مبارك الدويلة

طوائف كويتية

.. وانتهت فعالية ساحة الإرادة.. ولم نر ما يعكر صفو الأمن.. ولم نشاهد تصرفاً غير مسؤول.. ولم نسمع كلاماً يثير فتنة طائفية أو قبلية.. وأقسى ما قيل على لسان بعض المتحدثين انهم يريدون – بعد مرحلة جابر المبارك – رئيس وزراء شعبياً وحكومة أغلبيتها من أعضاء البرلمان كما يقول الدستور ومذكرته التفسيرية!
أنا أعلم جيداً ان المجتمع الكويتي منقسم الى ثلاث طوائف في موقفه من هذه الظاهرة: الطائفة الأولى مؤيدة لهذا الحراك الشعبي، وترى فيه انه الوسيلة المناسبة للمحافظة على الثوابت الدستورية والمكتسبات الشعبية، وانه الرادع لمن توسوس له نفسه بالعبث بهذه المكاسب!
الطائفة الثانية ترى ان هذا الحراك يثير الفتنة، ويزيد من الانقسام في المجتمع، ويؤجج الطائفية والقبلية ويدعو الى الانقلاب على النظام العام وتغيير مواقع الحكم!
الطائفة الثالثة وهي أغلبية صامتة.. ما زالت ترى وتراقب.. تتأثر أحياناً بكثرة الزخم الإعلامي الموجه للطائفة الثانية، الذي يشوه صورة المعارضة.. وأحياناً أخرى تتعاطف مع هذه المعارضة عندما تسمع لها وتشاهد تحركاتها ومنطقها، لذلك هي التي ستقرر مصير هذا التحرك ان تحركت هي في الاتجاه الذي تريد.
إذاً المعركة اليوم معركة اقناع لهذه الأغلبية الصامتة، واعتقد ان المعارضة السياسية تملك أوراقاً مهمة بيدها ان عرفت تلعبها صح.. لكن الطائفة الأخرى تملك أوراقاً اخرى كلما أخطأت المعارضة التصرف، مثل بعض التصريحات الخارجة عن السياق العام والمثيرة ــ بشكل استثنائي ــ للنعرات!
أما الطائفة الثانية فمشكلتها ان الأبواق الناطقة لها هم من أصحاب السوابق السيئة في العمل السياسي، ومن الذين يرفضهم المجتمع بسبب أدائهم وسلوكهم خلال مسيرتهم السياسية، لكن «كثرة الدك يفك اللحام»!
مع الأسف ان البعض يرفض المعارضة واطروحاتها فقط لأن جماعته تخاذلوا وتراجعوا عن مبادئهم وصفوا مع الطرف الآخر! فما لم يكن اليسار والقوميون والمتخلفون سياسياً معهم، والا فان هذه المعارضة مرفوضة وان كانت مطالبها المحافظة على ثوابت الدستور ومبادئ العمل الديموقراطي.
عندما يصطف الإسلاميون والتيارات المحافظة مع الحكومة في قضية من القضايا، فهذا تصرف تخاذل وانبطاح وانهزامية، ولكن عندما يصطف التيار الليبرالي مع الحكومة في قضايا الدستور والمبادئ فهذا مقبول ومهضوم!
أعتقد ان ما يحدث اليوم على الساحة السياسية تعرية لكثير من الأقنعة ووسائل الخداع البصري والفكري.

***
• جمعان الحربش ووليد الطبطبائي.. في الوقت اللي تشاركان أبطال سوريا ملاحمهم.. يصرخ أقزام في الكويت من شدة الألم.

***
• المربية صفاء الهاشم.. ما زلت بانتظار كشفك لأوراق تثبت استلامي مناقصة بمائة وعشرين مليون دينار كويتي من وزارة الدفاع.. أرجوك لا تتأخري، فالكثير من محبيك بانتظار ذلك.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *