سامي النصف

لماذا عمرو موسى هو الأفضل؟! (2)

  مصداقية من يترشح للمناصب الرئاسية والقيادية في الدول قضية مهمة جدا، وقد دفعت مصر ودولنا العربية أفدح الأثمان لأكاذيب قياداتها الثورية التي حولت النكبات والهزائم إلى انتصارات باهرة، وقد تكررت من د.عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح لقيادة أكبر وأهم بلد عربي سقطات وأقاويل غير مقبولة على الإطلاق، وقد ذكرت في مقال سابق لقائي بالدكتور أبوالفتوح عندما استضافنا الإعلامي الشهير حمدي قنديل في برنامجه «قلم رصاص» وإنكار الدكتور قبل بدء البرنامج وهو القادم للتو من دارفور، وقوع أي أحداث ومذابح هناك، مدعيا انها تخرصات امبريالية ضد نظام البشير في وقت كانت صور المذابح والتهجير تملأ وسائل الإعلام العربية والأجنبية.

***

وضمن لقائه مع جريدة «الأنباء» بتاريخ 9/5/2012 أنكر انه التقى صحافيا إسرائيليا ودعا الفلسطينيين للاعتراف بإسرائيل وهو أمر يكذبه شريط اللقاء الموجود بالصوت والصورة على اليوتيوب، وفي لقاء الأحد الماضي مع قناة النهار المصرية أنكر بشدة انه قدم القسم والبيعة لمرشد الإخوان المسلمين وعندما كذبه قادة الإخوان في وقت لاحق عاد في لقاء يوم الخميس الماضي ليقر بالقسم والبيعة دون الاعتذار عن إنكاره السابق (!) كما أصر على ان منافسيه موسى وشفيق هما من الفلول مهما قالا وأنكرا كونهما عملا لسنوات قليلة مع نظام مبارك، إلا أن علينا أن نقر بأنه لم يعد من الإخوان رغم انه كان عضوا فاعلا معهم لمدة 37 عاما متصلة حتى ان البعض يتهمه بأنه المرشح «السري» للإخوان.. أي صيف وشتاء على سطح واحد.

***

وفي لقاء قناة النهار الأحد الماضي مع الإعلامي خالد صلاح قال أمرا كرره في مناظرة الخميس الماضي وهو ان صور مرشحي الفلول تملأ اللوحات الإعلانية باهظة الأثمان المنتشرة على جانبي الطرق السريعة، متسائلا عن مصادر التمويل ومضيفا أن حملته لا تملك المال اللازم لمثل تلك الإعلانات، وفي صباح اليوم التالي أي الاثنين الماضي قدت سيارتي على طريق المحور السريع الذي يربط القاهرة بالاسكندرية ومدينة 6 أكتوبر مصطحبا كاميرتي وهو الطريق الأهم في مصر والذي يحتوي على جانبيه أكبر عدد من اللوحات الإعلانية.

***

وقد أحصيت وصورت 3 – 5 لوحات إعلانية لموسى وشفيق، ثم 8 لوحات إعلانية ضخمة لأبوالفتوح تلتها ما يقارب 80 لوحة متوسطة وصغيرة لأبوالفتوح على كل عمود نور ونخلة، وقد نشرت صحيفة «المصري اليوم» الرصينة في عدد الخميس 3/5 ان لوحات أبوالفتوح هي الأكثر عددا وانتشارا في القاهرة وانها تقارب عدد لوحات حازم أبواسماعيل (يقال ان مصدر التمويل واحد وان الاثنين وجهان لعملة واحدة)، فكيف ينكر أبوالفتوح وجود لوحات له ويستنكر وجود لوحات لموسى وشفيق ويسأل عن مصادر تمويلها وينسى لوحاته ومصادر تمويلها؟!

***

إن مصلحة مصر بالدرجة الأولى والعرب والعالم تقتضي اختيار المرشح موسى حيث لا تحتمل ارض الكنانة وشعبها الطيب ما تمثله منافسة ابوالفتوح من رغبة مدمرة في الانتقام والتطهير والإعدام من قبل المحاكم الثورية، اضافة الى انعدام الخبرة المطلقة بالعمل العام ومعرفة شخصيات العالم السياسية والاقتصادية، وحقيقة انه يمثل نفس التوجه السياسي رغم اختلاف المسميات مع أغلبية مجلس الشعب والشورى والحكومة القادمة، مما يعني العودة لمسار الحزب الوطني وبشكل أشد وأسوأ حيث ان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، ومن الأخطاء الصارخة لأبوالفتوح تلونه السياسي للوصول للهدف حيث أصبح إخوانا، سلفيا، علمانيا، ليبراليا، مسلما قبطيا..إلخ وهو أمر يحسب ضده لا له.

***

إن مصر الموحدة المنتعشة اقتصاديا والقوية عسكريا هي ما يمثله حكم السيد عمرو موسى وهو ما سينفع مصر والخليج والعرب والعالم أجمع، أما مصر أبوالفتوح المشتتة سياسيا والضعيفة عسكريا والمهددة بالتفتيت جغرافيا كنتيجة منطقية لإضعاف جيشها والمدمرة اقتصاديا والمقاطعة عالميا فلن يكون فيها نفع لنفسها أو للآخرين حتى لو كان شعار من سيضعفها ويفتتها.. «مصر القوية».

***

آخر محطة:

1 ـ يعلم الجميع أن معدي ومقدمي البرامج والمناظرات السياسية والإعلامية ليسوا ملائكة بل يقومون وفي كثير من البرامج الحوارية بتسريب المحاور والأسئلة لأحد الأطراف المشاركة التي تتقارب رؤاها مع رؤى المحطة المعنية لإعطائه الأفضلية على الطرف المشارك الآخر وهذه قضية مسلّم بها.

2 ـ ويعلم البعض على الأقل أن إحدى المحطات التي استضافت المناظرة بين موسى وأبوالفتوح تمول من جهة قريبة من أحد المرشحين، ومن ثم لها مصلحة مباشرة بفوزه في تلك المناظرة المهمة وتلك قضية مسلم بها أيضا.

3 ـ بدأت مناظرة القمة وفات المذيعة منى الشاذلي ان توضح للضيوف الاثنين معنى دق الجرس إبان الإجابة (أوضحت «فيما بعد» انه لا يعني نهاية الوقت بل بقاء 10 ثوان على نهايته) لذا كان المرشح عمرو موسى يتوقف قبل ذلك الإيضاح ـ الذي أتى بعد انتهاء أول سؤالين وإجابتين ـ وكما هو متوقع مع دق الجرس، الغريب جدا أن المرشح ابوالفتوح كان يستمر في إجابته ومنذ البداية حتى تكتمل العشر ثوان اللاحقة (!) فمن أخبره ودربه على ان الجرس لا يعني انتهاء الوقت؟ وهل أخبر فقط بتلك الجزئية أم أخبر كذلك بالأسئلة والمحاور؟ حيث لاحظ المشاهدون ان موسى كان يفكر قليلا قبل أن يجيب بينما كان أبو الفتوح يجيب على الفور مستعينا بأرقام وإحصاءات يصعب حفظها دون علم مسبق بالحاجة إليها أي أن الفارق بين إجاباتهما كالفارق بين كيفية إجابة الطالب الشاطر، والطالب الذي يعلم بشكل مسبق الأسئلة والأجوبة، ان هناك حاجة ماسة للتحقيق في تلك المناظرة ومعرفة ماهية ضمانات عدم تسرب محاورها وأسئلتها، فهناك مناظرات عديدة قادمة على الطريق ولا نريد أن يصل لأهم كرسي عربي أحد عن طريق الغش والتسريب والخداع.

4 ـ زلة لسان عمرو موسى حول إيران العربية تعني بشكل قاطع انه لم تكن مسربة له بشكل مسبق الأسئلة والأجوبة!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *