سامي النصف

أيها الشباب.. هل ستستفيدون حقاً من حرق الكويت؟!

حالنا في الكويت هذه الأيام كحال قرية ضرب الله بها مثلا (قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) صدق الله العظيم. هل تستحق الكويت ما يفعله بعض ساستها اصحاب الاجندات الخارجية ومن يتبعهم من الشباب المغرر بهم من رغبة في تحويلها من بلد آمن مطمئن إلى ساحة فوضى وتناحر وتقاتل على امور لا تتناطح عليها عنزتان في «جميع» بلدان العالم الأخرى؟!

***

فتغيير الدوائر وتعديلها في جميع الديموقراطيات الأخرى ومنها بالطبع الكويت هما من صلاحيات السلطة التنفيذية بدلالة ما حدث في عمليات تغيير الدوائر السابقة فما يعترض عليه ويدعى لحرق البلد لأجله ونشر الفوضى بسببه هو اقرب لبديهة وحقيقة «ان الشمس تشرق من الشرق»، ومن البديهيات كذلك عملية توقير وتبجيل احكام المحكمة الدستورية التي ذكرت ضمن حكمها الأخير ان النظام الحالي للدوائر غير دستوري ومن ثم يصبح من البله والغباء الشديدين ان تقام الانتخابات القادمة على نفس النظام المطعون فيه والذي قرر كثيرون رغبتهم في الطعن في نتائجه لدى المحكمة الدستورية التي أفتت بشكل مسبق بعدم دستوريته.

***

ومن البديهيات الأخرى المغيبة لأجل اهداف شريرة تهدف لنشر الفوضى والخوف والدمار في ربوع الوطن ان من يصر على ان السلطة التشريعية ـ لا التنفيذية أو القضائية ـ هي المختصة الوحيدة بتعديل الدوائر ان يكون اول المتواجدين في قاعة مجلس الأمة لإكمال النصاب لمناقشة تعديل الدوائر بدلا من مقاطعة الجلسات دون تقديم الاستقالة من المجلس وما في ذلك من تعد على المال العام المتباكى عليه حاله حال الدستور الذي تحول من كان يكفر المطالبين بتعديل بعض مواده الى المطالب الأكبر بـ ..نسفه!

***

آخر محطة: (1) في وقت تتردد في العراق الأغاني والأشعار والأعمال الدرامية المستجدة المطالبة بالكويت، وفي وقت اتت فيه تصريحات من مسؤولين ايرانيين لا تسر، نجد ان هناك من يخلق الفوضى في الداخل ويرفض مشروع الوحدة الخليجية الذي نحن المستفيد الأول منه بسبب الأوضاع الخطرة المحيطة، نجد ان هناك من يفتعل المعارك مع السعودية والامارات وهم اقرب الاقرباء وأصدق الحلفاء فما القصد مما يجري؟ وهل بقي هناك ادنى شك في النوايا المبيتة لتدمير الكويت؟!

(2) لا نعتب على من يريدون حرق الكويت لأجل الأوامر والأموال الخارجية، من نعتب عليه هم بعض الشباب المغرر بهم الذين غيبوا عقولهم وفهمهم وأصبحوا يكذبون ما يرونه من خير ونعمة وأمن ويصدقون ما يسمعونه من كلمات تحريض وتأجيج تستعملهم كأحجار صماء لا عقل لها ضمن مخططات التدمير التي تستهدف المنطقة.

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *