انفجر العالم الإسلامي من أدناه إلى أقصاه دفاعاً عن رسوله الكريم، وانتصاراً لدينه وعقيدته، ولوحظ أن أكثر الفئات غضباً وشيطاً هم الأقل التزاماً وتمسّكاً بتعاليم الدين! في الوقت الذي كانت فيه الأحزاب والتكتلات الإسلامية تعلن براءة الحكومة الأميركية والشعب الأميركي من هذه الجريمة النكراء.
ونستفيد من هذه الظاهرة أن الفطرة التي خلق الله المسلم عليها هي حب الدين والاعتزاز بالانتماء إليه، لكنها مشاعر كامنة تحتاج إلى ظروف استثنائية لتحريكها. وأذكر قصة رواها الإمام الشهيد حسن البنا في مذكراته، عندما قال: خرجت مع صديق نمشي في شوارع القاهرة، فمررنا بجانب رجل ثمل يحتسي زجاجة خمر بيده، فقال الصديق للإمام: أعانك الله على هذا الشعب يا شيخ حسن، كيف ترجو من وراء أمثال هؤلاء خيراً؟ وما هي إلا برهة حتى مر رجل آخر وتلاسن مع السكران وسبّ أمه وأباه، ولكن زادت حدة الجدال بينهما حتى سبّ الرجل دين السكران، هنا استشاط الأخير غضباً وكسر الزجاجة ولحق بالرجل وهو يصيح: تسبّ ديني يا…! كل هذا على مرأى ومسمع من الإمام وصاحبه، وهنا قال رحمه الله: الخير في أمة محمد مدفون، لكن يحتاج إلى من يحركه ويوجّهه بالخير وليس بالتشدد والتطرف.
هذه الفائدة أرسلها إلى منظري وكتّاب التيار الليبرالي.. الناس هنا فطرتهم طيبة ومحافظة، فلا تحاولوا أن تخالفوا هذه الفطرة، وتعزلوا مشاعر الدين عن الحياة العامة التي يعيشها كل يوم.
ومن الفوائد التي يجب أن ننتبه إليها في أحداث ردة الفعل الإسلامية على الحقد المدفون في قلوب بعض خصوم الدين، هي ضرورة وجود تيارات إسلامية راشدة وعاقلة، قادرة على توجيه العامة من الناس عند احتدام الصراع الفكري والعاطفي، ولديها أفق واسع لإدراك المصلحة العامة لهذه المجاميع، فكثرة تشويه التيارات الإسلامية بالحق والباطل من قبل خصومها، والحملة الإعلامية الشرسة ضد هذه التيارات المعتدلة، تضعفان ثقة جموع الناس بها، مما يقلل من أثرها في توجيه هذه الجموع. صحيح أن أعنف ردات الفعل حدثت في دول الربيع العربي، لكن هذه الدول تحركت فيها الشعوب بعاطفتها دون توجيه من الجماعات المنظمة.
كنا نتمنى أن نسمع إدانة لهذا الحدث البشع من منظمات حقوق الإنسان الدولية ومن رموز التيار الليبرالي في الخليج، لكن هذه الإدانات سمعناها من الجماعات الإسلامية ضد الاعتداء على السفارات في توازن ملحوظ مع إدانة حدث الإساءة، بينما ركزت المنظمات الدولية على إدانة الاعتداء على السفارات من دون تسليط الضوء على أسباب الحدث. أما زملاؤنا هنا، فعمك أصمخ!
***
• المربية صفاء الهاشم.. ما زلت بانتظار إثبات، ليس لي بل لقرائك ومؤيديك، أنني أخذت صفقة بقيمة 120 مليون د.ك من وزارة الدفاع. وإن عجزتي وتوهقتي، فيمكنك الاستعانة بمن لديه اتصالات عجيبة بالأقمار الصناعية وبوكالة الفضاء «ناسا» لتزويده بالأخبار «الحصرية»!