سامي النصف

إخوان مصر وإخوان الخليج!

  أسفرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مصر عن وصول مرشح الاخوان المسلمين د.محمد مرسي لرئاسة الدولة، ولا شك أن التنظيم العالمي للإخوان والذي يضم قيادات الاخوان في مختلف أصقاع الأرض ومنها الدول الخليجية سيسعى جاهدا لإنجاح التجربة الاولى لهم في الحكم كي يمكن تعميمها وإزالة الخوف من حكم الاخوان في البلدان الاخرى، وهو مطلب منطقي ومشروع.

***

ولا شك أن نجاح تجربة الاخوان في مصر خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة هناك والتي تزامنت مع الأزمات الاقتصادية الخانقة في أوروبا وأميركا، وهم في العادة أكبر المانحين والمقرضين، سيفرض على تلك التجربة المرور من بوابة الدعم الخليجي، وتحديدا من السعودية والكويت والإمارات التي تعاني هذه الايام من إشكالات غير مبررة من الحركات الاخوانية فيها.

***

فقد اشتكت السعودية أكثر من مرة على لسان رجل الأمن الأول فيها الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز من حراك الاخوان على أرضها، كما أعلن الاخواني الإماراتي أحمد حسين الدقي عن إنشاء أول حزب إماراتي، وقد رد عليه وزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش وكتاب إماراتيون، وكان مضمون ردهم أن في ذلك دعوة انقلابية وهدم للشرعية القائمة، وان هناك من يغلب الولاء الحزبي العابر للحدود على الولاء الوطني، وفي الكويت يشارك الاخوان في تجمهر ساحة الارادة والمطالبة بالحكومة الشعبية والحياة الحزبية.

***

الحكمة والبديهية وتوازن العلاقة السياسية بين البلدان تفرض القول بأنه ليس من المنطق أن تدعم الدول والأنظمة الخليجية حكم الاخوان في مصر كي ينجح ويستقر في وقت يعمل فيه الاخوان في الخليج جاهدين لضرب استقرار الدول والأنظمة الخليجية، وعليه تفرض معادلة الربح ـ الربح ان يكون هناك تبادل مصالح تقابل من خلاله القيادة العالمية للإخوان الإحسان بالإحسان عبر طلبها من فروعها في الخليج التهدئة ودون ذلك سينطبق على العلاقة الخليجية ـ الاخوانية مقولة «أريد حياته ويريد قتلي شتان بين مراده ومرادي»!

***

آخر محطة:

على قيادات الإخوان أن تعي أن الظروف الخطرة المحيطة بالمنطقة تستدعي تحالفهم ومؤازرتهم للدول والأنظمة الخليجية، بدلا من إيجاد المبررات للخروج على تلك الأنظمة ومحاولة إسقاطها عبر محاولة خلق «ربيع خليجي» مشابه للربيع العربي، وخذوا العبرة من حلفاء النظام السوري الذين يشدون أزره رغم باطله وقتله وقمعه لشعبه، وأنتم تخذلون الأنظمة الإنسانية القائمة في دول الخليج رغم صحة مسارهم وتحقيقهم المعجزات في إنجازهم لشعوبهم.

احمد الصراف

سياسيون وسياسيون

تقول الطرفة، على لسان أحد مفكري اليونان الحديثة، إن الفقير يعمل ويعمل ليأتي الغني ويستولي على جهده، وكل ذلك يتم برقابة رجل الأمن الذي يتلخص دوره في حماية الاثنين، الفقير والغني! ولكن دافع الضرائب هو الذي يدفع ضرائب عن الثلاثة، ويأتي المتشرد والعاطل عن العمل ليرتاح نيابة عن الأربعة الذين سبقوه، ويأتي السكير ليشرب حتى الثمالة بالنيابة عن الخمسة الذين جاءوا قبله، ويأتي المصرفي ليسرق الستة، ومن بعد يأتي المحامي ليدخل السبعة في متاهات النصوص القانونية، وما يجوز ولا يجوز، ويختم الحلقة متعهد دفن الموتى ليدفن جميع الثمانية الذين اتوا بقوة، ولكن ليس قبل ان يأتي «السياسي»، ليستمتع بحياته على حساب التسعة جميعا، ويعيش سعيدا إلى الأبد.
وتقول الطرفة الثانية ان سمكة قرش كانت تعوم مع ابنها باحثين عما يمكن ان يكون وجبة شهية لهما، وهنا شاهدا عن بعد يختا كبير الحجم يتهادى على سطح الماء بخيلاء، فانطلقا إليه، وما ان اقتربا منه اكثر حتى وجدا مجموعة من الرجال والنساء يقفون على سطحه، وبأيديهم ما يحتسونه بلذة واستمتاع، وبعضهم الآخر يسبح حول اليخت، وهنا انطلق القرش الصغير نحو أحد السابحين يود نهش لحمه، فأسرعت امه بايقافه قائلة: ألا ترى أن هؤلاء جمع من السياسيين؟ يجب ان تفرق بينهم وبين بقية البشر «فمكونات» هؤلاء تختلف بعض الشيء عن مكونات غيرهم، وبالتالي فإن طريقة تناول لحمهم يجب ان يكون مختلفا ايضا، ويتطلب الأمر بالتالي اتباع طقوس محددة! عليك أولاً أن تذهب إلى من تود نهش لحمه، وتدور حوله في حلقة كبيرة بعد ان تخرج زعنفة ظهرك من الماء بحيث يراها، وعندما تتأكد انه عرف من أنت وما تشكله من خطر عليه، قم بدورة أخرى من حوله، وهو سيتبعك بجسمه وعينيه، وستبدو عليه علامات الرعب الشديد، وقبل ان تجهز عليه في النهاية قم بدورة ثالثة، لتأكيد تخلصه من كل ما بداخله، ومن بعدها انهشه واستمتع بلحمه «نظيفاً»! فقال سمك القرش لأمه متسائلا: ولكن لماذا كل هذه الطقوس التي لا داعي لها، ولم لا نهجم عليه من أول لحظة ولا نضيع وقتنا في الدوران المرة تلو الأخرى؟ فقالت الأم: هؤلاء سياسيون، ويجب عدم تناولهم قبل بث الرعب الشديد في قلوبهم، فالرعب من رؤية زعنفتك المرة تلو الأخرى، سيجعله يفرغ ما في داخله من أورام وفضلات وخباثب وكلام بطالي، وهنا يصبح لحمه اطيب، ويسهل تناوله بشهية أكبر!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

نجاح الشرعية

سمو الأمير حفظه الله يستقبل المسؤول العراقي مقتدى الصدر
سموه حفظه الله كان قد استقبل نوري المالكي قبل ذلك بأيام
وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد يشارك في مؤتمر دعت له ايران في الايام الماضية
خادم الحرمين الشريفين يوجه دعوة لاحمدي نجاد للمشاركة في مؤتمر إسلامي في مكة المكرمة

هذه كانت عناوين الاخبار في الايام القليلة الماضية.. ومنا الى المعترضين على دعوة السفير الإيراني بالكويت والتي وجهت إليه بالخطأ وتم الاعتذار من هذا الخطأ.

***
أصبح الرئيس محمد مرسي اول رئيس مصري يمثل الشرعية المكتسبة من الشعب المصري بشكل صحيح، وذلك بعد انتخابات عرف حزب الحرية والعدالة كيف يجعلها نزيهة، وذلك من خلال تعديل قانون الانتخاب بجعل الفرز يتم باللجان وتعلن نتائجه مباشرة في كل لجنة، مما مهد للحزب ان يبادر بإعلان النتيجة مبكرا قبل إعطاء فرصة لأصحاب النوايا الباطلة للتلاعب فيها. عند ذلك لم يجد خصوم الاخوان المسلمين الا تخويف الناس من ان الاخوان «سيكوشون» على كل مرافق الدولة في مصر!
ويبدأ الرئيس الجديد مهمته الصعبة، وكل يوم يتضح للمواطن المصري أن اختياره لمرسي كان صحيحاً، وانه هو الرئيس الذي تحتاج اليه مصر في هذه المرحلة. وبإحصائية سريعة للمناصب التي تمت فيها التعيينات حتى الآن نجد ان الاخوان المسلمين خارج معظمها تقريبا! فها هو يعين نائباً له يعرفه كل اهل مصر وليس له علاقة بالإخوان، كما عين رئيس الحكومة وهو كذلك لا تربطه بالإخوان اي صلة، حتى الحكومة التي تتكون من اكثر من خمسة وعشرين وزيراً ليس للإخوان فيها الا عدد بسيط لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، هم ومن هو محسوب عليهم، اضف الى ان الضجة التي افتعلها أذناب الفلول بتعيين رؤساء للصحف لم تكن صحيحة، فالخمسون الذين تم اختيارهم ليس من بينهم واحد من الاخوان. واذا جئنا إلى التغييرات الاخيرة في المؤسسة العسكرية وجدناها تتفق تماماً مع متطلبات الثورة، التي كان الثوار ينادون بها، واهمها انهاء حكم العسكر، وتحويل مصر الى دولة مدنية، ولو استعرضنا الاسماء التي جاء بها الرئيس لوجدناها كلها الصف الثاني في المؤسسة العسكرية، يعني أيضاً ولا واحد من الاخوان. لكن هل هذه الإصلاحات سترضي خصوم مرسي؟! طبعا لا! ها هم اليوم لم يجدوا ما يعترضون عليه الا ان زوجة نائب الرئيس… منقبة!
تعرفون وين المشكلة؟! المشكلة عندنا بالكويت! فالليبراليون هنا منزعجون من نجاحات الرئيس الاخونجي، كما يسمونه، اكثر من انزعاج حزب التجمع المصري نفسه! لماذا؟ لانه يخيل لهم – وهذا صحيح – ان هذه النجاحات ستثبت ان كل اتهاماتهم التي ازعجونا بها طوال الأشهر الماضية كانت «تيش بريش»، وان مصداقيتهم اي كلام. وكنت اتمنى ان يسعى الجميع الى دعم الإصلاحات السياسية بغض النظر عمن اصدرها، وان يكون الاستقرار والتفرغ للتنمية هما الشغل الشاغل لهم، لكن ابوطبيع ما يخلي طبعه!

***

عمر الأشقر
رحمة الله عليك يا شيخ عمر… اجدني ملزماً بأن اقول اليوم شهادة حق في هذا الرجل من خلال موقف واحد يكفي عن كل المواقف.
اثناء فترة الاحتلال العراقي الغاشم كنت مع الوفد الشعبي الكويتي الذي زار الأردن، وقابلت الشيخ عمر هناك، واخبرني انه كان هنا اثناء الغزو، وعندما طلب من الجامعة الاردنية ان يدرس فيها رفضوا طلبه وامروه بان يرجع إلى الكويت المحتلة – آنذاك – ويدرس في جامعتها دعما للحكومة الجديدة! لكنه رفض وفضل ان يجلس في بيته عاطلا على ان يدعم الاحتلال.
رحمك الله يا شيخ وأسكنك فسيح جناته.

د. أحمد الخطيب

هل التحريض على المحكمة هدف أعداء الدستور؟

هكذا نجحوا في جر الشارع الكويتي إلى مواجهة مع المحكمة الدستورية… فمنذ أن تعالت التهديدات بالنزول إلى الشارع إذا طلبت الحكومة رأي المحكمة الدستورية في الدوائر الخمس، تغير مجرى المعركة… المعركة الآن ليست معركة بين نظام معادٍ للدستور وشعب متمسك به، بل أصبحت معركة بين القضاء والشعب الكويتي، وكأن النظام لا علاقة له من قريب أو من بعيد بالوضع المأساوي الذي نعيشه، وكأن المحكمة الدستورية هي المشكلة الحقيقية والسبب الرئيسي في تعاسة الوضع الذي نعانيه. ألم يتوقع أحد أن النظام لن يسكت، وسوف ينتقم من القضاء الذي أوقفه عن التعدي على الدستور؟ متابعة قراءة هل التحريض على المحكمة هدف أعداء الدستور؟