عندما أراد عبدالناصر والضباط الاحرار القيام بانقلاب 1952 استعان بحركة الاخوان المسلمين للحصول على التأييد الشعبي للثورة، وتم اختيار اللواء محمد نجيب قائدا للبلاد آنذاك وهو المقرب من الاخوان. وبعد ان استقرت الامور للضباط الاحرار انقلبوا على حلفائهم في عام 1954، وحتى يبرروا فعلتهم المشينة اختلقوا لهم اعترافات وتهما لا يصدقها عاقل! لكن وسائل الاعلام كانت بيد السلطة التي أصبحت تحت سيطرة الضباط الاحرار، فصدق الشعب هذه الاتهامات وسار في شوارع القاهرة يهتف لعبدالناصر حتى تمكن الاعلام من رسم صورة مقدسة له في أذهان رجل الشارع المصري البسيط.
وبعد ذلك استمر مسلسل الافتراءات والاتهامات على قيادات الجماعة حتى زج معظمهم بالسجون بمحاكمات صورية، وعلق الكثير منهم على أعواد المشانق من دون اي اعتراض او استنكار من اي نظام عربي او دولي! اما على المستوى الداخلي فكانت الحقيقة غائبة وسط زخم هائل من التمجيد والتبجيل للزعيم الأوحد منقذ الامة وأملها ومستقبلها الرئيس عبدالناصر! طبعا كانت التهمة المعلبة والجاهزة في كل مرة هي المشاركة في تنظيم سياسي يهدف الى الانقلاب على الحكم! وتمضي الايام ويشاء الله ان يكشف ويظهر الحق ويبطل الباطل فكانت هزيمة 1967 ثم الاستقالة للزعيم الأوحد ثم وفاته لتطوى صفحة في تاريخ حقوق الانسان المصري، فجاء بعد ذلك عهد السادات الذي اخرج من كان في السجون ممن بقي حيا من الاخوان بعد ربع قرن من الزمان ليحكوا للشعب المصري الحقيقة الغائبة.
المعلومة المهمة اليوم هي انه بعد سنوات من استقرار الأوضاع في مصر بالنسبة لجماعة الاخوان المسلمين استقال عدد من المسؤولين في وزارة الداخلية المصرية – جهاز امن الدولة – وانتقلوا للعمل في دول الخليج وغيرها لينقلوا لها خبراتهم الإجرامية في التعامل مع الجماعات التي قد تسبب إزعاجا لبعض السياسات الخاطئة في هذه الدول! وما أشبه اليوم بالبارحة!
***
نهنئ القراء بحلول شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام وذكر الله والابتعاد عن كل ما يغضب الرب عز وجل، لذلك أوصي نفسي واوصي القارئ العزيز والكاتب الزميل ان نكتب ما يفيد وان نقرأ ما ينفع وان نتجنب الافتراء على خلق الله، فقد أثبتت احداث مصر انه ما يصح الا الصحيح، وانك قد تخدع الناس بعض الوقت لكنك لن تتمكن من ان تخدعهم كل الوقت! كما نرجو من خصومنا السياسيين ان يترفعوا عن الاصطياد بالماء العكر، وان نتعظ مما يجري حولنا من سرعة تقلب الامور وفقا للمشيئة الإلهية وان نجعل امن واستقرار كويتنا فوق اهوائنا ومصالحنا ومكاسبنا السياسية.