مبارك الدويلة

عقدة اليسار الكويتي

يبدو ان بعض المحسوبين على التيار اليساري في الكويت منزعجون جداً من بعض العبارات التي ترد في بعض مقالاتي التي انتقد فيها انحراف مسيرتهم وتراجعهم عن مبادئهم التي كانوا ينادون بها طوال عقود من الزمان حتى اضحوا يتفننون بعقد الصفقات مع الحكومة ولا يتورعون عن إظهار التحالف مع حلفائها!! ويبدو ان عقدة هذا التيار هو شعور اتباعه بهذا التبدل في الجلد، لذلك لم يجد ما ينفي هذه التهمه الا إلقاء الكرة في ملعبنا وتذكيرنا بحكومة 1976 التي شارك فيها الشيخ يوسف الحجي ويغضون الطرف عن الرموز الخمسة للتيار الوطني، الذين ذكرنا أسماءهم في مقال سابق وكانوا وزراء في الحكومة نفسها!! بل ان احد هؤلاء الكتاب لم يتورع عندما يتحدث عن التاريخ القريب لدواوين الاثنين ويدعي زورا وبهتانا وافتراء ان الذي كان يقود ذلك التحرك هو التيار الوطني فقط!
اليوم يتحدثون عن صحوة التيار اليساري…!!؟ وكنت أتوقع عودة لمبادئ الستينات والسبعينات، فافاجأ انها دعوة الدكتور الخطيب لعرض موضوع الدوائر على المحكمة الدستورية!!! وان هذه الدعوة هي التي اعادت التيار الى الجادة الصحيحة!
وليعذرني الرفقاء في هذا التيار لأقول لهم اذا كانت هذه الدعوة هي التي ستحييكم وتعيدكم الى مبادئكم فانصحكم بالا تتعبوا أنفسكم فالضرب بالميت حرام! فالأولى بكم البحث عن الأمجاد في تاريخ الكثير من الشخصيات الوطنية الكويتية التي تسعين في المائة منها لا تؤمن بعقيدة اليسار ولابنظرته للحياة ولكنكم تطوعون إنجازاتها لمصلحة تياركم كلما أردتم ملء الفراغات الكثيرة لديكم!
المعلومات تقول ان توجهات صدرت لتوزير امرأة في الحكومة الجديدة ارضاء لتيار معين! وان إزاحة جمال شهاب من الاوقاف ارضاء للتيار نفسه بعد ان اصدر قرارات جريئة تعيد للمسجد دوره الريادي! ويقولون ماهم اصحاب صفقات مع الحكومة..؟
الاخ مدير عام بلدية الكويت اصدر قرارا يسمح للوزارات ومؤسسات الدولة ان تنشئ داخلها إدارات لممارسة مهنة التصميم للمخططات الهندسية وإصدار تراخيص البناء والإشراف على تنفيذ المشاريع الإنشائية…!!
اللي اعرفه ان الدولة تتجه الى خصخصة بعض القطاعات لديها وليس العكس!! هذا القرار اعلان حرب على القطاع الخاص ويسير في اتجاه مخالف لتوجهات الخطاب الاميري في دور الانعقاد الماضي، المشكلة ان المسؤولين في البلدية يقولون ان هذا القرار تنفيذ لقرار مجلس الوزراء!! لا بالله ضاعت الطاسة! ومنا الى غرفة التجارة والصناعة.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *