أسفرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مصر عن وصول مرشح الاخوان المسلمين د.محمد مرسي لرئاسة الدولة، ولا شك أن التنظيم العالمي للإخوان والذي يضم قيادات الاخوان في مختلف أصقاع الأرض ومنها الدول الخليجية سيسعى جاهدا لإنجاح التجربة الاولى لهم في الحكم كي يمكن تعميمها وإزالة الخوف من حكم الاخوان في البلدان الاخرى، وهو مطلب منطقي ومشروع.
***
ولا شك أن نجاح تجربة الاخوان في مصر خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة هناك والتي تزامنت مع الأزمات الاقتصادية الخانقة في أوروبا وأميركا، وهم في العادة أكبر المانحين والمقرضين، سيفرض على تلك التجربة المرور من بوابة الدعم الخليجي، وتحديدا من السعودية والكويت والإمارات التي تعاني هذه الايام من إشكالات غير مبررة من الحركات الاخوانية فيها.
***
فقد اشتكت السعودية أكثر من مرة على لسان رجل الأمن الأول فيها الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز من حراك الاخوان على أرضها، كما أعلن الاخواني الإماراتي أحمد حسين الدقي عن إنشاء أول حزب إماراتي، وقد رد عليه وزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش وكتاب إماراتيون، وكان مضمون ردهم أن في ذلك دعوة انقلابية وهدم للشرعية القائمة، وان هناك من يغلب الولاء الحزبي العابر للحدود على الولاء الوطني، وفي الكويت يشارك الاخوان في تجمهر ساحة الارادة والمطالبة بالحكومة الشعبية والحياة الحزبية.
***
الحكمة والبديهية وتوازن العلاقة السياسية بين البلدان تفرض القول بأنه ليس من المنطق أن تدعم الدول والأنظمة الخليجية حكم الاخوان في مصر كي ينجح ويستقر في وقت يعمل فيه الاخوان في الخليج جاهدين لضرب استقرار الدول والأنظمة الخليجية، وعليه تفرض معادلة الربح ـ الربح ان يكون هناك تبادل مصالح تقابل من خلاله القيادة العالمية للإخوان الإحسان بالإحسان عبر طلبها من فروعها في الخليج التهدئة ودون ذلك سينطبق على العلاقة الخليجية ـ الاخوانية مقولة «أريد حياته ويريد قتلي شتان بين مراده ومرادي»!
***
آخر محطة:
على قيادات الإخوان أن تعي أن الظروف الخطرة المحيطة بالمنطقة تستدعي تحالفهم ومؤازرتهم للدول والأنظمة الخليجية، بدلا من إيجاد المبررات للخروج على تلك الأنظمة ومحاولة إسقاطها عبر محاولة خلق «ربيع خليجي» مشابه للربيع العربي، وخذوا العبرة من حلفاء النظام السوري الذين يشدون أزره رغم باطله وقتله وقمعه لشعبه، وأنتم تخذلون الأنظمة الإنسانية القائمة في دول الخليج رغم صحة مسارهم وتحقيقهم المعجزات في إنجازهم لشعوبهم.