مبارك الدويلة

انتكاسة جديدة للعلمانيين

وهكذا تتوالى الانتكاسات الواحدة تلو الأخرى للتيار العلماني في عالمنا العربي! فبعد نتائج الانتخابات التونسية تلتها المصرية تفاءلوا بنتائج الانتخابات الليبية التي تم الإعلان خلالها عن تقدم التيار الليبرالي، ثم تبين لنا أن أشد الليبراليين تشدداً عندهم لا يقل التزاماً بثوابت الدين عن كثير من الإسلاميين عندنا! وهذا انعكس على انتخابات رئاسة البرلمان عندما تنافس مرشح الليبراليين مع مرشح الإسلاميين وفوز الأخير، ولعل فوز الرئيس محمد مرسي لم يكن آخر هذه الانتكاسات، بل ما حدث بالأمس في القاهرة كان استمراراً لهذا المسلسل من الإخفاقات، حيث راهن التيار الليبرالي مدعوماً من فلول الحزب الوطني والأقباط بعمل مليونية ضد الرئيس والإخوان المسلمين! وكتب عدد غير قليل من علمانيي العرب مؤيداً لهذا التجمع الذي عقدت عليه آخر الآمال بإسقاط الإخوان المسلمين، بعد أن عجزت صناديق الاقتراع عن ذلك، وتحمس من تحمس من زملائنا وجيراننا، لكن خيبة الأمل كانت رفيقة دربهم منذ فترة ليست بالقصيرة، فأعلن الشعب المصري مرة أخرى أنه اختار التيار الإسلامي لقيادته في هذه المرحلة والمراحل المقبلة! وندرك جيداً أن فلول هذه التيارات البائسة لن يهدأ لها بال إلا بزعزعة الاستقرار وتعطيل التنمية في البلاد إلى أن يرجع عهد الرئيس البائد ومن لف لفهم! حفظ الله المحروسة من شرورهم. 
* * *
ساحة الإرادة
دعت «نهج» والقوى الشبابية وتكتل الأغلبية من نواب مجلس 2012 وقوى سياسية أخرى إلى تجمع غداً الاثنين في ساحة الإرادة، لمعالجة تداعيات طعن الحكومة بقانون الدوائر الانتخابية أمام المحكمة الدستورية، وساءني حقيقة طريقة تعامل المعارضين لهذا التجمع مع هذه الدعوة، فالبعض طعن في نوايا الداعين وتجاوزوا الخطوط الحمراء في ذلك، حيث اتهموهم بالنية في قلب نظام الحكم! والبعض الآخر شكك في قدرة المعارضة السياسية في حشد أعداد كافية غداً، واتهمهم بالكذب واستخدام أساليب غير مشروعه في دعوتهم! إلى آخره من تطرف في النقد وصل إلى التجريح في كرامات الناس! 
أنا أعتقد أن هذا الطرح يؤكد أن البعض منا ما زال بعيداً عن الروح الرياضية في تقبل الرأي الآخر، بل إن بعضنا لا يستحق الأجواء الديموقراطية التي تعيشها الكويت، وكان الأولى أن ننتظر حتى نرى ما ستسفر عنه هذه الفعالية ثم نعلق سلباً أو إيجاباً، حسب ما يراه كل واحد منا، وقراءة سريعة لما يصرح به المدعو نبيل نوري عبدالحليم خضير يومياً، وما تتضمنه تصريحاته من ألفاظ يترفع عنها كرام الناس، تبين لنا الوضع المزري الذي يعيشه هذا البعض الذي ضاقت به لبلأرض بما رحبت 
* * *
مجدي.. ولاريجاني
كم كنت أتمنى لو أن السفير المميز مجدي الظفيري لم يتبرع بالدفاع عن لاريجاني وينوب عنه في نفي تصريح قناة المنار المدعومة من حزب الله! وكان أولى به عندما أخبرته الخارجية الإيرانية بالنفي أن يطلب منهم أن يعلنوا هذا للملأ ولا يكتفوا بالحديث «الخشاشي»!
* * *
نواب الأولى وسوريا
أما وقد رجع مجلس القبيضة (كما يطلق عليه) قسراً وقهراً، وأصبح السادة الأفاضل القلاف والدويسان ومعصومة وزلزلة وعبدالصمد وجوهر وعاشور والمطوع وعلي الراشد أصبحوا أعضاء بالبرلمان المتبرأ منه، فإننا نستغرب سبب صمتهم المطبق عما يجري في سوريا من قتل وتدمير لبلد وشعب بشكل غير مسبوق! كلمة واحدة تبرئ ذمتهم عند الله، وعند الناس، لم نسمعها منهم! ويتحدثون عن الوحدة الوطنية؟! عجيب أمركم. 

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *