٭ منذ حدوث النكبة في فلسطين عام 1948 والاخوة الفلسطينيون يلومون بشكل دائم «العرب» على ما حدث لهم، ومن ثم عرفنا بالبديهية ان الفلسطينيين ليسوا عربا، كون العرب هم الآخر الذي ضيعهم.
٭ مع قيام الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975 وما بعدها، قال اللبنانيون بساستهم واعلامييهم ومفكريهم ان «العرب» هم سبب تلك الحرب المدمرة التي خاضها اللبنانيون بالنيابة عنهم، وبذا علمنا ان الشعب اللبناني ليس عربيا، فالعرب هم الآخر الذي دمرهم.
٭ وعندما وقع الرئيس السادات اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 وقاطعته الدول العربية، شن الاعلام المصري حملة شرسة على «العرب» الذين يريدون محاربة اسرائيل لآخر جندي مصري، وعلمنا في حينها ان المصريين ليسوا عربا الذين هم كذلك الآخرون الذين يريدون الاضرار والاساءة لمصر.
٭ غزا صدام الكويت عام 1990 وهدد الدول الخليجية، فكفر الكويتيون والخليجيون بـ «العرب» الذين وقفوا مع صدام، وبذا عرفنا ان الكويتيين والخليجيين ليسوا عربا لعدم وقوف المفكرين والاعلاميين العرب معهم.
٭ منذ تحرير العراق من الاحتلال الصدامي عام 2003 والاخوة في العراق يلومون «العرب» على كل ما فعله صدام بهم، وبذا لا يمكن اعتبار العراقيين عربا.
٭ قام امين الامة العربية معمر القذافي بالهجوم في اكثر من خطاب على «العرب»، واعلن انتماءه الافريقي، كما لام اتباعه «العرب» على الثورة التي قامت ضد ملك ملوك افريقيا، وبذا ثبت ان الليبيين ليسوا عربا، وامتد الامر لدول شمال افريقيا التي بدأت هي الاخرى تتنكر للعروبة وتفخر بانتمائها الامازيغي والبربري والافريقي.. الخ.
٭ مع قيام الثورة في سورية ونحن نسمع من بعض ثوارها كفرهم بـ «العرب» الذين تركوهم لمصيرهم، وبذا انضم الشعب السوري بأغلبيته للشعوب غير العربية والتي كفرت بالعروبة.
٭ الامر كذلك في السودان بعد انفصال جنوبه، حيث تم القاء اللوم على «العرب» لعدم وقوفهم مع النظام في حربه الشعواء ضد قوى الجنوب.
السؤال البسيط والمستحق بعد كل ما سبق: اذا كانت كل تلك الشعوب والانظمة تهاجم «العرب»، اي انها ليست عربية، فمن هم العرب اذن؟ سؤال يحتاج الى اجابة!
***
آخر محطة:
1 ـ واقع الحال يظهر ان «العرب» هم آخر الهنود الحمر المنقرضين مع فارق اساسي هو ان الهنود الحمر كانوا اكثر ذكاء حيث لم ينسلخوا عن جلودهم ويلوموا «الهنود الحمر» على ما جرى لهم!
2 ـ ومعلومة بسيطة: اراضي الشعب المريخي المسمى بالشعب العربي اصبحت كأموال الايتام على مائدة اللئام تتخاطفها الامم من كل جانب، وبعض مفكري تلك الامة مازال يلوم الأعداء العرب على ما يجري للعرب.. ويا له من ذكاء اخجل اهل الغباء من امم الارض الاخرى.