.
مثل هذا الرأي المناوئ للإخوان يجد له الكثير من المنصتين في الجانب "الحضري" من المجتمع الكويتي، وبالرغم من تحفظي عن تلك الكلمات المفرقة وليست المقررة للواقع الاجتماعي الكويتي، فإن "فوبيا الإخوان والقبليين" أضحت عقدة كبيرة عند "حضر" اليوم بسنتهم وشيعتهم، مثل هذا الرأي يسفه وجود المعارضة السياسية برمتها في الدولة، ولا يفرق بين معارضة مثل محمد هايف أو وليد الطبطبائي ونواب قدامى مثل د. أحمد الخطيب أو عبدالله النيباري، فالجميع عند أصحاب هذا الرأي صابون، وإذا كان النواب المتزمتون دينياً قدموا مشاريع قوانين تصادر حرية الرأي مثل إعدام المسيء لذات الرسول (بالرغم من أن تهمة الإساءة للرسول كانت حادثة فردية ناشزة لا يصح بناء التشريع عليها على نحو ما بصم أعضاء المجلس المبطل الأخير) وحاولوا إفراغ الدستور من روح المعاصرة حين تقدموا بطلب تعديل، أو إضافة إلى المادة ٧٩ من الدستور بحيث لا يجوز إقرار قانونٍ ما، ما لم يكن موافقاً للشريعة الإسلامية… فإن كل ذلك الطرح لا يمكن قبوله بصفة مطلقة لإدانة فكرة وجود المعارضة برمتها، كي لا يبقى على المسرح السياسي غير الرأي الواحد والسلطة الواحدة وهي سلطة الحكم.
إن التخويف بالفكر الطائفي عند بعض أفراد المعارضة، أو الترهيب من أن الإسلاميين والقبليين قادمون ما لم يتم قبرهم باعتبارهم تهديداً مباشراً لوجود الدولة، وليسوا مجرد معارضة مسالمة للسلطة الحاكمة فقط! لا يمكن قبوله، وتحت ستار الاحتماء بالسلطة كمدافع وحيد عن التقدميين يجب تناسي قضايا الفساد الإداري والمالي التي تتجرعها الدولة منذ سنين طويلة! وتحت غطاء حماية الحريات الشخصية (الفردية) علينا طي صفحة المطالبة بتنمية الممارسة الديمقراطية بالدولة بتشريع الأحزاب والتقدم نحو تحقيق حكومة برلمانية، وخلف عباءة الوحدة الوطنية ورفض الطائفية علينا أن ننسى قضايا الواسطة والمحسوبية والشللية، وتقريب البعض من الذين "حبتهم عيني ما ضامهم الدهر" دون أي اعتبار لقواعد العدالة وتكافؤ الفرص!
مثل ذلك الرأي لا يعني إلا أن التاريخ جامد لا يتحرك، أو فرض ثباته وموته قسراً، وهذا ليس صحيحاً؛ فالتاريخ يتقدم شئنا أم لا، وهو لا يتقدم بخط مستقيم دائماً، بل ينعرج وينحني أحياناً، لكنه في النهاية يتقدم إلى الأمام.

احمد الصراف

تبعات اليوم الأغبر

في يوم أغبر، لم يكن له داع ابدا، صوّت مجلس الامة الكويتي على حرمان أي إنسان، كائنا من كان، من الجنسية الكويتية إن لم يكن مسلما، وهو قرار عنصري ما كان يجب ان يصدر، خاصة وأن منح الجنسية أصلا أمر يخص السلطة التنفيذية، ولا علاقة للسلطات الاخرى به، وكان من الممكن بالتالي اصدار توصية للحكومة بهذا الخصوص لكي تعمل بها، من دون الحاجة لاصدار قانون يفضح ميلنا الشديد للتفرقة بين البشر! وفي هذا السياق قام صديق بإرسال نص اعلان نشر في صحيفة مصرية من قبل سفارتنا في القاهرة، بناء على طلب من وزارة الخارجية، نيابة عن احدى الوزارات، تطلب فيه الوزارة المعنية مهندسين في تخصصات متعددة، على ان يتوافر في المتقدم الشرطان التاليان:
أولا: ألا تقل خبرته عن عشرين عاما. ثانيا: وهنا الكارثة، ان يكون مسلماً (!).
طبعا سفارتنا في القاهرة غير ملامة على نشر الاعلان بصورته المسيئة والمؤلمة تلك، واللوم بكامله يقع على وزارة الخارجية، المعنية اكثر بعلاقاتنا بالشعوب الاخرى، وأيضا على الوزارة المعنية التي اصرت على حصر المتقدمين بمسلمين، رافضة بذلك مجرد وجود عشرة ملايين مسيحي في مصر، ان لم يكن اكثر من ذلك! وان كان علينا قبول ممارسة هذه الوزارة للتفرقة الدينية، فإن علينا حينها التوقف عن التشدق بالعرب والعروبة والاخوة والدول والشعوب الشقيقة، وان نحصر انفسنا في المسلمين فقط، وبالتالي يجب على وزارة الصحة مثلا رفض استقدام أي طبيب او ممرضة او ممرض من غير المسلمين، وان تقوم الاشغال برفض توظيف أي مهندس أو استشاري غير مسلم، وهكذا مع بقية الوزارات.
المؤلم والمؤسف في كل هذا ان الوزارة المعنية كان بامكانها نشر الإعلان، وتقليل الضرر كثيرا، بعدم النص على ديانة المتقدمين، وممارسة اشد انواع التفرقة ضدهم، بأن تقوم، بينها وبين نفسها الامارة بالسوء اصلا، بفرز الطلبات واستبعاد غير المسلمين منها، من دون ضجة ولا خلق نعرات طائفية وطعن الناس في ديانتهم، ولكن المسألة كما فهمت من صديق يعمل في تلك الوزارة المتخلفة، كان يقصد بها الاساءة عمدا إلى فئة محددة، فبئس عملهم.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com

د. أحمد الخطيب

اليقظة يا شباب!

انتفاضة الحرية والكرامة الشبابية يوم الأحد 21 أكتوبر فاجأت الكثيرين في ضخامتها وحسن تنظيمها وسلميتها، وأبهرت الجميع سواء داخل الكويت أو خارجها.

فقد أبرزت الوجه المشرف للكويت، ما جعلها تحتل مركزاً مميزاً في المحيط العربي والدولي، وتحظى بإعجاب عالمي ساعد في حمايتها من أطماع أعدائها المعروفين، الذين برزوا في أكثر من مناسبة. متابعة قراءة اليقظة يا شباب!

علي محمود خاجه

ليست هناك أبداً

   من غير المنطقي الجلوس مع النواب أو أصحاب الدواوين أو رجال الدين لحل مشكلة هم ليسوا طرفاً فيها، فالنواب لهم حسابات سياسية قد تتغير بتغير معطيات معينة كأن يحظى أحدهم بكرسي رئاسة المجلس أو آخر بعدد من الوزراء، وغيرها من أمور تحدث كثيراً في اللعبة السياسية ومع كثير من الساسة. أما أصحاب الدواوين خصوصاً التقليدية فلهم كل التقدير والاحترام وإن اختلفوا في الرؤى، فالمشكلة الحقيقية ليست نابعة منهم ولا يملكون أن يقدموا حلولاً لها لأنهم، كما ذكرت، ليسوا أصحاب المشكلة المباشرين. ورجال الدين كذلك مهمتهم تقتصر على الوعظ والإرشاد في أمور الدين كالعبادات، ولا مكان لهم في حراب الدولة المدنية التي يربط أواصرها القانون لا الدين، بل إن جزءاً كبيراً من تخلفنا هو اللجوء إلى الدين لحل الأمور في دولة مدنية، وقد يكون هذا العلاج ناجحاً في عصور سبقت إلا أنه لن يؤتي ثماره طبعاً اليوم في ظل هذا الانفتاح والاطلاع الواسعين على مجريات الأمور في الدول المتحضرة ذات الدساتير العلمانية كالدستور الكويتي الذي حرص واضعوه على ألا يتضمن تمييزاً بسبب الدين، وشدد على أن الناس سواسية بعيداً عن تقسيمات الدين، إلا في مواضع محدودة كالميراث. المشكلة لدى الشباب ومنطقياً الحلول لديهم، المسألة اليوم ليست مسألة مرسوم ضرورة حكومي لتغيير النظام الانتخابي، بل مسألة ظلم يشاهدونه يومياً، وواقع سيئ لا يعالج إلا بعبارات كـ"الحمدلله عالنعمة، والله لا يغير علينا، وعطوهم فرصة". لقد سلب كل شيء من الشباب اليوم، فلا علاج ولا تعليم ولا تطور وظيفيا ولا إسكان ولا رياضة ولا سياحة ولا موسيقى ولا ثقافة ولا علوم، كل المجالات متردية بإدارة حكومية وأحياناً بإرادة نيابية. مجلس الأمة هو النموذج الوحيد الماثل أمام الشباب، والذي يملكون تغييره كل 4 سنوات في الظروف الطبيعة، وكل سنة في السنوات الأخيرة، نعم تصل إليه وفق النظام الانتخابي الحالي معاول الهدم أكثر من البناء، لكن لدى الناخب سلطة التغيير إن أراد، وهو الأمر الأشد وضوحاً والمتنفس الأكثر اتساعاً للشباب اليوم. وأن يُسلب هذا الحق منهم بإرادة حكومية هي شريك أساسي غير متغير في قتل طموحاتهم بكل المجالات، فهو أمر لا يمكن أبداً القبول به، وهو ما سبب ردة الفعل العنيفة تجاهه. نعم قد يخطئ الشباب أحياناً في أساليب رفضهم، وهي نتيجة طبيعية لتردي تعليمهم وتوعيتهم من الأساس، والذي تعمدت الحكومة أن يكون سيئاً على مدى سنوات طوال، نعم قد يتطرف بعض الشباب في مطالبهم، وقد يردد آخرون مصطلحات وعبارات لا تمت لا لدستور ولا لقانون بصلة، وهي أمور تحتاج إلى تقويم لا إلى قمع أبداً. الجلوس مع الشباب ومحاورتهم ومنحهم سلطات أعلى من عبارات تردد بالمناسبات هي الحل قطعاً، وهي ما سيقود سفينتنا إلى بر الأمان والتنمية، فاستمعوا إليهم قبل تخوينهم والاستهانة بحراكهم والتشكيك في نواياهم، فهم مبعث الرجاء ومعقد الأمل. خارج نطاق التغطية: يحذر الكثيرون من بعبع "الإخوان"، ويتناسون أصلاً من جعله بعبعاً على مر الثلاثين عاماً الماضية، ومن سلمهم المساجد وأغلق الجمعيات إلا جمعيتهم، وقبل بإهانتهم لكل الكويت وسكت عن موقفهم في الغزو، وقلدهم كل المناصب القيادية لينتشروا ويحققوا أهدافهم، فمن جعل من "الإخوان" خطرا ليسوا الشباب أبداً.

سامي النصف

أكلة سمك على البحر!

جمعنا قبل مدة عشاء سمك على احد شواطئ بيروت وكان من الحضور مستشار سياسي بارز لاحد قيادات الدولة اللبنانية الرئيسيين وجمع من الاعلاميين اللبنانيين والعرب والخليجيين ممن تطغى عليهم صبغة اليسار والمعارضة العربية التقليدية كحال د.امين اسكندر والصديق زاهي وهبي.

****

ابتدأ احد الناصريين المصريين الحديث باظهار رغبته في أن تشهد السنوات الاربع المقبلة اخفاقا ذريعا للحكومة المصرية القائمة واعلن انهم يعملون جاهدين كتجمع سياسي لإفشال كل ما تقوم به الحكومة من اعمال، وقد أبديت اعتراضي على ذلك التوجه وذكرت انني رغم اختلافي التام مع التوجهات المصرية الرسمية الحالية الا انني لا اتمنى على الاطلاق فشل الادارة المصرية كونه يمثل بالنهاية فشلا للعزيزة مصر قد ينتج عنه ما لا تحمد عقباه، فبلدان المنطقة هذه الايام اقرب لمنازل الورق او بيوت الشواطئ المعرضة للهدم مع اول هبة هواء.

****

وقد بادرني المستشار السياسي اللبناني بالقول انكم في الكويت اول من انشأ ميليشيا في لبنان، موضحا انكم اول من دعم وسلح ابوعمار وقواته، وكانت اجابتي بأن الميليشيات في لبنان اقدم من تاريخ بداية الحرب الاهلية الاخيرة، ونعم لقد دعمنا القضية الفلسطينية بالمال والتعليم والنضال السياسي وفتح فرص العمل للفلسطينيين لدعم صمودهم الا اننا وللتاريخ لم نعطهم رصاصة واحدة، مضيفا: قد كنت اتفهم موقفك لو كنت انت من المنضوين تحت حزب الكتائب والقوى المسيحية اللبنانية التي خاضت الحرب ضدهم، اما وانت من يدافع عن مشروع المقاومة فأنت تعلم قبل غيرك ان ابوعمار واسلحته كانت تمثل الجزء الاكبر من المقاومة ومن الحركة الوطنية واليسارية آنذاك، لذا لا افهم انتقادنا فيما لو خذلنا القضية الفلسطينية وان ننتقد فيما لو ايدناها.

****

وامتد الحوار لبعض المعارضين البحرينيين وكان موقفي الطلب منهم خفض سقف مطالبهم كي يمكن بدء حوار مثمر وبناء مع الحكومة البحرينية، فالسياسة هي فن الممكن لا طلب المستحيل لصالح البحرين ومستقبل ابنائها وللنأي بها عما يدور في المنطقة من مخططات، فالتصلب يعني الحكم المسبق بفشل اي حوار وقد وعد البعض بنقل تلك الرؤى لقيادات المعارضة البحرينية الرئيسية.

****

آخر محطة: ختم سامي كليب مقدم برنامج «لعبة الامم» في قناة الميادين اللقاء بالقول انني شديد الذكاء شديد الثقافة وانني اعمل على الارجح لصالح C.i.A (اي الاتهامات المعلبة المعتادة) وقد طلبت من الآخرين ان يبدوا رأيهم في ذلك القول دون حرج وحمدت الله على ان احدا لم يوافقه على ذلك الاتهام وكان ردي ان عملاء المخابرات الاميركية لا يدافعون عن اميركا في العلن كما اقوم بذلك على الفضائيات كي لا ينفضحوا، لذا عليكم ان تبحثوا عن هؤلاء العملاء بين من يدعي العداء لاميركا فهذا هو الامر المعتاد عبر التاريخ.

سامي النصف

لماذا ستنام مصر مبكراً؟!

بدءا من شهر نوفمبر المقبل ستغلق المحلات والأسواق في مصر الساعة العاشرة ليلا بقصد توفير 20% من كمية الوقود المستهلكة لاستخدام الطاقة، وعليه أعتقد أننا سنبدأ في القريب العاجل برؤية سياحة مصرية مضادة، حيث سنستقبل في الكويت السائحين المصريين الراغبين في السهر ورؤية المطاعم والمحلات والأسواق المفتوحة 24 ساعة في اليوم طوال الأسبوع.

***

وأصدر الشيخ المعروف يوسف البدري فتوى بضرورة هدم وتدمير التماثيل والآثار في مصر خوفا من عبادتها، مرة أخرى سنشهد في بلدنا سياحة مصرية مضادة ـ إذا ما تم ذلك الأمر ـ لمشاهدة تماثيل وآثار جزيرة فيلكا الخالدة، في هذا السياق أرسل أحد الظرفاء الكويتيين يدعو شعبنا للسياحة والإقامة في فيلكا أحلى الجزر واللي دار ما دارها بحر، كما أتى في الأغنية الشهيرة «هل هناك جزيرة لا يحيط بها الماء؟» حيث لا اشكالات سياسية فيها ولا اضطرابات بل.. قليل من الجن!

***

وإلى الفتاوى الجادة وما ذكره د.نصر فريد مفتي مصر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية في لقاء مع جريدة الصباح المصرية من ان من يحج للمرة الثانية والثالثة.. الخ شريك في قتل من يموتون جوعا ومرضا، فالحج حسب قوله فرض مرة واحدة لمن استطاع اليه سبيلا ورسول الأمة حج مرة واحدة فقط ومن يحج مرة ثانية وهو يعلم بحاجة غيره لما سيدفعه في تلك الحجة من مال للحصول على الطعام والشراب والتداوي هو شريك في قتلهم إن تركهم يهلكون.

***

آخر محطة: ذكرت منظمة غلوبال سوفريغ المختصة في قضايا الائتمان في العالم ان الديون المصرية هي من أكثر ديون العالم احتمالا للتوقف عن السداد خلال الـ 5 أعوام المقبلة، وكشفت المنظمة ان اليونان هي الأولى عالميا في احتمالية التوقف عن السداد تليها قبرص والأرجنتين وباكستان وفنزويلا (بركات شافيز) وأوكرانيا والبرتغال وإسبانيا ثم لبنان في المرتبة التاسعة ومصر العاشرة.