سامي النصف

محمد حسني ومحمد حسنين

  كتاب آخر مليء بالجحود والحقد والكذب والافتراء يصدره الكاتب «المزمن» محمد حسنين هيكل الذي أعلن اكثر من مرة اعتزاله الكتابة، الا انه يصر حتى في هذه الجزئية على الا يصدق فيرفض ان يختفي ليرتاح ويريح الآخرين من شرور كتاباته- التي اختص بها هذه المرة الرئيس السابق محمد حسني مبارك-ولقاءاته التي لم يبق حقيقة تاريخية في تاريخ مصر والمنطقة العربية لم يزيفها ويعكس الوقائع والحقائق فيها.

***

وقد سبق للكاتب الجاحد هيكل ان اثنى واستفاد من عهد الملك فاروق حيث كان يرأس تحرير صحافة مجموعة اخبار اليوم الاكثر موالاة للملك وحصد جوائزه ثم انقلب عليه شر منقلب مع لحظة خروج يخت «المحروسة» الملكي من المياه الاقليمية المصرية وادعى انه كان يشرب الخمر ويزني بالنساء وهي افتراءات واكاذيب انكرها اصدقاء وأعداء الملك فاروق على حد سواء.

***

وما ان وصل البكباشي جمال عبدالناصر للحكم بعد سنتين من حركة الجيش حتى اصبح هيكل الأب الروحي له يديره ويوجهه كيفما شاء فيرسم له سياساته الخارجية المهلكة ويخطط له معاركه العسكرية المدمرة ويحولها ضمن المنهاجية الغوبلزية في الاعلام إلى انتصارات باهرة، وكان يعامل عبدالناصر كالطفل القاصر فيكتب له خطبه المحرضة التي أوصلته الى توريطه في نكسة 67 واساءت لعلاقاته مع جميع الدول العربية والاسلامية ومع المعسكرين الغربي والشرقي على حد سواء، وما ان توفي عبدالناصر وقبل ان تجف تربته فتح هيكل باب الهجوم عليه الذي لم يقفل عبر مقال «عبدالناصر ليس اسطورة» وما اجمل وفاء الصديق لصديقه!

***

وواصل هيكل عمله كوزير للارشاد والاعلام في عهد الرئيس انور السادات وسهل له عملية الانقلاب على شركاء عبدالناصر الكبار والسائرين على نهجه امثال شعراوي جمعة ومحمد فوزي ومحمد فائق وسامي شرف وغيرهم ولم يمس السادات بكلمة ابان حياته خوفا من ان «يفرمه» ولكن ما ان قتل في حادثة المنصة حتى اصدر كتابه القميء «خريف الغضب» الذي طعن به في والدة السادات وعائلته بصورة مهينة، فأصبح السادات محبوب الشعب المصري حتى اليوم.

***

اما في عهد مبارك الذي بدأ يومه الاول بإطلاق سراح هيكل من السجن واستقباله وصحبه في القصر الجمهوري فقد استفاد هيكل رجل كل العصور من عهد الثروة كما استفاد من حقبة الثورة حتى بلغت ثروته الخاصة التي يديرها ابناه ما يتجاوز 15 مليار دولار (مجموعة اصول شركتي هيرميس والقلعة) ولم يقل احد لابناء «الجورنلجي» من اين لك هذا ؟ في وقت يرمى ابناء رئيس الجمهورية في اعماق السجون!

***

آخر محطة: بودنا ان يضع مؤرخون منصفون ما عمله محمد حسني لبلده في كفة وقد كان احد قادة نصر 73 ومهندس عملية اعمار مصر الكبرى، وما عمله محمد حسنين من تسويق لعمليات القمع والديكتاتورية في الداخل، وتبرير للهزائم العسكرية والسياسية في الخارج.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *