محمد الوشيحي

الموضة… معارضة المعارضة

الأيام دول، وموضات… والله يرحمك يا “شارلستون”. من هو شارلستون؟ علمي علمك، لكن اسمه كان يُطلق على البنطلونات الضيقة من الأعلى والواسعة من الأسفل، وكان هو الموضة أيام صبا سهير رمزي ونجلاء فتحي وسعاد حسني.
وكانت موضة الشباب في الكويت تلك الأيام “الآفرو”، ينفخ الواحد منهم شعره، ويركز المشط في وسط شعره، ويضع الغترة على كتفه، ويتمشى بغرور موسوليني وصلف ذكر الطاووس.
الأيام يا صاحبي دول، وموضات… راحت موضة القميص الرجالي الشفاف شفافية اقتصاد فنلندا، الذي كان يكشف شعر صدر الشاب، وتبعتها موضة القميص “المربعات” أو “الكاروهات” كما يسميه المصريون.
الأيام دول وموضات… راحت موضة الكاتب الصحافي الذي ينثر الأوراق والصحف أمامه على المكتب ويدخن السيجار، وموضة المسؤول الذي تستضيفه الصحيفة وتلتقط له صورة وهو يقرأ الصحيفة ذاتها، العدد القديم منها، لفرط غبائه وغباء أهله الكرام.
موضات كثيرة تلاشت وتطايرت كدخان السيجارة، أسقطها ربيع ثورات الأناقة… حتى في السياسة المحلية تلاشت موضات وسيطرت موضات أخرى، وكان النائب الحكومي يمشي بلا رقبة، وكانت عينه في صداقة حميمة وعشق مع الأرض، وكان يعرف “موقعه من الإعراب” ويُدرك أنه “مجرور بحرف الجر”، وهو لهذا قانع وبهذا راضٍ، ولن تجده يدعي “الضمة” ولا يزعم أنه “فاعل”… راحت هذه الموضة، وجاءت موضة النائب الحكومي البجح ذي الوجه البلاستيكي، الخالي من كريات الدم الحمراء.
على أن الموضة الأشهر هذه الأيام هي “معارضة المعارضة”، فأخونا الحكومي لم يجد من أفعال الحكومة ما يدافع به عنها، فلجأ إلى ضرب المعارضة، وكلّه يكسّب… انتشرت هذه الموضة كانتشار الوباء المعدي، فهذا يضرب المعارضة ليتقرب من السلطة والحكومة والمشاريع، وذاك يقصفها بالمنجنيق لدواعي الطائفية أو السفر، وذاك يدك حصون المعارضة ليكتب اسمه “ع الحور العتيق” كما تقول فيروز، وذاك يسوطها بسوطه المسموم وهو يدعي انتماءه إليها، ووو…، وقلة قليلة، لا تكاد تُرى بالتلسكوب المجرد، تهاجم المعارضة لتقويمها وتقويم اعوجاج أسنانها.
الأيام دول وموضات… والموضة المقبلة هي “زرع” أحد السياسيين في جسم المعارضة، ليتمكن من خلخلة برامجها وأولوياتها والعبث في جهازها التنفسي من الداخل… انتظروا التفتيحة الجديدة.

سامي النصف

ظاهرة.. موتى دون جثامين!

في تشريعات أغلب الدول المتقدمة لا يحكم بالموت على قاتل حتى يتم الوصول إلى جثة الضحية خوفا من ان يكون المجني عليه حيا يرزق، كما يتم في بعض الحالات ادعاء موت الشهود عبر عمليات قتل زائفة ثم يتم إعطاؤهم أوراقا ثبوتية جديدة وأحيانا يتم القيام بعمليات تجميلية لهم ويتم نقلهم على اثرها الى مناطق جديدة حيث لا يعلم حتى جيرانهم حقيقة شخوصهم.

في 340 صفحة يأتي كتاب «الذئب الرمادي، هروب أدولف هتلر» للباحثين سمبسون دانتستان وجيرار ويليامز والمليء بأقوال الشهود والوثائق السرية والتي يظهر او يدعي ان ما قيل انه جثة لهتلر، أثبت الحمض النووي انه جثة لامرأة شابة وان طيار هتلر أقر بأنه نقله من برلين الى الدنمارك ثم اسبانيا التي يحكمها حليفه الفاشي الجنرال فرانكو ومنها بالغواصة الى الأرجنتين التي كان يحكمها عميل نازي آخر هو خوان بيرون وزوجته الشهيرة ايفيتا وهو ما يطرح سؤالا منطقيا عمن أحضر هتلر ودعمه وأبقاه ثم أنقذه وأحياه؟!

بعد انتقال حقب الحروب من أوروبا الى منطقة الشرق الأوسط منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى يومنا هذا، تكررت ظاهرة «موتى دون جثامين» لدينا، فصدام حسين تم تصوير عملية إعدامه بكاميرا واحدة كأنها مربوطة بعنق قرد يتنطط بها بينما يفترض ان يعدم في النهار أمام الآلاف ومئات الكاميرات الثابتة، وهل يعقل ان جميع من يدعي وجوده إبان إعدام صدام لم يكونوا يحملون هواتف نقالة بها كاميرات وأين جثته؟ لماذا الربطة السوداء التي يمكن أن تحمي عنقه؟ ومن يقل ان الملثمين هم من جماعة الصدر لا من جماعته؟ وماذا عن جثث أزواج بناته التي لم يرها أحد؟ ولماذا لم تتزوج البنات؟ ولماذا لم يلتقط صور ما قيل انها جثث عدي وقصي إلا مصور واحد؟ أما حكاية تشوه الجثث والخيوط الظاهرة فيمكن رؤية أبشع منها في أفلام الرعب دون.. موت الممثلين، من يعقد صفقات لإنقاذ هتلر الذي تسبب في موت 50 مليون ضحية قادر على ان يعقد صفقات لإنقاذ الطغاة الصغار في المنطقة.

القضية الفلسطينية ابتليت كذلك بزعامات مدمرة أمثال عرفات وأبونضال وأبوالعباس وهؤلاء الثلاثة يدور لغط كبير حول موتهم وجثثهم فتابوت عرفات يقول احد مقربيه انه لم يكن يحمل جثمانه خوفا من ان تسرقه الجموع(!)، وأبونضال ومثله ابوالعباس تم ادعاء موتهما أو قتلهما في بغداد ـ عاصمة الغموض ـ دون ان يرى جثتيهما أحد، بل ان احدا لا يعلم ان كان الملثمون وغير الملثمين المحيطون بالقذافي والذين ادعوا قتله هم من الأعداء أم من الأصدقاء ثم اين جثمانه ومثله اين جثمان ابن لادن مادام النظام القضائي في الدول المتقدمة لا يعترف بموت أحد دون جثمان؟!

آخر محطة:

ظاهرة الموت دون جثامين ومثلها ظاهرة زعامات السجن الانفرادي التي لا يعلم احد ان كان السجين السياسي الذي يراد إعطاؤه صفة البطولة مقيما فيها أم يتمتع بالصحبة الطيبة مع أهله خارجها؟! هما من الخدع البصرية التي تفوت على الجموع التي يتمركز عقلها في.. أذنيها.. حيث تصدق ما تسمع ولا تتحقق مما ترى!

حسن العيسى

نهاية دور أحمد رمزي

مات النجم السينمائي أحمد رمزي، أحد كبار فتيان الشاشة العربية، من أنور وجدي إلى عماد حمدي ورشدي أباظة وكمال الشناوي وغيرهم، رحلوا من المكان وليس الزمان، وتركوا للناس أفلاماً تسحب ذكريات الخلق إلى زمن الأمس، وحفروا لمن هم في منتصف العمر، أو أكثر قليلاً، صور الجمال “بأيامنا الحلوة”، هي أيام الشباب في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. شباب الأمس ويسميهم الغربيون “بيبي بومرز”، وهم الذين ولدوا بعد الحرب الثانية، عاشوا (بصفة عامة) حياة جميلة، في بحبوحة اقتصادية كانت تنمو وتجري لبناء أوروبا بعد خراب الحرب، صاحبتها حركة فكر وفن تتوهج وترفض مسلمات القديم التي قادت إلى كارثة الحربين الكونيتين، وكانت حركة “بيتس” في الخمسينيات، ومن أشهر رموزها الشاعر الأميركي غينزبيرغ، بشذوذه الجنسي، وغزارة شعره مع ثقافة عميقة في البوذية، التي تصور الحياة على أنها شقاء دائم ونهر جارف لا يثبت على حال، ولا حل للإنسان الشقي بعبثية الوجود بغير “التأمل الوجداني” (meditation) حين تجلس القرفصاء مستقيم الظهر، وتخلي ذاتك من كل ما يجري حولك، لتغوص في أعماق نفسك البشرية لتصل إلى مرحلة “النرفانا”؛ أي البهجة السامية الخالية من الرغبات والطموحات المادية الزائلة… ثم كان تمرد “الهيبيز”، و”ثورة الشباب” أو الثورة الجنسية كما سماها البعض، وتجلت في الدول الأوروبية، وفي باريس تحديداً (موطن المثقفين الكبير) أطاحت في ما بعد ببطل الدولة الجنرال ديغول، وفي الولايات المتحدة تمثلت صورتها الفنية، بصخب حفلات “وود ستوك” في نيويورك، وصوت فنان البيتلز السابق جون لينون يصدح بأغنية مثل “تخيل” (imagine)، أما صورتها السياسية فقد تمثلت بمظاهرات عنيفة ضد حرب فيتنام في الخارج، وحركة رفض التمييز العنصري في الداخل الأميركي… في الكويت وصلت إلينا “ثورة الشباب” متأخرة زمنياً سنة كاملة، حين خرجت المظاهرات الطلابية من مبنى الجامعة في الخالدية باتجاه مجلس الأمة تطالب بحرية الاختلاط في الجامعة الوليدة، لم تخرج مظاهرات على ما أتذكر ترفض مجلس الأمة المزور!
انتهت تلك الأيام، مات “مكانها” وليس زمانها، ومات كبار كثيرون، ومن بقي منهم اليوم ينتظر لحظة فراق الدنيا، وهي دنيا كرب وسأم من عالم الشيخوخة، تضرب بمثلها أربع أو ألف مرة بشكلها الكويتي بسماجة البلد وسخف الحياة الثقافية والاجتماعية.
مات أحمد رمزي مرتاحاً بعد أن تهاوى وسقط في شقته، ولم يتجرع عذاب مرض الموت من سرطان أو أمراض كبد أو قلب، تجعلك تموت مئات المرات في أسرة المستشفيات والعلاج الكيماوي أو عمليات غسل الكلى أو نقل الأعضاء… منتظراً زيارة عزرائيل الأولى والأخيرة، فهذا يزورك مرة واحدة، مثلما تولد مرة واحدة، وبين اللحظتين الولادة والموت تحيا “المكان” الذي يتغير دائماً، أما الزمن فيظل مطلقاً بلا بداية ولا نهاية، وبينهما يبقى شريط سينما تدور بكرته بلا توقف في سجل الزمن، يعرض فيلماً بعنوان “الذكريات” ونجومه أنت وغيرك من الفانين، وتدور بكرة الشريط 24 ساعة باليوم، في دار سينما الوجود، سينما لا تخضع لرقابة وزارة الإعلام، ولا لحرس عاداتنا وتقاليدنا. وفي “النهاية”، آسف، لا توجد نهاية للشريط، بل هي نهاية دورك فقط بالفيلم، سواء كنت “كومبارساً” ثانوياً أو نجماً عظيماً.

احمد الصراف

أبو جاسم ورامشندرا

تقول فاطمة انها التقت في مقهى يتبع فندقاً نيويوركياً صغيراً بشخص عرف نفسه بأنه «رامشندرا»، وهو صاحب المقهى والفندق، وقال انه من الهند، وأنه لاحظ من لهجتهم أنهم من الكويت، وكان يتمنى منذ فترة اللقاء بأحد من مدينة عاش فيها وأحبها، ليظهر امتنانه وتقديره للسنوات التي قضاها فيها. وهنا طلبت منه فاطمة أن يشاركهم الجلسة ويخبرهم بقصته، فقال انه ذهب الى الكويت في منتصف الثمانينات ليعمل في شركة تنظيف كويتية أوروبية، وكان المشرف على العمال فيها كويتياً يدعى «أبوجاسم» وكان رجلا حازما وأمينا وصاحب ضمير في عمله، ولم يكن يترك موقع عمل من دون ان يتأكد بنفسه من أن المهمة تم أداؤها بصورة مثالية، وعندما كان لا يرضى كان يجبرهم على إعادة تنظيف المكان لمرات عدة قبل أن يوافق عليه. وقد علمهم الكثير، وبيّن لهم دقائق جمع القمامة وتنظيف الأرضيات والأسطح، وتدربوا على أن يتقنوا كل عمل يؤدونه، وانه شخصيا استفاد منه كثيرا، وقال رمشندرا ان اخلاصه في عمله شجع شركة التنظيف التي يعمل بها، وبتوصية من «أبو جاسم» لأن ترسله، وبعض زملائه، لدورة تدريبية في الخارج لبضعة أسابيع، وهناك تعلم فنون التنظيف الدقيق والسريع، وأنواع مواد التنظيف وغرض كل منها، وبالذات الكيماوية، والكميات المناسبة لكل غرض وأماكن استخدامها وشروط التنظيف وطرقه، وكيفية تحضير قوائم التدقيق واستخدامها Check list، وغير ذلك الكثير، وقال انه لم يكن يعتقد أن هناك كل هذا الكم الذي لم يكن يعرف عنه شيئا، ومن هنا بدأ احترامه لعمله، وأصبح يتقنه، وتوقف عن الشعور بانه يؤدي مهنة متواضعة، وبعد فترة أصبح مشرفا على عدد من العمال وكان يمكن ان يصبح مشرفا عاما، ويحل محل أبو جاسم، لولا أن وقع الغزو، فاضطر لترك الكويت التي احبها، والعودة لوطنه، وهناك وجد طريقة وصل فيها لنيويورك، ومن واقع سابق خبرته في التنظيف وما كونه من مال، حصل على عقد تنظيف صغير، وتطور مع الوقت واصبحت عقوده اكبر، وكون ثروة مكنته من شراء فندقه والمقهى الملحق به. وقال انه سيحاول يوما زيارة الكويت، وشكر أهلها، وابو جاسم بالذات، على معروفه وحسن تعامله واخلاصه، وما تعلمه منه من تفان وصبر! وهنا قالت له فاطمة ان «ابو جاسم» قد توفي! فقفز رامشندرا من مكانه كالملدوغ وسألها فزعا: هل تعرفينه؟ فقالت له: ليس حقيقة، ولكن ابو جاسم الذي كنت تعرفه قبل أكثر من عشرين عاما قد توفي، واخذ معه الاخلاص في العمل والوفاء والدقة والأمانة، بعد أن خربت «الإدارة» من تبقى بالزيادات والعلاوات، ونفخت في كوادره، وأن الإخلاص في العمل أصبح عملة نادرة.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

المطلوب الآن قرار حكيم

سيظل مجلس 2012 افضل مجلس في الحياة البرلمانية!! وسيظل المجلس الوحيد الذي استطاع أن ينظم الكتل البرلمانية فيه لتشكيل أغلبية فاعلة! بل ويعتبر أكثر المجالس إنجازا خلال فترة قياسية وجيزة!!
وبالمقابل، سيظل مجلس 2009 أسوأ مجلس مر على الحياة البرلمانية! وأول مجلس يحال أكثر من ربع نوابه للنيابة بتهمة الرشوة، وتقوم النيابة بعد التحقيق معهم بالإفراج عنهم بكفالة خمسة آلاف دينار!! بل وتقوم بعد ذلك بإحالة الملف إلى المحكمة!
وكلنا تابع باهتمام وقلق الأزمة الدستورية التي أدخلنا في نفقها بعض المطبلين للحكومة والمرجفين في المدينة خوفا من عودة مجلس 2012 إلى الواجهة وما آلت اليه الأمور من حكم تاريخي للمحكمة الدستورية تحصن بسببه قانون الدوائر الخمس وأعطى شرعية للأصوات الأربعة، هدأت بعدها الأمور وتنفس الناس الصعداء بحثا عن الاستقرار والتفرغ للتنمية والعمل الجاد بعد تعطل قسري لم يكن له داعٍ.
اليوم نتوقع من السلطة أن تبادر لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي ووضع العربة على السكة وذلك بحل برلمان 2009 والدعوة لانتخابات جديدة وفقا للنظام السابق، ها هم بدأوا من جديد ببث الفتنة نفسها والسوء وتشغيل أقلامهم وازلامهم وصحفهم للايحاء بانه بوسعهم اللعب من جديد ببعض هذه الأوراق!
لذلك اعتقد انه قد حان الوقت لإنهاء هذا الجدل وقطع الطريق على أهل الفتنة الذين لا يتركون شاردة ولا واردة إلا وأرجفوا من خلالها!! نتوقع صدور القرار الحكيم في اقرب فرصة ويا ليت اليوم قبل غد!! صحيح أننا غير راضين عن بعض الممارسات والتجارب التي شابت بعض المجالس السابقة، وأيضاً صحيح أن بعض القوانين والنظم تحتاج إلى إعادة نظر ومراجعة لكن كل ذلك ممكن أن يتم من خلال توافق السلطتين مجتمعتين وليس من خلال تفرد سلطة عن أخرى.
نظرة سريعة لأسماء من كانوا ولا يزالون يطبلون للحكومة بالخير والشر، تدرك حتما أن هذا الفريق على الباطل!! وأنا اجزم جيدا أن الحكومة «ابتلشت» بهم وتريد الخلاص من الارتباط بالكثير منهم لأنهم تسببوا في تشويه موقفها.
• • •

• انتهى بفضل الله مؤتمر رابطة عبس العالمية الثاني كما خطط له وكما تمنينا، ونعتقد بانه حقق الهدف الذي عقد من اجله وتم تأصيل وتوجيه مفهوم العصبية القبلية من خلال الكلمات والمحاضرات والامسية الشعرية بما يخدم مفهوم أن الولاء للوطن قبل الولاء للقبيلة، فشكرا لكل من شارك أو ساهم أو اكتفى بالدعاء لنا من دون تحديد، والحمد لله رب العالمين.

سعيد محمد سعيد

أذناب «إيران» (2)

 

اختتمت المقال السابق بكلام للمفكر البحريني علي محمد فخرو، وأعيد نصه هنا للانطلاق إلى محاور أخرى في إلقاء الضوء على التهمة «العبيطة»:

«أذناب إيران»، وهي قول فخرو: «الاخوة الإيرانيون يلتزمون بوطنيتهم الإيرانية، والاخوة العرب يلتزمون بعروبتهم ووطنيتهم المحلية، ونحن سنة وشيعة نرفض أن ننجر في معركة هي أفضل ما تريده الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في مشروعهما الاستعماري الجديد. إن مصر التي قادت النضال في الأمة العربية والأمة الإسلامية من أجل تحريرهما ونهضتهما لا يمكن أبداً أن تضع نفسها في خندق الآخرين، ومن هنا الرجاء التام أن يكون التصريح فهم بخطأ لا ترضاه مصر لنفسها». (انتهى الاقتباس).

والسؤال: هل يمكن تتبع منشأ هذه التهمة؟ وفي أي ظروف ولدت؟ هل هي من نتائج الثورة الإيرانية أم قبلها؟ إن معرفة منشأ التهمة أمرٌ في غاية الأهمية، ذلك أن انتشارها بالشكل الذي نراه اليوم، لا يمكن أن يكون محصلة طبيعية – فقط – لعنوان «تصدير الثورة الإيرانية». ولست مراوغاً هنا في القول أن كل جماعة، أياًً كان انتماؤها المذهبي والسياسي، تتصل فكرياً وسياسياً وثقافياً بمشروع ثورة في أي مكان في العالم ويثبت عليها ذلك فهي من توابع تلك الثورة، أذناباً أم أنصاراً أم خلايا نائمة، لكن أن تلصق بها التهم هكذا جزافاً فهذا من باب «الاستحمار» دون شك.

نعود للسؤال: هل يمكن تتبع منشأ تهمة «أذناب إيران» المفروضة على المسلمين الشيعة في عالم اليوم؟ هنا، يجدر بنا أن نشير إلى سلسلة أبحاث طرحها الكاتب العراقي عبدالخالق حسين تحت عنوان «الطائفية السياسية ومشكلة الحكم في العراق»، تناول فيها جانباً تاريخياً مهماً إبان احتلال العراق من قبل الجيش البريطاني في الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وفيه شكل واضح من أشكال نشأة التهمة، فقد قاوم أبناء العشائر الشيعية، وبفتاوى علماء الدين، الإنجليز في حرب الجهاد، ومن ثم ثورة العشرين، الأمر الذي دفع الإنجليز ومن ناصرهم من العراقيين الذين حكموا العراق، إلى معاداة الشيعة وحرمانهم من المشاركة في السلطة.

ويستطرد الكاتب بالقول: «ولذلك عندما أصدرت الحكومة العراقية (والتي ترأسها آنذاك أناس ممن خدموا في الدولة العثمانية)، قانون الجنسية العراقية في العام 1924، قسمت العراقيين آنذاك إلى قسمين: تبعية عثمانية وتبعية إيرانية، واعتبرت التبعية العثمانية مواطنين من الدرجة الأولى، والتبعية الإيرانية مواطنين من الدرجة الثانية، وهم الشيعة وبالأخص من سكان الجنوب والوسط الذين كانوا يعانون الأمرين في الحصول على الجنسية والوظائف في مؤسسات الدولة، وليأتي بعد نحو خمسين سنة نظام فاشي يستغل هذا القانون المفرّق فيتخذه ذريعةً للتعبير عن حقده الطائفي، فيهجِّر مئات الألوف من الشيعة من العرب والأكراد الفيلية بحجة التبعية الإيرانية، ويلقيهم على الحدود الإيرانية الملغومة أثناء الحرب بعد مصادرة أملاكهم المنقولة وغير المنقولة، وحتى وثائقهم الرسمية من شهادات دراسية وغيرها التي تثبت عراقيتهم، ويحجز عشرات الألوف من شبابهم، وخاصة الكرد الفيلية، ليعدمهم فيما بعد بالجملة ويدفنهم في مقابر جماعية، بينما لم يتم تهجير مواطن واحد من أصل تركي أو هندي أو أفغاني أو باكستاني، مما يدل على أن سبب التهجير كان طائفياً دون أي شك، الغرض منه تغيير ديموغرافية العراق، حيث رافق تلك الحملة استيراد نحو أربعة ملايين من البلاد العربية».

وما جرى بعد ثورة 14 تموز/يوليو 1958 من حملات هستيرية، ومؤامرات ضد الشعب العراقي وحكومته الوطنية، تكررت الحملة ذاتها بعد سقوط حكم البعث الفاشي في العراق في العام 2003، حيث تصاعدت تهمة الشعوبية والحملة الطائفية ضد الشيعة، وجن جنون الطائفيين العرب ووسائل إعلامهم، بمن فيهم زعماء دول عربية كبرى، حيث راحوا يثيرون مخاوف العرب من بعبع «الهلال الشيعي»، و»الدولة الشيعية»، و»الهيمنة الإيرانية على العراق»! بينما الذي يجري في العراق هو السعي الحثيث لبناء نظام ديمقراطي حقيقي، على أساس دولة المواطنة، يتمتع فيها جميع أبناء الشعب بالمساواة في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص، دون أي تمييز عرقي أو ديني أو مذهبي.

كما وتصاعدت حملة الطعن بعراقية ووطنية السياسيين الشيعة وحدهم، واعتبر كل سياسي شيعي هو طائفي ما لم يساهم في اتهام الشيعة بالطائفية، ولم يتركوا سياسياً شيعياً إلا ونسبوا له لقباً إيرانياً، وطعنوا حتى في شهاداتهم الأكاديمية.

في كتابه «أبحاث مختارة في القومية العربية»، وتحديداً في جزئه الأول صفحة 95، كتب ساطع الحصري «إن كل شعب يتكلم العربية هو شعب عربي، ومن ينتسب إلى شعب من هذه الشعوب العربية، هو عربي…الخ»، ولكن المشكلة عند الحصري أنه عندما تعود المسألة للشيعة العرب في العراق، فيصفهم بالعجمة ويعاملهم كعجمٍ معادين للعرب وليسوا من بلاد الرافدين!» (الفصل السادس من هذا الكتاب).

ختاماً.. فإن الإطالة في استحضار المزيد من القراءات والآراء والأبحاث في منشأ التهمة السخيفة لربما يأخذ صفة التشعيب والتعقيد الذي لا طائل من ورائه طالما أن هناك عقولاً قبلت التهمة بوصفها «ثابتة بالمطلق»!

لا بأس.. فحين يتم ضبط خلايا شيعية هنا، أو مجموعة شيعية هناك في أي قطر، بالأدلة الدامغة على تآمرها مع إيران، فلهم أن يسموهم بما شاءوا من تسميات «أذناب إيران، فئران إيران، روافض إيران»، أما أن تلتصق تلك التهمة بتمامها وكمالها على كل مسلم شيعي في أي مكان في العالم، فذلك من قبيل «قمة الاستحمار السياسي الطائفي»، وذلك أيضاً أفضل ما تريده الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» في مشروعهما الاستعماري الجديد، وهو درسٌ قدّمه المفكر البحريني علي محمد فخرو لكل عقل يرفض «الاستحمار».

د. أحمد الخطيب

المطلوب الحذر والحيطة

• أعداء النظام الديمقراطي لن يوقفوا تآمرهم على دستور 62.
• المطلوب اغتنام الفرصة التاريخية التي أتاحتها لنا المحكمة الدستورية، وحشد كل الطاقات لإحباط كل ما هو قادم من مصائب تحل بتجربتنا الديمقراطية برمتها، ويتم شفط كل خيراتنا، نفطية واستثمارية وغيرهما، ومن ثم إفلاسنا.
• بوادر تسلط الحرامية على مقدراتنا المالية في كثير من المواقع قد بدأت، خصوصاً في القطاع النفطي وبكل وقاحة.
• الوقفة الجادة لتضامن كل الخيرين في البلد أكثر من ضرورية لحماية مستقبل الكويت. متابعة قراءة المطلوب الحذر والحيطة

سامي النصف

أيها السادة لستم حراساً للدستور

العمل السياسي الصادق والأمين يقوم على الوضوح الشديد والشفافية وعدم التناقض بين ما يطالب به في العلن وما يقال بالسر، ومعه تقديم مصلحة الكويت وشعب الكويت على حب الكراسي اللاصقة والمطامع الشخصية، ودون ذلك يسمى كل الحراك السياسي الذي نراه.. بالهرطقة السياسية الشديدة!

***

ولا يفهم بحق المواطن الكويتي البسيط الذي نلتقيه كل يوم في الدواوين مغزى ما يقوم به بعض الساسة من «مدح» وقبول بأحكام وتفسيرات المحكمة الدستورية عندما تلقى هوى في النفس، ثم «القدح» في نفس المحكمة واعتبار أحكامها منعدمة عندما يتمسك القضاة الأجلاء بأحكام الدستور بعيدا عن الأهواء، علما أن مرفق القضاء لا يقبل المدح أو القدح، بل توقيره واحترام محرابه وشخوص قضاته ورجاله.

*** 

ومن عجائب وغرائب الساحة السياسية الكويتية القراءة الخاطئة تماما لأحد مخضرمي السياسة لأحكام المحكمة الدستورية الأخيرة، حيث ذكر ـ كما نشرت الصحف أمس ـ أنه (أي الحكم) يلزم الحكومة بحل مجلس 2009 بينما أتى في نص الحكم ولا اجتهاد بوجود النص «ومن ثم يستعيد المجلس المنحل 2009 بقوة الدستور سلطته الدستورية، ليكمل المدة المتبقية له أصلا»، وهو ما أكده جميع الخبراء الدستوريين الذين ذكروا أن الحكم أعطى مجلس 2009 حق البقاء والاستمرار، أو الحل، وهو الخيار الأكثر احتمالا كما تشير الدلالات والظواهر.

***

وقد أثبتت التجارب وأحكام المحكمة الدستورية الأخيرة أن الانفعالية والاندفاع السريع في اتخاذ القرارات الاساسية يؤدي إلى الوقوع في المطبات المؤلمة، وعليه ندعو لأن يتداعى الجميع للوصول إلى حلول محصنة من الطعن عبر دعوة مجلس 2009 للانعقاد كي تؤدي أمامه الحكومة اليمين الدستورية ومن ثم يكون طلب الحل قادما من حكومة مستكملة استحقاقاتها الدستورية، كما يجب أن تكون أسباب حل مجلس 2009 مختلفة هذه المرة عن المرة السابقة، حيث نصت المادة 107 على أنه لا يجوز حل المجلس لذات الاسباب مرة أخرى ودون ذلك سيتقدم كثيرون بطعون في المجلس القادم، وقد يرجع القضاة الأجلاء مجلس 2009 للمرة الثانية أو الثالثة، ولا ذنب لهم في ذلك.

***

آخر محطة:

 أيها السادة.. لستم كما قال قائلكم حراسا للقصر إذا حجت حجايجها، بل أنتم أيها السادة.. حجة حجايجها ذاتها ودون أجنداتكم.. لا يحتاج القصر أساسا الى حراس.

 

احمد الصراف

طيري يا طيارة طيري

ما لا يعرفه البعض أن كل طيار في العالم يجب عليه معرفة اللغة الإنكليزية بأكبر قدر من الطلاقة، فالتخاطب بين الطيارين، وبينهم وبين أي برج مراقبة، «يجب» أن يكون باللغة الإنكليزية، حتى لو كان المتخاطبون وموقع برج المراقبة وجنسية الطيارة والأجواء جميعها روسية أو تركية أو حتى كويتية! هذا على الأقل ما تقوله التعليمات، ولكن من يتقيد بكل ذلك أمر آخر. كما يتطلب الأمر في الرحلات التي تزيد على 8 ساعات تواجد «ثلاثة ملاحين في الطائرة»، القبطان واثنين من مساعديه، لكي يتبادلوا مهمة الطيران. وفي الرحلات التي تزيد على 12 ساعة يتطلب الأمر وجود 4 طيارين، القبطان و3 طيارين آخرين. كما تتطلب قوانين السلامة عدم تناول طاقم الطائرة وجبة طعامهم من مصدر واحد أو نوعية واحدة، خوفاً من التسمم، أو لتقليل نسب الإصابة به. وفي المتوسط يعمل الطيار في الدول «اللطيفة»، والتي تتبع الأصول، من 9 إلى 14 يومياً في الشهر! أما في غيرها، فحدث ولا حرج، فقد تصل أيام العمل إلى 26 يوماً. كما يوجد اتفاق عالمي تلتزم بموجبه جميع شركات الطيران بتوفير مقعد خال لأي قبطان يسافر على طائرة أخرى، حتى لو كان الكرسي الوحيد المتوافر يوجد في قمرة القيادة. ولعلم البعض، فإن الوظيفة الأساسية لطاقم «الخدمة» في أي طائرة هو الحفاظ على سلامة الركاب. أما خدمتهم، فهي مهمة ثانوية، وبالتالي نطالب الركاب «الودرين»، أو «الجفصيين» الذين يعتقدون أنهم اشتروا ضمير من يعمل في الطائرة بمجرد قبول السفر على طائرتهم بتفهم هذا الأمر. وربما لهذا السبب كانت مضيفات سنوات الثلاثينات من الممرضات، وليس من المانيكان، كما هي الحال مع البعض! كما تمنع جميع شركات الطيران قيام أي من المضيفين بوشم أجسامهم في أماكن ظاهرة. أما المخفي، فحقهم فيه محفوظ، ليس من منطلق كرم في المعاملة بل لصعوبة معرفة مكان الوشم المخفي أصلاً! وبالرغم من أن النسبة والتناسب في عدد المضيفين إلى الركاب هما واحد إلى كل خمسين، فإن جميع الشركات تقريباً لا تتقيد بهذه النسبة.، وهو عكس ما نراه في الدرجة الأولى طبعاً. كما أن طول المضيف أو المضيفة عامل حاسم، لأغراض أمنية، ولكن حتى هذه تم غض النظر عنها بعد زيادة تبرم منظمات إنسانية من التمييز ضد قصار القامة، عفية عليهم! كما يتطلب الأمر وجود مرحاض واحد لكل 50 راكباً، ولكن قلة من شركات الطيران فقط، في غير درجة رجال الأعمال والأولى تتقيد بذلك. وتعتبر لحظات الإقلاع والهبوط الأخطر في عمل الطائرة، ولهذا تتطلب أنظمة السلامة إطفاء الأضواء حينها، لكي تتمكن العين من رؤية ما هو في الخارج بطريقة أفضل في حال وقوع حادث أو هبوط اضطراري يتطلب إخلاء سريعاً. وبالرغم من خوف الكثير من السفر بالطائرة، فإنها علمياً وإحصائياً هي أكثر أماناً واطمئناناً في السفر، مقارنة بجميع وسائل السفر الأخرى، فشكراً لكل من ساهم في تصميم حتى أصغر برغي فيها.

***
• ملاحظة: تقيم «مبرة رقية القطامي لسرطان الثدي» حفلاً ساهراً يوم الخميس 4 أكتوبر، وسيخصص ريع بيع التذاكر لدعم جهود «الجمعية الخيرة». لمزيد من التفاصيل عن الحفل وأهداف المبرة وأسعار التذاكر، يرجى الاتصال برقم 69090977. وقد قمنا بالمساهمة في جهود الجمعية، ولكن سوف لن نتواجد في الحفل لغيابنا في الخارج.

أحمد الصراف

احمد الصراف

طرق النصب والاحتيال الجديدة

تشتكي د. سميرة من مشكلة غريبة تتمثل فيما أصبحت تشعر به من ضعف متصاعد في قدرتها على مقاومة إغراءات الفساد والنصب والاحتيال، فقد عاشت دائما صادقة مع نفسها وأمينة على مبادئها، ولكن لكل شيء حدود. تقول سميرة إن حكومتها أرسلتها قبل سنوات لدراسة الطب في اميركا، وهناك التقت بشريك حياتها، الذي أصبح تاليا والد أبنائها، فقررت البقاء معه. ولكن عندما انهت دراساتها العليا، فوجئت بأن حكومتها تطالبها بدفع مبلغ كبير، هو تكلفة الصرف عليها وعلى دراستها، وذلك لأنها أخلّت بشروط ابتعاثها، ولم تعد لتعمل في جهة حكومية لفترة زمنية، وتقول إنها تدفع قسطا شهريا لسداد دينها، ويستقطع المبلغ من راتب زوجها، الذي بالكاد يكفي أسرة من اربعة اشخاص، حيث إنها اختارت عدم العمل والتفرغ لتربية ابنيهما. وتقول إن كل من استمع لحكايتها ضحك من «سذاجتها» وإصرارها على دفع دينها لحكومة غنية، كالكويت، وأن من يدفع غبي، وألا أحد بحاجة لألف دينارها، وهناك مئات الملايين التي تضيع شهريا على التافه من الأمور، وفي صورة مساعدات لدول لا أحد يعرف أين تقع، وأن كل من نصحها بعدم الدفع، وغالبيتهم من المصلين والصائمين من ابناء وطنها، جاء بنصيحة تختلف عن غيره في كيفية التخلص من القرض الذي ترتب عليها، ومنها:
أولا: الكتابة لوزير التربية شخصيا وشرح ظروفها، وغالبا ما سيعفيها من القرض، خاصة إذا حمل الكتاب أحد النواب، وهناك حالات استثناء معروفة.
ثانيا: العودة الى الكويت والعمل كمساعدة «طبية» لأحد النواب، وهذا سيعفيها من العمل الحكومي، وتستطيع العودة الى أسرتها، بعد شهر بالكثير، فور الانتهاء من إجراءات التوظيف. أو تقديم كتاب لوكيل التربية بإسقاط نصف القرض وتقسيط الباقي على فترة أطول، وهناك أيضا استثناءات مماثلة معروفة، والتوقف بعد فترة بحجة عدم القدرة. أو العودة ومحاولة معرفة «مفاتيح» المسؤولين، فقد اصبح لكل معاملة ثمن معروف، ولكل وزارة «مفتاحها»، وغالبا ما يكون الفراش البنغالي في مكتب السيد الوزير او الوكيل هو الذي يعرف أكثر من غيره في هذا المجال. أو العودة الى الكويت ومحاولة العمل في القطاع الذي يعجبها، سواء في صيدلية او مستشفى أو مختبر أو مستوصف، فكثير من المؤسسات تبحث عمن يحمل مؤهلاتها، لتوظيفها مقابل مبلغ رمزي  لتغطية النسبة المطلوبة من العمالة الوطنية، وأن ما سيدفع لها من دعم حكومي سيكفي ويزيد على قرضها الشهري!
وتستطرد الدكتورة في القول إن النصائح كانت أكثر من أن تحصى، ولكنها لا تستطيع اتباع اي منها، فالتزامها الأخلاقي، الأكثر شمولا من التزامها الديني، يمنعها من ذلك. وتقول إنها عرضت خدماتها على قنصلية وسفارة الكويت، حيث هي، من دون مقابل، إلا أنهم اعتذروا بحجة وجود غيرها، من غير الكويتيين، ممن يعملون لديهم. وتستمر سميرة في شكواها قائلة إنها فوجئت بعمق خراب «النفوس» بين بعض ابناء وطنها، وهو شيء لم يكن معروفا حتى قبل عشر سنوات أو اقل، وأنها تشك في أنها ستكون سعيدة لو عادت إلى وطن لا يسير فيه شيء بغير واسطة أو عمل فاسد! وهنا تسألني: ما العمل؟ فقلت لها إن عليها أن تبقى في «وطنها» الجديد، وألا تعود، وتستمر في دفع ما عليها لكي يطمئن ضميرها، فالكويت ليست لها الآن ولا لأمثالها! ولا ادري ان كنت محقا في نصيحتي أو أنني ظلمتها؟

أحمد الصراف