«دولة الكويت» مسمى صغير لم يعد يدل أو يعكس حقيقة أحوالنا وما آلت إليه أوضاعنا السعيدة، والمسمى الحقيقي الذي يجب ان نتسمى به خاصة بعد تغير الأوضاع في ليبيا هو «الجماهيرية الكويتية الشعبية الاشتراكية الديموقراطية العظمى» أو اختصارا «جاك شش دع»!
****
«الجماهيرية» حيث لم نعد نتصرف كحال الدول التي تحكم بأسر حاكمة سواء في أوروبا أو آسيا أو المنطقة، حيث تجل وتحترم تلك الأسر لمكانتها التاريخية والسياسية والاجتماعية ولا تتعرض كل صباح ومساء لتوجيه الاتهامات الزائفة والباطلة لها، في الكويت أضحينا كحال الجمهوريات أو الجماهيريات التي تقوم على أنقاض الملكيات فيسمح بل يشجع على توجيه الشتائم والأكاذيب لأسرها الحاكمة دون حساب او عقاب بقصد ادعاء البطولات الفارغة.
****
«الكويتية» للدلالة على بلد أصبح للأسف «طماشة» الخلق وحديث الدول فسبع مليارات نسمة يتجهون في مسار معين لمستقبل زاهر، ومليون كويتي يسيرون في اتجاه معاكس تماما، حيث نرى ونسمع ونقرأ مطالبات مضحكة وإشكالات غبية وأحداثا ونزاعات وخلافات مصطنعة لم تمر قط على دولة أخرى في التاريخ عدا.. بلدنا الحبيب!
****
«الشعبية» ففي وقت اتفقت فيه جميع الديموقراطيات الناشئة في المنطقة وخبرائها الدستوريين الكبار على الأخذ بالنظام السياسي المزيج من الرئاسي والبرلماني عبر إعطاء رأس الدولة صلاحيات اختيار رئيس الوزراء وتعيين الوزراء، نرى مطالبات محمومة لدينا بالتحول للنظام البرلماني المطلق وبدء تشكيل الحكومة «الشعبية» المستبيحة لكل شيء ومن ثم وضع بلدنا أمام خيارين أحلاهما مر، اي اما عدم تعديل الدستور بالمطلق وهو خطأ او تعديله للأسوأ وهو خطأ أكبر منه بكثير.
****
«الاشتراكية» حيث نجحنا في التحول ببلدنا الذي قام تاريخيا على التجارة والمبادرة الفردية، وعبر التشريعات التي أصدرناها خلال العقود الماضية الى دور الدولة المتملكة لكل شيء والموظفة كحال أعتى الدول الشيوعية للجميع، توازيا مع المحاربة الشديدة للاقتصاد الحر واتهام رجال الأعمال بكل الموبقات وأصبحنا تبعا لذلك دولة أو جماهيرية «الكاف الثالثة» الباقية في العالم، اي كوريا الشمالية، كوبا، الكويت، علما ان كوبا في طريقها للخروج من تلك المنظومة ومن ثم سنصبح دولة «الكاف الثانية».. يا فرحتنا!
****
«الديموقراطية» التي استطعنا وبجدارة بالغة ان نفرغها من مضمونها السياسي والإنساني والاجتماعي، بحيث بات ما يجمع ديموقراطيتنا والديموقراطيات الحقيقية في العالم هو حالة «تشابه أسماء» فقط، فديموقراطياتهم تقوم على العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، وديموقراطيتنا تعزز عبر الواسطات المتفشية العكس من ذلك تماما، ديموقراطياتهم تحارب الفساد وتدعم الشفافية، وديموقراطيتنا تشجع الفساد وتحارب الشفافية، ديموقراطياتهم تعمر وتشجع التنمية، وديموقراطيتنا تدمر وتوقف التنمية.. الى آخره.
****
«العظمى» فنحن أفضل وأمثل من ينطبق عليه ذلك المسمى، فقد قيل في السابق ان الدول العظمى ثلاث: الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والكويت، حتى أتانا الغزو وعرفنا حقيقية حجمنا فأصبحنا نتصرف بعده وبحق على ان الدول العظمى اثنتان: الولايات المتحدة والجماهيرية الكويتية العظمى بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، حيث أصبحنا لا مصر أكبر بلد عربي، ونحن لا اندونيسيا او نيجيريا اكبر بلد اسلامي، ونحن لا الصين او الهند اكبر بلد إنساني، حيث وضعنا على كاهلنا مسؤولية التصدي لما تتعرض له الإنسانية والعرب والإسلام من هجمات ونكبات حيث نتفاعل ـ دون غيرنا ـ معها ونرسل نوابنا وشبابنا للحرب والضرب في البر والبحر وأصبح اسمنا لا اسم صدام من.. يهز أميركا، ولو غزا كوكب الأرض مخلوقات متطورة من كواكب أخرى لكنا نحن في مقدمة من يتصدى لها دون حتى انتظار مشاركة الآخرين.. «عفارم»!
****
آخر محطة:
(1) أفضل كتابين كتبا عن العهد الملكي السعيد في ليبيا هما كتابا رئيسي الوزراء السابقين مصطفى بن حليم ومحمد عثمان الصيد وبهما كثير من العظات والعبر حيث ساهمت الثورية والأكاذيب والأباطيل باستبدال ملك رحيم زاهد اسمه ادريس السنوسي لم يحكم قط بالإعدام على احد، بالبطل الشعبي الطاغية معمر القذافي الذي أباد شعبه بالشبهات وملأ أرض ليبيا بالمقابر الجماعية.
(2) وأفضل كتابين صدرا مؤخرا ليرويا ما حدث في عهد الجماهيرية الشعبية الاشتراكية العظمى الذي يعمل البعض جاهدا لتحويلنا لمسارها هما كتاب الزميل حسن صبرا «نهاية جماهيرية الرعب» الذي نقترح ان تنشر صحفنا ملخصا له لنرى كيف تتحول الأحلام الى كوابيس مرعبة تدفع أثمانها الشعوب من دمائها، وكتاب عبدالرحمن شلقم «أشخاص حول القذافي» الذي يظهر كيف يحيل الرعب الأشخاص إلى.. خراف.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!