احمد الصراف

التحليلات «الخرطي»!

ضحكتُ كثيراً وأنا أتابع التطورات المتلاحقة التي شهدتها مصر أخيرا، وكيف تمكن حزب الإخوان المسلمين من الاستفراد بالحكم وتجميع كل الصلاحيات في يد ممثلهم، رئيس الجمهورية! وكيف قبل «الفيلد مارشال» طنطاوي، أو أُجبر على قبول الذهاب إلى بيته لكي «يرتاح»، بعد ان كان قبلها بساعات حاكم مصر الفعلي، وكيف أُقيل رئيس الأركان (عنان) وهو نائم، وأعيد بعدها الجيش، لأول مرة منذ أكثر من 60 عاما إلى ثكناته، ليصبح وايضا لأول مرة مؤسسة عسكرية فقط بعد ان كان مؤسسة مالية وصناعية وسياسية، وليصبح وزير الدفاع وزيرا مثل بقية الوزراء وليس أعلى حتى من رئيسهم، كما كانت الحال خلال عهدي السادات ومبارك! ولا ننسى طبعا في هذه العجالة الأحداث المفاجئة الأخيرة في ليبيا، التي اعيد فيها الاعتبار الى الليبرالية في دولة تزخر بالقبلية! وسبب ضحكي هو التعارض الشديد بين كل ما حدث وبين كم التحليلات الفاسدة التي أدلى بها، تصريحا وتلميحا وكتابة، مجموعة من المحليين السياسيين والعسكريين «الاستراتيجيين» من أمثال عبدالباري عطوان ومحمد حسنين هيكل وعلاء الأسواني، الذي نتمنى أن يعود الى الأدب وينسى «حكاية التحليل»، وغيرهم من محللين عرب ومحليين، في ما يتعلق بما يجري في أكثر من دولة عربية، ومنها مصر، وما توقعوه بأن المجلس العسكري الأعلى فيها، والذي أصبح في خبر كان، سيدفع باللواء سليمان ليصبح رئيسا ويعيد مبارك الى قصره ويمنع محاكمة أبنائه، وأن الأمر مسرحية أعد لها الجيش باتقان! أو أن مرشح الجيش هو الفريق شفيق، وأن عهد مبارك سيعود على يديه وان طنطاوي وراءه! وسقط شفيق، ربما بسبب كل ذلك، وعندما نجح محمد مرسي قال هؤلاء المحللون «الخرطي» ان قادة الجيش تركوه ينجح لأنه سيكون ضعيفا، وهم الذين سيحكمون، فالقوة العسكرية والتشريعية بأيديهم! وتبين لاحقا أن لا شيء مما ذكروه كان دقيقا، وأن نظرية المؤامرة، التي طالما آمنوا بها كانت كالرياح التي تهب في اتجاه وسفينة الأحداث تبحر في اتجاه آخر، ولا أريد أن اقول ان طنطاوي لم يكن يحضر نفسه لرئاسة مصر، أو انه كان اضعف مما تصور الكثيرون، وذلك لكي لا اصبح واحدا من «زمرة» المحللين، فالحقيقة أن لا احد «أبدا» توقع ما حصل أو الطريقة التي انتهت بها الأمور، حتى الآن، وصعود نجم محمد مرسي، بهذه السرعة، وهو الذي كان احتياطيا، مع كل تواضع قدراته الشخصية وإمكاناته وخبراته السياسية، فقد نجح الرجل، و«فشل» عباقرة الصحافة والإعلام السياسي في تحليلاتهم، ونتمنى أن يتعلموا شيئا من هذا الدرس ويخففوا عنا مستقبلا إسهال تصريحاتهم، فهم في الحقيقة لا يختلفون كثيرا عن الدجالين من قارئي الطالع وكاشفي البخت الذين يصدرون كتبا سنوية بتوقعاتهم، وما إن يتحقق شيء منها حتى يملأوا الدنيا صراخا! وهنا لا يلتفت أحد للكم الهائل من الكذب الذي ورد في كتبهم، فالناس تهتم بقصص النجاح أما الفشل فله الرحمة، وقد رأينا كيف اشتهر من هاجر الى الأميركتين وأفريقيا، ولم نسمع غير قصصهم، أما الذين أكلتهم التماسيح أو غرقوا في البحيرات والأنهار فلا أحد يود أن يعرف عنهم شيئا!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

التدين والتقدم في الأوقاف

يعتقد بعضهم أن هناك علاقة سببية بين التدين والتقدم الحضاري، بشقيه الصناعي والأخلاقي! فالدول الأكثر تحضرا، وربما سعادة وثراء، هي عادة غير المتدينة، أو التي تتميز، بشكل عام، بضعف وازعها الديني! ويقول أحمد النفيس، الذي عين نفسه ناطقا باسم «شيعة مصر»، أن مثل هذا الكلام لا يعني تقليلا من أهمية الالتزام بأحكام الدين، فالثابت أن المكان الوحيد الذي يمكن فيه معرفة مقدار تدين المرء وقيمته سيكون بين يدي الله. وقد يكون للنهضة أسبابها وأدواتها، وقد يكون بينها التدين الصحيح وقد لا يكون، ولكن من المؤكد أن غاية المتدين مرضاة الرب، وليس مجرد استعراض القدرة والجلد على الصلاة والصيام وإطلاق اللحية وارتداء الجلباب! ويستطرد بأن في مصر، وأثناء حالة الفوضى التي تلت ثورة 25 يناير، جرى اغتصاب كثير من أراضي الدولة لإقامة المساجد عليها، ويتساءل إن كان أي فقه إسلامي يبيح بناء المساجد على الأرض المغصوبة والصلاة فيها؟ كما اصبحت هناك جوامع تتنافس لرفع الصوت عبر المكبرات، ربما لجذب المصلين إليها، ويقول إنه لا يعتقد أن زيادة كمية التدين أمر جيد إن لم تكن مرتبطة بنوعية التدين وارتفاع المستوى الأخلاقي للشعب، ويكون خالصا لوجهه!
وكلام النفيس نفيس، ولا يعني ذلك بطبيعة الحال أن كل ما يقوله نفيس وجميل، والدليل على صحة ما ذكره أننا نرى المصلين في الكويت وغيرها لا يترددون في إغلاق الشوارع والدوارات بسياراتهم، ويذهبون لأداء الصلاة! فهم يعتقدون بأن على الآخرين تحمل لوعة الانتظار ومعاناة زحمة السير، بينما هم يؤدون الصلاة أو يستمعون لخطبة! كما نجد في لبنان ودول أخرى أن مؤسسات صحية وتعليمية عدة، تابعة لأحزاب دينية، تقوم بالاستيلاء على أراضي الدولة وإقامة مشاريع دينية وتجارية ضخمة عليها! ولا أعرف كيف تجوز ممارسة العبادة في مسجد مخالف لكل قواعد البناء والتنظيم، وعلى أرض مغتصبة من الغير! وقد تأثرت شخصيا بمثل هذه التعديات! وفي السياق نفسه ورد في القبس قبل ايام أن مسلسل التجاوزات وهدر المال العام لا يزال مستمرا في وزارة الاوقاف، والتي يفترض ان تكون أكثر مؤسسات الدولة ورعا وتقوى، والتي لا يعمل فيها غير المتدين، ومن أعضاء حزبي الإخوان والسلف بالذات، وأن مصدرا مسؤولا فيها كشف عن تجاوزات بلغت المليوني دينار صرفت كمكافآت لغير المستحقين، وكمعونات لجهات خارجية. وأن هذه التجاوزات نفسها سبق أن تكررت في السابق، فكيف يمكن قبول ذلك؟ وهل هي جزء من حرب السلف والإخوان على كيكة الوزارة وأموالها شبه السائبة؟ ولماذا لا يوجه أولئك الذين لم يرحموا أحدا من بذيء نقدهم، جهودهم لمعالجة صراع الإخوان مع السلف، بدلا من تدبيج المقالات في نقد من يفوقونهم قامة ومقاما؟
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سامي النصف

إخوان مصر وإخوان الخليج!

  أسفرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مصر عن وصول مرشح الاخوان المسلمين د.محمد مرسي لرئاسة الدولة، ولا شك أن التنظيم العالمي للإخوان والذي يضم قيادات الاخوان في مختلف أصقاع الأرض ومنها الدول الخليجية سيسعى جاهدا لإنجاح التجربة الاولى لهم في الحكم كي يمكن تعميمها وإزالة الخوف من حكم الاخوان في البلدان الاخرى، وهو مطلب منطقي ومشروع.

***

ولا شك أن نجاح تجربة الاخوان في مصر خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة هناك والتي تزامنت مع الأزمات الاقتصادية الخانقة في أوروبا وأميركا، وهم في العادة أكبر المانحين والمقرضين، سيفرض على تلك التجربة المرور من بوابة الدعم الخليجي، وتحديدا من السعودية والكويت والإمارات التي تعاني هذه الايام من إشكالات غير مبررة من الحركات الاخوانية فيها.

***

فقد اشتكت السعودية أكثر من مرة على لسان رجل الأمن الأول فيها الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز من حراك الاخوان على أرضها، كما أعلن الاخواني الإماراتي أحمد حسين الدقي عن إنشاء أول حزب إماراتي، وقد رد عليه وزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش وكتاب إماراتيون، وكان مضمون ردهم أن في ذلك دعوة انقلابية وهدم للشرعية القائمة، وان هناك من يغلب الولاء الحزبي العابر للحدود على الولاء الوطني، وفي الكويت يشارك الاخوان في تجمهر ساحة الارادة والمطالبة بالحكومة الشعبية والحياة الحزبية.

***

الحكمة والبديهية وتوازن العلاقة السياسية بين البلدان تفرض القول بأنه ليس من المنطق أن تدعم الدول والأنظمة الخليجية حكم الاخوان في مصر كي ينجح ويستقر في وقت يعمل فيه الاخوان في الخليج جاهدين لضرب استقرار الدول والأنظمة الخليجية، وعليه تفرض معادلة الربح ـ الربح ان يكون هناك تبادل مصالح تقابل من خلاله القيادة العالمية للإخوان الإحسان بالإحسان عبر طلبها من فروعها في الخليج التهدئة ودون ذلك سينطبق على العلاقة الخليجية ـ الاخوانية مقولة «أريد حياته ويريد قتلي شتان بين مراده ومرادي»!

***

آخر محطة:

على قيادات الإخوان أن تعي أن الظروف الخطرة المحيطة بالمنطقة تستدعي تحالفهم ومؤازرتهم للدول والأنظمة الخليجية، بدلا من إيجاد المبررات للخروج على تلك الأنظمة ومحاولة إسقاطها عبر محاولة خلق «ربيع خليجي» مشابه للربيع العربي، وخذوا العبرة من حلفاء النظام السوري الذين يشدون أزره رغم باطله وقتله وقمعه لشعبه، وأنتم تخذلون الأنظمة الإنسانية القائمة في دول الخليج رغم صحة مسارهم وتحقيقهم المعجزات في إنجازهم لشعوبهم.

احمد الصراف

سياسيون وسياسيون

تقول الطرفة، على لسان أحد مفكري اليونان الحديثة، إن الفقير يعمل ويعمل ليأتي الغني ويستولي على جهده، وكل ذلك يتم برقابة رجل الأمن الذي يتلخص دوره في حماية الاثنين، الفقير والغني! ولكن دافع الضرائب هو الذي يدفع ضرائب عن الثلاثة، ويأتي المتشرد والعاطل عن العمل ليرتاح نيابة عن الأربعة الذين سبقوه، ويأتي السكير ليشرب حتى الثمالة بالنيابة عن الخمسة الذين جاءوا قبله، ويأتي المصرفي ليسرق الستة، ومن بعد يأتي المحامي ليدخل السبعة في متاهات النصوص القانونية، وما يجوز ولا يجوز، ويختم الحلقة متعهد دفن الموتى ليدفن جميع الثمانية الذين اتوا بقوة، ولكن ليس قبل ان يأتي «السياسي»، ليستمتع بحياته على حساب التسعة جميعا، ويعيش سعيدا إلى الأبد.
وتقول الطرفة الثانية ان سمكة قرش كانت تعوم مع ابنها باحثين عما يمكن ان يكون وجبة شهية لهما، وهنا شاهدا عن بعد يختا كبير الحجم يتهادى على سطح الماء بخيلاء، فانطلقا إليه، وما ان اقتربا منه اكثر حتى وجدا مجموعة من الرجال والنساء يقفون على سطحه، وبأيديهم ما يحتسونه بلذة واستمتاع، وبعضهم الآخر يسبح حول اليخت، وهنا انطلق القرش الصغير نحو أحد السابحين يود نهش لحمه، فأسرعت امه بايقافه قائلة: ألا ترى أن هؤلاء جمع من السياسيين؟ يجب ان تفرق بينهم وبين بقية البشر «فمكونات» هؤلاء تختلف بعض الشيء عن مكونات غيرهم، وبالتالي فإن طريقة تناول لحمهم يجب ان يكون مختلفا ايضا، ويتطلب الأمر بالتالي اتباع طقوس محددة! عليك أولاً أن تذهب إلى من تود نهش لحمه، وتدور حوله في حلقة كبيرة بعد ان تخرج زعنفة ظهرك من الماء بحيث يراها، وعندما تتأكد انه عرف من أنت وما تشكله من خطر عليه، قم بدورة أخرى من حوله، وهو سيتبعك بجسمه وعينيه، وستبدو عليه علامات الرعب الشديد، وقبل ان تجهز عليه في النهاية قم بدورة ثالثة، لتأكيد تخلصه من كل ما بداخله، ومن بعدها انهشه واستمتع بلحمه «نظيفاً»! فقال سمك القرش لأمه متسائلا: ولكن لماذا كل هذه الطقوس التي لا داعي لها، ولم لا نهجم عليه من أول لحظة ولا نضيع وقتنا في الدوران المرة تلو الأخرى؟ فقالت الأم: هؤلاء سياسيون، ويجب عدم تناولهم قبل بث الرعب الشديد في قلوبهم، فالرعب من رؤية زعنفتك المرة تلو الأخرى، سيجعله يفرغ ما في داخله من أورام وفضلات وخباثب وكلام بطالي، وهنا يصبح لحمه اطيب، ويسهل تناوله بشهية أكبر!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

نجاح الشرعية

سمو الأمير حفظه الله يستقبل المسؤول العراقي مقتدى الصدر
سموه حفظه الله كان قد استقبل نوري المالكي قبل ذلك بأيام
وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد يشارك في مؤتمر دعت له ايران في الايام الماضية
خادم الحرمين الشريفين يوجه دعوة لاحمدي نجاد للمشاركة في مؤتمر إسلامي في مكة المكرمة

هذه كانت عناوين الاخبار في الايام القليلة الماضية.. ومنا الى المعترضين على دعوة السفير الإيراني بالكويت والتي وجهت إليه بالخطأ وتم الاعتذار من هذا الخطأ.

***
أصبح الرئيس محمد مرسي اول رئيس مصري يمثل الشرعية المكتسبة من الشعب المصري بشكل صحيح، وذلك بعد انتخابات عرف حزب الحرية والعدالة كيف يجعلها نزيهة، وذلك من خلال تعديل قانون الانتخاب بجعل الفرز يتم باللجان وتعلن نتائجه مباشرة في كل لجنة، مما مهد للحزب ان يبادر بإعلان النتيجة مبكرا قبل إعطاء فرصة لأصحاب النوايا الباطلة للتلاعب فيها. عند ذلك لم يجد خصوم الاخوان المسلمين الا تخويف الناس من ان الاخوان «سيكوشون» على كل مرافق الدولة في مصر!
ويبدأ الرئيس الجديد مهمته الصعبة، وكل يوم يتضح للمواطن المصري أن اختياره لمرسي كان صحيحاً، وانه هو الرئيس الذي تحتاج اليه مصر في هذه المرحلة. وبإحصائية سريعة للمناصب التي تمت فيها التعيينات حتى الآن نجد ان الاخوان المسلمين خارج معظمها تقريبا! فها هو يعين نائباً له يعرفه كل اهل مصر وليس له علاقة بالإخوان، كما عين رئيس الحكومة وهو كذلك لا تربطه بالإخوان اي صلة، حتى الحكومة التي تتكون من اكثر من خمسة وعشرين وزيراً ليس للإخوان فيها الا عدد بسيط لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، هم ومن هو محسوب عليهم، اضف الى ان الضجة التي افتعلها أذناب الفلول بتعيين رؤساء للصحف لم تكن صحيحة، فالخمسون الذين تم اختيارهم ليس من بينهم واحد من الاخوان. واذا جئنا إلى التغييرات الاخيرة في المؤسسة العسكرية وجدناها تتفق تماماً مع متطلبات الثورة، التي كان الثوار ينادون بها، واهمها انهاء حكم العسكر، وتحويل مصر الى دولة مدنية، ولو استعرضنا الاسماء التي جاء بها الرئيس لوجدناها كلها الصف الثاني في المؤسسة العسكرية، يعني أيضاً ولا واحد من الاخوان. لكن هل هذه الإصلاحات سترضي خصوم مرسي؟! طبعا لا! ها هم اليوم لم يجدوا ما يعترضون عليه الا ان زوجة نائب الرئيس… منقبة!
تعرفون وين المشكلة؟! المشكلة عندنا بالكويت! فالليبراليون هنا منزعجون من نجاحات الرئيس الاخونجي، كما يسمونه، اكثر من انزعاج حزب التجمع المصري نفسه! لماذا؟ لانه يخيل لهم – وهذا صحيح – ان هذه النجاحات ستثبت ان كل اتهاماتهم التي ازعجونا بها طوال الأشهر الماضية كانت «تيش بريش»، وان مصداقيتهم اي كلام. وكنت اتمنى ان يسعى الجميع الى دعم الإصلاحات السياسية بغض النظر عمن اصدرها، وان يكون الاستقرار والتفرغ للتنمية هما الشغل الشاغل لهم، لكن ابوطبيع ما يخلي طبعه!

***

عمر الأشقر
رحمة الله عليك يا شيخ عمر… اجدني ملزماً بأن اقول اليوم شهادة حق في هذا الرجل من خلال موقف واحد يكفي عن كل المواقف.
اثناء فترة الاحتلال العراقي الغاشم كنت مع الوفد الشعبي الكويتي الذي زار الأردن، وقابلت الشيخ عمر هناك، واخبرني انه كان هنا اثناء الغزو، وعندما طلب من الجامعة الاردنية ان يدرس فيها رفضوا طلبه وامروه بان يرجع إلى الكويت المحتلة – آنذاك – ويدرس في جامعتها دعما للحكومة الجديدة! لكنه رفض وفضل ان يجلس في بيته عاطلا على ان يدعم الاحتلال.
رحمك الله يا شيخ وأسكنك فسيح جناته.

د. أحمد الخطيب

هل التحريض على المحكمة هدف أعداء الدستور؟

هكذا نجحوا في جر الشارع الكويتي إلى مواجهة مع المحكمة الدستورية… فمنذ أن تعالت التهديدات بالنزول إلى الشارع إذا طلبت الحكومة رأي المحكمة الدستورية في الدوائر الخمس، تغير مجرى المعركة… المعركة الآن ليست معركة بين نظام معادٍ للدستور وشعب متمسك به، بل أصبحت معركة بين القضاء والشعب الكويتي، وكأن النظام لا علاقة له من قريب أو من بعيد بالوضع المأساوي الذي نعيشه، وكأن المحكمة الدستورية هي المشكلة الحقيقية والسبب الرئيسي في تعاسة الوضع الذي نعانيه. ألم يتوقع أحد أن النظام لن يسكت، وسوف ينتقم من القضاء الذي أوقفه عن التعدي على الدستور؟ متابعة قراءة هل التحريض على المحكمة هدف أعداء الدستور؟

محمد الوشيحي

وكبرنا…

كنا صغاراً، نتوهم أن اللصوص، أو “الحرامية” كما هي مسمياتهم الوظيفية في لهجتنا، لا يظهرون إلا في الليالي المعتمة، أو عندما تُطفأ الأضواء. وكنا نعتقد أن مهمة الحرامي وطبيعة عمله تنحصر في ابتلاع الطفل الذي لا ينام، أو الذي لا يترك الهمس مع إخوته المكدسين إلى جانبه في الغرفة قبل النوم. وكبرنا، من دون تعمد منا، واكتشفنا، أيضاً من دون تعمد منا، أن اللصوص ينامون مثلنا ليلاً، ولا يسرقون إلا في أوقات العمل الرسمية، وفوجئنا بحجم سرقاتهم وهبشاتهم، وإذا هي بمئات الملايين من الدنانير، ففزعنا وصرخنا وكتبنا: “أوقفوا السرقات”، وفزع الناس ورددوا ما قلناه، ولا مجيب… كان كل ما يشغلنا ويغري دماءنا للغليان هو السرقة، كانت تشغلنا أكثر مما يشغلنا الفساد الإداري، الذي هو ابن الفساد السياسي. وكبرنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأيقنا أن السرقات لا يمكن إيقاف سيلها، إلا إذا جففنا منبعها، ومنبعها هو الفساد الإداري، واقتنعنا أن الفساد الإداري لا يمكن إيقافه إلا إذا تم قتل أبيه، الفساد السياسي. وكبرنا، ووصلنا إلى مرحلة من العمر نستحي فيها على شواربنا أن نتحدث عن سرقة هنا أو صفقة مغشوشة هناك، وبتنا نشفق على من يصرخ معترضاً طريق سرقة، وغدونا نسمع عن السرقات هنا وهناك دون أن نتوقف عن تناول عصير الجزر، أو حتى نقطع حديثنا من أجلها. والأيام المقبلة، أو الشهور المقبلة بالأحرى، ولن أتشاءم أكثر فأقول السنوات المقبلة، ستكون فرصة العمر لمن يريد أن يسرق، فالغبار يتفقد أدواته قبل أن يبدأ مهمته، وينشر الفوضى، ويخفي البصمات من على خزائن الدولة. وكبرنا، وكبرنا، وكبرنا… وشاخت الكويت.

احمد الصراف

سرقات المشاهير

هناك مهن كثيرة في العالم تدر الكثير من المال، ولكن غالبيتها تتطلب قدرات عقلية ومواهب ومؤهلات لا تتوافر لدى غيرهم! وهنا نتكلم عن أصحاب مهن وليس أصحاب الثروات! فمديرو المحافظ المالية في المصارف والشركات الاستثمارية وصناديق الأسهم والسندات هم الأكثر دخلاً في العالم، ولكن عدد هؤلاء في العالم لا يتجاوز بضع مئات! ويأتي بعدهم ممثلو السينما ونجوم الغناء والإعلام وأطباء التجميل وغيرهم. ولكن جميع هذه المهن خطرة، ومن يعمل بها معرض لفقد وظيفته نتيجة خسارة مالية أو سمعة، أو فقد البريق أو الجمال البدني والصوت مع التقدم في العمر، أو غياب المواهب، ويجمع أصحاب كل هذه المهن عامل مشترك واحد، وهو انها مهن تتطلب في الغالب جلداً وقوة في التحصيل والمعرفة، ومهنية عالية مع موهبة في حقل أو آخر، وبالتالي لا نستغرب أن البعض من هؤلاء يلجأ الى المخدرات والمسكنات ومراجعة مستمرة للأطباء النفسيين وغيرهم لمساعدتهم في تحمل الضغوط الجسدية والنفسية الهائلة، وإطالة بقائهم تحت الأضواء! وحدهم رجال الدين، ونتكلم هنا بشكل عام، وبالذات من المنتمين لأنظمة سياسية، أو من المؤيدين لها، من بإمكانهم تحقيق الكثير من الشهرة والمال والنفوذ والاحترام الاجتماعي من دون بذل الكثير، ومن دون مخاطرة حقيقية. كما يمتازون عن غيرهم من أصحاب المهن الأخرى في أن تقدمهم في العمر يزيد من أهميتهم ولا ينقصها!
فهؤلاء عادة لا يحتاجون للكثير من السهر في التحصيل الدراسي طالما امتلكوا المقدرة على الحفظ وسرعة البديهة، وهؤلاء تزيد أهميتهم مع تخلف مجتمعاتهم، والعراق الحالي مثال حي! فهم العلماء، وليسوا أساتذة الجامعة ولا المؤرخين والمكتشفين والفيزيائيين وكبار الجراحين والأطباء والدستوريين، هم الذين تفسح لهم أفضل الأماكن في المجالس ومن تقبل جباههم وأكتافهم ورؤوسهم وحتى أيديهم وعباءاتهم! وكأي مهنة فإن العاملين منهم بشر مثل غيرهم، لهم نقاط ضعفهم وغرائزهم ورغباتهم المعلنة والدفينة، وقد يحبون الشهرة والمال حباً جماً، وبالتالي يسعون الى زيادة شعبيتهم وجذب الأتباع و«المقلدين» لهم باتباع كل الوسائل، ولو تطلب الأمر المزايدة على بعضهم البعض في عدد من يتبع آراءهم وتوصياتهم وفتاواهم ووجهات نظرهم شبه المصونة، وبالتالي نجد بعضهم نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن مع اشتداد التنافس بينهم سمحوا لأنفسهم بالغش والتزوير، فقد باع داعية معروف ملايين النسخ من مؤلفاته، ثم تبين لاحقاً أنها من «مسروقاته»! وصدرت أحكام إدانة وتعويض بحقه. وكشف موقع Statuspeople، المتخصص في إحصاءات «تويتر»، عن وجود أعداد كبيرة لمتتبعين لمشاهير رجال الدين وغيرهم، وبالملايين، ثم تبين أن في الأمر غشا كبيرا، والمتتبعون شخصيات وهمية.
ولكن بما اننا نعيش في مجتمعات جاهلة فإن سحر هؤلاء الغشاشين والمدلسين سيستمر، والكشف عن ألاعيبهم وغشهم سيستمر، فهذا جزء من حرب الربيع العربي!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

علي محمود خاجه

لمحمد العبدالله أقول: لا أثق بكم

سأكون صريحا معك، فأنا لا أثق بكم، إذ لا يوجد أي إشارة تدعو إلى الثقة أصلاً، فالحكومات المتعاقبة هي من فرقت المجتمع بتقسيماتها الفئوية للدوائر، وهي من توقف فيها الزمن منذ سبعينيات القرن الماضي، فلم تعد الحكومات الكويتية سوى أسماء لموظفين من كل فئات المجتمع لا لكفاءاتهم بل لانتماءاتهم.
اليوم أقدمتم على إجراء قانوني هو حقٌ لكم، وهو إحالة الدوائر الخمس التي قدمتها الحكومات السابقة إلى المحكمة الدستورية، وهو اعتراف صريح منكم بسوء إجراءاتكم السابقة، ومنها تقسيم الدوائر بشكل غير عادل، فالعلة لم تكن أبدا بعدد الدوائر الخمس بل بتقسيمكم لها، وهو ما قلناه منذ ذلك الحين وشاركنا الكثيرون فيه.
طبعا أنا لم ولن أقتنع بأن هدفكم دستورية قوانينكم أو الالتزام بالدستور أصلاً؛ لأنه لو كان الأمر كذلك لأحلتم قوانين غير دستورية عدة إلى المحكمة الدستورية من ذي قبل أو حتى الآن كقانون الجنسية الذي يمنع غير المسلم من الحصول على الجنسية الكويتية في تمييز واضح ومناقض للدستور، أو الاختلاط، أو الأحوال الشخصية، وغيرها من قوانين انتهكت الحريات ونسفت الدستور.
أنا على قناعة بأن ما دعاكم إلى إحالة الدوائر للدستورية هو مخرجات تلك الدوائر في انتخابات 2012 المبطلة، فلا العدالة هدفكم ولا الدستور ديدنكم كما تثبت كل الشواهد، ولكنه حق دستوري لكم كسلطة تنفيذية، ولقناعتي بعدم عدالة توزيعكم للدوائر أيضا، فلا يعقل أن تضم دائرة أكثر من 100 ألف ناخب ومخرجاتها عشرة نواب، وأخرى تضم أقل من 60 ألفاً ومخرجاتها كذلك عشرة نواب، وللأسف لم تتحرك السلطة التشريعية بمجالس 2008 أو 2009 إلى تقويم هذا الخلل فمكنتكم اليوم من ذلك.
أقول إن إجراءكم حق وإن كان المراد به باطل فإني سأساند الحق وأواجه الباطل، وإن حكمت المحكمة الدستورية بعدم العدالة في توزيع الدوائر فلابد من أن تكون الدوائر المقبلة بتوافق شعبي لا بمزاج حكومي أبداً، فالمزاج الحكومي أثبت فشله وعنصريته في تقسيمة 1981 الكريهة وتقسيمة الدوائر الخمس الجيدة عددا والسيئة توزيعا.
نعم أنا أعارض الخروج إلى الشارع اليوم لكن إن تفردتم بتوزيع الدوائر للتحكم بنتائج الانتخابات في حال حكم الدستورية بعدم دستورية الخمس، فسأكون أول الداعين إلى الخروج للشارع ومعارضة مسعاكم الذي يشبه مساعيكم السابقة.
لوزير الإعلام أكتب مقالي هذا لأنه الوحيد الذي أجده قادرا على الرد ومتمكنا منه في بعض الأحيان، تلك رسالة مواطن سئم التخبط الذي عودتنا عليه كل الحكومات حتى أفرزت لنا من جراء هذا التخبط نوابا يعادلونهم في السوء وازدواجية المعايير.

خارج نطاق التغطية:
من حارب الجويهل وسكت عن خالد السلطان لا تتوقعوا منه الدفاع عن الكويت وأهلها، ومن أيد الجويهل وحارب السلطان لا تتوقعوا منه ذلك أيضا، وبالتأكيد فلا تتوقعوا من الجويهل والسلطان بفئويتهما وتشكيكهما أن ينهضا بالكويت.

سامي النصف

مقاطعة الانتخابات هي القرار الصائب!

  قرار بعض القيادات السياسية التي تتهم في العادة بأنها المتسبب الأول في تعطيل حال البلد عبر الأزمات والاستجوابات التي تختلقها وتؤدي في العادة الى استقالة الحكومات وحل البرلمانات هو أمر جيد يجب الالتزام به، كما انه ليس غريبا حيث تقرر قوى سياسية في كثير من بلدان العالم مقاطعة الانتخابات العامة لظروف تقدرها، ثم تلتزم بذلك القرار.

***

أهم فوائد تلك المقاطعة للسنوات الأربع المقبلة انها ستظهر للشعب الكويتي قاطبة بشكل لا لبس فيه واوضح من الشمس في رابعة النهار من المتسبب الحقيقي في تخلف البلد عن الجيران وعرقلة قطار التنمية وخلق حالة توتر وقلق دائمة عند المواطنين، لذا فإن صلح حال الكويت خلال المدة المقبلة عرفنا ان تلك القيادات السياسية المعارضة هي السبب، اما اذا بقي الحال على ما هو عليه أو ساء فيجب التوقف عن لوم تلك القوى على اخفاقات العشرين عاما الماضية ونقل اللوم بأكمله الى الحكومات المتعاقبة.

ويدعي من يتهم بعض اطراف المعارضة بأنهم يعملون لصالح اجندات خارجية تستهدف الإضرار بالكويت بأن ما سيدل على صدق تلك الاتهامات هو عودة تلك الاطراف للمشاركة في الانتخابات المقبلة رغم دعاوى المقاطعة الحالية كون من يدفع الأموال الطائلة يريد ممن يقبض ان يكون عضوا في البرلمان او اكثر، فلا فائدة من الدفع لمن لا صفة سياسية له لذا علينا ان ننتظر ونرى.

***

آخر محطة

1: ميشال فؤاد سماحة عضو برلمان ووزير لبناني سابق كان يصدح بدعاوى الوطنية مشككا في وطنية خصومه، ثم ثبت انه كان عميلا للخارج ومستعدا لأجل المال الحرام ان يحرق وطنه ويثير الحرب الأهلية فيه، للمعلومة عندما قاطع المسيحيون انتخابات عام 1992 اصر سماحة على المشاركة فيها واصبح نائبا في أول برلمان بعد اتفاق الطائف فالأسياد يريدون ذلك، وهل من عظة وعبرة ومعرفة بأن من يرفع شعار الوطنية ليس بالضرورة وطنيا، وأن كثيرا من الساسة مستعدون لحرق أوطانهم وضرب الاستقرار فيها لأجل المال الحرام؟!

(2) يقول هتلر: أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي هم اولئك الذين ساعدوني على تدمير اوطانهم!

(3) ويقول نابليون: خونة أوطانهم لا يستحقون مصافحتي وحقهم علينا ان ندفع لهم المال فقط لا ان نصافحهم.