لوحظ منذ اكثر من عقد من الزمان ان التيار اليساري الكويتي، والذي يمثله المنبر الديموقراطي الكويتي، بدأ في تغيير جلده، فمن اقصى المعارضة ضد الحكومة والنظام في الستينات والسبعينات الى عقد الصفقات والتحالفات مع الحكومة في مطلع القرن الجديد، ولعل مقال الدكتور الخطيب في صفحة القبس الاولى في الاسبوع الماضي عندما طالب ما يسمى مجلس القبيضة (مجلس 2009) بالانعقاد لأكثر من جلسة وإصدار قوانين مهمة مثل قانون نزاهة الانتخابات، وحرص الرمز اليساري على الا يتم حل المجلس الا بعد ان يصدر هذه القوانين، اقول هذا المقال تأكيدا لاستمرار هذا التيار في تبني خط مخالف لكل المواقف والثوابت الوطنية التي كان الدكتور يقاتل من اجلها منذ الستينات من القرن الماضي!
ثم جاء اجتماع ديوان الصقر، والذي حدد فيه هذا التيار خطه ومنهجه بكل وضوح، وهو التنسيق مع التحالف الوطني الديموقراطي، وكلنا يعرف مبادئ هذا التحالف الذي يمثل المصالح التجارية لبعض العوائل الكويتية الكريمة ومآسي تلزمه ذلك من مراعاة التوجهات الحكومية ومصالح مكوناتها الاجتماعية وما أدى ذلك الى تحالفات صريحة بين التيارات الشيعية على اختلافها والتيار الوطني في مجلس الامة والمحسوب على التحالف والمنبر عندما كانت هذه التيارات «خوش بوش» مع الحكومة وتوجهاتها ايام حكومات سمو الشيخ ناصر المحمد.
واستمرارا لهذه المتغيرات الأيديولوجية والفكرية والمنهجية لدى رموز اليسار الكويتي ومؤسساته، دأب مفكروه ومنظروه بانتهاج هذا الخط الجديد منذ سنوات عدة، ولعل المتابع لكتابات احد هؤلاء المنظرين وهو الكاتب الكبير والزميل عبداللطيف الدعيج وانتقاده المستمر لخط المعارضة السياسية الكويتية ومدحه المتكرر لبعض المواقف الحكومية المناوئة لهذه المعارضة، يلاحظ ذلك!
هذا المقال ليس انتقاصا لليسار الكويتي فالتغيير ليس عيبا ولا نقصا بل هو شكل من اشكال التطوير في العمل ومجاراة الواقع ومتغيراته، خاصة اذا تبين ان بعض أفكار التيار اصبحت بالية او ان بعض مبادئه لم تعد قادرة على الصمود في وجه التطور الطبيعي للحياة مما حدا بالتيار الى تغيير كبير ولو أدى الى تغيير الجلد..!
ما أتمناه ألا نسمع من منابر هذا التيار من يكرر أمجادا كلنا يعلم انها اصبحت اطلالا في تاريخه ولم يعد لها وجود!
***
• يعجبني جاسم القطامي عليه رحمة الله، عاش ومات على المبدأ نفسه من دون ان يغير جلده…!! ويذكرني بالعم عبدالله العلي المطوع عليه رحمة الله الذي عاش ومات من اجل مبدئه…. أولئك رموز دخلت التاريخ من أوسع أبوابه فهل من مدكر؟