نشرت عزيزتنا القبس فحوى الندوة المغلقة التي تشرفت بالمشاركة فيها للحديث عن «الدولة المدنية». وقد اذهلني العنوان الذي اختاره المحرر لحديثي «سنطالب برئاسة الوزراء»! لانني لم اذكر هذه العبارة، فقلت في نفسي لعلي تلفظت بها اثناء احتدام النقاش من دون ان انتبه، فقرأت المنشور بالكامل، وصدمت عندما لم اجد هذه الصياغة التي توحي بطموح الحركة الدستورية في رئاسة الوزراء، فأدركت ان المحرر توهم او أساء الفهم عندما تحدثت عن حرصنا على الوصول الى مراكز صنع القرار. واريد ان اعيد ما نشرته القبس في المقابلة نفسها عن هذه الجزئية عندما سألني المحرر.
المحرر: ماذا عن رئاسة مجلس الوزراء؟ هل تطمحون للوصول اليها؟
الدويله: اذا القانون يسمح وهناك اتفاق فلن نتردد ان يكون رئيس الوزراء «شعبيا».
انتهى النقل.
إذاً المسألة مسألة عناوين للصفحة.. طبعا المحرر يختار ما يعتقد بأنه مثير، ولا اشكك هنا بالامانة الصحفية حاشى الله، لكن اتمنى ان تكون الاثارة في حدود المعقول.
ذكرني هذا بعنوان لاحدى الصحف الكويتية قبل سنوات عدة «انقلاب في الكويت»! وعندما تدافع الناس لشراء الصحيفة اذا بخط صغير بالكاد يقرأ فوق المانشيت العريض يقول: انباء ايرانية صحفية تدعي: ……!
احدى الصحف المحلية نقلت على صدر صفحتها الاولى خبراً للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق واختارت له عنوانا مثيراً، بينما لو تقرأ ما هو مكتوب في الداخل لتجد الشيخ قال كلاما طيبا بعيدا عن الاثارة في الموضوع نفسه.. وهكذا آفة الاخبار رواتها.. وانا اقول: آفة اخبار الصحف.. محرروها.
***
• بعض نواب مجلس الامة ينسى انه اصبح نائبا في البرلمان.. وعليه ان يغير من اسلوب حديثه ويترك الساقط من القول الذي تعود عليه في كتاباته الصحفية وفي مقابلاته التلفزيونية، لكن كما قيل: الطبع يغلب التطبع.
***
• شخص معروف كان يبيع الخمور اثناء الغزو العراقي الغاشم، هذا الشخص تم اختياره من الشعب لتولي منصب رفيع.
***
• شخص آخر، وايضا معروف، انتحل شخصية تاجر عقار وباع ما لا يملك، ثم اكتشف امره وسحبه الانتربول من منتجعه في احدى الدول الخليجية وجيء به الى الكويت ودخل السجن ثلاث سنوات، تصدقون حتى هذا تم اختياره شعبيا لتولي منصب رفيع!
آه من هيك شعب! نحن نقبل بالديموقراطية حلوها ومرها.
• المحرر:
نحترم حق الزميل أبي معاذ في استدراك فكرته ورأيه، ونقدر الدوافع التي قد تكون أملت التوضيح.
عتب المحب أن يحمّلنا مسؤولية الكلام، وإن بطريقة راقية ورفيعة المستوى. وتقديراً منا لأبي معاذ لم نرغب في أي رد ونكتفي بالإشارة إلى ان ما وضعناه في المانشيت والعنوان موجود نصاً في المادة كما في تسجيل الندوة التي لاقت صدى طيباً من القراء يغني الآراء المطروحة فيها، فلا تحتاج إلى أي إثارة.