أدمنا في الكويت الشكوى من كل شيء، والخطأ في كل شيء، ومن ذلك الشكوى المريرة هذه الايام من وصول درجة الحرارة إلى 55 درجة مئوية في الظل، رغم أن المعاناة الحقيقية من تلك الحرارة المرتفعة ليست علينا، بل على «كومبروسر» التكييف في السيارة والمنزل ومقار العمل، حيث سيعمل ساعات إضافية دون مقابل لخفض الحرارة للمستوى المريح الذي نوده ونرغبه.
***
في ولاية أريزونا الصحراوية الأميركية حيث درس الابناء، تصل الحرارة هناك الى ما يقارب الحرارة هنا دون شكوى، بل وتعتبر تلك الولاية الأكثر زيادة بالسكان مقارنة بالولايات الأخرى بسبب هجرة سكان الولايات الباردة اليها، الغريب أنك ترى العجائز هناك وهم يقودون الدراجات الهوائية لمقار عملهم أو للتسوق، لذا لنقلل الشكوى من أوضاعنا التي يحسدنا عليها أغلب الناس ولنحمد الله على النعمة، فلا فيضان ولا تسونامي ولا بركان ولا أعاصير ولا زلازل.. والأخيرة فيها نظر!
***
شاهدت على الـ«يوتيوب» مخلوقا غريبا يطلق على نفسه مسمى ناشط سياسي «كويتي» عيونه ليست مستطيلة كباقي البشر، بل مدورة على شكل رقم خمس وخمسين، وهو يشتم رجال الأمن الكويتيين المناط بهم فض التجمهرات غير المرخصة ويقول إنهم جبناء هربوا من أمام جيش صدام ورموا ملابسهم الرسمية في صناديق القمامة، وفي ذلك تبنٍ لأكاذيب أعداء الكويت، مما يجعل ذلك الناشط ضمن الطابور الخامس المعادي ويستلزم الأمر المقاضاة والمحاسبة الشديدة والنظر في أحقيته في الجنسية الكويتية التي يشتم جيشها ورجال أمنها ولا شيء أقل من ذلك، ولن نسأل ذلك الدعي عما فعله ابان غزو صدام.
***
والشيء بالشيء يذكر، فعندما أرسل المرشح حازم أبوإسماعيل زبانيته ومأجوريه للهجوم على وزارة الدفاع المصرية بالعباسية، ذكر ممثله المدعو جمال صابر في لقاء متلفز قبل طرده منه أن الجيش المصري أسد عليهم ونعامة في الحروب، فتمت مقاضاته على ذلك القول القميء.
المضحك ابان تلك الاحداث ظهور دكتورة جامعية في لقاء متلفز آخر قالت فيه للمذيع: لا أعلم لماذا يتعرض الجيش لأبنائي الطلبة المتظاهرين وهم يقومون باحتجاج سلمي لا يستخدمون فيه سوى الحجارة والعصي (!)
وقد وددت في حينها لو أن المذيع أخرج من تحت الطاولة حجرا بحجم اليد وضربها به على رأسها الفارغ وأكمل عمله بضربها بعصا غليظة على وجهها العكر لتعلم بديهة ان الاحتجاج السلمي لا حجارة ولا عصي فيه.
***
آخر محطة: هل يمكن وقف عنادنا السياسي المدمر؟! محكمة دستورية بيدها إبطال الانتخابات النيابية القادمة تقول بشكل مسبق إن النظام الانتخابي الحالي (الدوائر الخمس) غير دستوري، فيقال ولو.. سنذهب للانتخابات القادمة على نفس النظام المطعون فيه! يعني عنزة ولو طارت وحلب حتى لو كان الواقف.. ثور!».