في يوم من الأيام ستراني عجوزا، غير منطقي في تصرفاتي، عندها من فضلك أعطني بعض الوقت والصبر لتفهمني، فعندما ترتعش يدي فيسقط الطعام على صدري، أو عندما لا أقوى على لبس ثيابي وحدي، تحل بالصبر معي وتذكر سنوات مرت علينا وأنا أعلمك كيف تأكل وتلبس.. وإذا حدثتك بكلمات مكررة أو غير مفهومة وأعدت عليك ذكرياتي فلا تغضب أو تمل مني، فكم كررت لأجلك قصصا وحكايات لأنها فقط كانت تفرحك وتسعدك، وكم كنت تطلب مني ذلك وانت صغير فعذرا منك ان تسببت لك في الملل أو الضيق الآن وانت كبير..
وإن لم أعد أنيقا أو جميلا فلا تلمني واذكر محاولاتي العديدة في صغرك لأجعلك أنيقا وجميلا، ولا تضحك مني إذا رأيت جهلي وبطء استيعابي لأمور جيلكم ولكن كن أنت عيني وعقلي لألحق بما فاتني إن سمح وقتي المتبقي فأنا من أدبتك وعلمتك منذ الصغر كيف تواجه الحياة ولقّنتك أن تقابل الإحسان بالإحسان.
ولا تمل من ضعف ذاكرتي وبطء كلماتي أثناء محادثتك لأن سعادتي من المحادثة أن أكون معك فقط، وعندما تخذلني قدماي في حملي الى المكان الذي أريده كن عطوفا معي وتذكر كم أخذت بيدك كي تستطيع أن تمشي، فلا تستحي أن تأخذ بيدي اليوم فغدا ستبحث عمن سيأخذ بيدك.
يا ابني.. في سني هذه اعلم اني لست مقبلا على الحياة مثلك ولكني ببساطة انتظر الموت فكن معي ولا تكن علي، وعندما تتذكر شيئا من أخطائي التي قد تكون أغضبتك فاعلم اني لم أكن أريد دوما سوى مصلحتك، وان أفضل ما تفعله معي الآن ان تغفر زلاتي وتستر عوراتي فمازالت ضحكاتك وابتسامتك تفرحني وغضبك يزعلني تماما كما كنت صغيرا فلا تحرمني من صحبتك في آخر عمري، كنت معك حين ولدت فكن معي حين أموت.
والدك المحب لك.
***
آخر محطة: الرسالة أخذتها من الإنترنت بتصرف.