سيطرة التيار الليبرالي على وزارة التربية في الكويت منذ إنشائها ذكرناها بالأدلة وبالأسماء في مقالات سابقة، وحتى عندما يأتي وزير محافظ أو ذو توجهات محافظة يتدخل هذا التيار في الشأن التربوي للمحافظة على استمرارية الروح الليبرالية في التوجهات التربوية.
الوزير الحالي.. وان كان بالوكالة.. الا انه وزير وسطي.. معتدل.. ومن أسرة محافظة ومتدينة.. ومع هذا بدأ في اصلاحاته بالوزارة بقوة.. وخطا خطوات اثنى عليها الجميع.. ولانها وزارة التربية.. فلم يسلم من النقد والعتب.. فهي وزارة مثل البلدية.. مقبرة للوزراء..! الا ان خطواته حتى اللحظة ثابتة مع انها اليوم «بالوكالة»!
التيار الليبرالي يضع يده على قلبه منذ ان جاء هذا الوزير إلى هذه الوزارة.. ليس لانه وزير محافظ.. فهو معروف عندهم انه وزير منفتح ويتعاطف مع الطرح الليبرالي.. لكن لانه وزير لا يوجه من الخارج! نعم.. حاولوا كثيراً التأثير فيه في مناصب شغرت أخيراً مثل وكيل وزارة التربية ووكيل وزارة التعليم العالي وبعض المناصب في التعليم التطبيقي.. وعندما عجزوا عن ثنيه وتليين رأسه لجأوا للوسيلة الأسهل لهم.. وهي الضغط عليه! فطرحوا اسماءهم الليبرالية لهذه المناصب.. حتى يطمئنوا الى استمرار سيطرتهم على التعليم في الكويت.. وبدأ الضغط على الوزير، لكن هيهات.. فالاسم الذي لا تنطبق عليه المعايير لا يدخل في قائمة المرشحين عند الوزير.
أنا أعلم ان الضغط كبير.. وسيكبر بكل الوسائل لتمرير هذه الاسماء.. فالسيطرة على التربية في الكويت أولوية عندهم.. ولن يقبلوا بالتغيير مهما كلف الأمر، ولو استدعى ذلك تغيير الوزير نفسه! مع ان سيطرتهم طوال العقود السابقة تسببت في فشل العملية التربوية والتعليمية، لكن المشكلة اننا آخر من يتعظ بتجاربه!
* * *
> الأغلبية البرلمانية.. أعلم انكم تناطحون جبلاً.. وان المسؤولية عليكم كبيرة.. وانكم في الميدان تقاتلون من أجل مستقبل أفضل للديموقراطية.. وممارسة أنجع، لكن هذا لا يمنع من ان تعيدوا النظر في الخطاب الإعلامي للشارع، هذا الخطاب ينطبق عليه المثل «محام فاشل لقضية ناجحة»، لذلك حان الوقت للتقليل من أساليب الاستفزاز والتحدي، فالخصم مكشوف ومعروف عند أهل الكويت مهما علا صوته وطال لسانه.. ومؤيدوكم يتمنون عليكم تهدئة الصوت، وليس تهدئة الموقف حتى يستمروا في دعمكم.