سامي النصف

الإعلام عندما يكذب.. يدمر!

«قلبي على مصر انفطر وقلب بعض أهل مصر على مصر من حجر» هذا هو لسان حالي فيما أرى وأسمع هنا في مصر، فكلما شعرت بالأسى الشديد الى ما آل اليه الحال في أرض الكنانة الحبيبة ولحظت كم المخاطر السياسية والأمنية والاقتصادية الداهمة التي تحيط بها، ورأيت في المقابل تصرفات وأقوالا وأكاذيب بعض ساستها وإعلامييها ممن يسعون جاهدين لمواصلة مشروع تدمير بلدهم لا عن جهل وغفلة بل بسبق إصرار وترصد مقابل أموال ضخمة تودع في حساباتهم الخارجية، وما مصر بالنسبة لهم مهما قالوا وادعوا وطنطنوا، إلا بقاء مؤقت ثم يعودون بعدها من حيث أتوا.

***

قبل سنوات قليلة اختلق نفس الإعلام الكاذب أزمة كبرى بين مصر وهي أكبر بلد عربي والجزائر وهي ثاني أكبر بلد عربي على معطى مباراة كرة قدم واستمعنا إبانها الى اتصال هاتفي ـ موجود على اليوتيوب ـ من المطرب والممثل الشهير محمد فؤاد وهو يحدث عمرو أديب وصاحبه أحمد موسى صارخا من الخرطوم ومدعيا الرعب الشديد بأن الجزائريين يقتلون المصريين في الشوارع فيجيبه احمد موسى قائلا انه يدعو المصريين في مصر الى ان يخرجوا ويذبحوا كل جزائري يلقونه أمامهم ولم يطفئ تلك النار إلا الاتصال العاقل للقنصل المصري في الخرطوم الذي قال انه يتجول بالسيارة ومعه جمع من الأطباء ولم يجد جريحا مصريا واحدا، ولم يحاسب أحد قط محمد فؤاد واحمد موسى على تلك الأكاذيب والأقاويل التي ساهمت في تدمير الصورة التاريخية الزاهية لمصر والمصريين في أذهان الجزائريين ومعها خسارة بمليارات الجنيهات على شكل استثمارات وعمالة وفرص تجارية ضائعة.. الخ.

***

واختلق الإعلام الكاذب هذه الأيام قصة المهرب أحمد الجيزاوي من لا شيء حيث ادعى في بدايتها انه محكوم بالسجن والجلد بسبب سبه للذات الملكية! ولم يعتذر أحد من تلك الكذبة الشنيعة التي بقي إعلاميون مثل محمود سعد يرددونها حتى مساء الأمس على مبدأ «عنزة عنزة لو طارت» مستشهدين بزوجته الطبيبة التي هي على الأرجح من يقف بحكم التخصص خلف محاولة تهريب الأدوية الممنوعة خاصة وقد اتضح انهما لم يكونا في ملابس الإحرام رغم ادعاء الزيارة للعمرة، وقيل كذلك ان وزن الأدوية 80 كيلوغراما بينما تزن الحبة كما هو موجود على موقع الإنترنت ربع غرام اي ان الوزن الكلي لا يتعدى 5 كيلوغرامات، كما قيل كيف لم يتم القبض على المهرب في مطار القاهرة كدلالة على براءته؟! والحقيقة لو طبق ذلك المنطق لما جرم احد عند القبض عليه في أي مطار في العالم بحجة كيف لم يقبض عليه في مطار المغادرة؟! والحقيقة ان مطارات المغادرة يبحث فيها رجال الأمن «عما يخص أمن وسلامة الطائرات مثل الأسلحة والمتفجرات والسوائل.. الخ بينما يختص «رجال الجمارك» في مطارات الوصول بالبحث عن المخدرات والأدوية الممنوعة والمنشورات والأفلام.. الخ، وكذبة اخرى كشفها السفير المصري والقنصل المصري في الرياض وجدة عندما اعترف المهرب أمامهم بجريمته ومرت دون محاسبة مما يمهد لإعادتها مع دول اخرى!

***

آخر محطة: عجائب مرشحي الرئاسة:

(1) صرح د.عبدالمنعم أبوالفتوح بأن تزوير انتخابات الرئاسة يعني عودة مناصريه للثورة والفوضى في الشوارع كحال زميله حازم أبواسماعيل بمعنى لو فزت فالانتخابات نزيهة أما إذا سقطت فالانتخابات مزورة.. وكم من أثمان تدفع للفوز بالكرسي الأخضر، وخافوا الله يا مرشحي مصر في مصر وشعب مصر.

(2) في وقت يتقاتل فيه أبناء العباسية مع الغرباء من الشبيبة النازية الحازمية رافعة شعار «لازم حازم» دفاعا عن بيوتهم ومحلاتهم ومصادر رزقهم ويسقط عشرات القتلى والجرحى في غياب المحرض حازم أبواسماعيل بحجة ان الطبيب نصحه بالبقاء في السرير لمدة أسبوعين كعذر لتركه أبناء الآخرين يموتون وهو جالس في بيته، ولم يشرح مرشح «حازمون ومدمرون للبلد والقانون» ماهية المرض الذي يمنع انتقاله بسيارته الفارهة للعباسية، وما إذا كان المرض والبقاء في السرير يشمل كذلك أبناءه وأقاربه ممن لم يصبهم الضرر!

(3) صرح المرشح الناصري «البطل» حمدين صباحي بأنه لو كان الرئيس لأرسل على الفور طائرة خاصة تحضر المهرب أحمد الجيزاوي (بالقوة) من السعودية(!)، لو كان صباحي يرأس أميركا أو روسيا أو الصين أو الهند وكانت السعودية أصغر من إمارة موناكو وسان مارينو أو لكتنشتين أو جزر المارشال ما جاز له ذلك القول المدغدغ الذي يمس سيادة دولة اخرى، وتاريخ مصر الحديث مليء بزعامات الخطب الرنانة وما يتلوها عادة من كوارث ومصائب..!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *